أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيهانوك ديبو - سوسيولوجيا الثورة في روج آفا















المزيد.....



سوسيولوجيا الثورة في روج آفا


سيهانوك ديبو

الحوار المتمدن-العدد: 4459 - 2014 / 5 / 21 - 00:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوسيولوجيا الثورة في روج آفا
سيهانوك ديبو
مُلخص
المشهد السوري في ذروة الضباب و الغبار، و لا شك؛ يعود ذلك إلى عدة أسباب، أهمها: التشظي وفق الرؤية و المصالح المتعددة، منها: الدولية، و منها الإقليمية، و منها: على أساس مذهبي طائفي، و كل من هذه التفرعات تُقصي الأخرى و تعمل بأعثى ماهيات العنف من أجل اقصاء الآخر. و لا يمكن أن نعوّل أن طغيان هذه النظرة وليدة لحظتها أو الزمنية القريبة التي تسبقها، هذه الظاهرة المعتلة تعود إلى بدايات القرن الماضي مع الاستبداد الخارجي " الأجنبي" و الذي دخل لأنه رأى استبداد داخليا طورانياً عثمانياً، و نفسه الذي خرج بعد أن آمّن استبداداً داخلياً- جديداً و متمثلاً بالدولتية القوموية- على نمطه ضامنا بقائه و دخوله عند الضرورة، و الاستبداد الأخير عمد إلى تعويم مسألة نقص اكتفاء الذات الوطنية السورية و فقدان الثقة بين المكونات و تقويض دور الهوية الوطنية و مفهوم الانتماء، و بالتالي تعميق الشرخ المجتمعي بين عناصر التكوين السوري.
التحول إلى الديمقراطية يستوجبه العهد الديمقراطي الجديد، و الأخير حتى يكون لا بد من حامل نوعي نهضوي لمثل هذا المشروع من أجل انقاذ سوريا؛ بعدما صارت و استبيحت و غرست في مستنقع العنف حتى صدرها، و هذا المشروع هو العقد الاجتماعي الجديد؛ و الذي يُصاغ من قبل الثورة المستديمة، و لمثل هذه الثورة؛ سوسيولوجيا، تخلق في الذهنية، و تظهر في وعيٍّ ثوريٍّ تحدث قطيعة - لكن متدرجة- مع السوابق التي تلتها، و السوابق الممتلئة باحتياج الثورة؛ هي نفسها دواعي الثورة، و هي المتمظهرة في الأشكال الحياتية و المعاشية و السياسية و الاقتصادية، و الثقافية التي تظهر بشكل عباءة بيضاء فقط لتجمل الواقع الفاسد و تُغطي قبحه.
مشروع الادارة الذاتية الديمقراطية نواة حقيقية للتحول الديمقراطي النوعي في سوريا، و ما محاولات بعض من عُشاق الفوضى و عشاق المياه العكرة؛ إلا من أجل الاصطياد و قنص ما أمكن وفق الأجندة الخاصة بها أو المفروضة عليها، عشاق الفوضى موجودين في كل الأمكنة و يجدون دائما من يدعمهم و بكل الأمكنة أيضاً، هؤلاء محكومين بالفشل، سوسيولوجيا الثورة مُعلنة في الوعي المجتمعي و النهضة المجتمعية التي تتضمن حل الاشكاليات التي تبتر بدورها وشائج الانزياح و المؤدية إلى التحاجز و التي تؤدي بدورها إلى الانفلات المجتمعي.
و لأن الثورة فعل اجتماعي، تحملها الإرادة المجتمعية؛ تثور على نمط أو تنميطات مجتمعية متكدسة، و تحقق تغييرا اجتماعيا بتحقيق مختلف النتائج الموصولة لها عن السوابق التي انطلقت منها؛ من خلال الشواهد المجتمعية ذاتها، فتعتبر الإنجازات المتحققة مكاسب مجتمعية، و هذا جوهر الذهنية الثائرة، و لكن ما هي قضايا سوسيولوجيا الثورة؟

قضية الحرية
إنّ أبعادَ ثالوث الركائز الاقتصادية والسياسية والأيديولوجية – الأخلاقية، التي يَتَحَقَّقُ فيها التكديس، أي الحجب الممارس من قبل السلطة المستبدة تجاه الشعب و تسفيه العدالة و التوزيع العادل للثروات و استبدالها بالأمن الظاهري. لهذا السببِ تزداد أهمية أنماط الادخار والتكديس بدلاً من نمط الإنتاج و المتحقق على يد الشعب الذي لا يرى ماهيته، وتَنُمُّ مراحل انتقال أنماط الهيمنة عن نتائج أهم من انتقال أنماط الإنتاج. و الحرية تبدو هنا في أسوأ حالاتها و لا يمكن ظهورها بل يمكن عدها في هذه المرحلة على أنها شيء لم يعد الفرد و المجتمع من جلبه و الظفر به. وكان بالإمكانِ النظر إليها على أنها – ربما – هامشية. فضلاً عن أنّ تقييمَ الاصطلاحاتِ المعنيةِ بالمجتمعِ والشكل كان ينبغي عدم التغافلِ عن فكرةِ كَونِ بعض من السياسات الاصلاحية و حتى رؤى بعض من الأحزاب الكلاسيكية باتت تَخدمُ حجبَ الواقعِ الاجتماعيِّ أكثرَ مِن إيضاحه، و لم تكن مساهماتهم المتواضعة و في أحسن الأحوال سوى المساهمةَ في الحل، لكنه كان ناقصاً.
تعتبر قضية الحرية من أولى المهمات التي تنطلق منها الثورة و تضعها نصب أعينها، فلا يمكن توسيم الثورة بأنها الثورة إذا ما حققت هذا المطلب، و عليه فإن الثورة الحقيقية كما يصفها الفيلسوف أوجلان؛ ليست متمحورة في اسقاط دولة و إنشاء دولة أخرى، و ليست إذابة سلطة و إحلال سلطة أخرى، و إنما الهدف المتوخاة من الثورة في تحقيق الحرية و إقامة مجتمع ديمقراطي بقيم العدالة و المساواة، و من ناحية أخرى فإن قضية الحرية مرتبطة أيّما ارتباط بمفهوم الشخصية و مسائلها المتشابكة في الحيز الاجتماعي الذي تقوم قائمة الثورة، و الشخصية العمومية في روج آفا لا تختلف كثيرا عن الشخصية في سوريا أو الشخصية الشرق- أوسطية، تعرضت هذه الشخصية إلى عديد مناح التسلط و السلطوية، خارجيا على يد العثمانية و التي استهدفت الشخصية الحصيفة، و بدلتها إلى رخوة دون روح، و التشويه كان على يد الخارجي الحداثوي الرأسمالي، و الذي استفاد من استبداد الامبراطورية العثمانية له، فأطاح به و أطاح بالشخصية الخلاقة حيث جعلها تنوء و تموء بين خيال القوموية و عدها الخلاص له و على يده وحده، و تفاقم الأمر أكثر، حينما استبد الداخلي و أنظمة الاستبداد الداخلية أشد قمعا و أشد كفرا و تشويها للخلاقيّة في الشخصية الشرقية، من أجل ذلك نلاحظ أن الاستبداد البعثي مارس اقصاءا مزدوجا في الشخصية السورية؛ مرة من خلال نبذه للتنوع و من خلال شموليته، و مرة شذب و قص المخالف و تطويعه إلى مرادفات أخلت بالبنيوية في الشخصية الشرقية، و على هذا الأساس أعتقد أنه يمكن أن نقر بوجود ثلاث مستويات في الشخصية الشرقية؛ و اعتمادي على هذه المسميات تنحو في مجال الميتودولوجيا الشرقية نفسها و الوظيفية الغربية ، و وفق قناعتي لا بد من إيجاد دقة في الوصف نتناول فيه توصيفا للشخصية و تقاربها مع البذرة المتكونة و الجذع الناشئ ( حامل اجتماعي )، و أخيراً الغصن الجديد ( كقانون حتمي للتغيير )، و هذه المستويات تبدو لي:
- مستوى التخلف أو مستوى الحجر
- المستوى الطبيعي أو مستوى الطين
- مستوى النوع أو مستوى التنين
و عليه فإن شخصية روج آفا و في أحسن أحوالها عالقة بين مستوى الطين و مستوى التنين، المستوى الطبيعي و التي أنتجته الظروف و الأحوال و التقدم في التقنيات و في مجالات فرضتها تطور الطبيعة، و هنا لا بد من الإشارة أن الكُرد – مثل غيرهم- ناقل جيد للطبيعي أو للتطور الطبيعي، بينما مستوى التنين هو المستوى النوعي و يمثل النار و النور و القوة التي تحتاجها المجتمعات للنهوض بأحوالها. و بالتأكيد هذه الأوضاع في الشخصية و تلك المستويات كانت قبل اندلاع الثورة في روج آفا، تمايزا عن ما سبق فإن الحرية التي تحققت بالفعل الثوري و الذي تمخض عنه مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية أحدثت انزياحات ظاهرية و باطنية، غير متوقعة بالنسبة للمراقبين الدوليين و الإقليميين و حتى المحليين، و ما حدث في الحقيقة ظهور المستوى الثالث؛ مستوى النوع، كأحد أبرز قضايا الحرية التي حققتها ثورة روج آفا.
قوة العقل الاجتماعي
يقول الفيلسوف أوجلان: (مِن المحالِ تقييم فُرَصِ الحلِّ لأيةِ قضيةٍ متعلقةٍ بالمجتمع بما يليق بها، دون استيعابِ الأواصرِ والقوةِ الكامنةِ بين مستوى ذكاءِ النوعِ البشريِّ والسياقِ الاجتماعيِّ الخاصِّ به. إنّ قياسَ الطاقةِ الكامنة لمستوى الذكاءِ في مرحلةِ الإنسانِ كنوع، قد يَكُونُ، أو لا يَكُونُ موضوعَ مضاربةٍ من حيث البداية. ولكن، إننا وجهاً لوجهٍ أمامَ ذكاءٍ مختلفٍ جداً، ويتبين ذلك بوضوحٍ لا تَشُوبُه شائبةٌ من خلالِ ظاهرةِ الحرب السائدةِ طيلةَ التاريخِ البشريّ، والتي بَلَغَت بالبيئةِ إلى حافةِ الدمارِ الكامل في ظروفنا الراهنة. وتتضح استحالةُ سدِّ الطريقِ أمام الدمارِ الأيكولوجيِّ والاجتماعيِّ بمجردِ الاقتصارِ على التحليلاتِ الطبقية، والوصفاتِ الاقتصاديةِ الجاهزة، والتدابيرِ السياسية، والتراكماتِ القصوى للسلطة والدولة. حتى وكأنّ هذا مُؤَكَّدٌ فعلاً. ساطعٌ بجلاءٍ مدى حاجةِ القضيةِ لِتَناوُلٍ أكثر جذرية).
و الأمر الرئيسي حتى تنجح ثورة ما؛ مندلعة في أرض ما؛ تبغى هذه الثورة تغييراً حقيقيا و ليس تشويها في مؤسسات المجتمع، لا بد لهذه الثورة أن تبتعد عن الخراب و على كل المناحي: المجتمعية بداية و المؤسساتية نهاية، لأن نسبةً كبرى مِنْ مِنْ يدعون الثورية لا يرتكبون سوى نشاطاتٍ مسيِّرة في ظل سيادة العقل الرجوليّ و ما أقصده بالتحديد الذكورية السلطوية و لبوسه من تحويل قيم الثورة إلى نشاطات ثأرية و انتقامية. إنها إصلاحيةٌ زيادةً عن اللزوم. و تكاد تكون " نيرونية" هدم كل شيء سابق؛ و اللواحق تحمل أنفاس المتسلط نفسه، و في الأخير هو سلوك غير سوي. و هنا لا بد من التركيز على قوة العقل على أنه جزء من المجتمع، و تشكل هذه القوة مع نظائرها أسانيد حقيقية للثورة في روج آفا، و يسمى في المحصلة العقل الجمعي و الوعي المجتمعي، و الوعي هو وجود الشيء في وجوده و سؤال عن وجوده من حيث أن وجوده يتضمن وجود الآخرين كما يقول هيغل في مسألتي الوعي و الوجود.
و الوجود المجتمعي يعترف بالعقل الجمعي، خاصة إذا ما كان الوجود مهدد بالانقراض و الإبادة الثقافية، شأن ذلك؛ الكُرد في أجزاء كردستان، و ما ثورة حركة التحرر الكردستانية، و ما فِكْرُ الحركة إلا سببا حاسما من أسباب تَشَكُّل العقل المجتمعي و الذي نجم من الوجود الاجتماعي نفسه مُؤذنا له بالثورة من أجل الحماية و النهوض و التوازن و التفعيل، و الحراك الثوري السوري يكاد أن يكون مصوبا من الوجود الجمعي السوري و مدعوما بقوة العقل المجتمعي الذي أدى إلى ذلك الحراك؛ و من أجل التغيير، لكن و من المؤسف أن نقول أن الوجود الجمعي تعرض إلى درجة ضاغطة من التزييف؛ خاصة حينما هُيْ له أنه مدبر على التغيير وفق الزمنية (الكاذبة) و التي تم تلقينها عبر الميديائية؛ و التي أُقحِمت كعنصر أساس في تشكيل العقل الجمعي، و ما فعل قنوات الضلال – و من الجهتين المتناقضتين- إلا دليل أوضح فيما سردناه، و كان له - و لا يزال- على قضية العقل و مصير الوجود الجمعي و تشكيل الظاهرة المُخلة و التي تسمى " بالعقل الرمزي" أو " العقل الظاهري" أو " العقل المتشيء".
فالروابطُ بين العقل والمجتمع بائنة. واستحالة تطور العقل دون تطور المجتمعِ أمر يدركه كلّ راصد عاديٍّ للتاريخ. و هذه هي حقيقة العقل الاجتماعي في حقيقة تشكل الثورة في روج آفا، و حقيقة ما يُفهم من مسائل: الردة، و الحصار، و الهجوم، و الاقصاء من قبل مرتكزات تتم بنائها لتحجيم هذه الثورة و تحويلها و بمساعدة ( حتى نُقضائهم) لإحداث الدمار المجتمعي.
و في هذا المنحى يقول أوجلان: (...إني أُولي أهميةً عظمى لِتَركيزِ إيمانويل والرشتاين بعنايةٍ فائقةٍ على ظهورِ النظامِ الذي أسماه بالنظامِ الرأسماليِّ العالميّ. كما أرى مساعيَ فرناند بروديل في تحليلِ الموضوعِ تَفتَحُ الآفاقَ جداً، وكأنه يُقَسِّمُ الشَّعرةَ أربعين قسماً. أما تحليلاتُ سمير أمين بشأنِ الرأسمالية، فهي تعليميةٌ نسبياً، خاصةً وأنه يتناولها ارتباطاً بدمارِ الحضاراتِ الإسلامية الشرقِ أوسطية. وثمة عددٌ جمٌّ من المفكرين الذين يتناولون الموضوعَ بحساسية. النتائجُ المشتركةُ المبلوغةُ تَدورُ حولَ فكرةِ ضعفِ تقاليدِ الدولةِ في أوروبا، تَفَكُّكِ الكنيسة، وبَعثَرَةِ مغولِ جنكيزخان للحضارةِ الإسلاميةِ شرَّ بعثرة. كما يُقالُ أنّ الرأسماليّةَ المُشَبَّهَةَ بالأسدِ المحبوسِ داخلَ القفص، انتَهَزَت فُرصَةَ انفتاحِ البابِ في ظلِّ هذه الظروف، لِتُسَيطِرَ على غربي أوروبا أولاً، ثم تَبسطَ سيطرتَها بالتوالي على أوروبا بأكملها وأمريكا الشمالية، وتُتَمِّمَ هجومَها على العالَمِ أجمع بنجاحٍ بارزٍ مع الوصولِ إلى يومنا الراهن. وبينما باتت القوةُ، التي كانت داخلَ القفصِ سابقاً، سيدةَ العالم؛ فالأسيادُ السابقون أُقحِموا في القفصِ الحديديّ. أما الزجُّ بالمجتمعِ داخلَ القفصِ الحديديِّ على يَدِ اللوياثان، فيتم نعتُه بالاستعارة. وحسبَ تعبيرِ ماكس فيبر في عبارته الشهيرة، ما هو قائمٌ عبارة عن زجِّ المجتمعِ داخلَ القفصِ الحديديِّ على يَدِ الحداثةِ الرأسماليةِ وبيروقراطيتها. هكذا تُعرَضُ اللوحةُ الاجتماعيةُ الكارثية، التي سَعَى جميعُ علماءِ الاجتماعِ الذائعين الصيتِ لِذِكرِها، ولو بشيءٍ من الغموض، وبنفسيةِ المُتَّهَمِ نوعاً ما، وبِجُبنٍ وتهامُس).
إلى جانب العقل الرمزي، يوجد العقل الغريزي و الذي يشترك به الإنسان مع الحيوان و فيما يخص مسائل الحفاظ على الذات و التعليم، و يوجد أيضا العقل التحليلي، و الأخير هو الذي
يسهم بشكل مباشر في تفعيل إحداثيات الثورة و إسقاطاتها من أجل تغير البنية المجتمعية؛ من وضع حالي غير ملبي إلى وضع جديد أكثر تلبية، و في ثورة روج آفا، ليس من الضروري أن يتحقق ذلك دفعة واحدة، و أن يحدث قطيعة أبستمولوجيا مع الواقع الذي يسبق حال الثورة دفعة واحدة أيضاً، بل هو متدرج و تصويبي، كما في المثل الكردي:
xwe bi xwe rast dibi، dema kerwan di m-$-e "أي أن القافلة تصوّب مساراتها فور تحركها.
قضية السلطة و الدولة و الإدارة
إنّ القضية الكردية تضررت من مأزق مشروعها الوطني في سنواتها العابرة، أو لنقل في سنوات تشكّلها و تشكيلها السابق، و التحول في المشروع الصائر إليه من النموذج الكلاسيكي التقليدي " القوموي" و إلى المشروع " الحداثوي الديمقراطي" أي " مشروع الأمة الديمقراطية" و خاصة في برامج و هدف حركة الحرية الكردستانية، يعتبر قفزة نوعية و حل نوعي للأزمة المُستدامة للقضية الكردية في إيجاد حل رشيد يضمن التعايش السلمي لكل مكونات الشرق.
مثلما تضررت من تحوّلها إلى أداةٍ استخداميّةٍ بيد أنظمةٍ استبداديّةٍ فاسدةٍ، لم يضرّ بها أخلاقيًّا وقيميًّا فقط، بل أضرّ بها فعليًّا؛ فالأنظمة ذاتها التي لم توجّه الطاقات إلى إيجاد مخرج ديمقراطي للقضية الكردية، إنما استخدمتها في لغة الاستبداد، بحيث لوّثت الخطاب التحرّريّ الكردي، مثلما لوّثت في مرحلةٍ ما كلمة "ثورة"، قبل المحاولة الدؤوبة في أن تعيد الشّعوب الاعتبار لهذه المفردات في الأعوام الثّلاثة الأخيرة. و المثال السوري صارخ في هذا المنحى و خاصة فيما يتعلق بمسألة الانزياح للحراك الثوري إلى تعنيف و تهديد متطور للوجود المجتمعية و بالتالي ( تجهيل) العقل و تشويش المهمات الحصيفة التي تقع على عواتقه، فكانت مسألة العنف الثوري من أجل حماية الثورة إلى مسألة الدفاع عن السلطوية في مرحلة قبيل تشكيل: الدولة أو الإدارة.
النظرية الثورية التي انطلقت منها ثورة روج آفا، باعدت أكثر بين هذه المتلاصقات و التي تحولت إلى مصفوفات – قاب قوسين و أدنى- أن تتحول إلى (البديهية)، و ما أقصده بالضبط، السؤال التالي: هل من خطأ منهجي نقترفه حينما نقول: أن هدف الثورة هو السلطة، أم الهدف منها هي الدولة؟ بينما غير الرائج هو الأدق وفق اعتقاد الإرادة المجتمعية: الهدف من الثورة التغيير الذي يُهدي إلى التي هي أقومُ؛ و هو الإدارة، و الفرق واضح بين الإدارة و السلطة و بالتالي مآلات الدولة.
هل هدف ثورة روج آفا هو إقامة دولة؟
هل الهدف المتوخاة من قيام الثورة في روج آفا هو الإدارة الأفقية المجتمعية لمناحي المجتمع.
أيهما يفضي إلى السلطوية؟ و بالتالي إلى وجوب قيام ثورة لا بد أن تقوم مرة أخرى؟
هذا السؤال الذي كثيرا ما كان يطرح بصيغ مختلفة، يستبطن تمييزا واضحا بين القضايا المحسومة بالنص وبين القضايا التي تخضع للرأي والاجتهاد.
هذه الأسئلة التي كثيرا ما كان تُطرح بصيغ مختلفة، تستبطن تمييزا واضحا بين القضايا المحسومة بالتعريف وبين القضايا التي تخضع للممارسة، نحن في أمس الحاجة إلى طرح هذه الأسئلة في واقعنا السياسي المعاصر للتذكير بأن قضايا السياسة وتدبير شؤون إدارة الحكم لم يفصل فيهما الواقع تفصيلا شافيا وتركت للكُرد ليقدّروا مصالحهم على ضوء المقاصد والقيم الكبرى، و من أجل ذلك لا بد من إعادة تعريف مُبسط لكل منهما على حدى:
1. تعريف السلطة:
يتصدرُ مصطلحُ السلطةِ لائحةَ المصطلحاتِ المتناقضةِ والمؤديةِ إلى الأخطاءِ والمتسببةِ بأكثرِ المشقاتِ لدى تحليلِ الواقعِ الاجتماعيّ؛ وكأنه يُعانِدُ إزاء صياغةِ تعريفٍ له شكلاً ومضموناً. هذا ويَنعكِسُ ذلك على تعريفِ الحاكميةِ الكامنةِ في طبيعتِه، ويُعانِدُ إزاءَ صياغةِ تعريفٍ واقعيّ، ولا يُبرِزُ ذاتَه بوضوح. إذ يَبدو وكأنه ظاهرةٌ حياديّةٌ ولكنْ لا يُمكنُ الاستغناء عنها، كما يُعَمِّمُ ذاتَه ويُصَيِّرُها مُطلقةً وكأنها إلهية. من هنا، فالأصحُّ هو تعريفُ السلطةِ الاجتماعيةِ بكونِها استغلالٌ اقتصاديٌّ مُرَكَّزٌ وإمكانيةُ قوةٍ مُكَثَّفة (طاقة كامنة)*

2ً. تعريف الدولة :
1- التعريف اللغوي: الدولة في اللغة بتشديد الدال مع فتحها أو ضمها، و تعني العاقبة في المال والحرب، وقيل: بالضم في المال، وبالفتح بالحرب، وقيل: بالضم للآخرة وبالفتح للدنيا، وتجمع على دول بضم الدال وفتح الواو، ودول بكسر الدال وفتح الواو، والإدالة هي الغلبة، أديل لنا على أعدائنا أي نصرنا عليهم، وكانت الدولة لنا.
ومن هذا المعنى جاء مصطلح الدولة نتيجة لغلبتها، وإلا لما كانت دولة، وقد ورد لفظ الدولة في القرآن الكريم في قوله تعالى: { كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ } الحشر آية: 7.
2- التعريف الاصطلاحي: تعرف الدولة بأنها شعب مستقر على إقليم معين، وخاضع لسلطة سياسية معينة، وهذا التعريف يتفق عليه أكثر الفقهاء لأنه يحتوي العناصر الرئيسة التي لا بد لقيام أي دولة منها، وهي الشعب، والإقليم والسلطة. وإن اختلفوا في صياغة التعريف، ومرد هذا الاختلاف إلى أن كل فقيه يصدر في تعريفه عن فكرته القانونية للدولة.
و بين السلطة والدولة يوجد فرق. يحدده أوجلان بقوله: فرغمَ انتشارِ السلطةِ في المجتمعِ وتغلغُلِها في كافةِ مساماتِه بدرجةٍ أكبر، إلا أنّ الدولةَ تُعَبِّرُ عن هويةِ سلطةٍ أكثر ضيقاً وذاتِ ضوابط ملموسة. بمعنى آخر، فالدولةُ شكلٌ من أشكالِ السلطةِ الخاضعةِ لرقابةٍ أكبر، والممتثلةِ للقواعد، والصائرةِ قانونيةً، والتي تُبدي عنايةً فائقةً لشرعنةِ ذاتِها. وبينما تُقَيَّمُ السلطةُ كحالةِ سيادةٍ وسيطرةٍ عامة، فإنه بالمستطاعِ الحكمُ على اللاسلطةِ بكونِه حالةَ عبوديةٍ عامة. واختلافُ أشكالِ السلطةِ والعبوديةِ متعلقٌ بالمزايا العامةِ للدولة، إذ تنتهلُ غَيضَها من فَيضِها. لذا، بالوِسعِ الحكمُ عليها أيضاً بأنها مضادةٌ للحرية.
3ً. تعريف الإدارة:
إن ماهية الإدارة تتحدد بأنها عملية جوهرية لتسيير أمور الإنسان وقد تميز بها الإنسان عن غيره من الكائنات الحية فنلمسها عندما يحتاج الإنسان لترتيب حياته وشئون أسرته وكذلك في المنشآت الصغيرة أو المنظمات الكبيرة يجب وضعها تحت آلية تنظيمية تؤدي بها لتحقيق أهدافها والمجتمع بحاجة إلى آلية بموجبها توجه منظماته وترتب سير العلاقات وشئون أفراده ومتطلباتهم ، كل ذلك يتم بموجب وسيلة هامة وهي الإدارة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف التي يطمح إليها المجتمع أفراداً ومنظمات.
و وفق ما تقدم يمكن أن نعرف الإدارة بأنها الاستخدام الفعال والكفء للمحددات المجتمعية التالية:
-الطاقات البشرية: و هم الأفراد الذين يعيشون ضمن سيوان هذه الإدارة.
- الطاقات المادية: أي كل ما يوجد في المؤسسات التي تشكل الإدارة من مباني و آلات و غيرها.
- الطاقات المالية: أي كل قيمة مالية تستخدم لتسيير الأمور الجارية و التي تخص أيضا في المشاريع التي تخدم المجتمع.
- المعلومات والأفكار: تشمل الأرقام والحقائق والقوانين والأنظمة.
- الوقت: و هو الزمن المتاح لإنجاز العمل من خلال العمليات الإدارية المتمثلة في التخطيط، والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق الأهداف.
- الفاعلية: ويقصد بها مدى تحقيق أهداف الإدارة و التي تخص البناء على كافة الأصعدة.
- الكفاءة: يقصد بها الاستخدام الاقتصادي للموارد؛ أي الاقتصاد في استخدام الموارد وحسن الاستفادة منها.
و الحقيقة أن نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية و كإحدى إنجازات الثورة المجتمعية في روج آفا، تبتعد قدر الإمكان عن السلطوية و الدولتية التي تستوجب السلطة، و تعتمد على الادارة الأفقية من خلال الكومونات في القرى و الأحياء و البلدات و المدن، و على تجمع المرأة في مؤسسات تخص بها، أو وجودها بنسب الكوتا الممنوحة لها، و على تجمع الشباب و في مؤسساتهم و تنظيماتهم أيضاً، و حتى الأطفال باتت لهم في الآونة الأخيرة - و بشكل أوليٍّ - مؤسسات خاصة بهم تسمى mala zaroka ( بيت الأطفال) يتجمعون في دوَرٍ و بإشراف من مختصين تربويين؛ على رأس المهمات المسنودة إليهم الطريق إلى الأخلاق، و كل هذه الاصطفافات و غيرها تتأسس على مبدأ كونفيدرالية المؤسسات الاجتماعية حتى تشكيل الفرد الندي و المواطنة الحرة؛ و هذا كله من الناحية الاجتماعية. و من الناحية السياسية تم استصدار قانون خاص بتنظيم الحياة السياسية، تساعد على مأسسة نوعية للتنظيمات و التي باتت في حالة غير ملبية لحقيقة الثورة المجتمعية في روج آفا، لا يمكن تصور وجود خمس و أربعين حزبا في منطقة واحدة؛ سيّما أن معظمها لا تتمتع بخاصية الأحزاب، و لا ينطبق عليها مفهوم الحزب؛ من حيث الماهية و البرامج و النظام الداخلي، فمثل كل البلدان العالمية التي ترتأي الحرية؛ مسئولية و ليست فوضى و فردانية نابضة في الزمن التي تريد و المكان التي تبغى، فمجموعة تلك الأحزاب ستشكل سوية مع مستقلين و من كل المكونات في روج آفا بملئ مقاعد المجلس التشريعي في الإدارة الذاتية الديمقراطية وفق قانون قد تم إقراره من المجلس التشريعي و المسمى بقانون الانتخابات، و هذا بحد ذاته نهضة ولبنة مشروع النهضة نحو سوريا المستقبلية. و الحال عينه ما يخص الجوانب الأخرى الاقتصادية و الثقافية ...الخ، بعض منها لم يتشكل و بعضها في طور التشكيل و القوننة.
و في كل الأحوال: يمكن الحديث عن وجود أخطاء تلحظ في الممارسات اليومية؛ بعضها ذاتي المنشأ، و بعضها ناشئ عن العراقيل و الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها روج آفا، و في كلا الحالتين ليس من الصواب عدم الوقوف و بمسئولية تاريخية حيال هذه الأخطاء، و تصويبها، و محاسبة فاعليها؛ و خاصة إذا ما تم الإدراك أن بعضها تتجاوز فعل الخطأ خاصة عند تكرارها.
و المسئولية التاريخية في هذا المجال متعلق بأخطاء أحدثت انزياحات كلية في الفعل الثوري و النظرية الثورية لبعض من الثورات التي حدثت في التاريخ، فالثورة الفرنسية احتاجت إلى عشرة سنين حتى نظّمت أمرها، و مقاصلها لم تسلم منها حتى قادة الثورة أنفسهم، رغم ذلك تحولوا من ملوك ( لويسات) فرنسيين إلى رؤساء سلطويين.
و الحال ذاته متعلق بالثورة الروسية في مطلع القرن الفائت، و أيضا الثورة الفيتنامية، و الثورة الجزائرية، كلها و بدون استثناء تحولت إلى سلطوية و استبدت بشعوبها، لماذا؟ ليس من الإنصاف التاريخي أن يكون الجواب في جملة، و لكن من الدقة المنهجية حينما نقر- خاصة بعد التفريق بين ما هو تاريخي و بين ما هو سياسي- أن الخطأ مكمن في الدولة المراد تشكيلها، و كل دولة تحمل بين ثنايا تشكيلها وجوب السلطة، و كل سلطة تؤدي إلى الاستبداد، مع الفرق لأنواع الاستبداد و المستبدين. ما هو الحل؟ لانتظام أمور الشعب لا يكفي أن تكون هناك سلطة أو دولة، لانتظام أمور الشعب و وجود الشعب في أي نظام مجتمعي؛ لا بد من وجود إدارة مجتمعية لذلك النظام، حرية الفرد و من كل الاتجاهات لا بد أن تكون مصانة، و هذا هو الجوهر في الإدارة الذاتية الديمقراطية، و هذه هي القضية التي تمتاز بها سوسيولوجيا الثورة في روج آفا؛ قضية الإدارة الذاتية بدلا من السلطة و الدولة.

الإدارة الذاتية الديمقراطية ليست المدينة الفاضلة كما يتصورها البعض
من المهم التعريف بأن المدينة الفاضلة أو جمهورية أفلاطون كما تسمى أحيانا؛ هي عبارة عن تصور تخيلي لما ينبغي أن تكون عليه مدينة أرضية حقيقية، و هذا التصور نجم عن رؤية أفلاطون الناجمة عن إتباع المنهج العقلي واعتماد تصوراته بشكل معياري عن المجتمع بحثا عن مثاليته المنشودة. وقد عدل من آرائه لاحقا في كتابه (القانون) حيث يخفف من اتجاهه إلى المشاعية, ويشيد بفضل الأسرة كما يدعو إلى تعزيز الروابط العائلية, وينادي بعدم تقييد الزواج ولا يرى ضيرا في تدخل الدولة للإشراف على الشؤون الأسرية، و يراها افلاطون عبارة عن وضعية مثالية لدولة المدينة كما كان سائدا في الأوضاع السياسية في العصر الإغريقي.
وكتابه (المدينة الفاضلة) والذي تدور آراؤه حول أسس المدينة الفاضلة والتربية الاجتماعية في المدينة و الحكومة المشرفة على المدينة, وخلاصة آرائه لهذه المدينة هي:
1. الدولة هي الوحدة الحية التي تتألف من مجموعة من الأعضاء، و يشبه الدولة بالإنسان، كل عضو من أعضاء الدولة له وظيفة يقوم بها مثلما يقوم اليد بوظيفة تختلف عن وظيفة الأرجل و وظيفة العين، و الحاجة إلى هذه الأعضاء و بشكل منسجم تشكل مجاميعها الوظائفية الوحدة الفاعلة و الحيّة النشطة.
2. المدينة في نظر أفلاطون جالبة المدنية، و عليه لا بد من إنشاء المدن فهي الضرورة الأخلاقية في نظره، و لكن شرط أن تكون مستوفاة بالتنظيم السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي.
3. يحدد أفلاطون أن حاجة الإنسان إلى التنظيم هو سر العقد الاجتماعي و الذي هاجر على أساسه من الحياة الفوضوية المشاعية إلى الحالة الوضعية.

يقسم أفلاطون مدينته إلى مجموعة من القوى، لا تستوي الأمور إلا وفقها، و مثل تلك القوى بمشخصات اجتماعية و تنظيمات لا بد أن تتوافق على وجودها المجتمع ذاته، فحسبه توجد ثلاثة قوى أساسية و قوى ثانوية غير مهمة، و من هذه القوى الأساسية في المجتمع:
4. القوة الشهوانية في الإنسان (وتمثلها الطبقة العاملة)
5. قوة الغضب وتمثلها طبقة المحاربين الفضلاء.
6. قوة النطق وتمثلها طبقة الفلاسفة والحكماء، و هؤلاء هم الذين يجب أن يحكموا المدينة.
7. جعل الأخوة أساس الرابطة بين الأفراد.
8. فصل في برنامج التربية الخاصة بالجند على أساس التدريب إلى 18 سنة ثم الدراسة للمتميزين حتى سن الثلاثين ثم دراسة الفلسفة للمتميزين أيضا حتى الخمسين حيث تتاح القيادة للأكثر تميزا بينما يظل البقية في طبقة الجند.
9. المساواة بين الجنسين في ذلك.
10. تأطير المشاعية الطبيعية كمفهوم؛ و بالأخص المشاعية الجنسية و خاصة بالنسبة لطبقة التي تمثل قوة الغضب أي الحراس (الجند والحكام) ، فهؤلاء و بحسب أفلاطون يجب أن يلتفتوا عند هذه (الأمور الصغيرة) و التي يعتبرها من المعيقات التي تقف بوجه هذه الطبقة و التي يجب أن تتمتع بكامل المشاعة الجنسية.
11. قوة الغضب لا يحق لها أن تملك أو تتملك، فهؤلاء المحاربين الفاضلين مجرد أن يتملكوا فسوف ينحازوا إلى السلطة و يؤدي ذلك بهم إلى التقاعس عن واجبهم، و هذا هو مركز الخطر في انهيار متوقع للمدينة- حسب أفلاطون.
12. ضرورة أن يكون الحكم بيد مجموعة من الفلاسفة و ليس شخص واحد.
وهناك أشياء أخرى ثانوي حسب أفلاطون؛ كالتخلص من النساء والكلاب وغيرها، ولكن كانت هذه أهم النقاط والتي تركزت عليها جمهورية أفلاطون، و حتى نكون منصفين أكثر لا بد لنا أن نأخذ الزمكانية التي كُتبت فيها الجمهورية الافلاطونية، فالإنسان ابن بيئته و كذلك الفيلسوف، و عليه ليس من الحكمة أن يُنظر بعيون الوقت المعيوش إلى مُؤَلَّفٍ كُتِبَ منذ أكثر من ألفين و ثلاثمائة سنة، في زمن العبودية و في زمن كل شيء متبوع إلى دائرة ضيقة هي الامبراطورية الاغريقية.
إن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية ليست المدينة الفاضلة التي تحدث عنها أفلاطون؛ إنما هي القدرة في الوصول إلى المجتمع بمقصد بناء الإنسان الفاضل في مدينته؛ في قريته؛ في حييّه؛ و في بيئته، و من أجل أن يتم ذلك لا بد من حامل لهذا المشروع النهضوي؛ و هو الإنسان الندي؛ الإنسان الحر؛ الإنسان العاقل، وفق مجتمع متمتع بدرجة كبيرة من الحرية؛ و قوة العقل المجتمعي؛ و مساهم بفعالية حقيقية للإدارة القائمة، و هذه الأسس النظرية لحقيقة الثورة في روج آفا، و عليها تتهيكل الادارة، و تتقونن المؤسسات.
يجب أن لا يفهم أننا وصلنا إلى الذروة من هذه الحقيقة، قد نكون أننا اجتزنا مسافات مهمة، و لكن هناك مسافات مهمة أيضاً لم نجتزها بعد، و خاصة في ظل ظروف الثالوث القاتم (الحصار و الهجوم و الردة البينية)، و مهمات ثورة روج آفا هي نفسها مهمات التغيير؛ أي بناء مجتمع ديمقراطي حتى الوصول و التحول إلى الأمة الديمقراطية، و الأخيرة ضامن الحل لكل القضايا و على رأسها حل القضية الكردية: شعباً و أرضاً و ماهيةً و تاريخاً لا بد أن تتضح وفقه و عليه و منه الحقائق الحالية و المستقبلية.

قائمة المراجع و المصادر
1- عبد الله أوجلان، سوسيولوجيا الحرية، مطبعة آزادي، أيار 2010.
2- فريدريك نيتشه، الفلسفة في العصر المأساوي الإغريقي، ترجمة د. سهيل القش، المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع، ط2، 1983.
3- د. أميرة حلمي مطر، محاورات فايدروس لأفلاطون أو عن الجمال، القاهرة، دار غريب،2000.
4- عبدالله أوجلان، القضية الكردية و حل الأمة الديمقراطية، مطبعة روناهي، نيسان 2013. 5- إيان كريب، النظرية الاجتماعية، ترجمة د. محمد حسين غلوم، سلسلة عالم المعرفة، العدد 244، نيسان 1999.



#سيهانوك_ديبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الديمقراطية هي السياسة الجديدة، أنكيدو الذي خان غابة ...
- أوجلان: قائد وقضية
- باكور : الثورة؛ الانتخابات ؛ التغيير.
- باكور: الثورة؛ الانتخابات؛ التغيير
- في ثالوث الأمة الديمقراطية
- جعجعة في زمن الثورة
- في فلسفة العقد الاجتماعي ....الماهية والنشوء و التكون
- القضية الكردية في الأمة الديمقراطية
- جنيفا2 التسوية الكبرى بدلاً من المبادرة الكبرى؟
- ركن الزاوية في روج آفا: الادارة الانتقالية المشتركة
- الخواصر الرخوة– سورياً؛ كردياً لقاء قرطبة ومؤتمر جنيفا2
- الموانع و الضرورات في مسألة المشاركة الكردية المستقلة في جني ...
- استحقاق جنيف2 بين واقع النظرة الدولية والمتوقع المحلي والإقل ...
- الكرد بين اتفاقية لوزان 2 و جنيف 2
- الحرب و السلام .....سورياً
- لماذا نتبنى مفهوم الإدارة الديمقراطية ؟
- لماذا قتل الشيخ معشوق الخزنوي ؟
- في التناحر و التنافر الكردي - الكردي أسباب التناحر وعلتها
- كيف نفهم انتفاضة قامشلو 2004 ؟


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيهانوك ديبو - سوسيولوجيا الثورة في روج آفا