أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد الشديدي - رمضان العراقيين.. هلال بلون الدمّ














المزيد.....

رمضان العراقيين.. هلال بلون الدمّ


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1339 - 2005 / 10 / 6 - 11:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رمضان هذا العام لا يختلفُ كثيراً عنه في الأعوام السابقة.
هو شهر الخير والبركة، أو هكذا أخبرونا. فصدقّناهم. ومازلنا نعتقد حتى بعد أن كبرت بنا السنين أنّ هذا الشهر هو رمز لتواصل الأرض مع السماء. اليوميّ مع اللاعاديّ. المعروف مع المجهول والمحدود مع المطلق. رمزٌ لتواصل الأنسان الفاني مع الأزلي.
ففيه نزل الوحيّ على نبي الأميين ومعه كلمات ربّه.
أول الكلمات كانت دعوةٌ للعلم وتجاوز حدود المعرفة المألوفة.. إقرأ. ومن مِنا لا يعرف بقية ماحدث؟ رجلٌ خرج بمفرده ليواجهَ عالماً كاملاً. وليغيّر مسيرة التاريخ بعد ذلك. لهذا السبب كان رمضان ومازال شكلاً من أشكال العودة الى النبع الأول، بل الى نقطة الغيث الأولى التي أخترقت رمال الصحراء العربية لتضعها على خارطة العالم بعد قرون من العزلة والسلبية القاتلة.
واحتفالنا، نحن المسلمين، بهذا الشهر له دلالة تتجاوز قيمته الروحية كونهُ نقطةَ البدايةِ الأولى لمشروعٍ حضاريّ نجح وبشكلٍ باهر رغمّ تضافر جميع الظروف والعوامل ضّده. ولن أناقش تلك الظروف ولا التحديات التي واجهت ذلك المشروع الحضاري الذي لم تشهد منطقتنا مثيلاً له منذ انطلاقه قبل اربعة عشر قرناً. ولن أعرّج كذلك على الاخفاقات، تلك التي أصابته في الصميم، ولا على محاولات تغيير مساره وتحويله من رسالة عالميةٍ تدعو الى الخير والتقدم والإخاء، الى حركة تدعو الى العودة الى وراء، الى عهود الظلام والأستبداد والتخلف. ناهيك عن تحويله الى فكرٍ دمويّ ارهابيّ انعزاليّ يقف ضدّ كل محاولات الأنطلاق الى ألآفاق الرحبة التي لم يصلها الأنسان من قبل.
هذا العام يأتي رمضانٌ لم يشهد العراقيون مثله حتى في أكثر العصور ظُلمةً أيام هولاكو وتيمورلنك ودول الخروف الأسود والأبيض والبنفسجي وحثالات المماليك وانكشارية سليمان القانوني وسلاطين السلاجقة والبويهيين والصفويين وبني عثمان. رمضان، هذا العام، يقرع ابوابنا مع أزيز الرصاص ودويّ انفجار السيارات المفخخة. وسادات الحرب وامراءها يرتدون البزّات العسكرية مؤيدين بتجار السياسة ومافيا المحروقات مسبّحين بحمد إله البورصة وسوق الأسهم.

اردناك يا رمضان رمزاً لتقاربنا.. صيحةً بوجه الغرباء القادمين من وراء البحر ووراء الحدود.. هلالاً يحتضن شمسَ الأكاديين تماماً كمسّلةِ اورنمو المصنوعة من صلصال الأهوار والدماء الطاهرةِ المنبثقةِ من أرحام العراقياتِ اللواتي استباحهن الغزاة ساعة سقوط أورالناصرية.. وبغداد النائمةِ على ساعد النهر العاشق.
كانت دعواتنا أن تكون، انتَ، كلمةً توحدّنا ولو لمرّة واحدة. فإذا بك تنقلبُ علينا.
ديوان الوقف السنّي أعلنّ انك جئت يوم الثلاثاء..
أما الشيعة فلم يروكَ بعد.
ترى ما رأي الأكراد؟؟
سُنة العراق صاموا يوم الثلاثاء. الشيعة والأكراد.. هل تحالفوا من جديد على رؤية هلال رمضان كما فعلوا في الأنتخابات؟؟
ربما سيصّرح الدكتور الجعفري برؤية هلال الشهر فيعترض فخامة رئيس الجمهورية لأن رئيس الوزراء تجاوز صلاحياته المنصوص عليها. المنصوص عليها اين؟؟ لا أحد يعرف.
أردناك نجمةً نستّدل بها في هذه العتمة الحالكة ايها الشهر الفضيل.. فإذا بهم يجعلوك ،مثل كلّ عام، حدّاً فاصلاً بين السنيّ والشيعيّ. بين الكاظمية والأعظمية.. بين بلد وتلك القرى التي تحيط بها.. بين العراق والعراق.
وقريباً قد نرى رمضان السُنة.. والشيعةِ.. ورمضان الأكراد.
لم لا وقيادات الأحزاب والطوائف والقوميات تستعرض عضلاتها احداها بوجه الآخرى.
لقد أصبح الوطن ضحيتهم الأولى. فما المانع أن تكون يا رمضان ضحيتهم الثانية؟

صوت ابوطبيلة يموت مع كل انفجار سيارةٍ مفخخة، وأصواتنا تختفي وراء ضجيج هتاف ِالمليشيات المسلّحة وسفّاحي الزمن الجديد وحواسم الطوائف المتصارعة.
فمن يقول للرصاص أن يتوقفَ للحظةً قصيرة ريثما يتناول الصائم إفطاره؟ ومن يخبر القنابل المنفجرة بوجه أطفال العراق أن في بيوتنا من ينتظرالأطفالَ كل مساءٍ ليدقوا ابوابنا وينشدوا لنا الماجينة.
ماجينا يا ماجينا.. حللّي الكيس وانطينا...
ماذا سنعطيهم؟ رصاصةً في الصدغ؟؟ أم سيارة مفخخة يتعالى صوت انفجارها مع آذان الغروب؟؟ ثمّة ابواب لا يريد احدٌ فتحها فخلفها يقف الموت بإنتظار ابو طبيلة العجوز.. الذي نسمع صوت سعالهِ النحاسيّ بين الشوارع المليئةِ بالجثث المتفحمة مقترباً دون وجل. ولكن اين نقرات عصاه الواثقةِ على الطبل؟
هل اختنق صوت العراق قبل السحور؟

لحظةً واحدة من فضلكم ريثما يفيق النائم ليتناول الطبل ويخرج ناثراً نوره على كثبان النجوم.. وليصرخ بالناس.. اصحَ يا نايم...
وسيفيق الوطنُ من نومه قريباً على صوت ابو طبيلة ليأكل سحوره ويشرب شربةَ ماءٍ لن يضمأ بعدها ابداً..
اصح يانايم.. وحدّ الدايم.
اصح يا نايم.. وحّد شعبك.
اصحَ يا نايم.. وحّد العراق.



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمس الدين: الحقيقة والأسطورة
- صورة دافئة من ألبوم عراقي
- كتيبة أمريكية تصممّ العلَم العراقي الجديد؟
- عثمان الأعظمي.. ألكاظمي.. العراقي
- تصبحون على أمان
- أغاني بابلية للموت العراقي
- دستور العراق.. أبو طبر جديد؟؟؟
- عراقنا المغدور ما بين الحجاب والسفور
- تصريحات الحكيم.. عشرة عصافير بحجر واحدة
- هل تدعم إيران الإرهاب السلفي في العراق؟
- السادة والعبيد في العراق الجديد
- من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه
- لمحمد الوردي..والنار التي في قلبه
- عاشِروا الأكراد بالمعروف.. أو.. طلّقوهم بالمعروف
- سجّل أنا شيعي...
- كولاج عراقي لسماء قاتمة
- سوناتا القيامة
- قصيدة: اور..الناصرية..اوروك الورقاء


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد الشديدي - رمضان العراقيين.. هلال بلون الدمّ