أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد حسن - كيف تعمل الأيدلوجيا في ظروف الثورة















المزيد.....

كيف تعمل الأيدلوجيا في ظروف الثورة


احمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 30 - 20:04
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كيف تعمل الأيدلوجيا في ظروف الثورة

مصر نموذجا
========
الأيدلوجيا … هذا التنظيم الفكري الضروري كالتنفس.

مقدمة :
الأيدلوجيا هي اللاعب الذي يلعب قبل السلاح ، وبجوار السلاح ، وبعد السلاح ، انه أداة كل لحظة ، أداة لازمة في الحرب كما هي في السلام ، وفى المواقف الحرجة كما في الأوقات العادية ، إلا أن لكل لحظة وكل حالة خطابها الأيدلوجي الخاص الذي يستدعيها ، ولكل جماعة أو طبقة اجتماعية أدواتها الأيدلوجية ، وتعمل الأيدلوجيا ليس فقط علي ضمان تماسك طبقتها الاجتماعية ، ولكن أيضا علي اختراق وعى أعداء تلك الطبقة ، والانتشار بينهم ، والهيمنة عليهم ، لدرجة أن يفكر العبد وفقا لقيم السيد ،وان يعتقد المهمش انه اهم وطني ، وان يحترم العامل الملكية الخاصة التي يستغل بواسطتها ، وان تدافع المرأة عن قيم النسق الذكوري الذي يضعها في القاع .
===
تتسم أيدلوجيا البرجوازية بوصفها غطاء فكري لأهداف وحكم الطبقة البرجوازية و مؤسساتها ، من الأسرة ذات النمط البرجوازي إلى التعليم و الإعلام و الاقتصاد و الفلسفة و الفن … الخ ، بتنوع داخلي واسع ، هو انعكاس لتنوع أقسام و شرائح الطبقة ، أصولها الاجتماعية ، تكوينها الفكري و القيم السائدة فيها ، أهدافها الاقتصادية و منافستها مع غيرها من الشرائح .
و لبطء تطور دول الشرق، واستعمارها ، و ضعف أو تأخر أو حتى غياب ثورتها البرجوازية , لا زال يمثل الدين (و العشائرية ) احد روافد الأيدلوجيا البرجوازية ، سواء في الصراع فيما بين أجنحتها ، أو في مواجهة خصومها ، بدلاً من أن تكون تاريخيا قد قطعت روابطها التقليدية مع دور رجال الدين أو النزعة القبلية و انتجت دولة علمانية تفصل الدين عن الدولة، و تضع المواطن الفرد محل الكتل العشائرية داخل دولة قومية .
إلا أن هذا التنوع ، بما هو انعكاس للتخلف و التطور التاريخي المشوه ، لا يمنع البرجوازية المتخلفة أن تستعير من البرجوازيات الأوربية التعابير الأيدلوجية الحديثة ، بجانب الأجهزة التكنولوجية الحديثة المستوردة ، و سواء على مستوى الأيدلوجيا المحلية المشوهة ، أو الاستعارات الفكرية المستوردة ، تظل الأيدلوجيا واحدة من حيث الجوهر ، كونها صورة مشوهة للواقع الحقيقي ، ليست فهماً علميا له و لقوانين حركته ، و يظل هدفها واحد ، خداع الجماهير ، تمويه الحقيقة ، تشويه الوعي ، ربط العبد بسيده كأنه قانون طبيعي ، و إعطاء المجتمع البرجوازي صورة الخلود المثالي لارتباطه " المتوهم " بطبيعة البشر ، ليس ذلك فقط ، بل أن الأيدلوجيا البرجوازية " بوصفها المهيمنة" تسعى تخترق البنية الفكرية للتيارات المعارضة ، و تهدف إلى اسر المعارضة دائماً في حدود بنية تفكير النظام الرأسمالي حتى تضمن عدم تجاوز حدوده علي مستوى الوعي ، وان ينفلت ذلك لتحدي الرأسمالية كوجود مادي ، تلك الوسيلة تكون اخطر وانشط وأخبث ما يكون عندما يواجه النظام البرجوازي تهديداً ثورياً ، أو معارضة قوية نشطة .
سعت المؤسسات البرجوازية الأوربية إلى محاولة قطع الطريق على المفاهيم الثورية ، و على الثورات الجذرية ، بسلسلة عمليات ، منها مرونة التنازل النسبي أمام الجماهير في حالة الضغط ، وخلق سلسلة من الوسائط " المنظمة " التي تلعب أدوار منظمات تفاوض أو تهدئة ، ويهمنا هنا ما أنجزته علي مستوى الفكر الحقوقي الكوني الطابع تحت تلك المنظومة الحقوقية التي عرفت بسم "حقوق الإنسان " ، لتحل فكرة انتهاك الحقوق محل مفهوم التناقض الاجتماعي ومفهوم التمكين والمشاركة محل تغيير النظام كهدف ، وأمام تطور الصراعات التي تخطت أطرها " الحقوقية " سعت فورا لدمج صراعات التغيير ضمن منظومتها المفهومية والحقوقية ، ، وحيث أن الثورة هي تغيير عنيف بطبيعتها فقد سعت لتظليلها و تلوينها بألوان هادئة ( برتقالية – بنفسجية – ربيعية ) و روجت لفكرة التغيير" اللاعنفي " و ردد حاملو هذه الراية شعار " سلمية ، حضارية ، بدون عنف " و صيغت استراتيجيات ( التقليل من الفقر ، التنمية المستدامة … الخ ) لتوسيع و تقوية أسوار المجتمع البرجوازي حتى لا يسهل هدمها .
سيل من المصطلحات الأيدلوجية تم و يتم إنتاجها تتنوع و تتلون حسب الأحوال و الهدف يظل واحدا ، لذلك ليس مثيرا للدهشة أن تجد شعار المعارضة المدنية مثلا تردده التيارات المحافظة ( العدالة و الحرية كمثال ) و أن تجد شعارات قوى المعارضة تردد بهدوء و ثقة على منابر السلطة ، و هكذا ترتبك الجماهير و تفقد الاتجاه عندما تسمع ذات الشعارات تشد أذانها وراء المتاريس من الجبهتين المتقاتلتين، و من القوتين المفترض اختلافهم و صراعهم .
أن احد اهم وظائف الأيدلوجية الثورية هو خلع القشرة البراقة للشعارات البرجوازية – أو العفوية الشعبوية – المضللة و إظهار وهمها و خداعها ، طرح شعارات و مفاهيم ثورية واضحة ، طرح أهداف سياسية و طبقية واضحة .
فك التباسات المفاهيم البرجوازية و بيان مضمونها و دلالتها و القطع معها ، هكذا فعل ماركس مع أقدس شعارات الثورة الفرنسية ( حرية ،إخاء،مساواة ) وكذلك مع الاشتراكيات الطوبية والرومانسية ، و مع يرودن الذي ارتدى قناع الاشتراكية و مع لاسال و مع الفرع الألماني للأممية الأولى في نقده لبرنامجي ( جوتا ، اير فورت ) و هكذا فعل لينين مع الشعبويين و الاقتصادويين و الفكر المنشفي .
و هكذا فعلت التروتسكية مع أفكار ( الجبهة الوطنية ، مرحلة الثورة الوطنية الديموقراطية ، الجبهة الشعبية متعددة الطبقات ، النزعة الجيفارية ، الفكر الماوي ، و طبعاً في مواجهة منظومة الأدب و الحقوقية البرجوازية ) .

أهمية فك الالتباس الأيدلوجي في شعارات الثورة المصرية :
لأن البرجوازية المصرية تحاصرها حالة ثورة جماهيرية تدخل عامها الرابع ، تحاول بكل السبل كسر الحصار السياسي الجماهيري و تخرج من جعبتها مفاهيم و شعارات براقة و ثورية شكلاً و تصفوية و خبيثة مضموناً ، ليس شرطا أن تقوم الأجهزة الأيدلوجية للدولة مباشرة بتلك الوظيفة ، فضمن أدوات إنتاج الأيدلوجيا يقع المفكرون والأحزاب السياسية والمعارضة الوسطية والمنظمات الحقوقية ، و نتعرض هنا لبعض هذه هذه المفاهيم و الشعارات ، داعيين كل الثوريين من رفاقنا و غيرهم أن ينتبهوا جيدا و يحللوا ما يتردد من شعارات و مفاهيم و يضعوه على مائدة التشريح السياسي مستخدمين أدوات و مشارط الماركسية الثورية .
تطهير مؤسسات الدولة
المقصود هنا هو التخلص من العناصر الفاسدة أو الموالية للنظام السابق .
أن الدولة البرجوازية ككل تعمل وفقا للوائح وتشريعات المجتمع الطبقي وتهدف إلي خلق الشروط الملائمة لاستمرار المجتمع البرجوازي ودولاب العمل البرجوازي ، إنها تعمل جميعا “ وكل بطريقته “ لإعادة إنتاج شروط الإنتاج الرأسمالية ، سواء بتجهيز كادرات عمل وإدارة – عبر التعليم ، أو طرق ضبط اجتماعي واقتصادي ، عبر التشريع والثقافة المسموح ببثها ، أو التنظيم بواسطة اللوائح .
إعادة إنتاج شروط الإنتاج البرجوازية وتخصص مؤسسات لإنتاج القمع وأخري لإنتاج الأيدلوجيا وثالثة لتسير أعمال الرأسمالين ..... إلخ. استمرار النظام الرأسمالي والملكية الخاصة هي هدفها الأسمى جميعها .
الفساد يكاد يكون أحد المفردات الملازمة للإدارات البرجوازية, وحتي بدون فساد تظل دولة البرجوازية الخادم والحارس للرأسمالية ، حارس الاستغلال وأداة القمع .
ويفترض – لتليق الثورة باسمها - أن تهدم هذه الأله ( الدولة البرجوازية ) بهرميتها وأيدلوجيتها
أيدلوجيتها وطرق عملها الفوقية وتشريعاتها ومنظماتها القمعية ، أن تطيح أولا بحارس النظام ومنظم إعادة أنتاجه ، لتصنع بدلا منها دولة خادمة للشعب, وتحت رقابه الشعب, وخاضعة لإرادته ، دولة تتشكل فورا من قوي الثورة وتسعي فورا لخلق أليات دفاع ثوري وتنظيم اقتصادي اجتماعي ثوري .
أن شعار التطهير المؤسسي يعني ابتداء الإبقاء علي آلة الدولة البرجوازية ومؤسساتها علي حالها, ويوهم الجماهير أن مشكله الدولة الطبقية هي فقط وجود بعض الإداريين الفاسدين أو الموالين للنظام السابق في تلك المؤسسات .
ولا يطرح سؤالا ثوريا ..... هل تلك الدولة تمثل الثورة وتتوافق مع أهدافها حتي نكتفي بتطهيرها ؟
وحتي لو قبلنا هذا الشعار الخادع فمن سيقوم بالتطهير, أليسوا أحد اجنحه النظام, أليسوا جزء من الطبقة المستغلة, ألن تستمر الهرمية وكذلك القوانين واللوائح الجائرة ؟
مطلب التطهير ليس مطلب ثورة, انه مطلب النظام لإنقاذ دولته والتضحية ببعض الموظفين الذين لا قيمه لهم ، مع بقاء الأجهزة والأهداف واللوائح علي حالها .

شــــعارنا في مواجهه هذه الدولة هو أن يقيم الشعب دولته الثورية ، دولة قوامها الرئيسي المنتجين والفقراء والمثقفين المنتمين للثورة ، يجب حل اغلب المؤسسات المكونة للدولة البرجوازية ، والإطاحة بجميع أجهزة الإدارة القائمة ، وانتخاب ممثلين شعبين للقيام بمهام الإدارة ، بنظم وقواعد متوافقة مع عملية الثورة وأهدافها ، وليس أبدا الإبقاء علي أجهزة وفلسفة عمل الدولة الطبقية … إنهاء دولة الاستغلال وليس تطهيرها .

العدالة الانتقالية (المرحلة الانتقالية)
ما من شعار اكثر تشويشا ضمن العبارات الأيدلوجية التي أدخلت على قاموس الثورة وأهدافها اكثر من هذا الشعار الحقوقي الحامل لمفاهيم المنظومة الحقوقية الدولية والتي تعمل على بثها وترويجها.
ما المقصود بالعدالة الانتقالية؟ … إنها حزمة من الإجراءات التي تعكس أوهام البرجوازية الصغيرة والمتوسطة؛ وترددها المعارضة البرجوازية لأنها أيضاً ودون مساس بالرأسماليين وحافظة نقودهم . فهي تعنى بالنسبة لهم التطهير ؛إعادة هيكلة الشرطة؛حد أدنى وأقصى للأجور ، محاسبة المتورطين في جرائم من رجال النظام ، المصالحة وتسوية الخلافات ، انتخابات عامة جديدة .. وفى افضل الأحوال حريات نقابية وعامة .
العدالة البرجوازية بوجه عام تعتبر الاستغلال الطبقي أمر قانوني وعادل ؛ وتكرس التمايز والتفاوت الطبقي ، ولا تقدم للعمال والفقراء سوى الانحصار في مطالب اقتصادية ونقابية – وربما سياسية في ادني الحدود - إنها ببساطة تسعي لتحسين شروط الاستغلال (اجر افضل؛ علاج؛وربما شروط عمل افضل) وإتاحة حق المطالبة والتفاوض لا غير.
فى حالة الأزمة الثورية يمكن للنظام البرجوازي أن يقدم هذه الطلبات للجمهور ؛ يضطر لمنطق التنازل المرن لتفادي الأزمة ، ومع انتهاء الأزمة يسحبها عنهم بوسائل مختلفة قانونية (تعديل تشريعي) أو اقتصادية(زيادة أسعار السلع والخدمات بما يمتص منهم الزيادة في الأجور تلك هي العدالة البرجوازية بوجه عام ومبسط .
أما تلك الكلمة الملحقة (الانتقالية) فهي الخداع الأشد والأخطر ، أن المرحلة الانتقالية ليست ولا يمكن أن تكون احد أهداف ثورة .
هذه العبارة مكانها علم التاريخ السياسي عندما يرصد لحظات معينة في تحولات سياسية واجتماعية في نظم معينة. مثلاً في لحظات الانتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية أو الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية أو من النظام الملكي إلى الجمهوري ,أو الانتقالات في الانعطافات المختلفة لمشهد ثوره , مثل مرحله ازدواج السلطة ، وهى مرحلة مؤقتة بالضرورة قد تتوج بانتقال ثوري أو بتراجع وهزيمة ,أو مرحله هجوم رجعي على الجماهير ,أو المرحلة الأولي _ بأجر ائتها _ من حكم ثوري . بإيجاز هي عمليه تاريخيه نرصدها ونحللها وليست هدفا أو مطلبا برنامجيا ، أن الدفع بشعار إنجاز مرحله انتقاليه ليس سوى خداع أيدلوجي , مصادرة على المطلوب بيانه , انه يعني " الآن " ببساطه نقل السلطة سلميا من يد احد اجنحه البرجوازية لآخر ، مثل نقل السلطة من الإخوان لليبراليين ، أو من العسكريين للمدنين ، وذلك عبر إجراء انتخابات وما شابه بعيدا عن المتاريس و العمليات الثورية ، ومن ثم عوده الجماهير لحياتها العادية في ظل نفس النظام ، وان تكتفي بممارسة الدور التقليدي الذي حبسها المجتمع الطبقي داخله ، أن تختار من بين طبقة السادة ، أو هؤلاء المستعدين دائما لحلول وسط مع السادة من يحكمها ، كل الأهداف الرئيسية لذلك " الانتقال " أن يتفادى هدف الإطاحة ب " النظام " وان يسهل عملية استعادة النظام للسيطرة ، عبر إجراءات ومسميات خادعة ومضللة ، المثير والمدهش أن يدافع البعض عن هذا الشعار المضلل ويقترح " مجلسا " انتقاليا لإتمام هذه المرحلة ، قوامه ممثلين لرأس المال واليسار والليبراليين ، بل والإسلاميين أيضا ، انه حتى ﻻ-;---;-- يراعي تلك الحقوق الخاصة بالأقليات الدينية أو العرقية ، ,ما الذي سيتفق عليه هذا المركز, وما الذي سوف يوافق عليه الممثلين المتعددين لرأس المال والليبراليين .انهم حتى لن يوافقوا على مجرد عودة نظام "عقد العمل الدائم والضمانات القانونية للعمال " في مرحله الستينات ,لن يوافقوا على دور رقابي للعمال على الإنتاج والأجور . لن يوافقوا على عودة عقد إيجار المنازل الغير مؤقت ، إن هدفهم ببساطة هو ترتيب الانتخابات ونقل السلطة من جناح لأخر من طبقتهم ، مع إعطاء الجماهير حزمة من الوعود المؤجلة ، وعود حول تعديلات تشريعيه سينقلبون عليها عند توليهم الحكم , مع وعود خاصه بالحريات والأحور العادلة أو الحد الأدنى والأقصى , وفي المقابل علي الجماهير أن تساعد في استعاده الأمن والاستقرار للنظام, هذه هي مرحلتهم الانتقالية.
أن الممر ( الانتقالي ) للثورة هو ازدواج السلطة ، أن تكون لقوى الثورة أدواتها الخاصة في الإدارة وفي تنظيم الجماهير ، وان تستند ألي استنفار الجماهير وإشراكها ، حتى قبل أن تسقط السلطة الرأسمالية ، حيث يتصارع حكمان بأجهزتهم على الهيمنة ، وعلى إطاحة احدهما بالأخر ، فإما أن تتوج تلك السيرورة بإطاحة الجماهير بالسلطة البرجوازية ، أو تتمكن البرجوازية – بواسطة مزيج من العنف والمناورة ، من تفكيك وهزيمة مؤسسات السلطة التي صنعتها الثورة . تلك هي الدينامية الحقيقية للثورة ، أما المجلس الانتقالي المكون من قوي متناقضة ، تتضمن بالقطع ممثلين لرأس المال ، وممثلين للدولة ، والذي لا يستند في الغالب لحركة الجماهير ولكن يعمل بطريقة فوقية ، فان هدفه ليس تلك الإطاحة الثورية بالطبع ، انه يسعى للخروج من حالة " الثورة " إلي حالة " الاستقرار " ، استعادة أليات النظام وعمل مؤسساته ،تفكيك متاريس الدفاع الثوري باسم الثورة ، جر الجماهير من المتاريس إلي الصناديق الانتخابية ، وربما تنظيم المحاصصة بين السلطة والنخب السياسية المعارضة .
ويجب التمييز بين المجلس الانتقالي ، والجمعية التأسسية ، فالأول سلطة مؤقتة ، والثانية برلمان مؤقت يهدف لوضع النظم الأساسية مثل الدستور واليات الانتخاب ، وتنحل تلقائيا بعد التصويت على دستورها .
تعلمنا الثورات الهامة في التاريخ ، انه يجب أولا أن تنتقل السلطة إلى يد الجماهير, وان الدولة التي تؤسسها الثورة على انقاض الدولة الرأسمالية هي التي تدير وتؤمن عملية الانتقال التاريخي من نظام الأخر ، عبر إجراءات تصنعها الجماهير وليس السادة.
الشفافية
تلك الكلمة الرنانة ، انهم يقدمونها كضمانة ، كل شيئ سيجري بمنتهي الوضوح ، سيتاح للجماهير مراقبة ما يحدث ، ومن سيكون شريكا وقادرا علي التصويب والنقد .
أي شفافية في ظروف ثورة وتجهيزات ثورة مضادة للقضاء عليها ، أي تخار يف تساق ،أن اغلب الأمور الهامة والمؤثرة هي التي تتم خلف الكواليس ، وخاصة في الأوقات التي يتعرض فيها النظام إلى تهديد ، في الاجتماعات السرية والتجهيزات التي ﻻ-;---;-- يمكن الإعلان عنها ، فضلا عن اهم أسلحة الرأسماليين ورجال الأعمال هي أسلحة لا تخضع للإعلان أو الشفافية ، أنها تلك والحسابات " السرية " في البنوك ، والعمليات التي تجري بأسماء مستعارة أو بواسطة أخرين . أن ما يتم وضعه علي المسرح أمام الجمهور ليس هو اهم فصول المسرحية ، بل الأجزاء التي يريدون عرضها فقط لخداع الجماهير ، وبعد أن يكونوا جهزوا لها بوقت كافي بواسطة عدة وسائل لقياس ردود الأفعال المتوقعة ، ولتمهيد الأجواء لها . ناهيك عن ما يتم اعتباره أسرار دولة ، أو مباحثات تمهيدية ، أو غير ذلك من الأمور الهامة التي غالبا ما تظهر في صورة نتائج نهائية . تلك الدعوة للشفافية هي سذاجة متناهية من الحقوقيين والبرجوازيين الصغار ومثقفي الطبقة الوسطي .
في مقابل ذلك الوهم نحن نطرح رقابة عمالية على الخطة والإنتاج وتوزيع العوائد وميزانيات أجهزة الدولة وانشطه البنوك … رقابة تملك التدخل والتصحيح وليس الوقوف عند حد المتابعة . تلك احد اهم الخطوات التي يجب أن تطرحها ثورة في مواجهة وهم الحقوقيون والبرجوازيين الصغار .
---------
تنويه : كتبت هذه المقالة في غضون 2013 وتركتها دون إكمال ، إلا أني وجدت لها أهمية تتعدى اللحظة ، حيث لا تزال القضية التي ناقشتها قابلة للتكرار وللوقوع في نفس الأخطاء مجددا ، ما لم يتم تناولها نقديا ، مما حفزني لإكمالها ونشرها .



#احمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكري احمد سيف
- القتل من اجل الارباح
- الماركسية ونظرية الثورة - رد على مقال خليل كلفت
- موجة مرت في مساء غريب
- غوص
- سؤال الثورة المصرية الآن
- لست وطنيا واعترف
- الإفيهات والنقد السطحى
- الثورة المصرية - دراما ثورة لم تنتصر
- نشيد القساوسة
- الجانب الدرامى فى ثورة لم تنتصر - جدلية اﻻ-;-حباط وال ...
- موجزاً عن تاريخ قرية كري بري
- حياة مدنية على شواطئ دجلة
- الديمقراطية والفوضى


المزيد.....




- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد حسن - كيف تعمل الأيدلوجيا في ظروف الثورة