أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد حسن - الجانب الدرامى فى ثورة لم تنتصر - جدلية اﻻ-;-حباط والتفاؤل















المزيد.....

الجانب الدرامى فى ثورة لم تنتصر - جدلية اﻻ-;-حباط والتفاؤل


احمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 10:42
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كما أن الإحباط والتشاؤم هو احد آثار ثورة لم تنتصر ، وثورة مضادة عنيفة ، وحالة جماهيرية مشوهة ، يمثل أيضا التفاؤل المبنى على رغبات ، وعلى إيهامات وتضخيمات ، وانكار أو تفادى الواقع والمشكﻻ-;---;-----;---ت التي تسببت فى عدم انتصار الجماهير ، بل وحتى ارتدادها على الثورة نفسها التي قاموا بها ، كلا المنظورين هما انعكاس لأوضاع هزيمة ظرفية ، احدهما غرق فيها تماما ، واعتبرها هزيمة نهائية ، وادان الجماهير التي لم ترقى إلى مستوى أهدافه الرفيعة ، ومن ثم قرر اﻻ-;---;-----;---نكفاء والإحباط بعيدا عن تلك الجماهير " المتخلفة والخائنة " هذا النوع غالبا جاء من أوساط المثقفين والبرجوازية الصغيرة التي ﻻ-;---;-----;--- ترتبط حياتها بالصراع الطبقي بصورة مباشرة ، لقد كانت الثورة بالنسبة لهم مغامرة رائعة ، لكنهم ﻻ-;---;-----;-------;---- يعرفون فعﻻ-;---;-----;--- أي شيئ عن الثورات ، كان مشهد اﻻ-;---;-----;---حتشاد الجماهيري مثيرا ، ولكنه لم يكن شرطا جوهريا ، لم تكن الجماهير بالنسبة لهم سوى حشود مساعدة فى مواجهة السلطة فى لحظات معينة فلم يعبئوا ولو للحظة واحدة بتنظيمها ، لم يكن فعﻻ-;---;-----;--- لديهم خطابا مناسبا يقدمونه للجماهير ، ولم يربطوا للحظة واحدة أهدافهم بأهداف تلك الجماهير ، أحيانا كانت الجماهير بالنسبة لهم همج ومقززون ، لذلك لم يعوا حجم الكارثة حين انفضت الجماهير ، استمروا فى عملهم بقوة القصور الذاتي وحده غير مدركين أن ظهورهم صارت مكشوفة للنظام ، فلما توالت الهجمات المهينة دون أن تهرع الجماهير للدفاع عنهم كفروا وبالثورة وعادوا إلى عالمهم الصغير بكل تفاهته ، يتداولون القصص عن أيام المجد ، وتخلف الجماهير ، وﻻ-;---;-----;--- جدوى فكرة الثورة .
النوع الثاني غالبا يأتي من وسط مثقفين يساريين وتقدميين ، هؤﻻ-;---;-----;---ء الذين ظلوا يحلمون بالثورة ويقرئون حولها لسنوات طويلة دون أن يمروا بها فعﻻ-;---;-----;--- ، كانت الثورة بالنسبة لهم اقرب إلى مجموعة معادﻻ-;---;-----;---ت بسيطة ، وكانت تلك المعادﻻ-;---;-----;---ت ذهنية صرف ، ومن ثم لم يكن مشكلة بالنسبة لهم إسقاط بعض العناصر الجوهرية من تلك المعادلة ، فالثورة هي وقبل أي شيئ تعنى الجماهير ، اعفوا انفسهم ، نتيجة لعزلة طويلة ونشاط إما نخبو ى أو دعائي ، من مهمة التفكير في قضية التنظيم ، وحين داهمتهم الجماهير باعدا دها الضخمة وجدوا انفسهم عاجزين كليا عن توجيهها أو التأثير فيها ، ومن ثم لم يكن أمامهم سوى السير فى ركب العفوية ، مطهرين انفسهم ببعض البيانات التي يوزعونها فى المناسبات ، لم يكن هناك محرضين جماهيريين متوفرين لدى اليسار، وﻻ-;---;-----;-------;---- حتى منظمين بالقدر الذي يتناسب بأي درجة مع الظرف الجماهيري الذي كان يدفع بمئات ألألاف ، واحيانا بالمﻻ-;---;-----;-------;----يين ، إلى النضال المباشر . حتى ضرورة التمييز بين الجماهير من الزاوية الطبقية أو اﻻ-;---;-----;---جتماعية ، وتركيز الجهود على طﻻ-;---;-----;---ئعها اﻻ-;---;-----;---جتماعية لم يكن ﻻ-;---;-----;--- متاحا ، بسبب الحالة التنظيمية شديدة التواضع ، وﻻ-;---;-----;--- مطروحا على جدول اﻷ-;---;-----;---عمال ، أنها الثورة الشعبية الشاملة ، هكذا ردد البعض ، و راح آخرون يزيفون طبيعة الجماهير المحتشدة لتناسب رغباتهم ، انهم أبناء العمال الذين يزحمون الميادين ، وتحت سكرة الحشود الهائلة ، والمظاهرات التي ﻻ-;---;-----;--- تتوقف ، واحيانا المواجهات والمعارك اﻻ-;---;-----;---ستنزافية التي ﻻ-;---;-----;--- طائل لها ، شارك الجميع بحماس وفرح حتى دون أن يﻻ-;---;-----;---حظوا الأهداف الخبيثة وراء تلك المعارك العبثية ، ودور الأجهزة اﻷ-;---;-----;---منية فى اختﻻ-;---;-----;---قها فى كثير من الأحيان ، وبما أن القوى الطبقية التي يمكن أن تمثل تحديا حقيقيا للنظام لم يكن لها حضور ( ملحوظ على اﻷ-;---;-----;---قل ) في الكرنفال الشعبي المختلط ، كان الحل (لدى جزء كبير من هؤﻻ-;---;-----;---ء ) هو إعطاء طابع جديد ، ﻻ-;---;-----;---- طبقى ، للثورة ، أنها " ثورة الشباب " فى مواجهة " دولة العواجيز " ، وتماهييا مع هذا التحديد ، الﻻ-;---;-----;---- طبقي ، تخلوا حتى عن تصور اليسار الشعبوى ، سلطة الجماهير أو سلطة كل الشعب ، لينجروا وراء العبث الفكري لنخب البرجوازية الصغيرة ، سلطة الميدان ، أو الميادين . هكذا قلبوا تماما أي فهم علمي أو اجتماعي للثورة وللصراع الدائر ، ليحلوا محله أسؤ أنواع العبث الذهني . كان هذا الهراء بمثابة طوق إنقاذ لخيارات النظام المترنح ، فبثت الميد يا الرسمية دعايتها حول - ثورة الشباب - تاركة للأجهزة اﻷ-;---;-----;---منية مهمة توجيه الضربات لكل القوى اﻷ-;---;-----;---خرى ، العمال باعتبارهم فئويين ، الرموز والتيارات السياسية ﻷ-;---;-----;---ن الثورة ، كما تباهوا بها ، ثورة شباب وليس لها قيادة أو مصالح خاصة فئوية أو سياسية ، وتغنت حكومات ما بعد يناير بالشباب وعقدت بعض اللقاءات مع ماسمى (ممثلو الشباب ) الذين فى اغلبهم ﻻ-;---;-----;--- يعرفهم احد وﻻ-;---;-----;--- يمثلون شيئا ، واستكماﻻ-;---;-----;--- للمهزلة العابثة ، مر رموز الثورة المضادة أيضا بالميدان ، تباركوا به وتم التصفيق لهم واعتبروا ، سلطات خرجت من الميدان ، أو على اﻷ-;---;-----;---قل أخذت شرعية الميدان كما يأخذ الأفاق البركة من البابا أمام الحشود .
هكذا ساعد الهراء الفكري فى تمهيد الطريق للثورة المضادة ، وفى وضع حدود ، شبابية وميدانية ، للثورة . ولم يكن لدى احد من هؤﻻ-;---;-----;---ء حساب حقيقي للجماهير .
بعد أن انفضت الميادين ظل البعض يردد فى غثاء مزعج شعار ، سلطة الميدان ، وانكروا تماما ما حدث من تراجع وارتداد جماهيري ، فى الواقع لم تكن الجماهير هامة فعﻻ-;---;-----;--- فى حساباتهم ، فالثورة يكفى لتقدمها أن يحتشد الميدان الذي كيفوا انفسهم وا فكارهم عليه ، لن يحتاجوا إلى تلك الرحلة الشاقة التي تمر بالصراع الطبقي الفعلي وبتنظيمات طبقية ، معادلة الميدان الشبابية أسهل بكثير ، إحنا لسه هانستنى العمال ، هكذا قال احدهم . ومن ثم حافظوا على تفاؤل مفرط فى انتظار احتشاد قريب للميدان مرة أخرى . أن ثورة تلك حدودها دفعتهم لتجاهل كل المعطيات اﻻ-;---;-----;---جتماعية والسياسية التي تواجهها الثورة فعﻻ-;---;-----;--- ، فثورتهم ابسط بكثير من تلك التعقيدات .
وان كان من باب التعسف أن نحمل هؤﻻ-;---;-----;---ء اكثر مما يحتمله فعﻻ-;---;-----;--- قدرتهم على التأثير فى سير اﻷ-;---;-----;---حداث ، وهى قدرة اقل من متواضعة بكثير جدا ، إلا انهم ، بﻻ-;---;-----;--- شك ، لعبوا دورا ما فى هذا العبث الذي مهد الطريق للثورة المضادة .
أن كﻻ-;---;-----;--- من التشاؤم ، والتفاؤل اللذين اعقبا تراجع الثورة ، يعكسا جانبا دراميا من الثورة ذاتها ، تلك الثورة التي اندلعت فى شروط سياسية وتنظيمية غير مواتية ، والتي سلمت قيادها لمغامرين وعابثين يقودون عفويتها ، والتي ناضلت إلى حد الإرهاق الاقتصادي والاجتماعي عدة سنوات متصلة بعد أن دفعت دماء كثيرة ، وتخبطت يمينا ويسارا بعنف ، لتسقط فى نهاية المطاف فى حجر أعدائها من قوى الثورة المضادة . ولتجد نفسها محتشدة خلف هذا أو ذاك من أعدائها .






#احمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موجزاً عن تاريخ قرية كري بري
- حياة مدنية على شواطئ دجلة
- الديمقراطية والفوضى


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد حسن - الجانب الدرامى فى ثورة لم تنتصر - جدلية اﻻ-;-حباط والتفاؤل