قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5143 - 2016 / 4 / 25 - 18:51
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ثقافة الثأر..
خارج سياق الموضوع : أشكر الزملاء والأخوة الأعزاء الذين شاركوا عائلتنا العزاء ، بوفاة فقيدتنا (أم زوجتي) . كلماتكم كانت لنا عونا وسندا في تخطي المصاب الأليم . (انتهى).
المجتمع العربي في اسرائيل يُعاني من مشاكل عدة، نقصٌ في الميزانيات، بنى تحتية متهالكة ، تحصيلات علمية متدنية ، نسبة بطالة عالية وخصوصا في اوساط الشباب ، إضافة الى الفقر. وتقع مسؤولية هذا الوضع الاقتصادي – الإجتماعي المتردي بل والمَرضي ، على المؤسسة الرسمية والتي لا تستثمر بشكل كافٍ ،ميزانيات تُساعد على سدّ الفجوات ..
نعم الحكومات المتعاقبة ،والتي تُمارس سياسة تمييز ضد المواطنين العرب ، هي المسؤولة المباشرة عن "الغيتوات" التي يعيش فيها المواطنون العرب في اسرائيل .. لكن ، هل الحكومة والمؤسسة الرسمية هي المسؤولة عن كل مصائبنا ومشاكلنا ؟!
قبل يومين ، وفي المدينة العربية القريبة من مكان سكناي ، وهي مسقط رأسي ومدينتي الأم ، وقعت جريمتان ، ذهب ضحيتهما شابان في مقتبل العُمر .
لم تمضِ على مقتل الشاب الأول ، وقبل أن تُعلنَ الشرطة عن وفاته متأثراً بإصابته بالرصاص، لم تمضِ ساعتان، حتى وردت أنباءٌ عن مصرع شاب آخر ، جراء عملية ثأر مستعجلة . وتحولت المدينة الى مرجل يغلي غضباً ...!! وأصبح حديث الساعة في كل مكان ، والكُلُ يُدلي بدلوه حول الاسباب والدوافع في تكرار مثل هذه الجرائم العبثية ..
طبعاً سارع البعضُ الى تحميل المؤسسة مسؤولية ما جرى ، لكن أين "حصتنا" في المسؤولية عن تردي الأوضاع، وتفشي العنف ، الجريمة والمخدرات ؟؟!!
ثقافتنا ، تُقدّس القوة .... وترى نموذجها في ردّ الصاع صاعين ..!!
نحن مسؤولون عن غياب أُطر تربوية وثقافية في المدن والقرى العربية في اسرائيل ..
نحن مسؤولون عن غياب برامج تنمية مهارات إدارة الصراع وحل الخلافات بطرق متحضرة ..
نحن مسؤولون عن عدم اكساب ابناء الشبيبة مهارات التعامل مع الغضب أو إدارة الغضب ...
نحن مسؤولون عن عدم طرح بدائل ومهارات حياتية لطلابنا وطالباتنا ..
نحن مسؤولون عن غياب الرقابة على تصرفات وممارسات ابناءنا ..
نحن مسؤولون عن تربية أبناءنا ، تربية على التسامح، إحترام الآخر وحيزه الخاص..
نحن مسؤولون عن سوء استخدام الوسائل التكنولوجية في حياة ابناءنا ...
ونحن .. ونحن ...ونحن ..
ونحن هذه التي تكررت كثيرا ، تشمل البيت ، المدرسة ، الشارع، السلطة المحلية بكل اقسامها ، الهيئة التدريسية ، النوادي إذا وُجدت ، نحن هي المجتمع الذي يُقدس ويؤله ثقافة القوة ..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟