أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد حسن - الماركسية والإصلاحية - الفصل الثالث - الجزء الثالث والاخير -















المزيد.....

الماركسية والإصلاحية - الفصل الثالث - الجزء الثالث والاخير -


احمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4936 - 2015 / 9 / 25 - 23:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليسمح لي القارئ أن استعير هذا المقتطف الطويل من مقدمة اليسار الثوري لمقال تروتسكى " لكونها تحتوي علي إيضاح هام في تلك القضية:
"لا تعرف الماركسية اللينينية (الثورية) أي تحالف “سياسي” أو “انتخابي” مهما كان ظرفياً أو مؤقتاً، ومهما كان هدفه، مع أي قوى إصلاحية أو ليبرالية أو وطنية. ولا تدعو، مهما كان الحال، لتحالف مثل هذا. إذ أنها تسعى لتميز موقفها و”راياتها” حتى في المعارك التي تجد فيها نفسها تناضل بجوار قوى إصلاحية، تسعى لاستقلال خطابها السياسي والاحتفاظ بحريتها في نقد أي مسلك انتهازي أو أي تردد أو مناورة يقوم بها الإصلاحيون أو الوطنيون، فالاستقلال السياسي والتنظيمي لحزب يسعى أن يكون ممثلاً للمصالح الكلية والتاريخية للعمال والجماهير الفقيرة هو أمر لا غنى عنه لاستراتيجية طبقية ثورية.
إن أدنى خلط للرايات، أدنى اشتراك في المنشورات، أدنى مساومة توفيقية في الدعاية أو تحديد المواقف يصب بالضرورة في طاحون أحد تمثيلات رأس المال، فلا فرق بين أي منهم في محاولة الحفاظ على النظام الطبقي البرجوازي وحمايته من الجماهير، وهدم هذا النظام تحديداً هو الهدف العام للماركسيين الثورين، وهو هدف لا يمكن تصور تحققه أو الاقتراب منه بدعم جناح رأسمالي ضد آخر، إصلاحي ضد رجعى أو ليبرالي ضد إسلامي أصولي وإن كان صحيحاً أن هؤلاء الممثلين لرأس المال جميعاً يقفون بالنسبة لنا على الضفة الأخرى من النهر، إلا أن ظروف المعركة الطبقية وتناقضاتها قد تجعل أحدهم – في لحظة معينة – أشد خطراً عن غيره من أعدائنا الطبقين، ظرف مثل هذا يفرض علينا توجيه ضرباتنا نحوه، ولكن لن نضطر إلى اعتبار الآخرين من أشقاؤه الطبقين حلفاء سياسيين، ولو مؤقتاً.
سنركز الهجوم على الخطر الأشد، دون أن نغفل عن التحذير من الخطر التالي الممثل في البدائل الأخرى للرأسمالية، لن نعمل على تقوية أحد أعمدة النظام الرأسمالي، سنحترم درجة الخطورة، فمن يطلق علينا الرصاص ليس كمن يكتب ضدنا، من يتصدى للمظاهرات بالعنف ليس كمن يحاول أن يستغل مظاهرات الجماهير لأهدافه السياسية الخاصة، سنسعى أولا لنزع السلاح الموجه ضدنا دون الكف عن التحذير من ألاعيب ومناورات الجناح الآخر في المعسكر العدو، ومن ثم فمن البديهي أن نوجه – نحن والليبراليين في ذات الوقت – هجومنا ضد هجمه استبداديه أصولية في لحظات معينة، إلا أننا لن نخلط راياتنا براياتهم، ولن نسمح بتمويه أو تذويب أهدافنا بإيهام الجماهير بأنه لا فرق بين الاشتراكين والإصلاحين أو الليبراليين، بأن نسير معاً دون استقلال في الرايات والشعارات والأهداف، هذا إن خاض هؤلاء نضالاً حقيقاً على الأرض، ومن باب أولى لن ندخل أبداً في تحالف سياسي أو انتخابي معهم في أي وقت.
واكثر من ذلك، إذا تبنى ليبراليون مثلاً موقفا من تشريع رجعى يقيد حرية الجماهير، بلا أدنى شك سنؤيد هذا الموقف، ونهاجم نفس التشريع أيضاً ولكن من وجهة نظرنا، وسنسعى لتحويل الأمر ضده إلى معارك على الأرض، وسندعو الإصلاحين أن يناضلوا وأن يخوضوا معارك حقيقيه ضده بين الجماهير، وسيتبين هؤلاء المخدوعون في الإصلاحين أو اللبراليين الفرق في الاستعداد الحقيقي للنضال مع الجماهير، الفرق بين النضال والمساومة الانتهازية، بين قادتهم وموقفنا، سنكسب بذلك الجماهير، ونهاجم هذا التشريع بقوة، دون تقييد أيدينا للحظة بأي تحالف مع هؤلاء القادة ودون أن نحمل – أمام الجماهير – خطيئة وانتهازية هؤلاء الإصلاحيون والليبراليون المناورون.
الستالينية وحدها هي من حرف هذه المبادئ اللينينية الثورية، بدفعها للشيوعيون في الدول المستعمرة للتحالف مع برجوازيتها (الوطنية) وتذيلها سياسيا وقصر الاستراتيجية على “التحرر الوطني “، أي رفع هذه البرجوازية إلى مقاعد الحكم من خلال ما سمي بـ”الجبهة الوطنية”. هذه الجبهة التي أفضت في المستعمرات إلى حمامات دم للشيوعيون على أيدى حلفائهم “الوطنيين”.
وهى من دفع الشيوعيين في الدول الأوربية إلى تذيل الجمهوريين والديموقراطيين في المعركة ضد الفاشية، وإلى الوقوف عند حدود هدف استعادة “الجمهورية الديموقراطية” رغم أن الشيوعيين هم من نظم وقاد عمليات المقاومة، وكان له السيطرة الفعلية في صفوف الجماهير، هي من دفعهم إلى “تسليم السلاح” للجبهة الشعبية والجناح الجمهوري والعودة إلى العبودية “الديموقراطية” لرأس المال، تلك كانت تعهدات ستالين لحلفاء نظامه الإمبرياليين، والتقسيم الإمبريالي الذي اتفقوا عليه لمناطق النفوذ في العالم.
يعمل الشيوعيون – من حيث المبدأ – على حشد وتوحيد قوى الطبقة العاملة في نضالاتها، لذلك يقبلون بالعمل “القاعدي” المشترك مع التيارات العمالية ولو كانت ذات توجه إصلاحي أو محافظ، فمن خلال هذا العمل المشترك يتحقق هدفين؛
الأول هو أن يشكل العمال قوة موحدة وقادرة على تحقيق مكاسب في معاركها، وأن لا تفتت قوتهم بسبب اختلاف تياراتهم.
والثاني هو أن هذا النضال المشترك سوف يصطدم بالحدود المحافظة والمناورات المختلفة للإصلاحين ويكشفها أمام الجماهير التي ستفقد ثقتها فيهم وتزيد ثقتها بنضالاتها وبإخلاصنا لقضيتهم.
هذا العمل المشترك لا يتطلب تحالفاً سياسياً، إنه يحتاج فقط إلى الوحدة العملية في المعارك الطبقية مع احتفاظ كل طرف باستقلاله وحرية حركته.
هذا إذا استدعت المعارك التي يخوضها العمال إلى هذا العمل المشترك، وتقدم لنا التجربة التاريخية حالتين نموذجيتين لضرورة العمل المشترك مع إصلاحين أو وسطيين داخل صفوف الجماهير، أو لأحزابها نفوذاً على قطاعات من الجماهير، كليتهما تتعلقان بوجود خطر جسيم يهدد مصير الطبقة العاملة ونضالاتها ربما لعشرات السنين؛
الأولى هي أن نكون بصدد ثورة أو حالة ثورية يتقدمها العمال وتتعرض لهجوم عنيف من قطاعات الثورة المضادة يمكن أن يسحقها، مثال ذلك قوات الجنرال القيصري “كورنولوف” التي كانت تزحف على مدينة بتروجراد التي يهيمن عليها لجان العمال وتعد مركز الثورة، لسحق الثورة العمالية في روسيا سنة 1917. وكان الحاكم الرسمي هو كرينسكى ممثل الاشتراكين الثوريين “حزب برجوازي صغير إصلاحي” الذين لهم نفوذ معين داخل لجان العمال. وأجبره البلاشفة على العمل المشترك ضد هجوم كورنويلوف رغم عدائه للبلشفية والماركسية.
والثانية هي حالة الخطر الفاشي الذي يهدد منظمات العمال ونقاباتهم ويسعى لكسرها بالعنف، حيث دعا تروتسكى للعمل المشترك مع “الاشتراكين الديموقراطيين” الإصلاحين داخل الطبقة العاملة، لتوحيد قوة العمال في مواجهة خطر الفاشية.
العنوان المشترك للحالتين هو (الجبهة العمالية المتحدة) وهى جبهة عمل على الأرض، نضال دفاعي ضد خطر عام، وليست “تحالفاً سياسياً” أو ” انتخابياً”، جبهة تضم أجنحة مختلفة داخل صفوف “طبقة ” العمال وليست جبهة“طبقات” وطنية أو شعبية أو أيا كان مسماها، فليس ثمة عمل مشترك يمكن تصوره بين الماركسيين وأى تمثيل لرأس المال.”1
بل حتي الاشتراكيين ، قبل تلك السقوط في تلك المراجعة التحريفية للماركسية ، كان يفهمون الأمر بنفس الطريقة … لننظر إلى الاقتباس التالي من مقال نشر في جريدتهم " الإشتراكية الثورية " عدد يناير 1994 :
"ما تطرحه بعض الفصائل اليسار الراديكالي حول استخدام تكتيك الجبهة المتحدة، أي السير على حدة والضرب في اتجاه واحد، استخدامه بشكل مرن بين طرفي الصراع، وحسب الظرف الذي يطرحه الصراع في لحظتها، أي استخدام هذا التكتيك مع الدولة ضد الحركة الإسلامية في المواقف التي تستدعي ذلك، واستخدامه بالعكس، مع الحركة الإسلامية المسلحة وضد الدولة في المواقف التي تستدعي الحالة العكسية، إن هذا الطرح يعين من وجهة نظرنا عدم فهمم واضح لمعنى تكتيك “الجبهة المتحدة”، فالجبهة المتحدة تكتيك للتنسيق بين الفصائل المعبرة عن المصالح الحركة العمالية بشكل أو بآخر، نقابية أو راديكالية أو ثورية أو حتى فوضوية، حيث يتم التنسيق في مواقع الصراع الطبقي ذاتها، وبهدف إظهار قوة ووحدة الحركة العمالية في مواجهة أعدائها الطبقيين، أما استخدامه بالشكل المقترح، في الحالتين المذكورين، فإنه يتحول ببساطة ليصبح تنسيق مع الأعداء الطبقيين للحركة العمالية.”2
اعتقد الآن أن المقصود بالاستقلال بات جليا، انه استقلال تام في صور الدعاية والتحريض والحركة ووضع التكتيكات والاتصال بالجماهير، استقلال يقدم الثوريين كمنافس راديكالي لهؤلاء الإصلاحيين (لا اقصد مطلقا الإخوان بالطبع) وليس كأصدقاء أو حلفاء لهم، يسمح لنا بان نسجل النقطة تلو النقطة عليهم لنفضحهم ونشهر بهم، وان لا تختلط رايتنا أو مواقفنا أمام الجماهير، في ظروف استثنائية فقط يمكن الاتفاق معهم علي العمل المشترك، وليس أبدا في المعارك أو الحملات الدعائية، ليس أبدا لكى نبدو اكثر مما نحن عليه فعلا، ليس أبدا للتشهير بهذا الموقف أو ذاك من مواقف النظام، وحتى في العمل الدفاعي – المشترك – لن نخلط الرايات، لكننا سنوحد فرق الدفاع فحسب.
لقد تحرك هارمن جيئة وذهابا في موقعه، مراوحا ما بين التصميم علي موقف ماركسي طبقي وثوري، وبين محاولة تخطي المنظور الماركسي للإصلاحية، تاركا ثغرات في تحليله استخدمت في ما بعد.
حافظ الاشتراكيون علي رؤية ماركسية في قضية الإصلاحيين وفي تحليل الإخوان في كتيبهم عن التغيير، ثم هجروها كليا دون أن يقدموا تفسيرا أو نقدا.
ومثل كراس نجيب عدة خطوات واسعة – إلى الخلف – مقارنة بكراس طريق الاشتراكيين إلى التغيير و بموقف هارمن، وفي كل الأحوال لم تجري مراجعة نقدية أو يقدم تفسير.
إن هذا الذي يطرحه كراس نجيب على انه استقلال أمر مختلف تماما، انه ذوبان فعلي في الجانب السياسي والتحريضي والدعائي، اختلاط ومحو حدود أمام الجماهير، هذا ما حدث بالفعل بالنسبة للاشتراكيين، ولن تكون هناك قيمة لملاحظة نقدية اقدمها حول حلفائي من وقت لأخر بعد ذلك.

يشكر الكاتب الزملاء والرفاق على اهتمامهم وحسن متابعتهم ... وسيتم رفع الكراس كاملا بدى اف بتنسيق جيد خلال ايام قليله



#احمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية والاصلاحيون - الفصل الثالث - الجزء الثانى .
- الماركسية والاصلاحية - الفصل الثالث - الجزء الاول
- الماركسية والإصلاحية - الفصل الثاني - الجزء الثاني - إشكالية ...
- الماركسية والإصلاحية - الفصل الثاني - الجزء الاول - إشكالية ...
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - كيف ؟ - خاتمة الفصل الأول -
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - الفصل الاول - الجزء الثاني
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - الفصل الاول - الجزء الاول
- كيف تعمل الأيدلوجيا في ظروف الثورة
- في ذكري احمد سيف
- القتل من اجل الارباح
- الماركسية ونظرية الثورة - رد على مقال خليل كلفت
- موجة مرت في مساء غريب
- غوص
- سؤال الثورة المصرية الآن
- لست وطنيا واعترف
- الإفيهات والنقد السطحى
- الثورة المصرية - دراما ثورة لم تنتصر
- نشيد القساوسة
- الجانب الدرامى فى ثورة لم تنتصر - جدلية اﻻ-;-حباط وال ...
- موجزاً عن تاريخ قرية كري بري


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد حسن - الماركسية والإصلاحية - الفصل الثالث - الجزء الثالث والاخير -