أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيهانوك ديبو - داعش: مستأجرا؛ أم مستباحا، أم موجودا















المزيد.....


داعش: مستأجرا؛ أم مستباحا، أم موجودا


سيهانوك ديبو

الحوار المتمدن-العدد: 4494 - 2014 / 6 / 26 - 00:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


داعش: (مُسْتأجِراً؛ أم مُستباحاً؛ أم موجوداً)

سيهانوك ديبو

ملخص تنفيذي
لأن داعش لم تُخلق من الفراغ، بل وجدت لنفسها حاضنة اجتماعية و سياسية تأخذ بها و يؤخذ منها، و هي فعل الحشد البشري في مصفوفات الفكر الديني المتطرف و تحولاته الكمية الكبيرة و الكيفية الناتئة و المسلوبة سلبية إلى وجود جغرافي أكثر وضوحا و خاصة بعد أحداث الموصل المتسارعة و على مرأى الجميع( أعدائها- خصومها)، و لكن؛ و رغم ذلك؛ فإنها تُسار بقرار؛ يشترك في هذا القرار مجموعة من الجهات الإقليمية و الدولية يصل بعضها إلى درجة معاداة هذا التنظيم؛ نعم يعادون التنظيم و لكنهم يساهمون في صناعته أيضا، على مبدأ إدارة الأزمة و تقليص دوائر الخطر من الجهة النافذة إليها الأخطر؛ شأن المستبد الداخلي و زُمر استبداده؛ شأن المستبد الإقليمي و زُمر استبداده، شأن المستبد الكبير و تصديره المستمر للمشاكل و للأزمات الداخلية؛ حينما تَعْمَد إلى سَوقِ شعوبها بمنطق الذكاء التحليلي، و لعدة أسباب: داخلي من أجل تبرير الاستبداد و على مختلف مشاربه و انطلاقاته؛ استبداد تلك المصادر بمصائر شعوبها، و خارجي من أجل صناعة الأزمة و المشاركة فيها حتى تحقيق أجنداتها. و أيضاً وعلى المنحى الإقليمي؛ إيران متورطة و كذلك تركيا و النظام الذي أفرغ العديد من سجونه الملآى ب( الإرهابيين) يوما؛ و قلده في ذلك المالكي أيضاً؛ و الجميع ( مُنَسِّقون) أشداء مع الأنظمة العالمية التي يتوقها جمع هذه الحشود و زجهم في مكان واحد.
و مصادر القرار( أركانات الدولة) في صنع داعش أكثر؛ تصل أحيانا أخرى إلى التحارب و التناقض بين مراكز القرارات نفسها، النظام و تركيا مثالا، و الأخيرة التي حشدت جموعا كبيرة في أراضيها و دفعتها لقتال الشعب و بكل مكوناته في روج آفا، ها هو يتنصل من " لعبته" و يدرجها و بجرة قلم براغماتي بأنها إرهابية ..مارقة...آبقة.
من هي دولة الاسلام في العراق و الشام ( داعش)؟
بالعودة إلى الجذر الأصيل لداعش، و النظر قصيّاً في مسألة تشكله و تكونه و تبدله إلى الوضع الحالي؛ حيث أنها مصبوبة في الأم( تنظيم القاعدة)، و الذي تم استحداثه أول مرة في ثمانينيات القرن الفائت في أفغانستان، بعد أن تلقى التنظيم الكثير من التدريبات الميدانية و قبلها بانتهاجها مبدأ السلف، في السعودية نفسها و بإشراف متقدم من الأمريكان، و كان الهدف منه وقتها؛ منع تشكل الحكم الشيوعي في أفغانستان، و الوقائع التي لا تحتاج إلى أدلة دامغة تفي و تؤكد الجذرية الميدانية للتنظيم و كيفية استحداثه، و تؤكد أيضا نجاحها في المهمة المؤولة إليها. و انسحاب السوفييت و تقهقره في أفغانستان لصالح التنظيم؛ و تلك المهمة لم تكن النهاية و إنما عُدت البداية فقط لتحول هذا التنظيم و باحتضانها من قبل أشد أعدائها المفترضين( الشيعة الإيرانية) و ذلك عن طريق أطراف و قوى و حتى دول ثالثة و رابعة و خامسة؛ و هذا ما له العروة الوثقى بين الأضداد و تعويم المصالح بميكافيلية بحته.
و لعل زمن الاثني عشرة عاما التالية لتجذر القاعدة في أفغانستان؛ كانت بمثابة التغيير في السياسات المعدة دون المعتبرة، و تحول الحلفاء إلى شدائد الخصوم، و حادثة سبتمبر 2001 وافية و كافية؛ و لا يمكن نعتها بالفوضوية أو أنها حدثت بمحض الصدفة و محض الطرفية في مثل هكذا عمل إرهابي، ذلك لأن الاتفاقات تحت الأرضية كانت هي السمة البارزة في تكون النظام الجديد للعالم؛ و الإيذان بمرحلة تشكل إيديولوجي بدلا من الموجودات السابقة، و الجديدة التي تم تسويقها كانت ( الإرهاب- و الحرب على الإرهاب)، و تنظيم القاعدة الذي اعتمد أساسا على مبدأ الخلافة و وجوب نمطية الخلافة الإسلامية السنية، استفاد من التطورات المتحصلة بفعل الغزو الأمريكي للعراق و الذي نجح في تحرير العراق من ديكتاتوره؛ و لكنها فشلت بتحقيق الحرية الرشيدة؛ و أعتقد هنا؛ أنها تعمدت في ذلك، و أهم مفسراتها تحقيق نصف المهمة و تأجيل نصفها الآخر؛ للغرب و الأمريكان الرؤية المتدرجة و الخطط المتدرجة و المراحل المتواصلة فيما يخص سياساتها البديلة و إدارة الأزمات و إدارة توقع الأزمة بشقيها الداخلي و الخارجي ؛ نفسها.
ضمن هذه التطورات كان أحد ( التلامذة ) و المقاتلين إلى جانب أسامة بن لادن و أحد قادة التنظيم الأصلي ( القاعدة) في تورابورا و كوهي شات في أفغانستان؛ أبو مصعب الزرقاوي و مؤسس تنظيم الدولة وفق المراحل التالية:
1- مرحلة البداية: و التي أخذت اسماً تلبي مرحلة النشوء فكانت(جماعة التوحيد والجهاد) بزعامة ابي مصعب الزرقاوي في عام 2004، و الزرقاوي أعلن فور التأسيس مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن ليغدو بمثابة الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. و خلال فترة قياسية تحولت الجماعة إلى اقوى التنظيمات في الساحة العراقية و بسطت سيطرتها على المثلث( الأنبار- الفلوجة- محيط الموصل).
2- مرحلة المأسسة: أي بعد سنتين - في عام 2006 يعلن الزرقاوي في شريط مسجل يتضمن تدريبات الجماعة و يعلن عن تشكيل مجلس شورى المجاهدين بزعامة عبدالله رشيد البغدادي ( أبو عمر البغدادي).
3- مرحلة الدولة: في نهاية العام 2006 و بعد مقتل الزرقاوي في عملية هجومية ثلاثية المحاور( أمريكية- مالكية – الصحوات) أعلن أبو بكر البغدادي عن تشكيل دولة العراق الإسلامية.
4- مرحلة الدولة المتجددة: بعد مقتل زعيم الدولة في العراق، تم توكيل الإمارة إلى خليفته أبو عمر البغدادي، بعد أن أكد أن جبهة النصرة في سوريا هي امتداد لدولة العراق الاسلامية، واعلن فيها الغاء اسمي (جبهة النصرة) و(دولة العراق الاسلامية) تحت مسمى واحد وهو "الدولة الاسلامية في العراق والشام". و رغم الخلافات الظاهرة المتعلقة بالشأن الإداري بين الدولة و الجبهة، إلا أن الخلاف لا يمتد إلى الفقه الشرعي المعتمد من قبلهما، و أعتقد أن الخدمة الكبيرة التي قدمتها الدولة للخصوم ( الروس و الأمريكان و حتى إيران)هي شق تنظيم القاعدة- و لأول مرة- شقا عاموديا و أفقيا، و هذا ربما لن يكون الانشقاق الأخير، و خاصة بعد وسم الدولة للظواهري بأنه انحرف عن الطريقة، و يعتبر من المرتدين و يجب عقابه؛ و خاصة بعد تبرأ الأخير من الدولة، و دخولها إلى عوالم الضلال. و من ناحية الأحداث الدراماتيكية في العراق و الكمية الهائلة التي استولت عليها الدولة في الموصل : المال و العتاد، قد تميل كفتها صوب المجاهدين و تنتقل الإمارة كليا من قندهار إلى بلاد الرافدين.

استراتيجية الحرب الإقليمية على أرض الشام

و بحسب أحد أدمغة التنظيم نفسه و الذي نشر كُتيبا في نهاية العام 2012 باسم " استراتيجية الحرب الإقليمية على أرض الشام" يقول في إحدى فقراتها: (...إن هذه الاستراتيجية سوف تعمل بعون الله على الالتفاف على محاولات النظام لترويض الثورة أو تحطيم سقف خياراتها والإكتفاء بالمشاركة السياسية بدلا من إسقاط النظام .. وستعمل بنفس الوقت على الالتفاف على محاولات القوى الإقليمية والدولية في إفشال الخيار العسكري كحل لإنجاح الثورة ولترويض الحدث نفسه ريثما يتم ترتيب أوراق المنطقة بما يناسب الجميع وبما لا يشكل خطرا على إسرائيل !
فكلا الالتفافين سيعمل على وضع الشعب السوري في طريق لا عودة منه إلا بتحقيق تغيير حقيقي في واقعه وهذا لن يتم عبر الحلول التوافقية أو المزيفة التي ستطرح له بين فينة وأخرى وإنما يتم بتغيير شامل في المحيط الشامي برمته وليس في سوريا فحسب! فاستراتيجيتنا هي احلال الخلافة عبر تعليمات الشيخ أسامة بن لادن، و الاستفادة منها في الحرب التي تقام بين الشيعة و السنة ، فسوريا هنا هي مفتاح التغيير في الشام كله بما فيه فلسطين المحتلة والشام هنا هو مفتاح التغيير للعالم العربي ومن بعده الإسلامي بإذن الله تعالى....)
و تعتمد القاعدة ( داعش و جبهة النصرة) في تحقيق ذلك مراحل متعددة و بحسب ما ذكر في المصدر وجوب مراعاة ثلاثة ركائز أساسية للعمل في (المسرح الشامي) حتى تحقيق الخلافة الإسلامية:
الركيزة الأولى: الركيزة الأولى هي المرونة و تتمثل وفقهم بقراءة الواقع و الاستفادة من تجارب الحرب الأهلية في لبنان، و من دروس بن لا دن و من تجربة التمدد في أفغانستان و باكستان، حتى يضمن لها البقاء قويا على أنها طرف من أطراف الصراع، و خاصة بعد التهام فصائل الجيش الحر و انضوائها – مرغمة- تحت الكنف القوي، و هذا ما كان جليا في الدراسة الأخيرة عن معهد بروكنجينز في تحليل المشهد العسكري السوري؛ و عد الجماعات المسلحة في كنف القاعدة و تنظيم الدولة من القوى الموجودة على الأرض السورية.
الركيزة الثانية: أما الركيزة الثانية التي اعتمدتها الدولة هي الدور الوظيفي؛ أي إلهام كافة الفئات العمرية و خاصة فئة الشباب بما يسمى بالدور الوظيفي لتنظيم داعش؛ و تحديده بأنه الحل بعد ظهور أكثر من مئتي جماعة مسلحة تتراوح عدد أفرادها المقاتلين بين ( المائة مقاتل و حتى الثلاثة آلاف منهم)، علما أن جموع تنظيم الدولة و حسب معهد بروكنجز أنه لا يفوق السبع آلاف مقاتل، نصفهم من السوريين و النصف الآخر متوزع على العديد من الجنسيات العالمية بينها البريطانية و الفرنسية أيضا، الدور الوظيفي المزمع لعبه من قبل الدولة، ستكون حاسمة في معركة الشام؛( فسوريا هنا هي مفتاح التغيير في الشام كله بما فيه فلسطين المحتلة والشام هنا هو مفتاح التغيير للعالم العربي ومن بعده الإسلامي بإذن الله تعالى ).
الركيزة الثالثة: استمرارية الصراع و موائمة الظروف المحيطة للحدث الداخلي، و هي مأخوذة عن الفكر القاعدي في أفغانستان، و يطبق التنظيم نفس التطبيقات المتعلقة بهذه الركيزة في سوريا، و لا تهم الدولة اعتماد أية سياسة حتى الوصول إلى هذه الغاية، فكلما استمر الصراع و استطاعت الدولة أن تُبقي على قواعدها و تتمدد إلى مناطق أخرى، و (تتنازل) عن مناطق مقابل مناطق جديدة، تعود بنجاح فرص البقاء و ترسيخ فكرة الخلافة على طرفي الحدود السورية و العراقية.
أعتقد هنا أن هذه الركائز مأخوذة من الفكرة التي تعود لمبدأ معروف وقد تم ذكرها من قبل ابن خلدون في مقدمته؛ وهي أن مرحلة بناء الدولة والحروب التي تنشأ بسبب ذلك تجعل الكلمة الأولى لأصحاب "السيف" وأي استقرار يحدث لاحقا تنتقل معه الكلمة إلى أصحاب "القلم". و القلم بالنسبة لداعش هي تأسيس الخلافة و الاعداد لها عالميا.
و كما أشرت سابقا أن داعش لن توفر جهدا لتحقيق ما تصبو إليه و لن يهمها تعاملها الحقيقي في الفترة الماضية مع النظام السوري و الإيراني و التعامل المكثف من قبلها مع استخبارات النظامين مضاف إلى تعاملها المُثبت مع النظام التركي في إطار المنفعة المتبادلة التكتيكية رغم التعارض الاستراتيجي بينهما، و هذا ما يفسر بدوره؛ النتيجة الجزئية بأن داعش هي صنع إيران و صنع النظام السوري نفسه، و بمزيدا من التمحيص في هذه العلاقة القلقة؛ ربما يكون التفسير الأوضح لهذه العلاقة منضوية في كنف الاستراتيجيات المعهودة للأنظمة و للأطراف التي تعادي كلا منها الآخر. من المؤكد أن القاعدة استخدمت إيران و استخدمت سوريا بنفس القدر الذي تم استخدامهما للقاعدة نفسها، و الحال عينه؛ باستخدام بعض من الأنظمة الإقليمية و حتى الدولية: الروسية و الأمريكية، و كل ذلك لإشعال حرب لبوس بالمنحى الطائفي يكون طويل الأمد، و التناقضات بين مجمل هذه الدول توحدها في الموقف نفسه، و هذا بالتأكيد سيحدث تغييرات جغرافية و سيتم رسم خرائط جديدة، و هذه نتيجة المقامرة و لعبة الأمم بمصالح الأمم و التغيير المستمر في قواعد السياسة في منطقة الشرق الأوسط.

ادارة التوحش

تعتمد داعش و القاعدة بشكل أخص على دراسات و بحوث يتم كتابتها بشكل منهجي، و بغض النظر عن خلفية الدراسات و الأشخاص المساهمين، لكن ما لفت الانتباه، الدراسة التي عدها مركز البحوث و الدراسات الإسلامية في " إدارة التوحش" و هي عبارة عن دراسة: نفسية- اجتماعية –عسكرية- سياسية- اقتصادية- اعلامية؛ تركز على ميكانزيم البقاء و ميكانزيم التمدد مع التركيز المكثف على الاستقطاب و الاختراق؛ و تحدد هذه الدراسة آليات الجماعة حتى الوصول إلى الخلافة: المعركة الملتهمة، الإعلام الموجه، الفرد في الجماعة، التأليف المالي، المخاطبة المباشرة. و أما المقصود بإدارة التوحش هي إدارة الفراغ قبل الفوضى، و إدارة الفوضى، و القضاء على الفراغ الحاصل بعد الفوضى مباشرة، و الأخيرة ستكون- حسب الدراسة- عهد الخلافة.
و تعرف إدارة التوحش باختصار شديد بأنها: إدارة الفوضى المتوحشة..!!
أما التعريف بالتفصيل فهو يختلف تبعاً لأهداف وطبيعة أفراد هذه الإدارة ، فهي حسب تخيل المركز الإسلامي البحثي و في صورها الأولية تتمثل في : إدارة حاجيات الناس من توفير الطعام والعلاج، وحفظ الأمن والقضاء بين الناس الذين يعيشون في مناطق التوحش وتأمين الحدود من خلال مجموعات الردع لكل من يحاول الاعتداء على مناطق التوحش إضافة إلى إقامة تحصينات دفاعية. و قد ترتقي إدارة احتياجات الناس من طعام وعلاج إلى تحمل مسؤولية تقديم خدمات مثل التعليم ونحو ذلك ، وقد يرتقي حفظ الأمن وتأمين الحدود للعمل على توسيع منطقة التوحش.
و قد أطلقوا عليها ( إدارة التوحش ) أو ( إدارة الفوضى المتوحشة ) و عمدوا أن لا يطلقوا عليها [ إدارة الفوضى ]، رغم أنهم – وفق الرؤى و التطورات- يتقصدون الأخيرة، لكنهم يزعمون بعدمها، و وفق استراتيجية القاعدة- تنظيم الدولة؛ لهذه الإدارة مراحل؛ تبدأ بمراحل؛ أهمها:
* المجموعة الرئيسية : مرحلة ( شوكة النكاية والإنهاك – مرحلة الحرب المستمرة أو ما يكاد يكون في العلوم العسكرية بحرب الاستنزاف )، ثم مرحلة ( إدارة التوحش- و هي مرحلة الاستقطاب و الإعداد )؛ثم مرحلة (شوكة التمكين - قيام الدولة أو مرحلة تكون الخلافة ).
** مراحل بقية الدول: و تعتمد في هذه الدول باعتماد مرحلة ( شوكة النكاية والإنهاك )، ثم مرحلة ( التمكين ) أو مرحلة الفتح وشوكة التمكين حيث يأتيان من الخارج.
و الدول المرشحة كمجموعة رئيسية هي بلاد الحرمين و بلاد المغرب و باكستان و الأردن و اليمن و نيجيريا.
أي أن جماعة الخلافة لا تعتمد على حيز جغرافي محدد من أجل انجاح خططها، و إنما اندلاع ما أمكن من نيران الحرب في هذه الدول و استعارها في أتون مرحلة الحرق و الدمار، و تعتمد الجماعة من أجل إنجاح هذه ( الفوضى) على خطة ( الباب) أو خطة ( الفتح)، و حتى تنجح لا بد من توفير الاحتياجات التالية:
- استراتيجية عسكرية تعمل على تشتيت جهود وقوات العدو والإنهاك واستتراف قدراته المالية والعسكرية.
- استراتيجية إعلامية تستهدف وتركز على فئتين: أولاها؛ فئة الشعوب بحيث تدفع أكبر عدد منهم للانضمام للجهاد والقيام بالدعم الإيجابي والتعاطف السلبي ممن لا يلتحق بالصف، و ثانيها؛ فئة جنود العدو أصحاب الرواتب الدنيا لدفعهم إلى الانضمام لصف المجاهدين أو على الأقل الفرار من خدمة العدو.
و بعد تحقيق عامل الزمن و انقضاء الفترة المناسبة يعمل التنظيم على توفير الأرضيات التالية:
- تطوير الاستراتيجية العسكرية بما يدفع قوات العدو إلى التقوقع حول الأهداف الاقتصادية لتأمينها.
- تطوير الاستراتيجية الإعلامية بحيث تصل وتستهدف بعمق القيادة الوسطى من جيوش الردة لدفعهم للانضمام للجهاد.
- خطة واستعداد وتدريب لاستغلال نتائج النقاط السابقة - حدوث الفوضى والتوحش -.
- إقامة خطة إعلامية تستهدف في كل هذه المراحل تبريرًا عقلياً وشرعياً للعمليات خاصة لفئة الشعوب والخروج من أسر استهداف أفراد الجماعات الإسلامية الأخرى فإنهم يفهمون كل شيء..!!
- هذه الخطة الإعلامية عندما تواكب مرحلة إدارة التوحش بصفة خاصة هدفها - الذي يجب أن تقوم اللجان الإعلامية بتخصيص من يخطط لها من الآن - هو أن يطير جموع الشعوب إلى المناطق التي تديرها الدولة؛ خاصة الشباب عندما يصل إليهم أخبارها بكل شفافية وصدق بما يشمل ما فيها من نقص في الأموال والأنفس والثمرات.
و يقول الباحث في مركز الدراسات و البحوث الإسلامية؛ أبي بكر ناجي:(.. مع ملاحظة أننا عندما نقول أن الشعوب هي الرقم الصعب ليس معناه أننا نعول عليها حركتنا ، فنحن نعلم أنه لا يعول عليها في الجملة بسبب ما أحدث الطواغيت في بنيتها، وأنه لا صلاح للعامة إلا بعد الفتح، ومن لا يستجيب من العوام ومتوقع أن يكونوا هم الكثرة، فدور السياسة الإعلامية الحصول على تعاطفهم، أو تحييدهم على الأقل، ولكننا نُقدر أن لنا في الشعوب - بإذن الله وقدره - مخزوناً للتحرك الفعال، على شرط أن نقوم بما علينا في أساليب استقطاب أخيار هذه الأمة من بين الشعوب، نسأل الله أن يغفر لنا خطايانا لنكون منهم ، فعلى فرض أننا نحتاج لمعركتنا الطويلة حتى تنتهي كما نريد - بإذن الله – نصف مليون مجاهد - افتراضاً - فإن إمكانية ضم هذا العدد من أمة المليار أسهل من ضمهم من شباب الحركة الإسلامية الملوث بشبهات مشايخ السوء، فشباب الأمة على ما فيهم من معاصٍ أقرب للفطرة، وخبرات العقود السابقة أثبتت لنا ذلك، أما الأحداث الأخيرة فقد وضح للجميع أن العامي بفطرته تفاعل معها أفضل بمراحل من قعدة الجماعات الإسلامية الذين سلموا دينهم لأحبار ورهبان السوء...).
ضمن هذا التصور اللا معهود و وفق هذه السياسة العنفية؛ و بناء على هذه الاستراتيجية المدمرة للأصول و للحيثيات، يظهر هذا المارد و لا يهمه ما هو الشكل: فنراه أحيانا مستأجراً، و أحيانا مستباحاً، و أحيانا له القائمة و له الوجود، و على هذه الصيغة يتقدم و يقدم نفسه كجسد بلا رأس، و أعتقد أن هذه الاستراتيجية ستكون نفس السبب في فنائه؛ رغم بعض من المكاسب التي تحققها الجماعة، و قد تتحقق هذه المكاسب الآنية بفضل أعداء الجماعة و أشد خصومها.
استراتيجية الدولة ( باقية و تتمدد) هي المعلنة حتى تحقيق حلمها في إنشاء خلافة خامسة، و وفقها أيضاً لن تهمها حجم الاستطالات المتنفذة و حجم النوابذ التي ستحيل إليها بفعل الصفة التي تلبسها أحيانا و تقدمها للخصوم و للأغيار مثل ما يقدم القاتل المأجور و يعرض عن خدماته.
الكُرد في المرحلة الداعشية
تاريخيا يُعرف عن الكُرد بأنهم مُدافعون أكثر بكثير جداً عن أنهم مُهاجمون، و التجربة الثورية في باكور( شمال كردستان) و الممتدة إلى أكثر من ثلاثين سنة تؤكد هذه النظرة؛ فالكريلا أو الHPG ما تزال في مواقع الدفاع المشروع عن القضية الكردية و إحداث التحول و التغيير الديمقراطي في تركيا، و الوضع نفسه بالنسبة للكرد في باشور(جنوب كردستان) و حتى اللحظة القلقة التي يعيشها الكرد بعد سقوط الموصل بيد مقاتلي الدولة و التهديد المستمر على وجودها من قبل النظام البعثي على شعب كردستان و بيشمركته ما تزال هذه القوات الكردية في حالة جهوزية كاملة تُدافع عن مكتسبات الشعب الكردي في باشوره ؛ و بحسب القراءة الوضعية الميدانية فلن تكون البادئة، و يتطابق هذا الأمر في روج هلات( شرقي كردستان)، و التجربة عينها في روج آفا( غرب كردستان) فوحدات حماية الشعب الYPG ما زالت في حالة دفاع و تأهب و على مدى السنتين القاسيتين التي شهدت هجومات ظلامية و حصار ظلامي ، و استراتيجية الكرد في الحروب المفروضة عليهم؛ و على مدى النصف قرن الماضية؛ تؤكد هذه الحقيقة و تؤكد ارتباطها بعدالة القضية الكردية و اصرار القادة و الحركات و الأحزاب الكردية ضرورة حلها وفق المعايير العالمية و العهود الدولية التي تضمن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها و إدارتها الذاتية الديمقراطية لنفسها؛ و هذا هو أساس الحل للقضية الكردية. و لعل مناسبة الإتيان باستراتيجية الدفاع بدل عن الهجوم لما لها العلاقة بالكرد في المرحلة الداعشية، و الأخيرة و وفق ما تَقدّم؛ لها استراتيجية مغايرة و رؤية مغايرة و تطبيقات عملياتية على الميدان لن تمنعها من التوجه عمق المناطق الكردية و خاصة في باشور و روج آفا( تجربة العامين الماضين تؤكد أنها وضعت نصب أعينها روج آفا و بشكل كامل)؛ بما يضمن لها الاستقرار الجغرافي و المواجهة الفعلية في مواجهة الخصم التاريخي اللدود للدولة و هي إيران ( الشيعية). من المؤكد أن ترجمة فعلية لهذه المعادلة هي بالغة التعقيد؛ و موفورة بالاحتمالات الطارئة؛ التي لن توفر جهدا للوصول إلى النتائج المرجوة من قبل الدولة، الدولة قد تعتمد حتى هذه اللحظة على سياسة وقائية متقدمة؛ و هي التفاضل و الهجوم وفق الأولية، ربما لا تريد محيطاً عدواً بأكمله، و تبغي من هذه المفاضلة؛ تأمين خواصر هادئة حفاظاً على الجسم المتحرك بلا رأس، و أعتقد بشكل شبه جازم بأن هذه الخطوة لن تكون سوى تكتيكية و مؤقتة؛ سيتم خرقها في اللحظة المناسبة، فغرفة الأركانات العامة للدولة مثل غيرها تعتمد على مبدأ استراتيجي يأخذه كل الجيوش عند وضعها للخطط غير الظاهرية و المشكلة أساسيات الدفع للخطط الظاهرية في زمن الحروب: ما الفائدة من هذه الحرب؟ و ما الذي سيتم جنيه من هذه الخطوة؟
وجود الدولة التي تردم هذه اللحظات الخنادق المحفورة بين طرفي نظامي البعث في سوريا و في العراق؛ أي أنها تمحي حدود سايكس- بيكو و ترسم حدود جديدة للخلافة الإسلامية الممتدة حسب خرائطها من إدلب حتى الموصل حتى بغداد حتى الأردن؛ مرورا بكل الإحداثيات في جنوب و جنوب شرق سوريا و شمالها و غرب و وسط العراق حتى تخوب إيران( الصفوية- الشيعية)، و كل هذا على مرأى أحفاد و أصدقاء و كل المرتبطين بسايكس و بيكو؟؟؟
الكرد لن يكونوا بمأمن وفق الظاهر من الأحوال؛ من الخطر الداعشي الذي يهدد جملة و تفصيلا و تعادي الحقوق الوضعية و الطبيعية للشعوب؛ و هي بالأساس لا تؤمن هذه التصنيفات و لا تزال تحتفظ لنفسها أسماء و جغرافيات قديمة تعود إلى أكثر من ألف و خمسمائة عام، و هي؛ أيضاً؛ ترفض التقسيمات الجغرافية المتعارفة عليها. و من أجل هذه الخطورة و بعد تحديد المصدر الواحد للخطر و المصدر الناحي إليه الخطر( الكُرد – حاليا في روج آفا و مستقبلا قريبا إلى باشور وروج آفا معاً و من ثم إلى باكور و تركيا أخيراً)؛ بعض من الأمور المتفقة عليها من قبل الشعب الكردي في كل أجزائه و أنحائه و تفعيلها سريعاً، قد يكون الزمن مهم في مثل هذه المراحل التي لا تنتظر ليس مكتوب عليها أن تنظر؛ من هذه الأمور ( الوطنية) ( القومية) ( المُلحة)؛ العمل بمسئولية لانعقاد المؤتمر القومي الكردي و المؤجل لأسباب لم تعد كافية ليتأجل من أجلها هذا المؤتمر، العمل الكردستاني المشترك وفق الآلية العامة من أجل تحقيق الكونفيدرالية الكردستانية و عدها مرجعية شرعية و قانونية عامة، التنسيق العسكري بين الوحدات العسكرية الكردية: وحدات حماية الشعب في روج آفا، و قوى وحدات الشعب في باكور، البيشمركه في باشور، وحدات الدفاع المشروع في روج هلات؛ و اطلاق النفير العام الكردستاني و من كل أجزائه و من كل أرجائه، إيجاد مداخل حل مناسبة للمشكلات الاقتصادية لعموم الكرد و اسهامها بشكل نوعي في الاقتصاد الشرق أوسطي؛ على اعتبارها قوة اقتصادية ناشئة يكون لها أمكنة واضحة في الاقتصاد العالمي في الفترة المقبلة القادمة... و بالتأكيد أمور كثيرة و تفاصيل أكثر ستكون على قائمة اللائحة الكردية في هذا الوقت القلق.

طبول الحرب في بلاد الميزوبوتاميا تُدق بشكل عنيف، و من لا يسمعها؛ هم من بآذانهم صَمَمُ؛ هؤلاء ليس من حقهم تمثيل القضية في هذه المرحلة الخطيرة.



#سيهانوك_ديبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة الصراع في روج آفا، باسبارتو لم ينهي مهمته بعد
- سوسيولوجيا الثورة في روج آفا
- السياسة الديمقراطية هي السياسة الجديدة، أنكيدو الذي خان غابة ...
- أوجلان: قائد وقضية
- باكور : الثورة؛ الانتخابات ؛ التغيير.
- باكور: الثورة؛ الانتخابات؛ التغيير
- في ثالوث الأمة الديمقراطية
- جعجعة في زمن الثورة
- في فلسفة العقد الاجتماعي ....الماهية والنشوء و التكون
- القضية الكردية في الأمة الديمقراطية
- جنيفا2 التسوية الكبرى بدلاً من المبادرة الكبرى؟
- ركن الزاوية في روج آفا: الادارة الانتقالية المشتركة
- الخواصر الرخوة– سورياً؛ كردياً لقاء قرطبة ومؤتمر جنيفا2
- الموانع و الضرورات في مسألة المشاركة الكردية المستقلة في جني ...
- استحقاق جنيف2 بين واقع النظرة الدولية والمتوقع المحلي والإقل ...
- الكرد بين اتفاقية لوزان 2 و جنيف 2
- الحرب و السلام .....سورياً
- لماذا نتبنى مفهوم الإدارة الديمقراطية ؟
- لماذا قتل الشيخ معشوق الخزنوي ؟
- في التناحر و التنافر الكردي - الكردي أسباب التناحر وعلتها


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيهانوك ديبو - داعش: مستأجرا؛ أم مستباحا، أم موجودا