أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد حسن - معالم ومنعطفات الثورة المصرية - الجزء الاخير ورابط تحميل الكتاب كاملا















المزيد.....



معالم ومنعطفات الثورة المصرية - الجزء الاخير ورابط تحميل الكتاب كاملا


احمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5197 - 2016 / 6 / 18 - 02:04
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الفصل الرابع: 2014
دماء ومحاكمات واحتجاجات
تدخل مصر عام 2014 في واقع متغير إلى حد بعيد، الثورة التي كانت تستهدف (تغيير النظام )انقسمت على نفسها، جزء كبير من الشعب اصبح مؤيدا للنظام (ضد الإرهاب )، قوي الثورة ضعفت إلى حد كبير عن 2011 و2012، مساحة الحرية التي كانت الجماهير قد انتزعتها تم تضييقها إلى حد كبير، طغت مسألة الإرهاب والتفجيرات والمخاوف المتولدة عنهما على تفكير الجمهور ، لاسيما بسبب تهييج الإعلام، جزء عريض من المعارضة قرر الانحياز إلى النظام خوفا من (انهيار الدولة)، أعمال الاحتجاج صار ممكنا بسهولة وصمها ب"الإخوانية" أو إثارة شبهات حولها بمساعدة الإخوان، قرر اغلب المعارضين الديموقراطيين أو اليساريين عدم المشاركة في أعمال أو انشطه يكون الإخوان طرفا فيها،الإخوان بدورهم كانوا يخوضون معركتهم ضد ما اسموه "سلطة الانقلاب" بشراسة شديدة وعلى نطاق عريض وفي مظاهرات واشتباكات شبه يومية، وقد اعتبروا مؤيدي السلطة أو المفوضين أو غير الداعمين لهم (حتى من الجمهور العادي) أعداء لهم . ضجيج المظاهرات اليومية ودخان التفجيرات المنتشرة في كل مكان شكلوا اهم وابرز السمات والأسباب التي دفعت الجماهير اكثر فاكثر لتأييد النظام .
لن يكون هذا العام كسابقيه من سنوات الثورة، انه عام صراع القطبين الأقوى منذ عقود طويلة، الجيش والإخوان، وصراع رئيسيي جمهورية احدهما خلع الأخر وحل محله، وبمعنى آخر استبداد عسكري حل محل استبداد مدني / ديني، وعلي خريطة اجتماعية وسياسية تبدلت كل معالمها وتضاريسها . ولكن أيضا ، وفي منتصف المسافة بينهما، ستراق دماء بريئة كثيرة .
يناير2014 ، لمن الملك اليوم ؟
في مجري يناير كانت السلطة الجديدة تجهز لإصدار دستور خاص بها بعد أن تم تعطيل العمل بدستور حكم الإخوان، بالمقابل كانت تحركات الإخوان واحتجاجاتهم ﻻ تزال مستمرة، كان الإخوان قد دفعوا بالطلاب التابعين لهم للعمل تحت اسم (طلاب ضد الانقلاب) في الجامعات المصرية، منذ بدايات يناير كانت احتجاجات طلبة الإخوان تنتشر في جامعات مصر، سواء في القاهرة أو الجامعات الإقليمية التي لهم فيهم وجود، وذلك سواء في المدن الجامعية أو ساحات الحرم الجامعي،
شملت خريطة الجامعات التي شهدت احتجاجات ومواجهات بين طلاب الاخوان "ضد الانقلاب" وقوات الأمن، جامعات الأزهر ، القاهرة، الإسكندرية، المنصورة، أسيوط، حلوان، الزقا زيق.
الجامعات
في 8 يناير سقط طالب برصاص الأمن في اشتباكات بين طلبة الإخوان والأمن في جامعة الأزهر فرع أسيوط وقبض علي حوإلى 75 طالب .
وفي 12 يناير سقط آخر في جامعة عين شمس إثناء الاشتباكات .
كانت اللجنة التي تم اختيارها بمشاركة "جبهة الإنقاذ" انتهت من وضع مسودة دستور جديد، هذه المسودة التي تم تعديل صياغة بعض موادها بواسطة رجال العسكري في غفلة من معديها كما اقر بعض المشاركين "د/أبو الغار "، وفي 14 و 15 يناير طرحت للاستفتاء الشعبي عليها . كان ذلك تكريسا للسلطة الجديدة برئاسة رئيس مؤقت يكاد يكون مجرد واجهة لسلطة المجلس العسكري وﻻ يملك التحرك خارج إرادتها .
الاستفتاء والدم
لكن حتى يومي الاستفتاء لم يمرا دون أن تعكرهما دماء جديد، فقد سقط في اليوم السابق عليهما 3 قتلى، وسقط خلالهما 18 قتيل و 65 مصاب وقبض علي 677 مقبوض عليه خلال اشتباكات واسعة في عدد من المحافظات1
وعقب يومي الاستفتاء، يوم 16 يناير جرت اشتباكات عنيفة في محيط وداخل الجامعة بين طلبة الإخوان، والأمن وبعض الأهإلى من منطقة بين السرايات2، سقط في تلك الأحداث ثلاثة طلاب قتلي، وأصيب عشرات، وقبض على اكثر 40 طالب.3
يناير 2014
لم يمر يوم واحد تقريبا في شهر يناير دون اشتباكات، ودون سقوط ضحايا . وبالسير في اتجاه 25 يناير من هذا العام، تسيل دماء اكثر ، ويوسع الإخوان خريطة تحركاتهم، ويتوسع بالتزامن معها أعمال التفخيخ والتفجير ودخان القنابل، ففي اليوم السابق على ذكرى الثورة مباشرة، وحيث يرتب المجلس العسكري والحكومة إجراءات للاحتفال الرسمي في ميدان التحرير في يوم 25 يناير، يتم تفجير قنبلة في احد المؤسسات الأمنية الهامة، وفي قلب العاصمة (مديرية امن القاهرة) وذلك بواسطة سيارة مفخخة يقودها انتحاري،تمكن من ركنها بجوار المبني لعدة دقائق إلى أن انفجرت4، وذلك رغم الكمائن والتحصينات، وقد خلف الانفجار 4 قتلي و 76 جريح .
ومن المثير للدهشة انه قد حدث نفس التفجير في مثل هذا اليوم، ومن شهر واحد فقط، في (24 ديسمبر 2013) وفي مديرية أمن أيضا "الدقهلية"، وباستخدام نفس الطريقة، عربة مفخخة، وراح ضحيته حوإلى 14 قتيل واكثر من مائة جريح . ونسب الانفجارين إلى ما يعرف بتنظيم أنصار بيت المقدس" الإسلامي المتشدد .
نشير أيضا إلى أن يناير لم يغبر سماءه فقط دخان الرصاص والخرطوش الذي استخدمته قوات الأمن،أو بعض متظاهري الإخوان، ولكن كذلك دخان القنابل والعبوات المفخخة التي أخذ يتسع نطاقها .
الذكري الثالثة يناير 2014
أتت الذكري الثالثة كما اشرنا في سياق مغاير تماما، تحول يوم 25 يناير إلى معارك دامية بين الإخوان وا نصارهم من جهة، والسلطة الجديدة التي تستند بقدر كبير إلى جماهيرية وتأييد شعبي في مواجهة جماعة الإخوان وانصارهم، في بعض الأحوال كانت الجماهير هي التي تأخذ مبادرة التصدي لمظاهرات الإخوان قبل حضور قوات الأمن،كان تحالف دعم الشرعية قد دعا إلى تصعيد يستمر 18 يوم مماثلة لأحداث سقوط مبارك، وخرجت مظاهرة من مئات في محيط التحرير من قوي رافضة للسلطة الجديدة وان كانت ﻻ تطالب بعودة مرسي، في تلك المظاهرة أصيبت إسراء الطويل (المسجونة التي ظهرت بعد أن اختطفت في 1 يونيو 2015 واخفي وجودها) برصاصة في الظهر تسببت في قعودها عن الحركة، خريطة مواجهات الذكري الثالثة كانت واسعة ودموية، شملت مدن ومحافظات وأحياء شعبية،
في القاهرة كان الإخوان قد اطلقوا مظاهرات احتجاجية في عدد كبير من الأماكن والأحياء، آلف مسكن والمطرية وحلوان وعابدين ومصر القديمة والمهندسين والجيزة والوراق وأكتوبر وغيرهم .
اهم مناطق المواجهات الملتهبة كانت في المطرية وفي آلف مسكن بعين شمس، سقط في مواجهات المطرية حوإلى 29 قتيل، وفي اشتباكات عين شمس حوإلى 34 قتيل5 وقد استخدم في تلك المواجهات أسلحة نارية ومول وتوف وطوب وكاوتش مشتعل6.صحيح أن الأمن استخدم بإفراط أطلاق النار والخرطوش، إلا أن عناصر من الإخوان كانوا أيضا يحملون أسلحة نارية ويستخدمونها ضد قوات الأمن ومن يعاونهم من الأهإلى.7
في التحرير تجمعت أعداد كبيرة من مؤيدي السلطة للاحتفال بالذكري، وأيضا طالبت أعداد منهم وزير الدفاع (السيسي) بالترشح لرئاسة الجمهورية .
نبرة مطالبة السيسي بالترشح كانت في حالة تصاعد،ويدعمها رجال أعمال وإعلاميين وفنانين وقوي سياسية.
وتشير تقارير إلى أن عددا من الصحفيين تعرضوا للقبض أو الاعتداء من قبل قوات الأمن أو مجهولين إثناء تغطيتهم للأحداث،فضلا عن تكسير الكاميرات أو إتلافها8.
تم القبض على اكثر من 1000 شخص في هذا اليوم من مناطق الاشتباك، ووجهت إليهم تهم مختلفة، كم خلف ذلك اليوم أعداد كبيرة من المصابين بطلقات نارية أو خرطوش وغير ذلك، وقد اصدر 9 من المراكز الحقوقية بيانا مشتركا يدين تجاوزات الأمن في التعامل مع تلك المظاهرات، متهما الشرطة بالإفراط في العنف دون داعى
مقدمات صعود السيسي
في اليوم التإلى – 26 يناير – اعلن عدلي منصور عن تغيير في خارطة الطريق، بأن تكون انتخابات الرئاسة هي الخطوة الأولي قبل انتخاب برلمان .
وبعدها مباشرة – 27 يناير - قام منصور بتقليد السيسي اعلي رتبة عسكرية وهى "مشير" وهى رتبة تمنح بسبب البطولات العسكرية، فضلا عن أنها رتبة فريدة ﻻ يحملها اكثر من شخص من العسكريين في نفس الوقت .
نغادر يناير مع ارتفاع في عدد الضحايا الذي كان محصلته خلال يناير فقط (حوإلى 265 قتيل )، والجرحى(1385 )، والمقبوض عليهم اكثر من 5000 شخص على صلة بالاحتجاجات أو بجماعة الإخوان وحزبهم 9، ونغادره أيضا و السيسي يتهيأ للحكم – رغم عدم الإعلان عن نيته الترشح، نغادره وقد تغيرت خريطة طريق 30 يونيه للإسراع بتنصيب رئيس، نغادره وﻻ تزال التفجيرات تهدد المواطنين، ولا تزال شعبية وزير الدفاع تعلو على شعبية الرئيس المؤقت .
فبراير - الكوميدي، والدعاية الرئاسية المسبقة، واحتجاجات اجتماعية.
من اهم علامات هذا الشهر تلك اللافتات وإليافطات الضخمة التي امتلأت بها ساحات الميادين الكبري التي تطالب بترشيح وزير الدفاع "السيسي" رئيسا للجمهورية، كان هناك شعار مشترك هو – السيسي رئيسي – في تجاهل واضح للرئيس الفعلي القائم، شارك في تلك الحملة فلول ورجال أعمال وغيرهم، تم طبع ملصقات وفانلات وأعلام وغيرها عليها صورة السيسي.
وفي المقابل زادت وتيرة التفجيرات واغتيال الجنود في المناطق الحدودية .
المثير أيضا في شهر فبراير انه شهد صعودا شديدا في احتجاجات أمناء الشرطة، فقد غطي إضراب واحتجاجات الأمناء عدد كبير من المحافظات، كما نظموا وقفات احتجاجية، كان لحركة الأمناء مطالب مشتركة يدور اغلبها حول تحسين وضعهم الوظيفي ورفع بدل المخاطر وعلاجهم نفس علاج الضباط ومعاملتهم بشكل لائق من الرتب الأعلى وزيادة الرواتب .. الخ.10
ومن جهة أخرى تصاعدت أيضا وتيرة الاحتجاجات والمطالب الاجتماعية، في الغربية دخل الآلاف من عمال شركة غزل المحلة صباح اليوم الإثنين في إضراب مفتوح عن العمل، وأوقفوا ماكينات الإنتاج في كل القطاعات والمصانع احتجاجا على تجاهل حكومة "الببلاوي" لصرف حافز الشهرين وتطبيق الحد الأدنى للأجور.
واغلق عمال المديرية الأبواب بالجنازير وأعلنوا دخولهم في اعتصام مفتوح حتى تحقيق مطالبهم .
وفي كفر الشيخ أضرب في نفس اليوم الأطباء إضرابا جزئيا في جميع مستشفيات كفر الشيخ العامة، احتجاجا منهم على عدم استجابة الحكومة ووزارة الصحة لمطالبهم، المتمثلة في زيادة رواتبهم الشهرية، وبدل العدوى وتأمين المستشفيات وزيادة ميزانية قطاع الصحة في الموازنة العامة .
وفي جنوب سيناء أضرب العاملون بالغرفة التجارية بجنوب سيناء عن العمل، اليوم الإثنين، احتجاجا على استبعاد صرف مكافأة جذب العمالة، والمقدرة بـ150 % من بند الموازنة التخطيطية للغرفة.
وفي البحيرة نظم العشرات من العاملين بإدارة الري المطور في مدينة المحمودية، وقفة احتجاجية داخل مقر عملهم، للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية وتثبيت العمالة المؤقتة.
وفي السويس قطع العشرات من سائقي التاكسي شارع الجيش احتجاجا على انتشار ظاهرة عمل الأجرة الليموزين الجديدة (التاكسي الأبيض) التي تعد منافسا لهم11.
كان ذلك مؤشرا على انه لم يتغير سوي الأشخاص، فقد ظلت مطالب الجماهير غير متحققة ولو في حدها الأدنى، سواء في ظل حكم الإخوان، أو في حكومة الببلاوي ومنصور .. وسيستمر الأمر مع حكومة محلب وحكم السيسي .


التعذيب مجددا
في 12 فبراير ادعت 16 منظمة حقوقية مصرية وجود تعذيب وحشي , واعتداءات جنسية داخل السجون وأقسام الشرطة يتعرض لها المقبوض عليهم في أحداث الذكري الثالثة للثورة سواء كان من المحتجزين أو المحتجزات، كما ادعت أن هذا التعذيب مستمر منذ الإطاحة بسلطة مرسي، وذلك استنادا إلى شكاوى وشهادات ضحايا عديدون، هذا غير من يرفضون التقدم بشكوى خشية من البطش بهم أو بذويهم، وان النيابات تهمل إثبات الإصابات والآثار واحيانا مجرد إثبات شكواهم من التعرض لتعذيب أو اعتداء جنسي، وطلبوا فتح تحقيق فورا في الأمر، خاصة وانه ﻻ يسمح للمنظمات الحقوقية المستقلة بزيارة السجون أو أماكن الاحتجاز التي ﻻ تخضع لأي رقابة قضائية مثل معسكرات الأمن المركزي12.
هجوم على العشوائيات
شهد هذا الشهر هجوما على سكان المناطق العشوائية، تم هدم خيم وعشش منطقة عزبة النخل، وإطلاق قنابل دخان على سكانها والتعامل معهم بالعنف واحتجاز بعضهم،تولي عملية الإزالة حي المطرية يوم 18 فبراير، و أسفرت العملية عن الإخلاء القسري لأكثر من 500 أسرة. تم إعادة تسكين عدد منهم بـ430 وحدة بمساكن تابعة للمحافظة، بأرض المؤسسة العقابية بحي المرج، من بينهم أكثر من أسرة لكل وحدة، ودون إعطائهم سندًا للحيازة، كما امتنعت المحافظة عن إعادة تسكين العشرات من الأسر بدعوى أنهم “غير مستحقين”؛ لأنهم غير مدرجين بكشوف الحصر، التي قامت بها المحافظة في عام 201213.
وأيضا تم إخلاء سكان عشش التوفيقية / المهجرين بحي المرج،في نفس اليوم – 18 فبراير – بالقوة، ويقدر عددهم بحوإلى آلف أسرة، ويعاني بعضهم من عدم إدراج اسمه ضمن الكشوف مما يحرمه من فرصة الحصول على سكن بديل .
تكررت عملية الإخلاء القسري في أماكن أخرى، وفي اكثر من محافظة .
وكما لم يحرمنا فبراير من دخان القنابل، لم يحرمنا من تغيرات سياسية (غير عميقة) فقد قدمت حكومة الببلاوي استقالتها في 24 فبراير، ليحل محلها حكومة محلب في أول مارس، وبين هذا وذاك استمرت المظاهرات الرافضة(خاصة الليلة) ولكن بوتيرة أخذة في الانخفاض .
مارس – تحرش واستقالة وإعدامات بالمئات وترشح .
في 13 مارس وقع حادث مؤسف في أروقة جامعة القاهرة، قيام مجموعة من الطلبة بالتحرش الجماعي بزميلة لهم ومطاردتها في حوش الجامعة على مرأي ومسمع من الطلاب ومن رجال امن الجامعة، تمكنت الفتاة من الفرار من المتحرشين، وعلي اثر ذلك صرح جابر نصار "رئيس الجامعة إن رئيس الجامعة وعضو لجنة الخمسين لتعديل الدستور المصري"، أن الطالبة "هي السبب"، بسبب ملابسها "غير الملائمة"14 .
في15 مارس اقتحمت في الخامسة صباحا مجموعة إرهابية كمين للشرطة العسكرية على أطراف العاصمة، في شبرا الخيمة، وقتلت الجنود الموجودين به وعددهم 6 أفراد، وقبل أن تنسحب زرعت عبوة ناسفة على أمل أن تنفجر في القوات القادمة للمعاينة15
في 24 مارس أصدرت محكمة جنايات المنيا، الدائرة السابعة برئاسة المستشار سعيد يوسف محمد،حكما بإحالة أوراق 529 متهماً، بينهم محمد بديع مرشد الإخوان، إلى مفتي الجمهورية لبيان الرأي الشرعي في إعدامهم، وذلك في أحداث العنف، التي شهدتها مدينة مطاي بالمنيا عقب فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر، وهذا بعد أقل من أسبوع من بداية إجراءات المحاكمة، وفي الجلسة الثانية مباشرة من جلسات المحاكمة، ودون حضور المتهمين لجلسة النطق بالحكم .
ولم تستغرق وقائع الجلسة الأولى أكثر من نصف ساعة فقط،حيث طلب محامو المتهمين رد هيئة المحكمة، ولم يتم سماع الشهود، أو فض أحراز القضية، أو إبداء أي دفاع، حتى تفصل المحكمة في طلبات الدفاع، رغم قسوة الحكم، ورغم أن هذه أول مرة في تاريخ القضاء المصري، وربما في تاريخ القضاء في أي مكان، تصدر أحكام إعدام دفعة واحدة على عدد يتجاوز 500 متهم في قضية واحدة، حتى دون فض أحراز القضية أو مواجهة المتهمين بالتهم المنسوبة إلىهم .
وأصدرت 18 منظمة حقوقية بيانا مشتركا تستنكر الحكم وعدم توفر أي شرط من شروط المحاكمة العادلة وإهدار حقوق المتهمين في تقديم أي دفاع (17).
الأمر المدهش واللافت للنظر، أن نفس المحكمة (جنايات المنيا)على الرغم من ردود الأفعال الواسعة وموجة الاستنكار وسط الحقوقيين والسياسيون لهذا الحكم، قد أصدرت حكمًا آخر في 28 أبريل 2014، أي بعد حوإلى شهر فقط، بإحالة “683" متهمًا في قضية أخرى، إلى مفتي الديار المصرية، للتصديق على حكم إعدامهم. ليكون مجموع من أصدرت ضدهم حكم بالإعدام خلال 34 يوم هو .. 1275، بمتوسط 37,5 إعدام في اليوم الواحد، بما في ذلك أيام الجمع والعطلات الرسمية . فإذا عرفنا أن لكل دائرة جنايات أسبوع واحد في الشهر للعمل . نكون أمام 14 يوم فقط – مخصوم منهم يومي عطلة، تكون النتيجة حوإلى 106 حكم إعدام في اليوم الواحد خلال دوري انعقاد، ويالها من عدالة سريعة وناجزة وقاطعة .
هل نجرؤ ونعقد أي مقارنة بين هذا الإنجاز – فوق القياسي– ووقت وإجراءات محاكمة مبارك أو العادلي .
وفي 25 مارس أعلن السيسي،عن تشكيل مجموعة من القوات الخاصة للتدخل السريع، وهي فرقة معدة للقيام بمهام تشبه مهام فرقة مكافحة الإرهاب بوازرة الداخلية، مما يعنى توسعا وامتدادا لأدوار شرطية تقوم بها القوات المسلحة على غير الغرض من إنشاءها .
وفي26 مارس تقدم عبد الفتاح السيسي باستقالته من وزارة الدفاع، وإعلان عزمه على الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية، "تلبية لنداء الشعب المصري”.
هكذا تحولت التكهنات المفترضة، إلى واقع كانت كل المؤشرات تشير إلى حدوثه، اكثر من ذلك كان السيسي هو الواجهة الفعلية للسياسات والتصريحات وليس عدلي منصور المتولي (مؤقتا)منصب الرئاسة .
وخلال اربعه أيام فقط حددت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، يومي 26 و27 مايو موعدا للجولة الأولى للانتخابات.
على اثر إعلان السيسي نية الترشح تدافعت قنوات التليفزيون الرسمية، واغلب القنوات الخاصة إلى التحدث عن مزايا أن يكون الرئيس القادم رجل "ذو خلفية عسكرية" وللمفارقة انه حين اعلن شخص آخر "ذو خلفية عسكرية" هو سامي عنان عن نيته الترشح حتى سارع مثقفون وصحفيون وإعلاميين إلى مهاجمة تلك النية ومهاجمة شخصه حتى اتهامه بالاتفاق مع الإخوان علي أن يكون مرشحهم، وسرعان ما تراجع عنان تحت تأثير تلك الحملة ، وتراجع أيضا اغلب المرشحون المحتملون عن ترشيح انفسهم، كان وﻻ بد أن يبقي مرشح آخر في عملية الانتخاب حتى يضفي علي الانتخابات مظهر الجدية، لذلك حين بدت مجرد احتمالات أن ينسحب حمدين – بدأ الهجوم العنيف عليه، وسرعان ما استجاب حمدين مواصلا معركة (شكلية) يعرف كل المراقبين للأحداث أنها محسومة قبل أن تبدأ، حتى أنصار حمدين ذهب أهمهم لتأييد المرشح المنافس، السيسي، بزعم انه رجل المرحلة وانه الأنسب وان مصر تحتاجه الآن اكثر من أي شخص آخر .
تراجعت وتيرة المظاهرات الإخوانية، ورغم أن التفجيرات لم تتوقف تماما إلا أن وتيرتها انخفضت بشدة أيضا، هكذا كان الحدث الأهم، المحسوم مسبقا، هو الانتخابات، وبمعنى آخر هو انتخاب الرئيس – رجل المرحلة – لإنهاء ما اسموه الاستحقاق الثاني المتفق عليه في خارطة الطريق، وبدقة اكثر .. الاستحقاق الثالث بعد أن تم تقديمه ليصبح الاستحقاق الثاني .
انتخابات واحتجاجات – أبريل
استمرت الاحتجاجات خلال هذا الشهر وان بعدد ضحايا اقل، لكنها طالت أيضا صحفيين عند تغطية أحداث الاشتباكات بين قوات الأمن والطلاب المتظاهرين بجامعة القاهرة يوم الاثنين 14 أبريل،كما نظم عدد من القوي المدنية (أبرزها جبهة طريق الثورة وحركة شباب 6 أبريل وحزب الدستور والتيار الشعبي وحملة المرشح حمدين صباحي) تحركات احتجاجية ضد قانون التظاهر لعام 201316. وفي أسبوع دعت إلىه جبهة الشرعية تحت اسم (حاميها حراميها) انطلقت مظاهرات متفاوتة الحجم في بعض المحافظات، بعدد اشتباكات اقل، فضلا عن قيام بعض المظاهرات الطلابية في جامعة القاهرة، وكذلك حدثت بعض الإضرابات والاعتصامات العمإلىة الاحتجاجية(في محافظات : بورسعيد، الإسماعيلية، القاهرة، الإسكندرية، سوهاج)17.
وعلى صعيد موازي تقدم مندوب عن عبد الفتاح السيسي، الذي بدأ يظهر في زي مدني، إلى لجنة انتخابات الرئاسة في 14 أبريل لتقديم أوراق ترشيحه .
بعدها بخمسة أيام تقدم منافس آخر وحيد بأوراق ترشيحه هو حمدين صباحي.
في انتخابات 2012 الرئاسية، تقدم للترشح على مقعد الرئيس عدد 13 مرشحا يمثلون اغلب التيارات الموجودة وبعض الطامحين الفرديين، واستبعدت اللجنة المختصة عشرة مرشحين بسبب عدم اكتمال الشروط المطلوبة لقبول ترشحهم، كان من بينهم حازم أبو إسماعيل وايمن نور وخيرت الشاطر وعمر سليمان، ومن ثم دارت الجولة الأولي فعليا بين 13 مرشح منهم اربعه على الأقل كان الصراع ضاريا فيما بينهم (شفيق – صباحي – خالد على – محمد مرسي) .
الفارق بين هاتين الصورتين لانتخابات 2012 وانتخابات 2014 يظهر إلى أي حد تقترب مصر من فكرة النظام الشمولي، أو النظام الديموقراطي التعددي . فرجل المرحلة سيصبح رجل الدولة ورجل الحكمة ورجل الإعلام ورجل التشريع ورجل السلطة التنفيذية . كان حمدين ﻻزما فقط لسبغ واجهة ديموقراطية على مسار يبتعد بسرعة هائلة عن الديموقراطية نفسها، وما أن تم ذلك حتى بدأ دور حمدين يدخل في خفوت سريع، ومن بعده رجال جبهة الإنقاذ على التوإلى، خفوت تدريجي في أدوار وملامح كل اللاعبين على مسرح 30 يونيه، وبالمقابل تتكاثف كل الإضاءة في جانب واحد من المسرح، علي المقعد المعد بعناية لاستقبال رجل المرحلة .
بدأ التصويت في26 مايو، وانتهى في 28 مايو .
وفي 3 يونيو أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوز عبد الفتاح السيسي بمنصب رئيس الجمهورية بفارق هائل عن "منافسه" الصباحي ، حيث حصل السيسي على نسبة 96.1% من الأصوات، بينما حصل حمدين على 3.9% من الأصوات وفقا للنتائج الرسمية التي أعلنتها اللجنة المشرفة .
يتردد انه في هذا المناخ هائل الاستقطاب حول (السيسي رئيسي) تعثر حمدين في إكمال التوكيلات المطلوبة مما هدد بعدم توفر شروط ترشحه، كان ذلك يعنى أن يفوز السيسي دون إجراء انتخابات، فسارع أنصار السيسي في مساعدة حمدين في جمع توكيلات في اللحظات الأخيرة، مما مكنه من الترشح .
في8 يونيو أدى السيسي إلىمين الدستورية أمام أعضاء الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا .
بعد ذلك أقيم حفل فخم على شرف تسلم الرئيس الجديد السلطة، من الرئيس المؤقت عدلي منصور .

ظلال مايو
في الأول من مايو تحركت عدة مظاهرات موالية للإخوان في أماكن عديدة كما انطلقت أيضا مظاهرات ليلية في عدة أماكن من أنصار الإخوان في داخل الأحياء .
اللافت ان أمناء الشرطة أيضا قد تظاهروا في هذا اليوم احتجاجا على القبض على احد الأمناء، دعت فرق الأمن إلى تجمعا للأمناء في مطار القاهرة، كما اعلن أمناء الوادي الجديد إضرابا تضامنيا، وجددوا مطالبتهم بتحسين أوضاعهم.
المعاشات 8 مايو
دعا البدري فرغلى (اتحاد أصحاب المعاشات) إلى التظاهر في ميدان طلعت يوم 8 مايو احتجاجا على تأخر صرف المعاشات وعلى استمرار وجود المعاشات تحت يد الدولة وليس أصحابها، والتي تقدر قيمتها ب – 640 مليار جنيه – وللمطالبة بتعديل تشريعي، قائلا (سنجعله يوم اسود في وجه الفساد) ردا على ذلك اعلن فاروق العشري – رئيس نقابة أصحاب المعاشات – أن النقابة لن تتظاهر ضد حكومة محلب، في 8 مايو تجمع بضعة مئات في وقفة بطلعت حرب استجابة لدعوة فرغلي، حاملين لافتات ومرددين بعض الشعارات .
وفي "الجمعة" 9 مايو اطلق تحالف دعم الشرعية الموإلى للإخوان سلسلة من التظاهرات عقب صلاة الجمعة في عدة أحياء ومحافظات متفرقة، تحت عنوان "باطل ما يحكمش" ففي القاهرة والجيزة خرجت مسيرات احتجاجية في مناطق فيصل، والهرم، والمهندسين، وناهيا، والصف بمحافظة الجيزة، وفي مناطق حلوان وعين شمس، والمطرية . تصدي لها الأمن بالغاز والخرطوش ووقعت اشتباكات عديدة وقبض على عشرات من عناصر الإخوان وا نصارهم، واقتحمت قوات الأمن مدينة الطلبة في جامعة الأزهر بمدينة نصر بعد تظاهر الطلاب عقب صلاة الجمعة، وألقت القبض على عدد منهم18.
فضلا عن وقوع بعض التفجيرات أيضا احدهما في كمين عسكري في سيناء، وأخر أمام محكمة مصر الجديدة، فضلا عن شن غارات إرهابية متفرقة على مواقع عسكرية أو جنود في سيناء19.
لم يكن مايو شهر انتخابات هادئ – رغم هدوء الانتخابات نفسها – فقد توالت المظاهرات والاحتجاجات على هامش المشهد الانتخاب الباهت ، سواء في الجامعات أو المحافظات، كان اغلبها أنصار الشرعية وجماعة الإخوان، فضلا عن دخان القنابل الذي لم يتوقف .
مأزق الأنصار
انحاز قسم كبير من الناصريين إلى السيسي باعتباره يمثل امتدادا لجمال عبد الناصر، حالمين بعودة دولة الجيش الإصلاحي الوطني في الستينات، وبزعيم جديد مخلص ولو استبد بالحكم، في ذات الوقت داعب صعود السيسي خيال الليبرإلىين حيث وضع دستور بمشاركة (الأحرى استماع) ممثلين لطوائف ونقابات الشعب، ورموز من ثورة 25 يناير، خاصة وان رمزهم الأعلى "البرادعى" احد اللاعبين الأساسين في المشهد الذي أدي لصعود السيسي، وشغل منصبا هاما في نظامه.
وكذلك نظر اليه بعض اليسار كديموقراطي ضد الأصوليين ورجل سيتيح بعض الحريات والإصلاحات ويتجاوز الخطاب الأصولي في السياسية والتعليم والقانون . .
أما عن الإعلام فحدث وﻻ حرج … المشكلة تجلت ابتداء في أن الرجل صرح انه ليس لديه برنامج عمل ولكنه فقط وعد أن تكون مصر غدا "أد الدنيا" دون أن يحدد كيف سيحدث ذلك، فضلا عن انه تصرف كرجل تم الاستغاثة به، وليس كمرشح أو مسئول خاضع للمسائلة،ومن ثم اضطر الإعلام لتكرار عبارته السابقة "لم يجد هذا الشعب من يحنو عليه أو يرفق به" ليحولها – كل حسب اجتهاده- إلى بديل عن البرامج والخطط.
وسرعان ما كشف عن توجهاته قائلا .. لن يحصل احد على خدمة دون دفع ثمنها "كاملا" وكان ذلك يعنى إلغاء الدعم على الخدمات العامة، أما بخصوص المطالب الاجتماعية فقد رد قائلا "مفيش .. اجيبلكوا منين" وطلب منهم خفض الإنفاق وتقديم التبرعات ..
هكذا خاب أمل الناصريين في مخلص عسكري "إصلاحي" .
أما الليبرإلىين فقد خاب توقعهم عندما شاهدوا أن تضييق الحريات صار عاما، وليس قاصرا فقط على الإسلاميين، وانه امتد إلى حرية التعبير، وفي الاقتصاد زحفت المؤسسة العسكرية لتبتلع مساحات اكبر من السوق والمشروعات العامة مما يعنى تضييق فرص الاقتصاد الحر واضطرار المقاولين العمل كمقاول باطن لدي المشروعات العسكرية .
واتسعت الخيبة لتشملهم هم واليسار عندما لاحظوا أن النظام غير مهتم بتطبيق نصوص الدستور أيضا،وان سلطاته تضيق على من يطرح خطابا تنويريا،وان ديموقراطيته قد أدت إلى سجن شباب محسوبين على جبهة الثورة ورموز من رموز 25 يناير و30 يونيه .
وبمرور الوقت بدا أن هناك اتجاه للتصالح مع الإخوان أيضا، وفوق كل ذلك تباعد عنهم النظام الذي اقتربوا منه ما وسعهم، تاركا ساحة القرار لإرادة رجل المرحلة منفردا، ومساحة المشاركة لشركاء عرضيين .
يونيه
في الثالث من يونيه اعلن السيسي رئيسا للبلاد، وتم تنصيبه في 8 يونيه في احتفال كبير، وشهد التحرير حشودا ضخمة احتفالا بتنصيبه، وحدث فيها تحرش واعتداء جنسي صادم من بعض المشاركين على فتاة كانت مشاركة بالاحتفال، وقام السيسي بزيارتها في المستشفي بعد الواقعة .
قبل مرور أيام على توليه السلطة نظم عدد من المنظمات الحقوقية والنشطاء السياسيين مؤتمرا الخميس 12 يونيو للتضامن مع علاء عبد الفتاح ومعتقلي مظاهرة “مجلس الشوري”، حيث كان قد صدر ضدهم حكما غيابيا بالسجن 15 عاماً، وعقب المؤتمر نظمت وقفة احتجاجية، إلا أن الأمن استخدم عددا من البلطجية الذين استفزوا المحتجين وقاموا بالاعتداء عليهم لفض الوقفة .
وفي ذات السياق في يوم 21 تم فض بالقوة لمسيرة احتجاج نظمها قوي غير إخوانية على قانون التظاهر كانت في طريقها إلى قصر الاتحادية، وقبض على 22 من المتظاهرين بتهمة خرق قانون التظاهر20.

حكم بالاعدام الجماعي
في نفس اليوم كانت محكمة جنايات المنيا قد أصدرت حكما بإعدام مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع و182 آخرين من أنصار مرسي على خلفية إدانتهم ب"اقتحام وحرق مقر شرطي بمدينة العدوة في المحافظة وذلك إثناء الاحتجاجات التي وقعت بالمدينة على فض قوات الجيش والشرطة لاعتصام رابعة العدوية .
وفي نفس السياق أحالت محكمة جنايات الجيزة أوراق المرشد العام ومحمد البلتاجي وصفوت حجازي وآخرين إلى المفتي لاستطلاع رأيه بشأن إعدامهم في قضية أحداث مسجد ألاستقامة.
كما تعرضت منظمات حقوقية لمضايقات وصودر عدد من نشرة احدهم (الشبكة العربية) وبدا اتجاه لتعديل تشريعي يحد من نشاطهم ومن حرية حركتهم
واستمرت مسيرات دعم الشرعية،وان بوتيرة أخذة في الانخفاض، في تنظيم مسيرات احتجاجية ورفع شعار رابعة الذي اعتادوا رفعه في مظاهراتهم تأكيد على إدانتهم لاقتحام رابعة،وتمسكهم بعودة مرسي للرئاسة .
يوليو
استمر الهجوم هذا الشهر على الحريات ومحاولة تضييقها، فقد أنذرت وزارة التضامن المنظمات الحقوقية بتوفيق أوضاعها، ما يعنى الخضوع اكثر لوصاية وشروط الوزارة والتضييق من حركتها المستقلة، كما توإلى مسلسل توجيه اتهامات لصحفيين والقبض عليهم.
كما شهد شهر يوليو أيضا صعودا نسبيا ملحوظا في الاحتجاجات الاجتماعية، وشمل ذلك إضرابات عمإلىة واعتصامات كان أهمها شركة المصرية للملاحة البحرية بالسويس، و عمال الوحدة المحلية بالخصوص في القليوبية، وشركة المستودعات المصرية العامة التابعة لقطاع النقل البري والبحري بميناء الإسكندرية، وشركة الإسكندرية للزيوت، وذلك للاحتجاج علي عدم صرف رواتبهم وتأخيرها وللمطالبة تحسين أوضاعهم الاجتماعية وتحسين شروط العمل، وسبب قرار محلب زيادة أسعار البنزين والسولار إلى توترات واحتجاجات بين السائقين وبين المواطنين ووقع 18 احتجاج ، كما شهد قطاع الغزل والنسيج 10 أعمال احتجاجية، وكذلك كان هناك إضرابات واحتجاجات لدى عمال شركة جرين لاند – عمال مصانع السكر – عمال النصر للمواسير – وغيرهم21.
وفي النصف الثاني من الشهر قامت عناصر مسلحة بالهجوم على نقطة حرس الحدود بالفرافرة في الوادي الجديد أسفر عن سقوط 21 قتيلا و4 مصابين ما بين ضباط وجنود عسكريين .
وفي إشارة إلى استكمال إجراءات "خارطة الطريق" قرر السيسي تشكيل اللجنة العليا للانتخابات، التي من المفترض أنها ستشرف علي انتخابات مجلس الشعب القادم، دون تحديد موعد لبدأ إجراءات الترشح .
أغسطس – المشاريع الكبرى للدولة – وبناء سياسة دولية
الرئيس القادم بلا برنامج، والذي اهدي إلى المصريين بشارته (بكره تشوفوا مصر )، والذي وجه إلى الفقراء ضربة صادمة وهو يبتسم (رفع الدعم عن الخدمات العامة) كان في حاجة إلى تقديم أي شيئ ينبئ بأي تقدم في اتجاه ما، مشاريع كبري مثلا بدلا من كحك العيد والزيت مخفض السعر بجانب الرز والصابون، المشروع الأول أتي في صورة كشف علمي خرافي، جهاز اللواء عبد العاطي الذي تبنت الدعاية له المؤسسة العسكرية مباشرة، وداعب خيال ملايين المرضي في مصر، فهو الجهاز الذي سيعالج السرطان والإيدز والسكر والالتهاب الكبدي الوبائي … الخ . لقد اعلن عن أن الجهاز تم تجربته بالفعل بعد سنوات من البحث، وانه حقق نتائج مبهرة، وانه يستطيع الكشف عن بعد عن الأورام والفيروسات، بمجرد مرور ابرة استشعار في اتجاه المريض، وانه يشفي المريض تماما في وقت قياسي، ويحول الأورام إلى (كفته) يتغذى بها المريض، وسيمكن إدخال مليارات الدولارات إلى مصر باستخدامه وتطبيقه، فضلا عن توفيره المليارات التي تنفق في الأدوية والعلاج، ولم تعدم الدولة وقتذاك شهادة أطباء ومرضي وخبراء استراتيجيين يشيدون بالجهاز وباللواء عبد العاطي الرجل الوطني الذي رفض بيع هذا الجهاز لدول أجنبية مقابل مبالغ فلكية .
وفجاءة تقرر تأجيل استخدام الجهاز على المرضي لمدة 6 اشهر، لأجراء مزيد من التجارب، رغم نجاح تجربته الذي اعلن عنه، وبعد ذلك تبخر الجهاز وتبخرت معه حملة الدعاية الوطنية حول خوارقه ومعجزاته .
نحن نعرف أن الجهاز المعجزة اسفر عن ﻻ شيئ، محض كذبة أخذتها الريح دون أن تترك أثرا سوي عاصفة من السخرية على اللواء وجهازه .
المشروع الأخر الكبير الذي اعلن عنه هو، بناء قناة جديدة للملاحة البحرية في مدينة السويس، وكما حدث مع جهاز عبد العاطي فقد راح الخبراء والإعلام ورجال الاقتصاد وغيرهم يتحدثون عن المشروع المعجزة، وانه سيدر أموال ضخمة على مصر، وتأمل مصر من ورائه في التحول إلى مركز من أكبر المراكز الاقتصادية والصناعية في العالم، سيجذب استثمارات مهولة، وسيغطي تكلفته خلال وقت قصير جدا (أسابيع أو شهور) .
لم يعبأ جهاز الدعاية (الكبري) بالتحليلات والدراسات المختلفة حول الفكرة ومدى جدواها، خاصة في ظل المعدلات المتدنية التي تمر بها التجارة الدولية ، وكانت هدية الرئيس للشعب أن تقرر فتح باب الاكتتاب العام للمشروع الذي سيتكلف (60 مليار) وسيحصل المساهمين على عوائد ضخمة من هذا المشروع العملاق تصل إلى 12 % من قيمة الاكتتاب، وفي مشهد استعراضي رمزي تقدم إعلاميين وسياسيون وفنانون ومواطنون للاكتتاب أمام شاشات التليفزيون، وقرر الرئيس أن التمويل سيكون وطنيا، ولن يسمح لغير المصريين المشاركة فيه، وأعتبر ذلك جهاز الدعاية والمؤيدين اتجاها للأستقلال الأقتصادي وتعبيرا عن النزعة الوطنية للرئيس .
اعلن عن البدء في المشروع في 5 أغسطس،وفي 15 سبتمبر أعلن محافظ البنك المركزي إغلاق الاكتتاب في شهادات قناة السويس الجديدة، بسبب تعدي اسهم الاكتتاب التي قدمت مبلغ 60 مليار جنيه (المطلوبين) من حصيلة بيع شهادات الاكتتاب، ووصولها إلى 64 مليار .
في 9 أغسطس، صدر حكما نهائيا بحل حزب "الحرية والعدالة" وهو الحزب السياسي لجماعة الإخوان، ونص الحكم على (أن تؤول ممتلكاته وأمواله السائلة والمنقولة إلى الدولة)، وبذلك تم تجريد الإخوان من آخر غطاء شرعي بعد أن كان قد اعلن أن "جماعة" الإخوان إرهابية، وتم حظرها قانونا . وصار مجرد ثبوت الانضمام إلىها – دون أي أمر آخر – جريمة يعاقب عليها بتهمة "الانضمام إلى جماعة محظورة" .
رابعة 2014
في نفس يوم الحكم بحل حزب الحرية والعدالة (9أغسطس) اطلق الإخوان وا نصارهم حملة تعبئة خاصة على الشبكات الاجتماعية "تويتر والفيس بوك" وغيرهم للدعوة إلى الاحتفال بذكري فض اعتصام رابعة، الذي يوافق 14 أغسطس، وذلك تحت عنوان "رابعة … الثورة والثأر"، وهو اقرب إلى شعار يحمل صيغة جهادية وتهديدية في ذات الوقت , وفي 13 أغسطس كرر "تحالف دعم الشرعية" الدعوة ولكن بنبرة تحمل تهديدا اكبر، واصفا اليوم أنه "انتفاضة القصاص" وان مسالة اقتحام رابعة متروكة لتقدير القيادة الميدانية22.
وفي ذات السياق دعت حركتا "باطل" و"الأيام الحاسمة" المواليتين للإخوان، إلى الحشد بصيغة مشابهة "حان الوقت لكى يتحول حماس الشباب إلى براكين غضب تقتلع الظلم من جذوره، وعلى حشود الثوار من جميع المحافظات أن تلتقى في ميادين الثورة لتشكل سيلاً يطهر الأرض من الفساد"23
على هذا الوتر الزاعق عزفت جميع تشكيلات الإخوان وهي تتوعد وتحشد وتدق نفير القتال، هذه النبرة الزاعقة، والدعوة إلى الثأر والقصاص والحسم والاقتلاع.
هذا الخطاب يجب فهمه في ضؤ أن فض رابعة قد تحول إلى "ملحمة الإخوان" التي عثروا عليها أخيرا، سيتغنون بها ﻷوقات طويلة، و سيظلوا يستدعونها في كل المناسبات، وان ذكري الفض بهذا المعنى كانت فرصة لإعادة التعبئة في أجواء معنوية مناسبة وتجميع الصفوف المهددة بانفراط بدرج أو أخرى، كما أن اغلب العضوية والأنصار فقد صديقا أو زميلا إثناء الفض ومن ثم هناك شعور أدبي بالالتزام تجاه المشاركة في ذكراهم على الأقل، لذلك أتي الحشد لرابعة كبيرا على غير المعتاد في الشهور السابقة عليه .
استمرت الاشتباكات المرتبطة بذكري الفض أيام 14 و15 و16، وشملت عدد كبير من محافظات الجمهورية، تشير بعض التقارير إلى الأرقام التإلىة :
"138 حالة احتجاج خلال أيام 14، 15، 16 أغسطس قامت بها جماعة الإخوان، وذلك لإحياء الذكرى الأولى لأحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة. و أن معظم محافظات مصر شهدت فعاليات للإخوان جاء في مقدمتها محافظة الإسكندرية بـ15 حالة احتجاج، الشرقية 14، الجيزة 13، القليوبية 13، القاهرة 10، الدقهلية 10، كفر الشيخ 9، دمياط 8، المنيا 8، أسيوط 7، المنوفية 6، بنى سويف 6، البحيرة 5، الفيوم 4، أسوان 2، سوهاج 2، الأقصر 2، الغربية 2، وفعإلىة واحدة بكل من محافظتي الإسماعيلية وقنا.”24
حدثت مواجهات مسلحة كما في اغلب مظاهرات ما بعد الفض التي يحمل فيها "بعض "عناصر الإخوان أسلحة نارية، وقنابل مولو توف،واستخدمت قوات الأمن أيضا الأسلحة النارية بجانب قنابل الدخان والخرطوش، تعرضت مركبات عامة للإتلاف،وووقعت إصابات في صفوف الإخوان، وأسفرت الاشتباكات عن 14 قتيل بطلقات نارية وذلك بمناطق المطرية والعجوزة وأرض اللواء ومدينة 6 أكتوبر وفقا لتصريح مسؤول بالطب الشرعي25. والقبض على أكثر من 230 إخواني خلال أيام الاشتباك .
كانت تلك هي التعبئة الأكبر التي نظمها الإخوان وا نصارهم في تحالف دعم الشرعية منذ فض الاعتصامات الكبيرة في النهضة ورابعة، خاصة أن وتيرة وقوة حشدهم كانت تتراجع بشكل ملحوظ، هذه الإفاقة المؤقتة اعقبها هبوط حاد، فعلي اثرها بدأ تفكك تحالف دعم الشرعية، وانسحب منه "الجبهة السلفية" معللة ذلك بانها "ترى وجوب العمل من خلال أفق سياسي أرحب، يقوم على مد الجسور والاصطفاف، ويؤسس على الاجتماع، والتوافق الحقيقي الذي نقبله هو ما يكون اعتماده على أسس قويمة لا تقوم على الإقصاء، بل تراعي حق الجميع في وطنهم ومجتمعهم"26، و "حزب الوسط" أيضا، مبررا ذلك بأنه يعمل على (إنشاء مظلة وطنية رحبة تجمع تحتها جميع أطياف القوى السياسية الوطنية دون إقصاء لأي طرف) ويري بعض المراقبون أن انسحابه كان بترتيب معين ليقوم بدور الوساطة في المصالحة المتوقعة بين الإخوان والدولة، إلا انه ﻻحقا ستعلن الجماعة الإسلامية أيضا انسحابها من التحالف،بعد ذلك هبطت بشدة قدرة الإخوان على الحشد، ومعدل مظاهراتهم الاحتجاجية، وقدرة التحالف الداعم لهم . 27
كانت ذكري رابعة إذا اعلي نقطة صعود في التعبئة إلاخوانية، وأيضا نقطة البداية لهبوط حاد في تلك القدرة .

سبتمبر – صحافة مستهدفة – محامون يحاكمون
الكاميرا تحشد الجميع ضدها، هكذا تقول أدبيات الإعلام، فالكاميرا تكشف الجانب الذي يسعى الجميع لأخفاءه، سواء الدولة أو رجال الأمن أو المتظاهرين، وتثير ريبة الجميع، فحامل الكاميرا قد يكون صحفي موجه أو مستقل، أو رجل امن، أو مواطن عادى، وتسعي الكاميرا إلى التقاط كل جوانب المشهد، ومن ثم فهي تعريه من الادعاءات، وتقدم حقيقة ملموسة بعيدا عن المزاعم، فالصورة يمكن تهدم جبل من المزاعم الادعاءات، وتكتسب مصداقية اكثر من الكلام، وفي سياق الصراعات الجارية يزعم الإخوان أن مظاهراتهم دائما "سلمية" وان قوات الأمن هي المعتدى دائما، وتزعم الأجهزة الأمنية أنها تلتزم دائما بأقصى درجات ضبط النفس، وبنصوص القانون، وﻻ تستخدم ابدآ الرصاص أو الخرطوش في فض المظاهرات،لذلك يعادى الجميع الكاميرا التي ﻻ يحملونها بأنفسهم لتقديم الجانب من المشهد الذي يسعون لإبرازه فقط .
حامل الكاميرا مستهدف، وقد يكون الاستهداف بالقتل، أو القبض، أو الاعتداء بالضرب، ودائما سيتم نزع الكاميرا أو تحطيمها أو مسح الصورة منها .
وغالبا ما يضيع دمه هدرا وسط حالة الشيوع، ما لم يكن المعتدى معروفا لديه سواء شخص أو جهة، ورغم أن التصوير يتم دائما في تلك الأحوال (مظاهرات أو اعتصامات أو اشتباكات، في علانية، ومن ثم ﻻ يحتاج إلى إذن خاص بالتصوير، وكل من لديه كاميرا أو موبايل يمكنه التصوير، إلا أن أجهزة الأمن دائما تتعنت عند القبض على مصور صحفي غير مقيد بالنقابة، أو مدون أو مواطن عادى، بحجة انه لا يحمل إذن تصوير، هكذا يتم مصادرة الكاميرا، وحبس المصور الصحفي، وتوجيه التهم إلىه كيفما شاءت الأجهزة الأمنية، ونادرا ما تقدم نقابة الصحفيين دعما أو حماية للمصور الصحفي (غير المقيد) .
ولا يخرج وضع الصحفيين والمراسلين الأجانب الأجانب عن هذا السياق، فقد تعرضوا في سنوات الثورة إلى انتهاكات واعتداءات جسيمة وحالات قبض واعتقال وتوقيف .
الصحفيون الضحايا عبر سنوات الثورة كثيرون، وصاحب المصلحة في قتلهم عديدون، وتشير أصابع الاتهام هنا إلى جهتين اعتادا حمل واستخدام السلاح، الإخوان وقوات الأمن، حيث قتل أحد عشر صحفيا من 28 يناير وحتى منتصف 2014 28
فضلا عن اعتقال عشرات الصحفيين وأغلقت العديد من القنوات وهناك عدد من الصحفيين خضعوا لمحاكمات عس
أكتوبر - الجامعات
صادفت بدايات أكتوبر انتهاء احتفالات الاعياد، وبدايات الدراسة، كانت الدولة قد استعانت بشركة حراسة خاصة (فالكون) لتقوم بوظائف امنيه في الجامعات، بعد أن تم إلغاء حرس الجامعة، كان وجود تلك الفرقة الأمنية مستفزا للطلاب الذين كانوا تخلصوا منذ قليل من كابوس الحرس الجامعي، فضلا عن وجود عدد كبير من الطلاب في السجون لسبب أو لأخر ما بين محكوم عليه أو محبوس احتياطيا أو مختطف غير معلوم جهة احتجازه .
مع بداية اليوم الثاني في الدراسة بدأت الاحتجاجات الطلابية التي اتسع خريطتها على الفور لتشمل جامعات القاهرة، الأزهر، الجامعة البريطانية، عين شمس، حلوان، المنيا، إسكندرية، المنصورة .
اقتحمت المدرعات جامعة الأزهر لمواجهة الطلاب، وأطلقت القوات قنابل الدخان داخل الحرم الجامعي في في جامعات الأزهر والقاهرة وغيرهم، في هندسة إسكندرية كان عنف قوات الأمن مفرطا واستخدم فيه الخرطوش ووقعت إصابات في صفوف الطلبة ،حطم الطلاب تلك البوابات التي كانت شركة فالكون للحراسة تستخدمها في الأزهر والقاهرة، وانسحب حرس فالكون مخليا الطريق للمدرعات والأمن المركزي، تنوعت أهداف المظاهرات الطلابية ما بين الإفراج عن المعتقلين وباقي الطلاب، إلى إسقاط قانون التظاهر وإطلاق الحريات للعمل الطلابي دون وصاية، أدت الاعتداءات على حرم الجامعة إلى مصادمات عنيفة أدت إلى مشاركة قطاع من الطلاب في التصدي للأمن دفاعا عن جامعاتهم .
ردود أفعال رؤساء الجامعات
ردود أفعال عمداء الكليات ورؤساء الجامعات كانت مثيرة للأسف، فبدلا من إدانة اقتحام أو الاعتداء على حرم الجامعة، والدفاع عن حقوق الطلبة داخل جامعاتهم، تبنوا خطابا استبداديا وسلطويا .
ففي الجامعة البريطانية تم فصل عدد من الطلاب، وفي جامعة المنصورة صرح رئيس الجامعة قائلا "أنا معنديش حرية رأي، وسأستدعي الداخلية إذا تجمع 5 متظاهرين"29،
ووفي جامعة الإسكندرية اكد رئيس الجامعة خلال حفل استقبال الدفعة الأولي من طلاب كلية الدراسات الاقتصادية أن "الجامعة ليست مكانا لممارسة النشاط الحزبي و لكنها للتعليم و البحث العلمي"30.
حتى وزير التعليم العإلى هدد من جانبه "باتخاذ إجراءات وصفها بالحاسمة ضد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس المشاركين في المظاهرات تصل إلى الفصل.31
العنف يتصاعد
وعلى صعيد التفجيرات الداخلية وقعت عدة انفجارات منها انفجار في ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة في 22 أكتوبر ترتب عليه إصابة 11 بينهم 6 من قوات الشرطة و5 مواطنين. وقد تبني تنظيم أجناد مصر عملية التفجير .32
وفي النقط الحدودية بسيناء (كرم القواديس) وقع هجومين بسيناء أديا إلى مقتل 29 جنديا من قوات الأمن وإصابة 29 آخرين.33
وعلي غرار الجدار العازل الإسرائيلي في 29 أكتوبر بدأت مصر إقامة منطقة عازلة بطول 14 كيلومترا على الحدود مع قطاع غزة الفلسطيني، وذلك بإخلاء منازل عشرات الأسر في مدينة رفح شمال سيناء، فيا قيل انه محاولة لمنع تهريب الأسلحة وتسلل الجهاديين والإرهابيين على خلفية هذا الهجوم في كرم القواديس34. وهو ما سوف يؤدي إلى زيادة معاناة الفلسطينيون في مدن القطاع، فضلا عن إضراره بأهإلى مدينة رفح انفسهم .
مسار التعسف
الحدث الأخر خلال هذا الشهر كان صادما،حيث أصدرت محكمة جنح مصر الجديدة المنعقدة في معهد أمناء الشرطة، حكما على 23 متهم ومتهمة بالمشاركة في مسيرة دون إذن وخرق قانون التظاهر، صدر الحكم في 26 أكتوبر، بالسجن لمدة 3 سنوات، إضافة إلى 3 سنوات أخرى مراقبة، وغرامة قدرها 10 آلاف جنيه مصري لكل متهم،وهي المسيرة المعروفة إعلاميا بمسيرة الاتحادية،وكانت النيابة قد أضافت "إتلاف ممتلكات" و"استعراض القوة". وكانت المظاهرة التي جرت في يونيه قد تم تفريقها بالقوة دون إنذار أو تنبيه بالفض واعتدى عليها من قبل بلطجية تابعين للأمن .
ولم تلتفت المحكمة لدفاع المتهمين أو طلباتهم أو طعنهم على قانون التظاهر بعدم الدستورية .
شكل الحكم مؤشرا على الاتجاه للمزيد من التعسف والتضييق على الحريات ….
وعلى التوازي من ذلك أصدرت محكمة عسكرية حكما بالإعدام على 7 من المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا باسم "عرب شركس".
نوفمبر – براءة القتلة
إذا وضعنا جانبا المظاهرات الطلابية التي تعالت وتيرتها في نوفمبر ، فهذا الشهر، فقد تميز بحدثين رئيسيين :
يصادف 19 نوفمبر ذكري معارك محمد محمود المجيدة التي سقط ضحيتها عشرات من شباب الثورة في مواجهات مع الأمن الذي افرط في استخدام الرصاص والخرطوش في التعامل معهم، في تلك المرة كانت قوي الثورة منقسمة، ما بين مؤيد للنظام ومعارض له، وحتى صفوف المعارضين كانت منقسمة، لذلك لم تنجع الدعوة إلى أحياء الذكري الثالثة في حشد أعداد كبيرة، وبالمقابل احتلت المدرعات والفرق المسلحة الشارع وميدان التحرير وميدان طلعت حرب وانتشرت في محيطهم تحسبا لخروج أي مظاهرات هذا اليوم في تلك المنطقة.35
رغم هذا التواجد الأمني المكثف تجمع المئات من المتظاهرين في المناطق القريبة من محمد محمود، وحاولوا الوصول بمظاهرتهم إلى التحرير أو محيط محمد محمود36، وتصدت المدرعات والجنود لمحاولتهم الاقتراب من الميدان، تم مطاردتهم وقبض على عدد من المتظاهرين كما تم تفريق المظاهرة مع انتشار امني مكثف .
الصدمة الثانية لكل من شارك في ثورة 2011 كانت الحكم الخاص بمبارك ومساعديه في قضية قتل المتظاهرين الصادر من محكمة النقض.
ففي يونيو 2012 حكم على مبارك في محكمة الدرجة الأولى بالسجن المؤبد بتهمة قتل متظاهرين خلال ثورة عام 2011 التي أطاحت به من السلطة، وطعن دفاعه في الحكم لينظر أمام محكمة الدرجة الثانية .
وفي 29 نوفمبر 2014 أمرت محكمة (الدرجة الثانية) جنايات في القاهرة، التي كانت تعيد محاكمته، بإسقاط التهم وبالتإلى تبرئة مبارك، لكن النيابة قدمت طعنا أمام محكمة النقض وقد قبلت المحكمة هذا الطعن ملغية الحكم الصادر في نوفمبر.
بموجب هذا القرار، ستنظر محكمة النقض بنفسها في القضية، دون إحالتها لإحدى دوائر الاستئناف، مما يعني أن قرارها سيكون نهائيا وسيسدل الستار عما تعرف بمحاكمة القرن
تضمن منطوق الحكم الصادر من محكمة النقض عدم جواز نظر طعون المدعين بالحقوق المدنية (اسر الشهداء) على الأحكام الصادرة بالبراءة من محكمة الجنايات، وكذا عدم جواز نظر طعن النيابة العامة على براءة حسين سالم.
هكذا تم تبرئة مبارك نهائيا من دماء الشهداء، كانت تلك طعنة اليمة لكل الثوار، ولأسرة كل شهيد وكل مصاب، لم يكن متصورا صدور حكما كهذا في ظل سلطة المجلس العسكري، وﻻ حتى في ظل حكم محمد مرسي، ولكن الواقع الجديد – بعد 30 يونيه – الذي تعاني فيه قوي الثورة عزلة تجاه الجماهير، وضعفا وتفككا، كان يسمح بتوجيه تلك الطعنة لكل مطالب القصاص وكل ما ضحي الثوار من اجله باروا حهم، وللمفارقة الساخرة جاء ذلك في نفس ( شهر محمد محمود) وبعد 10 أيام فقط من ذكراه الثالثة … تأييد كافة الأحكام الصادرة ببراءة جميع المتهمين المتهمين بقتل المتظاهرين، وعلى رأسهم مبارك وحبيب ألعادلي.
توافد عشرات من الشباب الغاضب إلى محيط ميدان التحرير عقب صدور الحكم غاضبين ، كان الأمن قد تحوط مسبقا فقبل صدور الحكم نزلت قوات من الجيش والشرطة إلى ميدان التحرير بأعداد ضخمة مزودة بالمدرعات والعربات المصفحة واحتلت الميدان وأغلقت منافذه، في البداية ردد الشباب هتافات غاضبة دون احتكاك بالقوات الموجودة .
في المساء بدأ توافد أعداد كبيرة إلى ميدان عبد المنعم رياض كما توافدت اسر الشهداء أيضا للتظاهر احتجاجا على تلك البراءة الملونة بدماء أبنائهم الشهداء ، وأعداد كبيرة من التجمعات الثورية للشباب وغيرهم، قرر الأمن فض المظاهرات الأخذة بالاتساع بالقوة رغم أنها لم تصل إلى ميدان التحرير، هاجم الأمن تجمعات المتظاهرين برفقة العربات 37العسكرية واستخدم أسلحة متنوعة أدت إلى قتل اثنين على الأقل وإصابة عشرات ، المتظاهرون تحت هجوم الأمن تفرقوا إلى شوارع جانبية، لكن قوات الأمن طاردتهم وقبضت على أعداد منهم حصيلة القبض كانت حوإلى 100 من المتظاهرين ، خرج متحدث باسم الرئاسة يعلن أن السيس وجه الحكومة إلى ”تكليف رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمراجعة الموقف بالنسبة لتعويضات ورعاية أسر شهداء ومصابي الثورة ثورة 25 يناير 2011، ” ستراعي حقوق الشهداء – بمعنى تعويض مادي – والصحف تتساءل (من القاتل) وأصحاب نظرية المؤامرة على الدولة يشيرون مجددا إلى حماس والإخوان بأصابع الاتهام .
كان فتيل الغضب مشتعلا، فبراءة مبارك كانت إيذانا بهزيمة مرحلة ثورية وضياع دم شهدائها، ورغم أن الدم لم يتوقف خلال تلك السنوات الأربع عن النزيف، إلا أن التشبث بأمل أن يعاقب القتلة على الأقل كان آخر رهان لعديدون من شاركوا في الثورة، ومن ثم قاوموا هزيمة الأمل قدر ما استطاعوا .
ديسمبر الغاضب
من اليوم التإلى لصدور الحكم اشتعلت الجامعات غضبا واحتجاجا38، وصل عدد الجامعات المحتجة إلى حوالى 16 جامعة في مختلف محافظات مصر في وقت واحد كان ذلك الحكم أيضا ظرفا مواتيا لنشاط الإخوان وانصارهم في الجامعات والمحافظات، إلا أن دائرة الغضب من هذا الحكم أثارت اغلب القوي السياسية وقطاع واسع من الجماهير، فحتى حملة حمدين صباحي المؤيدة للسلطة الجديدة دعت إلى التظاهر ألاحتجاجي على الحكم وهو ما أثار ضده غضب باقي جبهة 30 يونيه المؤيدة للرئيس، فقد شن مصطفي بكرى في تعقيبه على ذلك هجوما على صباحي، واتهمه بأنه "سقط من نظر الشارع وتحول لرجل فوضوي" ، وأن دعوته للتظاهر تصب في خندق الإخوان وتخدم عليهم، و أنه ليس شخصًا مسئولاً وتصريحاته إهانة للقضاء المصر"39،امتدت المظاهرات إلى خارج القاهرة في عدة محافظات، وفرق الأمن معظمها بالقوة، تزايد أيضا معدل المظاهرات المسائية التي يقوم بها الإخوان،وبعد صدور الحكم بيومين فقط حاولت الدولة اتخاذ إجراء ﻻمتصاص الغضب فاصدر النائب العام هشام بركات بيانا صرح فيه أن النيابة ستطعن في هذا الحكم الصادر ببراءة مبارك ومساعديه أمام محكمة النقض40، إلا أن ذلك لم يمتص الغضب تماما، فقد استمرت المظاهرات الغاضبة حتى الأسبوع الأخير من ديسمبر،خاصة في الجامعات، وخرجت مظاهرات إخوانية عديدة في عدة محافظات بما فيها القاهرة يوم الجمعة 19 ديسمبر،تحت عنوان (معا ننقذ مصر) كان ضمن شعاراتها التنديد بالحكم41.
اللافت للنظر أيضا زيادة وتيرة الاحتجاجات الاجتماعية والعمالية، والتي شملت عدد من الشركات الكبيرة، فوفقا لتقرير "مؤشر الديموقراطية" حدث خلال ديسمبر 98 احتجاج عمإلى في هذا الشهر، شملت القطاع الطبي والتعليمي والعاملين بالزراعة والصحفيين والعاملين بالمحاكم وخبراء وزارة العدل وأيضا السائقين، كما ضمت الاحتجاجات شركات كبري مثل "الشركة المصرية للحديد والصلب"و"بسكو مصر" و "شركة وبريات سمنود" ….. اغلب الاحتجاجات كانت من اجل مطالب اعتيادية تتعلق بتأخر صرف مستحقات العمال،إلا أن بعضها كان احتجاجا على الخصخصة وبيع الشركة أو المصنع، أحيل أعداد من المشاركين في تلك الاحتجاجات إلى النيابة العامة على خلفية مشاركتهم، فقد قررت نيابة شرق الإسكندرية إحالة 18 من العاملين بمكتبة الإسكندرية إلى المحاكمة، كما أحيل 60 مدرساً بإدارة قنا التعليمية للتحقيق الإداري42.
لم ينقضي الشهر دون تفجيرات، فقد ودعنا 2014 على دوي تفجيرات وأعمال إرهابية في عدة أماكن .
يوم 4 ديسمبر تم إحباط قنبلة تم زرعها تحت عربة احد الضباط أمام قسم أول شبرا الخيمة43
يوم 13 ديسمبر تم القبض على شخصان قيل انهم ينتمون لجماعة الإخوان إثناء زرع عبوة ناسفة اسفل محول الكهرباء الرئيسي أمام المدرسة الفنية الصناعية بمركز السنبلاوين.44
وفي 25 ديسمبر تم تفجير سيارة "هامر" تابعة للجيش بسيناء بمنطقة المحاجر جنوب العريش على طريق المطار، عن طريق عبوة ناسفة انفجرت أثناء مرور السيارة التي كان يستقلها عدد من الجنود، وهو ما أدى إلى استشهاد ضابط ومجند وإصابة آخر.45
أربعة سنوات من الثورة
هكذا انقضت أربع سنوات من عمر الثورة، انقضت أعظم دراما تاريخية في مصر ما بعد "يوليو 52”.. دون أن تتخلص من الإرث الثقيل الذي خلفته سلطة يوليو (الحكم العسكري) وهيمنة العسكريين على مفاصل الدولة ومقاعد السلطة واهم الامتيازات التي حصلت عليها شريحة اجتماعية في مصر، كان نطاق الحلم عريضا لدي كل الشرائح الاجتماعية، إلا أن يقظة ما بعد الحلم كانت صادمة لأغلبها،بل أن السلطة الأخيرة (السيسي) جرؤت على تسريع سياسات خصخصة الخدمات ورفع الدعم عن سعرها بما لم يحلم به السادات رجل الانفتاح أو مبارك رجل البيع والخصخصة، وبدلا من تقدم تلك السنوات حلولا لمعاناة الجماهير فاقمتها، وبدلا من أن تفسح نطاقا اكبر للحريات زادتها اختناقا وتضييقا، تعسف الشرطة الذي تحركت من اجله جماهير 25 صار اشد فجورا في 2015 كل رجال مبارك حصلوا على براءات وتصالحوا مع سلطة السيسي فيما دون ذلك وعادوا إلى الحياة من غفوة قصيرة – وان كانت عنيفة – ومارسوا أعمالهم، حتى مصادرة أموال الفاسدين أو استرجاع أموال مهربة لم يحدث، وكأن هناك علم بانهم سيعودوا ليستخدموها .
هكذا تصاعدت بين صفوف قوي الثورة نبرة إحباط، وعمليا ركن قطاع منهم إلى الظل بعيدا عن المعارك، وانفتح الباب لطرح تساؤلات حول "سبب الهزيمة" ﻻ تزال في انتظار إجابة ملهمة.
وفي مواجهة سعي المنتصرين من معسكر (الثورة المضادة) إلى محو ذاكرة الثورة التي هددتهم وهزت عروشهم، يسعى هذا الكراس، ضمن مجهودات أخرى لآخرين، أن ينعش تلك الذاكرة، أن ينحت معالم رئيسية مرت بها حتى تستعصي على المحو، فتحت تلك السماء الملبدة بالغيوم الرمادية هناك قوي أخرى تجهزها الأوضاع والتناقضات للمستقبل،فما من شيئ يمضي دون أن يترك اثر، أن قطاعات شعبية هائلة قد كسرت عبادة الإله الملك، وكسرت معه حاجز الخوف، ولم يعد ممكنا مع وسائل الاتصال الحديثة فرض ستارا من الصمت حول الحقائق المزعجة، ستصعد "النتائج الكامنة" من تحت رماد الخيبة والهزائم، لتعطي مسارا جديدا لهذا الحلم الذي ﻻ زال يؤرق تحققه نوم رجال الدولة، وﻻ يزال - حتى الآن – يضيئ أحلام نومنا، ويعطيه شكلا يتجاوز الحلم والخيبة، شكل الانتصار .
الفهرس

قبل أن تقرأ
3
المقدمة
7
الفصل الأول : 2011 - الثمانية عشر يوما الفارقة
13
الفصل الثاني : 2012 - بداية دامية، ونهاية دامية
101
الفصل الثالث: 2013 - طوفان الثورة وتناقضاته
127
الفصل الرابع 2014 - دماء ومحاكمات واحتجاجات
189

رابط التحميل - http://anhri.net/?p=159051



#احمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نري تجربة الشاعر عبد الرحمن الابنودي
- معالم ومنعطفات الثورة المصرية من 2011 إلى 2014 - الجزء الثال ...
- الغريب
- معالم ومنعطفات الثورة المصرية - من 2011 الى 2014 - الفصل الث ...
- معالم ومنعطفات الثورة المصرية من 2011 إلى 2014
- بداية اخري
- الماركسية والإصلاحية - الفصل الثالث - الجزء الثالث والاخير -
- الماركسية والاصلاحيون - الفصل الثالث - الجزء الثانى .
- الماركسية والاصلاحية - الفصل الثالث - الجزء الاول
- الماركسية والإصلاحية - الفصل الثاني - الجزء الثاني - إشكالية ...
- الماركسية والإصلاحية - الفصل الثاني - الجزء الاول - إشكالية ...
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - كيف ؟ - خاتمة الفصل الأول -
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - الفصل الاول - الجزء الثاني
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - الفصل الاول - الجزء الاول
- كيف تعمل الأيدلوجيا في ظروف الثورة
- في ذكري احمد سيف
- القتل من اجل الارباح
- الماركسية ونظرية الثورة - رد على مقال خليل كلفت
- موجة مرت في مساء غريب
- غوص


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد حسن - معالم ومنعطفات الثورة المصرية - الجزء الاخير ورابط تحميل الكتاب كاملا