أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيهانوك ديبو - الخواصر الرخوة– سورياً؛ كردياً لقاء قرطبة ومؤتمر جنيفا2















المزيد.....

الخواصر الرخوة– سورياً؛ كردياً لقاء قرطبة ومؤتمر جنيفا2


سيهانوك ديبو

الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 20:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخواصر الرخوة– سورياً؛ كردياً
لقاء قرطبة ومؤتمر جنيفا2
سيهانوك ديبو

تعتبر سمة الفشل المزدوج من أبرز التوسيمات الدّالة للوضع السوري و هو المتموضع على نقّالة يحركها ناقلوه أينما رغبوا و من كل فجٍّ عميق، فهو غير المعافى، و عندما نقول غير المعافى ليس بالضرورة أننا ننعته بالمريض. و المنصف من التوسيم أن النظام قد نجح، و النجاح هنا ليس بالمعنى الإيجابي القانوني بل بالمعنى الوظيفي إذْ أنه فشل في إدارة المجتمع السوري، و حوّله إلى مجتمع عنفي فهو بالنتيجة مسئول و بشكل قانوني عما يحدث، و يتحمل المسئولية مرابعة مع المعارضة، و كلاهما يتحملان الفشل مناصفة مع الدول التي تعاملت مع الشأن السوري وفق الخاص جدا من رؤاها و مصالحها، و هي في ذلك تمثّل لعبة الأمم بمصائر الأمم.
التاريخ البشري ممتلئ بالغزوات و الحروب الكونية بين الدول و بين الأمم و مليء أيضا بالتحارب الداخلي فيما بينها، و أحيانا واحدهما يُفضي إلى الآخر، و في الوقت نفسه كما هو ملحوظ دائما أنه و في نهاية هذه المظاهر " المعتلة " تبرز النواة المغلفة بأمزجة عضوية تتفاعل مع ذويها و منها النابتة في أجواء كانت مضادة لها، و التفاعل بين النويّات ينشئ منها الطباق الكلي كمؤشر للنهوض من شكل إلى شكل أكثر تقدما و واجبا طالما أن وجوبه مستند إلى المسئولية. و تتكون الحلول من هذه النويّات و تبدأ عمليات صعبة و قاسية من أجل طي صفحة و إلى صفحة ناصعة تتسع للتدوين من أجل السلم و الأمن المجتمعي.

هل كانت العولمة الإسلامية سببها صلح " الحديبية "؟
هل كان صلح " بريخت " وراء نجاح العولمة الشيوعية؟

يعتقد الكثير من المهتمين أن المؤرخين دائما في خانة الاتهام سواء أصابوا أو أخطئوا، خلافه أعتقد أن النتائج المتبوعة هي التي تحكم و يُحتكم بها، و ما يهمنا في ( الصلحين التاريخيين) و نزولا عند رغبة رسول الإسلام تم صلح الحديبية ، و كانت أقسى المراحل الضيقة التي مر بها الإسلام بعكس تام مع آخرها المُكلّلة بالفضاءات فكانت الانتصارات، والعولمة الإسلامية تعتبر من أهم محدداتها و مرتكزاتها الثبات الحاصل و الإعداد الهائل و الاستراتيجية في الرؤية و التمدد و المشهودة للإسلام فيما بعد، من صلح الحديبية .الحديث الصحيح يدل وبإمعان: " إن ابتليتم بكفر؛ فاحتموا إلى شدة ".
و يكاد يكون الأمر متشابها و المخصوص المتعلق بِ بريخت حينما وصفه رفاقه أنه المرتد الأكبر و المساوم الأكبر، و لم يكن أمام فلاديمير لينين و رؤيته و مقولته الشهيرة التي قالها فيما بعد تقييما و توصيفا لللاحق من النجاح: " المساومات الصغرى من أجل المصالح الكبرى ".

الردة الدولية إلى سوريا و المرتد من المعارضة

في الحقيقة أن النعوت المدرجة بخصوص سوريا من بداية النهوض المجتمعي إلى الحراك الثوري إلى العنف المجتمعي و التعنيف الطائفي و التدويل، تكاد تكون معظمها نعوتاً غير دقيقة، و تكاد تكون تبريرية لحظية اجرائية، أقحمها السياسيين في خطاباتهم و رؤاهم كمبرر للفشل الذي مننوا به، و هذا هو المعتبر في التلوينات التي سرقوها كلها و ربما احتاجوا أو اكتشفوا فيما بعد ألوان خاصة بهم، ربما ستكون مباحث نوعية للباحثين و الدارسين للوضع السوري مستقبلاً. و من أبرز التوسيمات : أمريكا الفاشلة و رئيسها الفاشل، أوربا المأزومة و المتبدلة، روسيا التي نجحت وحدها، الخليج الخاسر، وتركيا التي تخلت و تخلفت بوعودها بمساندة الشعب السوري.
في الحقيقة نستطيع القول عن كل هذه الجمل أنها غير حقيقية و قد تكون اصطناعية من صنع خيالات الوهم السياسي، و على العكس الذي يبدو و يطل أن الدائرة السورية و بكل محتوياتها و في العام جدا؛ قد فشلت، والأسهم المصوّبة نحو الدائرة السورية كلها كانت مؤدية و نجحت وفق القوس المنطلق منه.
أمريكا : نجحت بتجميع كل المتشددين السلفيين في العالم و أثرت بزجهم في الساحة ( الدائرة ) السورية غير المغلقة، و هذه " اللملمة " تعتبر وفق المصالح الأمريكية العليا بالإنجاز التاريخي، و بمثابة التعويض في التدهور الاقتصادي الحاصل منذ خمس سنين.
أوربا و خاصة فرنسا و بريطانيا و اسبانيا هي المستفيدة رقم اثنان، فلكل تصريح أوربي بالنسبة لسوريا ثمن متكفل به خليجيا نفطيا أسودا؛ و أبيضا لبنوكها التي بدأت تنتعش بدعم خليجي.
روسيا: أكثر المستفيدين اقتصاديا و سياسيا وعالمياً فصحوة الدب الروسي في أوج مراحله .
ايران : و هي المستفيدة أيضا من وضع حل أو تصور حل لأزمتها الاقتصادية الناجم عن الحصار الاقتصادي و الحظر على منتوجاتها النفطية و الثقيلة .
الخليج : أيضا لم يخسر سوى بعض من أرانبه النقدية، وهو الممتلك للسيل النقدي المتأتي من غازها و نفطها، واستفادت أنها أبعدت ما أمكنتها شبح التغيير الذي كاد يطيح بعروشها.
أعتقد أن تر كيا وحدها التي خسرت ماديا و سياسيا حتى اللحظة و في المنظور القريب أيضاً، تشير التقارير أن تركيا أمدّت بأصدقائها المستحدثين أرقام تقترب من المليارين دولار أمريكي، و هذا سيسبب لها خلخلة إن لم يتم تعويضها أو على الأقل اشراكها في عمليات البناء الموعودة بها من أصدقائها " المستحدثين "، و سياسيا فشلت مقولة رأس ديبلوماسيتها من صفر المشاكل مع الدول المجاورة لتركيا و في الشرق الأوسط إلى ثلاثة أرباع المشاكل على أقل تقدير، علاقتها القلقة مع أيران و مع أرمينيا و مع اسرائيل و مع اليونان و قبرصها، إلى جانب السيء من العلاقة مع مصر و العراق المالكي، و المتدهورة مع سوريا الآن و حتى الفترة المستقبلية في حال نجاح جنيفا2.
كل الدول الآنفة استطاعت و ببراغماتية مفرطة زج مشاكلها و تصديرها و عبر أقنية محلية – قديمة و حديثة مصطنعة – إلى أتون الحرب المستعرة في سوريا. و الشعب السوري هو الخاسر الأكبر، حتى و لو أعيد له أمنه إلا أنه خسر البنية و النويات المجتمعية، و حتى لو أعيدت له – و بعد زمن – الرخاوة في التفاعل بين المكونات السورية، إلا أنه بات يملك ذاكرة و مخزون محزن من الدماء، و ربما تطفو إلى سطوح أي مشهد و في أية لحظة غير سويّة.

المبادرة الكبرى في قرطبة
يتم في هذه اللحظات سعي حثيث لتوجه كافة الفرقاء و على مختلف اختلافاتهم و خلافاتهم إلى قرطبة، و اعداد لقاء فيه بين كل من ممثلي النظام و ممثلي المعارضة و كذلك الكرد لهم نصيب في هذا اللقاء و الذي سيكون تاريخي لو نجح ، و وفق اللقاء سيتم تحديد واجهة مؤتمر جنيفا2، اللقاء سيكون التمهيد لجنيفا2.
حسب المعتقد العام أمور ثلاثة أو أكثر بقليل ستناقش في هذا اللقاء، أبرزها :
- وقف العنف المجتمعي كأساس لأية تسوية للوضع السوري.
- سيتم البحث من أجل تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة وبصلاحيات واسعة، و من المهم أن تمثل كل ألوان الطيف السوري و بنسب تمثيل معبرة و واضحة.
- الأمر الثالث صياغة كل التصورات البناءة من أجل بناء سورية المستقبلية، وفق عقد اجتماعي يضمن ويصون حرية و فاعلية كل المكونات تكون كل المكونات متشاركة في البناء لأنها متشاركة في الهم الوطني و سيكون هذا العقد بمثابة جدولة للضرورات و بحسب الأهمية.
ولعله من المهم و قبل الخوض في هذه الأساسيات وجود الذهنية المسئولة و المقتنعة بالتصورات المقترحة لأنها تمثل بداية الحل و تمثل أيضا نهاية الدماء.

الخواصر الرخوة في لقاء قرطبة
طرأ على المشهد السوري تطورات لم تفضي جديدها من صلب الأقدم، فجاءت متبعثرة و غير مترابطة، و جاءت متباعدة لم تقترب من المشهد الذي سبقه كما تم توضيحه سابقا، إلا أن المهم هنا تحديد من أجل تِحدِّ التخوفات من الفشل و هي محتملة و تكاد تتناصف مع التصورات الإيجابية من أجل الحل، و التخوفات تنبعث من خواصر رخوة لها علاقة بارزة بسوابق المشهد في قرطبة أو جنيف، و لعل أهمها :
1- الرغبة القصية لنظام الاستبداد و تصور العارض بأنه فقط خارجي، و هذا كان مبرر قوته العنفية أولا للتصدي للجموع المسالمة و المطالبة بتغيير النظام و من ثم اسقاطه ثانيا.
2- تبدلات التركيبة للأجسام المتعارضة و التي تعارضت مع ذاتها و مع رؤية الشعب الأساسية في التغيير المنتظر، و لعل الأمثلة كثيرة و من أبرزها تحول شخصيات علمانية مشهود لها بتاريخ نضالي إلى التخندق الإسلاموي و العروبي.
3- البنية المجتمعية السورية الفسيفسائية أفرغت من أدوارها الإيجابية فلم تكن مصدر من مصادر قوة شعبها فقط، و إنما حواضن من أجل النكوص الطائفي و التنافر المذهبي، و أمثلة أخرى لبعض الاستطالات العروبية تجاه المكون الكردي مؤخرا، كلها أثرت في التمثيل و بشكله السيء في مكونات المعارضة و قبلها النظام كواجهات شعبية، و الذي جاء على لسانها و مؤخرا أن سورية لم تكن يوما إلا دولة قومية علمانية .
4- المأسسة اللاإرادية و الأدرية للفصام السياسي – الائتلاف نموذجا أولا و بعض من الأحزاب الكردية نموذجا ثانيا و التي لم تقتنع حتى اللحظة أن الحرب الظلامية يُراد منه انهاء إرادة الشعب الكردي، و التصريح الذي أدلى به السيد محمد اسماعيل عضو المكتب السياسي للبارتي دليل ذلك؛ عندما أصر أنه لا خطر حقيقي على الوجود الكردي في هذه اللحظات. علما أن الهجمات الظلامية على روج آفا لم تنقطع على أكثر من شهرين و لم تزل و بطول جبهة تمتد من عفرين و حتى ديريك .
5- الالتفاف حول ورقة كردية من خلال الهيئة الكردية العليا، ورقة واحدة و موحدة للهدف و متضمنة ثلاثية الحقوق الكردية و التي تخص ثلاث نقاط هي الأهم:
البداية المشتركة كرديا- سوريا و التركيز من خلالها على الدور الكردي كجزء أساس في تأسيس الدولة السورية الحديثة.
الوسط المشترك كرديا- سورياً و اعتبار أن الكرد مثل غيرهم تعرضوا للآثار السلبية الناجمة عن سلطات الاستبداد المتلاحقة.
بالإضافة إلى الظلم و الانكار القومي جراء تلك السياسات، و الحل المشترك كرديا- سوريا من خلال تضمين النسبة الحقيقية للمكون الكردي في أية عملية مستقبلية لبناء سوريا العصرية الديمقراطية.

قرطبة عاصمة الدولة الأموية، دخلتها جيوش المسلمين في العام 720 م على يد قائدها " المغيث الرومي " في عهد الوليد بن عبدالملك، و قرطبة يقال أن أصل اسمها عربي و هو معنى من معاني السيف، و يقال أيضا أنها من أصل أيبري و قرطبة اسم مدينة أيبيرية أزلية ( شبه الجزيرة الأيبيرية – التي كانت تضم اسبانيا و البرتغال ).و قرطبة هي مدينة ابن رشد " العلماني الأول" حينما قال: الشريعة حق و الفلسفة حق، فلا اختلاف بين حق و حق. و قرطبة هي مدينة العشق و الحب بين الشاعر ابن زيدون والأميرة و الشاعرة ولادة بنت المستكفي.
فهل تتحول قرطبة اليوم إلى حب و حق و تاريخ؟



#سيهانوك_ديبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموانع و الضرورات في مسألة المشاركة الكردية المستقلة في جني ...
- استحقاق جنيف2 بين واقع النظرة الدولية والمتوقع المحلي والإقل ...
- الكرد بين اتفاقية لوزان 2 و جنيف 2
- الحرب و السلام .....سورياً
- لماذا نتبنى مفهوم الإدارة الديمقراطية ؟
- لماذا قتل الشيخ معشوق الخزنوي ؟
- في التناحر و التنافر الكردي - الكردي أسباب التناحر وعلتها
- كيف نفهم انتفاضة قامشلو 2004 ؟


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيهانوك ديبو - الخواصر الرخوة– سورياً؛ كردياً لقاء قرطبة ومؤتمر جنيفا2