أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد حسن - الماركسية والاصلاحية - الفصل الثالث - الجزء الاول















المزيد.....

الماركسية والاصلاحية - الفصل الثالث - الجزء الاول


احمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4933 - 2015 / 9 / 22 - 13:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفصل الثالث

من كريس هارمن لسامح نجيب ... خطوتان إلى الخلف

يمثل سامح نجيب تلك الخطوة المباشرة في التحالف السافر مع الإخوان المسلمين، وبغض النظر عن أن كراسه صدر في أجواء تحالف الاشتراكيين مع الإخوان، وانه كان بمثابة ورقة دفاع عن الإخوان بمعنى ما لتبرير التحالف، فهاجم بشدة من وجه اتهامات إلى الإخوان معتبرهم حركة فاشية، وركز هجومه علي رفعت السعيد – الخصم الأشد فجاجة للإخوان - وليس حتى علي سمير آمين.
يتميز كراس سامح نجيب " الإخوان المسلمون... رؤية اشتراكية" عن كراس هارمن بالاتي:
التركيز علي حركة إسلامية محددة " الإخوان " تتبع تطورها التاريخي والسياسي من الثلاثينات حتى لحظة الكتابة ،بينما كان كراس هارمن سياحة واسعة لم تتبع بدقة حركة معينة في تطورها وتطور مواقفها. بذلك تجاوز سامح تعميمات هارمن إلى حد كبير.
ينطلق من نفي الطابع الفاشي عن الإخوان ، وكونها حركة إصلاحية افرزها أزمة الطبقة الوسطى وتتسم بالتناقض، وهو هنا يتبع رؤية هارمن .
يعطى سامح نجيب وزنا استثنائيا لدور البنا ، يكاد يصل لحد الانبهار
" وإذا كانت هناك الكثير من التفسيرات المتباينة لسرعة نمو وانتشار جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنه مما لا شك فيه أن القدرات التنظيمية الفذة لحسن البنا، وفهمه لأهمية أساليب الدعاية الحديثة وعملية التجنيد، لعبت دوراً محورياً في تحويل مجموعة صغيرة من الدعاة في نهاية العشرينيات إلى أكبر تنظيم سياسي في البلاد مع مطلع الأربعينات. " 1
وفي معرض رده علي السعيد الذي يشير إلى هرمية ومركزية الجماعة (بسبب الطابع الديني) يدفع بأن :
" كان التنظيم إذن تنظيماً هرمياً يعطي صلاحيات واسعة للمرشد ولمكتب الإرشاد. هذه المركزية الشديدة لا تعود إلى الطابع الديني للحركة كما يصور البعض (على غرار رفعت السعيد) إنما تعود إلى نوع المهام السياسية التي طرحتها الحركة على نفسها في ظل ظروف تاريخية بعينها. والمؤكد أن تلك المركزية الشديدة كانت سمة سادت في ذلك الوقت داخل الكثير من التنظيمات السياسية العلمانية وعلى رأسها المنظمات الشيوعية الستالينية التي، رغم تبنيها لمبادئ المركزية الديمقراطية (أي التوازن بين الديمقراطية في اتخاذ القرار والمركزية في تنفيذه) كانت في الواقع تلغي الديمقراطية من المعادلة، حيث امتلك السكرتير العام في الأحزاب الشيوعية وقتها سلطات لا تختلف عملياً عن سلطات المرشد العام في حالة
الإخوان. " 2
ينظر نجيب إلى سلطات المرشد ومكتب الإرشاد باعتبارها (سمة العصر) في هذا الوقت ، وأنها وجدت لدي علمانيين وشيوعيين، مطابقا بين السكرتير العام والمرشد العام، هذه التعميم هدفه هو الدفاع عن الإخوان فحسب، ليس لأنه لا توجد مركزية شديدة أو حتى إلغاء للديموقراطية في أحزاب ستالينية، ولكن لأنه ينظر إلى المسألة من زاوية تقنية صرف، ويخلعها من مجمل الشروط الأخرى، فيتطابق عندئذ هتلر مع ستالين مع البنا مع قادة علمانيين وغيرهم، باعتبارها قانون مرحلة، تبرئة للتركيب التنظيمي للإخوان. تلك النزعة الدفاعية ستلازم نجيب في العديد من ردوده وتفسيراته، خاصة عند مناقشته لتناقضات برنامج الإخوان.
أمثلة لذلك في كراس نجيب ...
1 - القراءة النقدية لبرامج الإخوان يجب أن تبدأ ليس من الهجوم على موقفهم الرجعي من المرأة والأقباط أو موقفهم من الدولة المدنية ولكن من أطروحاتهم حول الموقف من الإمبريالية والرأسمالية الليبرالية الجديدة.
هل يطرح الإخوان رؤية عملية لمواجهة الهجمة الإمبريالية والصهيونية في منطقتنا؟ وهل يطرحون مخرجاً من السياسات الاقتصادية التي تجوع وتشرد الملايين من الفقراء في مصر؟ "3
إنها إحالة غريبة للمجرد والعام والبعيد تلك التي يقوم بها نجيب، هل تلك القضايا قليلة الشان مثلا أو غير هامة، عندما يتوجب كشفهم في الممارسة الاجتماعية اليومية وفضحهم فيها.
إحالة تمكن من تجنيبهم النقد في القضايا اليومية التي تتقاطع مع حياة ملايين من الناس. لنناقش بدلا من ذلك – كما يقترح - ما إذا كانوا يطرحون " رؤية عملية لمواجهة الهجمة الإمبريالية والصهيونية في منطقتنا؟ " هل نسمع صوت يسار قومي أو يسار ماركسي، إن العام هو ما يجب كشفه وفضحه في الممارسة اليومية وليس العكس، المستوى العام من الخطاب والمواقف لا يتمظهر في ذاته، وغير قابل للاختبار في عموميته، بل في الممارسات اليومية تحديدا. وفضلا عن أن سامح لا يقدم لنا سببا لاقتراحه لكنه يمليه علينا فحسب إلا أنه يقدم مهرب ممتاز للإخوان عندما يحاصرون في (موقفهم الرجعي من المرأة والأقباط أو موقفهم من الدولة المدنية) معتبرا تلك القضايا (الحيوية والمؤرقة) اقل أهمية مقارنة بمناقشة "الأطروحات العامة" إن سامح يحيل لأشد القضايا عمومية عندما يكون لازما مناقشة القضايا العينية الملحة.
2 – في مناقشة مبادرة المرشد عام 2004 يتعرض سامح نجيب لبنود المبادرة ونقده لها، نقده كله كان مضمونه انهم ﻻ-;---;-----;--- يفهون أسباب القضايا التي يتناولوها، وانهم ﻻ-;---;-----;--- يجيبون بدقة حول الكيفية التي يمكن تنفيذ مقترحاتهم بها. وان ذلك بسبب انهم يسعون لمسك العصا من النصف ...
"محاولة إرضاء جميع الأطراف في المعادلة الاجتماعية هي سمة دائمة في خطاب الإخوان وتعبر بحق عن طبقة التناقضات ـ الطبقة الوسطى الحديثة. " .. " لذا تظل المقترحات لها تلك الصفة المتناقضة والمثالية. فهي مقترحات تبدو جذابة لقطاعات واسعة من الجماهير ومن الطبقة الوسطى دون أن تكون مزعجة للبرجوازية والمستثمرين".4
وتستمر تلك الروح في مناقشة مقال الغزالي حول التنمية .. انه فحسب لا يفهم جيدا …"يجب محاربة الظلم الاجتماعي، لكن حين يتناول الكاتب سؤال كيف .. نجده يكتفي بمبادئ أخلاقية عامة بلا اقتراب من جوهر الاستغلال الرأسمالي"
فهم جوهر الاستغلال الرأسمالي!!! وهل ننتظر من رؤية إخوانية أن تفهم (جوهر الاستغلال الرأسمالي) هل ذلك هو النقد الذي نقدمه ؟ انهم لا يفهمون جوهر الاستغلال الرأسمالي.
إن سامح في كراسه يحاول أن يستخلص، من خلال بعض المقالات أو التصريحات الإخوانية، دلائل علي طبيعتهم الإصلاحية، علينا أن نصدق مثلا انهم يسعون إلى " محاربة الظلم الاجتماعي" ها هم .. وفقا لمقال الغزالي، قريبون جدا من معسكرنا، لكنهم .. لأنهم إصلاحيين فحسب .. لا يعرفون أسباب هذا الظلم، جوهره أو كيف يمكن فعلا محاربته بطريقة فعالة بعيدا عن الأمنيات والعبارات الأخلاقية.
سامح يريدنا أن نصدق رؤيته بتلك التصريحات والمقالات – طبعا ليس بها فقط – متجاهلا كليا طابعها الدعائي الصرف، ليس الغزالي أو الهضيبي أو البنا فقط، ولكن برنامج وتصريحات السادات وحزب مصر الممسك بالسلطة (بالمناسبة كان اسمه مصر العربي الاشتراكي) وكذلك خطب مبارك وبرامج الوطني في الدعاية … كلها، كل تلك الخطابات والتصريحات تحدثت دائما عن الانحياز للفقراء، ومحاولة ردم التفاوت الاجتماعي، واكثر من ذلك بكثير، انه الخطاب الدعائي الموجه لاستمالة الفقراء، والمطلوب هو دائما كشف زيفه وإظهار حقيقة تلك الأحزاب أو النظم، الذهاب إلي ما وراء الخطاب وليس اعتباره صادقا ولكن بتحفظ.
لنأخذ مثالا …
1 - "نخوض الانتخابات القادمة.. وأعيننا على هؤلاء.. ونطرح برنامج الحزب للسنوات الخمس المقبلة.. من أجل هؤلاء.. نطرحه من أجل المزيد من النمو وفرص العمل وتحسين الدخول.. نطرحه من أجل المزيد من التصدي للفساد.. والمزيد من الحماية للأسرة المصرية.. والسيطرة على التضخم وضبط الأسواق والأسعار.. من أجل البسطاء والفقراء والمهمشين.. لسكان العشوائيات والقرى الأكثر حرمانا واحتياجا.. لمن لم تصلهم بعد خدمات الصرف الصحي.. للساعين للمسكن اللائق والتعليم المتطور والتأمين الصحي الشامل لأسرهم.. للفلاحين بمزارعهم في القرى والنجوع.. لأصحاب المعاشات.. للعمال في مصانعهم وورشهم.. لأبناء الطبقة المتوسطة المصرية الآخذة في الاتساع.. ولأهالى المحافظات المتطلعين للمزيد من اللامركزية لكل هؤلاء.. ولكل أبناء الشعب.. يطرح الحزب اليوم.. برنامجه الجديد أمام أبناء الشعب.. لنبني على ما حققناه لهم وبهم.. منذ عام2005 . إصلاح اجتماعي.. كان وسوف يظل في قلب سياسات وأولويات الحزب.. يسعي لتوسيع قاعدة العدالة الاجتماعية.. يولى أكبر قدر من الرعاية للفئات الأكثر احتياجا.. لمساعدتهم على الخروج من دائرة الفقر.. ويولى اهتماما موازيا لتطوير الخدمات العامة.. وللاستثمار في البشر بتطوير التعليم والرعاية الصحية.”5
2 - "سابعاً : الدعم
من الأمور الهامة التي يضعها حزب الوفد وحكومته توصيل الدعم للسلع التموينية لمستحقيه ولذلك جاء برنامج حزب الوفد وحكومته لإعادة هيكلة نظام الدعم بما يحقق الهدف منه وتوصيله لمستحقيه من محدودي الدخل ويأتي ذلك ضمن مجموعة برامج إعادة الهيكلة المالية والاقتصادية والضر ائبيه والأجور .
ثامناً : العدالة الاجتماعية
ضمان العدالة الاجتماعية في توزيع الدخل وعوائد التنمية بين المواطنين جميعاً فلن نقبل أن تحصل الأقليه على النسبه الأكبر من الدخل القومي بينما تعيش الغالبية من شعب مصر تحت خط الفقر .
العدالة في توزيع الأعباء العامه بالتخفيض من الضرائب الغير مباشره على اختلاف أنواعها وإعاده تخطيط النظام الضريبي ليتحمل أصحاب الدخول الأعلى والثروات الأكبر نصيباً من الضرائب يتكافئ مع قدراتهم الماليه .
تاسعاً : مكافحه الفقر
• التوسع في برامج تخفيض الفقر وتوفير التمويل اللازم لها .
• إعادة توجيه الصندوق الاجتماعي للتنمية إلى هدفه الأصيل الذي أنشئ من أجله وهو تخفيض مشكله الفقر .”6
هذين مثلين من خطاب السلطة الاشد استغلالا ، والحزب الليبرالي التقليدي المعارض. كلهم سيخاطبون الجماهير في دعايتهم ، والاخوان كذلك ، خاصة في حالات الانتخابات العامة، بتلك اللغة التي لا صلة لها علي الإطلاق بتوجهاتهم السياسية أو انحيازاتهم الطبقية الحقيقية. إن خاطب الشيطان جمهورا سيردد على مسامعهم أولا فقرات من الكتاب المقدس. فهل نستدل علي طبيعته أو توجهاته بتصريحاته؟

لنري تلك الفقرة من كراس سامح نجيب ، في معرض نقده لرفعت السعيد وتحليله للإخوان …
" في تحليله للحركات الإسلامية يصل السعيد إلى استنتاج شديد الغرابة فيقول:
“إن معطيات التوجه الاجتماعي والاقتصادي لجماعات الإسلام السياسي على اختلاف أنواعها (وإن ارتدى بعضها ثياباً أكثر اعتدالاً أو أكثر تطرفاً) فإنها في مجموعها جماعات سياسية تلغي المنظور الطبقي للصراع .. وتقسم البشر ليس على أساس موقفهم من العملية الإنتاجية (رأسماليون وعمال، ملاك أراضي وأجراء) وإنما من منظور فكري ينحصر في مدى ولاء الشخص لفكر الجماعة أو ما تبشر به.”1
يعلق قائلا ..
"ولكن ألا تلغي كافة الحركات السياسية البرجوازية والبرجوازية الصغيرة ذلك المنظور الطبقي للصراع؟ ألم تقم مثلاً الحركات الثورية البرجوازية في أوروبا منذ الثورة الفرنسية بإخفاء طابعها الطبقي وراء شعارات الديمقراطية والمساواة أمام القانون وحقوق الإنسان والمواطنة؟ وألم “تلغي” حركات التحرر الوطني في العالم الثالث المنظور الطبقي وركزت شعاراتها ومضمون رؤيتها حول التحرر والاستقلال الوطني وأخفت بالتالي مضمونها الطبقي البرجوازي أو البرجوازي الصغير؟
أليست الطبقة العاملة هي وحدها التي من مصلحتها أن تكشف وتفضح التناقضات الطبقية وتؤسس حركتها على وعي كامل وغير مشوه لتلك التناقضات؟ أليس ذلك ما تطرحه الماركسية التي يحب السعيد التحدث باسمها؟
إذا كان السعيد يقصد أن الحركات الإسلامية ليست حركات عمالية ثورية وبالتالي تعبر عن طبقات أخرى ليس من مصلحتها فضح التناقضات الطبقية في المجتمع، إذا كان هذا ما يقصده فلن نختلف معه. ولكنه يطرح المسألة وكأن الحركات الإسلامية وحدها هي التي تخفي مضمونها الطبقي.”2
نقد نجيب هنا مثير للرثاء بالفعل ، انه لا ينكر صحة ما يقوله رفعت السعيد ، لكنه ينقد رفعت لأنه لم يفهم موقف الإخوان - بتعميمه ومطابقته – كما يفعل نجيب، وكما فعل هارمن أيضا بصورة مشابهة مع " كافة الحركات السياسية البرجوازية والبرجوازية الصغيرة .. مضيفا ..ألم تقم مثلاً الحركات الثورية البرجوازية في أوروبا منذ الثورة الفرنسية بإخفاء طابعها الطبقي وراء شعارات الديمقراطية والمساواة أمام القانون وحقوق الإنسان والمواطنة؟ …
يتوسع نجيب في المقارنة …. " ألم “تلغي” حركات التحرر الوطني في العالم الثالث المنظور الطبقي وركزت شعاراتها ومضمون رؤيتها حول التحرر والاستقلال الوطني وأخفت بالتالي مضمونها الطبقي البرجوازي أو البرجوازي الصغير؟
ليصل إلي هذا الاستنتاج المدهش " إذا كان السعيد يقصد أن الحركات الإسلامية ليست حركات عمالية ثورية وبالتالي تعبر عن طبقات أخرى ليس من مصلحتها فضح التناقضات الطبقية في المجتمع، إذا كان هذا ما يقصده فلن نختلف معه. ولكنه يطرح المسألة وكأن الحركات الإسلامية وحدها هي التي تخفي مضمونها الطبقي.”
إن منطق الدفاع والتبرير يغلب علي كراس "الاخوان المسلمون رؤية اشتراكية" ، رغم انه هو نفسه لا يختلف فعلا مع تلك الرؤية لرفعت السعيد، لكنه يرغب في مماثلة الإخوان بطلائع الثورة البرجوازية في أوربا ، وحركات التحرر في المستعمرات، تماما كما طابق بين بنية الأحزاب الشيوعية والعلمانية والبنية التنظيمية للإخوان، انه لا ينفي عنهم النقد، لكنه يعممه بمنطق (من كان منكم بلا خطيئة فليرمهم بحجر) ، إن هذا المنهج فعلا – في احسن أحواله – يلتقط اكثر السمات الظاهرة سطحية، وبمعزل تام عن مجمل الظروف الخاصة بكل بلد، وكل طبقة اجتماعية فى سياق ظروفها التاريخية، من ثورات اوربا البرجوازية إلى ثورات أفريقيا واسيا في حقبة التحرر الوطني ، إلى جميع الحركات والثورات الغير عمالية. كل ذلك لأن هناك رابط سحري متعدي لظروف المكان والزمان ومجمل الشروط العينية يربط بينهم جميعا، اسمه " الطبيعة الطبقية ... المتناقضة " للبرجوازية الصغيرة أو الوسطى أو غير ذلك عند هارمن مثلا، انه فهم مثالي بلا ادني شك، مثل الحديث عن طبيعة خاصة بالمرأة، أو بشعب أو عرق، بوجه عام، ويجب أن نلاحظ أن ذلك المفهوم هو عماد تحليل كليهما.
في الواقع لم أتمكن من فهم المقصود بـ "إلغاء" الصراع الطبقي عند السعيد أو عند سامح نجيب، ولا كيف يتم" إخفاء " المضمون الطبقي البرجوازي، أن اقصى ما وصل إليه التحليل الاجتماعي الماركسي هو عملية " تجميد " الصراع الطبقي في النظم السياسية البونابرتية، وذلك مفهوم عن طريق حل الأحزاب أو شل نشاطها وحصارها، الاستحواذ على صور التمثيل الاجتماعي (النقابي أو الحزبي ، أو حتى الشعبي) داخل مؤسسات الدولة وتحت إدارتها، الجمع بين الاحتواء والقمع، أو الإصلاح والاستبداد. ذلك كله مفهوم، أما ذلك الإلغاء أو الإخفاء الذين يتفق فيهما نجيب مع السعيد غير مفهومين فعلا. لم يتطوع نجيب بشرح المقصود منهما رغم انه يعتمد عليهما في تحليله إلي حد بعيد، بل يراهما ظواهر عالمية تشمل حركات التحرر والأحزاب البرجوازية والبرجوازية الكبيرة.
علي أي حال هذا التعميم جاء مبالغا فيه جدا، وإذا نظرنا - علي الأقل – إلى حركات التحرر الوطني، فإن العديد منها لم يقف، في خطابه ودعايته، عند حدود الاستقلال الوطني، ولم ينكر وجود صراع طبقي في المجتمع، بل تدخل بوضوح في مجري هذا الصراع، لنأخذ أمثلة بسيطة، نكروما وعبد الناصر وبومدين وحتي القذافي، معظم ما اطلق عليه جبهات التحرير، ولن نتحدث عن ماو أو هوشي منه. نصبوا انفسهم ممثلين للطبقات المقهورة في حل هذا الصراع "من اعلى" وبالمقابل حددت الثورة “ البرجوازية “ الفرنسية هدفها الطبقي بوضوح، لم تلغي أبدا المنظور الطبقي، كان يجب القضاء علي الارستقراطية والاقطاعية، ولم تكن شعارات “ الاخاء والمساواة “ إلا معاول هدم طبقي للعبودية والامتيازات الاقطاعية بالتحديد.
المشكلة معهم لم تكن في إنكار وجود الصراع الطبقي أو " إلغاءه" أو إخفاء المضمون الطبقي، المشكلة أبعد من ذلك، وتتعلق بفكرة التحرر الاجتماعي أو التحرر الذاتي للطبقات المستغلة، وبمناورات الأحزاب البرجوازية " هنا يمكن المقارنة بالإخوان "حول أهدافها المعلنة"، لخداع الجماهير وجرها خلفها.




#احمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية والإصلاحية - الفصل الثاني - الجزء الثاني - إشكالية ...
- الماركسية والإصلاحية - الفصل الثاني - الجزء الاول - إشكالية ...
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - كيف ؟ - خاتمة الفصل الأول -
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - الفصل الاول - الجزء الثاني
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - الفصل الاول - الجزء الاول
- كيف تعمل الأيدلوجيا في ظروف الثورة
- في ذكري احمد سيف
- القتل من اجل الارباح
- الماركسية ونظرية الثورة - رد على مقال خليل كلفت
- موجة مرت في مساء غريب
- غوص
- سؤال الثورة المصرية الآن
- لست وطنيا واعترف
- الإفيهات والنقد السطحى
- الثورة المصرية - دراما ثورة لم تنتصر
- نشيد القساوسة
- الجانب الدرامى فى ثورة لم تنتصر - جدلية اﻻ-;-حباط وال ...
- موجزاً عن تاريخ قرية كري بري
- حياة مدنية على شواطئ دجلة
- الديمقراطية والفوضى


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد حسن - الماركسية والاصلاحية - الفصل الثالث - الجزء الاول