أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيهانوك ديبو - ماذا عن قرار الطلاق البريطاني من الاتحاد الأوربي؟














المزيد.....

ماذا عن قرار الطلاق البريطاني من الاتحاد الأوربي؟


سيهانوك ديبو

الحوار المتمدن-العدد: 5203 - 2016 / 6 / 24 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا عن قرار الطلاق البريطاني من الاتحاد الأوربي؟
سيهانوك ديبو
كما هي شأن الاستفتاءات عامة فإنها غير مُعبِّرة بالضرورة عن الرأي المجتمعي في المكان المعني بها؛ إنما متعلق بالتهيئة المحسوبة لأية نتيجة تسبق الاستفتاء؛ ومثل هذا الأمر مرصود له عند الغرب عموماً ومحسوب وفق عمليات متعلقة بالفكر الاقتصادي أولاً وأخيراً؛ أي بالتحديد صناعة الرأي في زمن اقتصادي معين لأي قرار مصيري مُتَعَيّن مثلما حدث مؤخراً في نتيجة الاستفتاء البريطاني حيال تحديد موقفه غير الإيجابي من الانضمام إلى الاتحاد الأوربي. علماً بأن هذه النتيجة ليست لها علاقة حاسمة بمسائل الانتماء والخصوصية والقومية أو غير ذلك من المُثار مؤخراً. وأن الاستفتاء يجب أن يتحول إلى استقصاء لجميع آراء المواطنين بدون استثناء حتى يستطيع التعبير عن دقة المطلب؛ خلاف ما تشير إليه التقارير البريطانية بأن نسبة المشاركة البريطانية في الاستفتاء الأخير لم تتجاوز السبعين بالمئة.
من يريد أن يفهم كنه القرار البريطاني الأخير يجب أن يعود إلى أبو الاقتصاد الليبرالي أي أبو الرأسمالية المفكر الاقتصادي آدم سميث في قوله: (الفكر الاقتصادي مثل كل الأفكار الليبرالية يجب أن يتغير مع الوقت). وإذا كان هنالك فهم لدعوة الاسكتلنديين الذين صوتوا في العام 2014 للبقاء في بريطانيا؛ وأنهم اليوم يسعون إلى استفتاء من أجل التصويت على عدم البقاء ضمن بريطانيا المتحدة من أجل الانفصال عنها؛ وبغية الاتحاد مع القسم الجنوبي منه وانتقالهما سوية بشكل مستقل إلى الاتحاد الأوربي؛ فهو أيضاً بعلاقة مع الفكر الاقتصادي الليبرالي في أوربا ولا علاقة له بغير ذلك.
على العموم؛ فإن مرتكزات الدول الرأسمالية سابقاً؛ ولاحقاً الحداثة الرأسمالية تتعلق بثلاث أمور مترابطة مفسرة لجميع المخططات والمقاربات فيما تخص سياساتها إزاء قضاياها وقضايا العالم عموماً ومنها قضايا وملفات الشرق الأوسط خصوصاً وهي: الصناعوية؛ الربح الأعظمي؛ القومية. وقد تناول ذلك الفيلسوف أوجلان بإسهاب كبير حينما يرى بأن الوظيفة التي أناطتها الرأسمالية بالصناعوية، إنما تُقَوِّض المجتمع الاقتصادي. فالطبيعة الاجتماعيةُ لا تُطيق حمل نظام مُنجَر دوماً وراء الربح الأعظمي على كاهلها مدة. فلَطالما قدمت القومويةُ والدينويةُ والشيوعيةُ المشيدة نفسها على أنها المُنقِذ؛ لكنها؛ بدراية ومعرفة أو دونهما قد أفادت الرأسمالية أكثر بكثير من المزاحمة عليها أو تكون بديلاً ثوريا عنها. أما الاقتصار على تحليل الصناعويةِ بأنها منطق تكنولوجي بالمعنى الضيق، إنما يؤدي إلى أخطاء أساسية محورية. فالوظيفةُ التي أناطَتها الرأسماليةُ بالصناعوية، إنما تقوض المجتمع الاقتصادي عموماً وتتحول إلى ممارسة عملية بوصفها احتكاراً أيديولوجياً واحتكار سلطة في التحكم وتوجيه المجتمع بأكمله وفق تحديدات الربح والسلعة والشيء. وكلما تقوض وانهار المجتمع الاقتصادي، كلما بدأَ قانون الرأسمالية في الربح الأعظمي بالعمل. وهذا ما يتطور بدوره بالتداخل مع احتكارية الدولة القومية. إنها مسألة تخلو من النظر إلى جانب الأنسية في العلاقات البينية سواء ضمن المجتمع الواد أو من مجتمع مع آخر؛ وإنْ كانت فهي هامشية جداً وغير محصّنة بالشكل المطلوب.
سيتحدث الكثير عن نتيجة الاستفتاء –ربما تحدثوا وأنهوا قسماً مهماً منه- ويصورنها على أنه أولى علائم الانهيار الأوربي وتفككه إلى دول وقد يجتهد البعض ليصور المسألة إلى التخاصم والتنابذ والعداء والتقاتل. هؤلاء يكونون من القسم الذي يمارس الرغبة المحضة. وهؤلاء سيفتشون عن تبريرات جمة لما يحدث؛ لأنهم سيتفاجؤون بأن استفتاء قادم قد يحدث في لحظة اقتصادية (معينة) ويلغي السابق ويعاكسه التوجه وأيضاً من منطق الربح الأعظمي الذي لا قيمة في سيرورته لمسائل تشغل بالنا نحن الشرقيين. من حيث أن الوضعان مختلفان تماماً؛ وضع الشرقي يختلف عن وضع الغربي ومَرّدُ هذا الاختلاف متعلق بالأشواط التي قطعها كل طرف على حدى وما يتعلق بكل شوط مجموعة من القضايا والمسائل التي تخص كل مرحلة تعيشها الجهتين. ورغم هذا الاختلاف فإن كليهما يشتركان في نقطة واحدة من أن كل منهما يقارب ما يحدث للآخر وفق ما يعيشه وما يلزمه كي يعيش؛ الشرقي يرى بأن نتيجة الاستفتاء في بريطانيا هي عودة الروح القومية والخصوصية ومسائل الانتماء غير الواسعة. في خلاف له؛ يرى الوعي الغربي بأن الشرق يصر على التنابذ والخصومة ويفضِّل العصبيّة والانكفاء كما حصل معه قبل ثلاثة قرون.
بريطانيا لم تُطلِّق الاتحاد الأوربي فلم تكن قد قَبَلْته بشكل مُحْكَم؛ كانت لها الخصوصية وأيضاً من جانب الفكر الاقتصادي الرأسمالي في مسألة الربح الأعظمي. أما إذا أصرّ البعض أن يسميه طلاقاً فهو بائن بينونة صغرى؛ ربما استفتاء جديد يضمن العودة إلى نقطة الفراق الحالية.



#سيهانوك_ديبو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر2: أين سيكون خط القعر الجديد؟
- الرياض2 أو القاهرة 3
- قبة برلمان؛ أم غرفة حرب؛ أم بداية الانهيار؟
- كرنفال كولن؛ مجرد استعراض
- تركيا؛ بين فتحي أوكيار وداوود أوغلو
- الصراع في الشرق الأوسط؛ تركيا أنموذجاً
- أزمة في سوريا؛ أم عقدة غورديون الكأداء
- أنتي الدولة
- المعارضة المعتدلة هي النهج الثالث
- في بطلان المنطقة العازلة
- في رباعية أوباما: سوريا- كرديا
- في الموشور الكردي
- داعش: مستأجرا؛ أم مستباحا، أم موجودا
- حقيقة الصراع في روج آفا، باسبارتو لم ينهي مهمته بعد
- سوسيولوجيا الثورة في روج آفا
- السياسة الديمقراطية هي السياسة الجديدة، أنكيدو الذي خان غابة ...
- أوجلان: قائد وقضية
- باكور : الثورة؛ الانتخابات ؛ التغيير.
- باكور: الثورة؛ الانتخابات؛ التغيير
- في ثالوث الأمة الديمقراطية


المزيد.....




- سؤال محيّر واحد يبقى بعد كشف سبب سقوط الطائرة الهندية المروّ ...
- غطى دخانها الأسود السماء.. الهند: اشتعال النيران في قطار صها ...
- بعد لقاء لافروف.. تصريح لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون عن ...
- نتنياهو: لا صديق لإسرائيل أخلص من ترامب وتيودور هرتزل حاضر م ...
- كيم يؤكد دعم كوريا الشمالية المطلق لروسيا في حرب أوكرانيا
- عطل في طائرة إسرائيلية خلال هجوم على طهران كاد يؤدي لهبوط اض ...
- أستراليا ترفض طلبا أمريكيا باتخاذ قرار مسبق حول الصراع في تا ...
- هآرتس: تعويضات الهدم المغرية لمباني غزة تدفع المقاولين للتنا ...
- ليبيريا لا ترى إهانة في تعليق ترامب على لغة الرئيس بواكاي
- بول بيا الرئيس الذي حكم الكاميرون أكثر من 40 عاما


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيهانوك ديبو - ماذا عن قرار الطلاق البريطاني من الاتحاد الأوربي؟