أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحمن جاسم - رسالةٌ إليكِ - قد مضى وقتٌ طويل ولم ترسل بعد














المزيد.....

رسالةٌ إليكِ - قد مضى وقتٌ طويل ولم ترسل بعد


عبد الرحمن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1397 - 2005 / 12 / 12 - 09:01
المحور: الادب والفن
    


أكتب لكِ، ومنذ زمنٍ لم أفعل، لا أدرِ ماذا أقول، هناك تأرجح للكلمات على شفتي، وهناك شعور مشعٌ بالفرح... كل الخطوات البعيدة قريبة، كل الأحلام بمتناول يد... كل الموسيقى همس، حتى الأغاني هي تواتر للفرح...
لا أدرِ أرى كل شيءٍ جميلاً...
يفرحني أنكِ بجواري، ويفرحني أكثر أنني أفهمك، وأنت من ساعدني على هذا الأمر، أفرح كثيراً؟ نعم... لابد أن أفرح كثيراً، لأول مرة أحس بقربك الشديد إلي... لربما أحتاج أن أتوقف عن هذه اللحظات الجميلة من حياتنا الطويلة، معاً...
لابد أن أكون أنا، وتكونين أنتِ، لا بد أن هذا قدرنا الجميل، لابد أن هذا هو الحلم الذي يتأرجح دائماً في عقولنا، وقلوبنا معاً... ما الذي يسكننا ويربطنا إلى هذا الحد... قبل أيام حدثتكِ كيف أنني كنت أفكر أنني ذات يوم كنت في البقاع، بعيداً عن بيروت، في الخامسة عشر من عمري، ولم أكن أعي ولو لثانيةٍ واحدة أن ترتبط حياتي بشخص بعيد جداً عن مكان سكني، وتفكيري، ونظري، وحتى وجهات نظري... كان الأمر مدهشاً، كم أن الدنيا متغيرة، وكم تحمل من التغيير...
بثوانٍ أصبحت مفتوناً بقمر... بثوانٍ أصبحت مسحوراً... وصرنا قريبين من بعضنا إلى حد التطابق، صار كل شيءٍ يشبهنا، حتى حينما كنت أحزن منكِ، كنت أحزن علينا، كنت أحس بأنني أحزن مني وعلي... لم أكن أعرف كيف يمكن التخلص من شعور بهذا الحد، شعورٍ إلى هذا الحد...
كان الشعور جارحاً ومعالجاً في آن... تستطيع أن تحتمله تنجو، وإن تألمت تنجو... كان التناقض ذروة الأشياء، كان التناقض ذروة الجمال...
وكنت أعرف أن نهايتنا تشبه هكذا... وكنت أعرف أننا سننتهي عاشقين، كنت أعرف أن حياتنا ستغدو جميلة، وكل الخطوات التي تبعد عن ناظرنا ستصبح يوماً قريبةً من أقدامنا، إن تحركنا قليلاً...
كنت أعرف، أنك أقرب لي من أي شخص، كنت أعرف أنني أحبكِ لأنكِ أنت...
"ولكن كان هناك لحظات شتاء، لحظات يصيبنا فيها صدأ البرد، وخوف الجليد، ومزج الشعور بالمرار... فتصبحين خائفة، وأضحي مرتجفاً... تصبحين وردةً متجمدة، وأصبح قمراً مظلماً... وتكون كل مدني سراب...
واستمر الأمر... وبات الظلام يلف الناس، ويقتل كل العشاق السعداء، وصار الحلم ضرباً من المستحيل، كلما ولدٌ طفلٌ قتلته الأنواء، كلما حبلت النساء بالأماني استحال الخوف مسكناً... كل الأشياء صارت لاتشبه أسمائها... حتى إذا ما ندهت قمر، بكى الناس... لأنهم توقعوا قدوم الذئب...
وصارت الوحوش ترتع في كل مكان، وترعى العشب الأخضر، كما ترعى الخراف... صار كل شيءٍ أحمراً قانياً... مخيفاً... كل شيءً صار ينبئ بهول المصيبة، وخوف فقدان المكان... وصار الاهتزاز عنيفاً...
ثم مد الله يده الحانية، مجسداً... أو غير متجسد... مد يده، وارتاح المكان... وسكن كل شيء، وظهرت الشمس، وقوس قزح... بلا مطر... وكان ما كان... وأصبح الظلام ماضياً... فبات الحاضر مقياساً للأحلام...
خرج الناس من خلف السحب، خرجت كل الحيوانات... الخوف أصبح ذكرى... وكل ما كان...
وحتى ثياب الفارس الصدئة باتت جديدة، هو ينظر إليها غير مصدق، غير متأكد، يمد يده، يتأكد، يكاد لا يقول شيئا، يكاد يموت من شدة الفرح، ينظر للبعيد... هل هي يد القمر... هل هي يد القدر... أم أنه الله متجسداً...
ماذا يكون؟
الفارس محتارٌ، كأن ما حدث حلم، كأن ما كان لم يكون... ما الحقيقة، هل مررنا حقاً بهذه التجارب، هل كنا هناك حقاً، هل نشبه حقاً من كانوا هناك... الفارس لا يصدق نفس الكلام، مستحيل أن نكون هم... مستحيل...
يقترب، من أميرته، لا تزال هي آخذةً شكلها النوراني، شكلها الحقيقي، لا تبتعدي ارجوك... ينده... هي تنظر إليه، ببطء شديد... وتكون حلماً، وتكون الحقيقة، وتكون كل الأشياء... وتكون كل الأشياء، لتكتمل الأسطورة...ونصبح بداية لقصةٍ لا تنتهي...". هذا ما تمنيت دائماً أن أوصله لكِ، ما تمنيت أن يصلكِ مني، ما تمنيت أن يصلنا معاً... هذا ما تمنيت ويكفي...
أشكركِ أميرتي، من كل قلبي، أشكركِ... لربما أنا أحياناً لا أفهمكِ... لكنني أحاول... لذا فاعذريني إن أخطأت، وأنا أبادلك نفس الإيمان... ويكفي... وداعاً



#عبد_الرحمن_جاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معذرة فيروز؛ لكنني فرغت منكِ...
- أغنية
- مجنون
- أخال الخطى
- مقطع مترجم من قصيدة -أوروبا الثقة- لسوزان هوي
- طائرة من ورق- قصيدة مترجمة لروبرت سوارد
- على مقعدٍ بجوار بحيرة-قصيدة مترجمة لدانيلا جوزيفي
- وحدة المرأة الحامل-قصيدة مترجمة لدانيلا جيوزفي
- شوية حب
- Over ذوق... أف
- عن مايكل مور ورجاله البيض الأغبياء...
- استقلال
- بغداد - نص مشهدي مسرحي
- عن سحر طه، وبغداد
- انتماء
- أغاني المطر
- تأملات
- لليلٍ بلا انتهاء، تغني سحر
- قدميها
- لا يعني شيئاً


المزيد.....




- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحمن جاسم - رسالةٌ إليكِ - قد مضى وقتٌ طويل ولم ترسل بعد