أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيهانوك ديبو - الصراع في الشرق الأوسط؛ تركيا أنموذجاً














المزيد.....

الصراع في الشرق الأوسط؛ تركيا أنموذجاً


سيهانوك ديبو

الحوار المتمدن-العدد: 5154 - 2016 / 5 / 6 - 01:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراع في الشرق الأوسط؛ تركيا أنموذجاً

سيهانوك ديبو*
لا يمكن توسيم الصراع في الشرق الأوسط؛ تركيا نموذج منه؛ بأنه صراع بين العلمانية والدينية. من حيث أن العلمانية لم تدخل حتى الآن الشرق الأوسط؛ إنما ببعض مظاهرها الشكلية في أحسن الأحوال. خلاف ذلك؛ فإن الصراع بينهما في أوربا أدى إلى انهاء تام للديني لحساب العلماني، والحد أمام أية عودة إلى الديني. وهذا خاضع بدوره للمعايرة التاريخية بين روافع الأضداد؛ والصراع الذي يشتد في لحظة حاسمة يميل إلى طرف معين وينهي الطرف النقيض بكل تفاصيله.
في النموذج التركي وتركيا التي تدخل عامها التسعين ونيّف؛ من غير الإنصاف العلمي والفكري القول بأن هذه ال(تركيا) كانت علمانية حين التأسيس وتحولت إلى دينية في العام 2002على يد العدالة والتنمية المتأسس في العام 2001. وإذا كانت تركيا علمانية فما الذي أدى بالمُتنحي داوود أوغلو أن يقول في 23 نوفمبر 2009 في لقاء مع نواب حزبه: (إن لدينا ميراثا آلَ إلينا من الدولة العثمانية. إنهم يقولون هم العثمانيون الجدد. نعم نحن العثمانيون الجدد. ونجد أنفسنا ملزمين بالاهتمام بالدول الواقعة في منطقتنا. نحن ننفتح على العالم كله، حتى في شمال أفريقيا). ويمكن الاستدلال على ذلك أيضاً في كتابه الذي سمّاه (العمق الجغرافي).
إذا لم يكن كذلك؛ فما هو طبيعة هذا الصراع وتحت أي وَسْمٌ يمكن توسيمه؟ إنه صراع على السلطة بين الكتل المحتشدة على أساس المذهبية والطائفية بأصلها القومي؛ الصراع في الشرق الأوسط صراع خليط ممزوج بين القومي الطائفي كحالة منتقلة من القومي الديني، وبطبيعة الأحوال الوعي الجمعي لا يزال يقبل مثل هذه المصفوفة ويسانده ويحضنه في كل اللحظات. والاستفتاء الذي حصل في لواء اسكندرونه بعد ما كان مضموما في الجغرافيا السورية الحالية غدا لصالح الانضمام إلى تركيا المسلمة بدلاً من الانتداب الفرنسي (الكافر) وفق الترويج الذي صير وقته مؤديّاً إلى كسب الاستفتاء. ما فعله مصطفى كمال هو خلع العمامة والطربوش العثماني واستبداله بالبيريه الفرنسي أو البنطي اليوناني وانقاذ ما يمكن انقاذه من جغرافية تركيّة وما احتاج إلى ذلك من اتفاقيات إقليمية ودولية حينها. وما فعله أردوغان اليوم ب (رفيق دربه) أوغلو هو صراع ضمن السلطة المحدودة في الرفِّ الواحد، ومن أجل منع أية إطاحة عسكرية تم التضحية بورقة -لم يسمح لها أن تكبر وتتحول بكل الأحوال- مخالفاً بذلك حتى الدستور التركي ذو النظام البرلماني. وعلى تنسيق وعِلم تام بالمطابخ العالمية العميقة.
العلمانية ليست ضد القوميات. وليست طريقة حديثة كما اعتمدتها تركيا للإبادة القومية التي حدثت بحق الأرمن والسريان الآشور قبل مائة عام وما حدث مستمراً ضد الكرد وقتها حتى هذه اللحظة، كما أنها ليست ضد الأديان؛ وحرية الأديان والمعتقد مصانتين في بلد علماني (حقيقي). وبمختصر القول بأن تركيا كما حددها بدقة الفيلسوف أوجلان أنها انتقلت من التركياتية البيضاء إلى التركياتية الخضراء. وأعتقد بأنها مقبلة إلى التركياتية الرمادية التي ستؤدي دوراً مميزاً في التدمير فوق التدمير الحالي وقد يكون المؤدى إلى التحجيم أو تقليص كبير في الجغرافية التركية. في نفس الوقت الذي يعيش فيه فكر وتنظيم حركة الحرية الكردستانية أفضل حالاته السياسية والمجتمعية وحالات الدفاع المشروع ويبدو بأنه الحاضن الأقوى لأي تغيير بعد عقود من النضال والتنظيم المجتمعي بمفاد الدفاع المشروع.
يُختصر ما فعلتها الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط بالشعوب المتسلطة عليها في تجذير التخلف لعمومها والإبادة لمن يغايرها؛ وظاهرة داعش في نهاية المسألة تكمن بأنها ظاهرة متخلفة عدمية أنشأتها البيئة التي ظهرت فيها وقامت باحتضانها والتهليل له كَمُخلِّص وتعتبر نتيجة مخلصة لما فعله الاستبداد مع الفهم الخاطئ للظاهرة الدينية وتموجدها في عصور سابقة. أما ظاهرتي الإنكار والإبادة فأبرز أمثلتهما حال الكرد كجماعة قومية مغايرة وكشعب يعيش على أرضه التاريخية، وحتى هذه اللحظة يتم النظر إليهم وفي أحسن أحوال المعالجة تحت سقف المساواة مع المغاير وليس في السياق الطبيعي لمسألة الحقوق وحقهم في إدارتهم لذاتهم بالشكل الذي يجدونه الأنسب؛ وفي هذه الحالة فقط ينُظَر إلى ذلك بأنه حل المسألة القومية في الإدارة العلمانية أو الزمنية كتعريف دقيق للمصطلح العلمي.
• باحث أكاديمي كردي سوري له عشرات الدراسات والمقالات الفكرية والسياسية



#سيهانوك_ديبو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة في سوريا؛ أم عقدة غورديون الكأداء
- أنتي الدولة
- المعارضة المعتدلة هي النهج الثالث
- في بطلان المنطقة العازلة
- في رباعية أوباما: سوريا- كرديا
- في الموشور الكردي
- داعش: مستأجرا؛ أم مستباحا، أم موجودا
- حقيقة الصراع في روج آفا، باسبارتو لم ينهي مهمته بعد
- سوسيولوجيا الثورة في روج آفا
- السياسة الديمقراطية هي السياسة الجديدة، أنكيدو الذي خان غابة ...
- أوجلان: قائد وقضية
- باكور : الثورة؛ الانتخابات ؛ التغيير.
- باكور: الثورة؛ الانتخابات؛ التغيير
- في ثالوث الأمة الديمقراطية
- جعجعة في زمن الثورة
- في فلسفة العقد الاجتماعي ....الماهية والنشوء و التكون
- القضية الكردية في الأمة الديمقراطية
- جنيفا2 التسوية الكبرى بدلاً من المبادرة الكبرى؟
- ركن الزاوية في روج آفا: الادارة الانتقالية المشتركة
- الخواصر الرخوة– سورياً؛ كردياً لقاء قرطبة ومؤتمر جنيفا2


المزيد.....




- مليارديرات وميليشيات وحقوق تعدين.. من قلب صفقة ترامب الجديدة ...
- مسؤول في -حماس- يوضح لـCNN مدى -جدية واستعداد- الحركة لاتفاق ...
- المحكمة العليا البريطانية ترفض دعوى لوقف تزويد إسرائيل بقطع ...
- ما تداعيات الحكم الجديد الصادر بحق المحامية التونسية سنية ال ...
- قراصنة يهددون بنشر رسائل بريد لمساعدي ترامب وأميركا تتهم إير ...
- وفد أوروبي بكفر مالك يدعو لوقف اعتداءات المستوطنين بالضفة
- نتنياهو يترأس اجتماعا أمنيا ثلاثيا وواشنطن تؤكد أولوية صفقة ...
- -لسنا جمهورية موز-.. كيف قوبلت دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياه ...
- المقاومة ترفع تكلفة -عربات جدعون- والاحتلال يمهّد للانسحاب
- لماذا تتركز كمائن المقاومة في -عبسان الكبيرة- بخان يونس؟


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيهانوك ديبو - الصراع في الشرق الأوسط؛ تركيا أنموذجاً