أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حسن - أمهات المؤمنين - بين البشرية والعصمة














المزيد.....

أمهات المؤمنين - بين البشرية والعصمة


احمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5216 - 2016 / 7 / 7 - 05:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أمهات المؤمنين

كانوا بشرا كسائر البشر ، ونساء في طبعهن وخلقهن مثل سائر النساء ، أما تسميتهن ( أمهات المؤمنين ) فهو تكريم معنوي ليس لفضل أو قيمة أو علم ، وقد كان منهن بنت عمر ابن الخطاب ، وبنت أبو بكر الصديق ، وليس متصورا أن يصرن أمهات أباءهن بأي صورة ، وإنما ميزهن فقط اعتبار أدبي لزواجهم من النبي .

وكان هو كما ورد - ما أنا إلا بشر مثلكم ، ولكن يوحى إليي - فقد كان يغير ، ويخطأ مثل البشر أحيانا حين يتصرف كبشري أو يقدر من تلقاء ذاته ، وكان القران يعاتبه أحيانا لخطأ تقديره كما حدث في سورة عبس وغيرها .

أما تصور العصمة والتنزيه فهو من صنع الفقهاء بعد موته ، بدأة بتنزيهه ، ثم تنزيه أل بيته ، ثم تنزيه صحابته ، ثم تنزيه السلف والتابعين ، ثم تابعين التابعين .

حتى انهم وضعوا حديثا يقدس وينزه 300 سنة بما فيهم ومن فيهم - خير القرون .. الخ -
ولم يكتفوا بذلك فوضعوا عصمة لهم باعتبارهم - علماء الدين وحفظة القران -

هكذا شيدت أسوار وأبراج من القداسة والعصمة شعر المسلمون أمامها بالانسحاق والتضاؤل والخوف والرهبة ، فكان يكفي أن يربي صبي صغير لحيته ، أو يرتدى جلبابا قصيرا حتى يعامل ممن حوله بتبجيل وتقدير ، ويستشيرونه في أمورهم باعتباره عالما حتى لو كان يجهل القراءة والكتابة ، ويطلقون عليه - الشيخ ، أو مولانا .

هذا الهرم الصناعي لا يقوم على أي قوائم من عقل أو دين ، ويناقضه ويكذبه تماما وقائع التاريخ ، فلم يكن صحيحا حديث - أصحابي كالنجوم بأيهم اهتديتم اقتديتم - فليس من القدوة في شيئ خديعة وكذب الصحابي عمرو ابن العاص على أبو موسي الأشعري ، وليس من القدوة في شيئ ما اخترعه كذبا على النبي أبو هريرة من أحاديث ملئت الكتب والمجلدات ، وليس من القدوة في شيئ أن يسارع كبار الصحابة والأنصار - وجسد النبي مسجي في سريره لم يدفن بعد - إلي التنازع حول الحكم يكن لأي عشيرة أو قبيلة - رغم أن الإسلام ساوي بينهم جميعا في نصوصه - حتي كادوا يتقاتلوا في السقيفة ، وليس من القدوة في شيئ أن يستحوذ فريق من المسلمين على الحكم ويحرموا منه اخرين كما حدث مع الأنصار ، ومع الحكم الأموي في مواجهة باقي الأمصار ، وعشرات الأمثلة ليس أخرها أن يتواجه أل البيت بالسيوف في موقعة الجمل .

سأعطى أمثلة عن عادية وبشرية ( أمهات المؤمنين ) ، وحتي عن نزول القران - مصدقا - بل أحيانا مؤكدا حرفيا وبالنص - لقول عمر .

1- حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن حميد ، عن أنس ، قال : قال عمر بن الخطاب : بلغني عن أمهات المؤمنين شيء ، فاستقريتهن أقول : [ ص: 489 ] لتكففن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن ، حتى أتيت على إحدى أمهات المؤمنين ، فقالت : يا عمر أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت؟ فكففت ، فأنزل الله ( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات ) . . . الآية .

2 - في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ للأول بسنده عن عائشة قالت : كان رسول الله ( ص ) يحب الحلواء ويجب العسل وكان إذا صلى العصر أجاز على نسائه فيدنو منهن ، فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس ، فسألت عن ذلك فقال لي :
أهدت امرأة من قومها عكة ( 1 ) عسل فسقت رسول الله ( ص ) منه شربة فقلت : أما والله لنحتالن له ، فذكرت ذلك لسودة بنت زمعة وقلت : إذا دخل عليك فانه سيدنو منك فقولي له : يا رسول الله أكلت مغافير ؟ فانه سيقول : لا ، فقولي له : ما هذه الريح التي أجد منك ؟ وكان رسول الله ( ص ) يشتد عليه أن توجد منه الريح ، فانه سيقول : سقتني حفصة شربة عسل فقولي له : جرست نحله العرفط ؟
وسأقول ذلك وقوليه أنت يا صفية ، فلما دخل على سودة قلت : تقول سودة : والذي لا إله إلا هو لقد كدت أن أبادره بالذي قلت لي : وانه لعلى الباب فرقا منك ( 2 ) ، فلما دنا رسول الله ( ص ) قلت : يا رسول الله أكلت مغافير ؟ قال : لا ، قلت : فما هذه الريح ؟ قال : سقتني حفصة شربة عسل ، قلت : جرست نحله ( 3 ) العرفط ؟ فلما دخل علي قلت له : مثل ذلك ، ودخل على صفية فقالت له : مثل ذلك ، فلما دخل على حفصة قالت له : يا رسول الله ألا أسقيك منه ، قال : لا حاجة لي به ، قالت : تقول سودة : سبحان الله لقد حرمناه ، قالت : قلت لها : ( اسكتي ) ( 4 ) .

لا توجد مشكلة على الإطلاق في أن ننظر اليهم جميعا كبشر - يخطئ ويصيب - وان نتعاطى مع التاريخ الخاص بهم كتاريخ بشري قابل للنقاش والملاحظة دون ترهيب أو حصانة مفترضة ، أن نميز بين كل ما هو بشري - كنسبي وقابل للنقاش - وبين الإلهي - الذي هو أيضا قابل للنقاش ولكن من زاوية مختلفة - المشكلة هي في إضفاء تنزيه وعصمة لم يقل بها عقل أو تاريخ أو حتي أية ، ومن اختراع فقه منحط نصب نفسه سيدا ومرشدا لعقل وروح الأمة .



#احمد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لتلك الدعوة المزرية الي الوحدة
- الإسلام وإشكالية تحرير العبيد
- محنة العقل الدينى
- معالم ومنعطفات الثورة المصرية - الجزء الاخير ورابط تحميل الك ...
- كيف نري تجربة الشاعر عبد الرحمن الابنودي
- معالم ومنعطفات الثورة المصرية من 2011 إلى 2014 - الجزء الثال ...
- الغريب
- معالم ومنعطفات الثورة المصرية - من 2011 الى 2014 - الفصل الث ...
- معالم ومنعطفات الثورة المصرية من 2011 إلى 2014
- بداية اخري
- الماركسية والإصلاحية - الفصل الثالث - الجزء الثالث والاخير -
- الماركسية والاصلاحيون - الفصل الثالث - الجزء الثانى .
- الماركسية والاصلاحية - الفصل الثالث - الجزء الاول
- الماركسية والإصلاحية - الفصل الثاني - الجزء الثاني - إشكالية ...
- الماركسية والإصلاحية - الفصل الثاني - الجزء الاول - إشكالية ...
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - كيف ؟ - خاتمة الفصل الأول -
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - الفصل الاول - الجزء الثاني
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - الفصل الاول - الجزء الاول
- كيف تعمل الأيدلوجيا في ظروف الثورة
- في ذكري احمد سيف


المزيد.....




- فرنسيس والكاثوليك الأميركيون
- إسرائيل تستهدف منطقة قرب القصر الرئاسي بدمشق وتتعهد بحماية ا ...
- سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفض ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حسن - أمهات المؤمنين - بين البشرية والعصمة