|
و الله خير الماكرين
منال شوقي
الحوار المتمدن-العدد: 5117 - 2016 / 3 / 29 - 00:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل حقاً كان الله يهتم كثيراً للإيمان به أم أن الإيمان به كان مجرد واجهه لتنفيذ مخططات سياسية و أهداف دنيوية لا علاقة لها بالهالة الروحانية المزيفة التي غلف بها الأنبياء مشاريعهم في إقامة الممالك و الإستيلاء علي الأراضي و استعباد غيرهم من الشعوب و نهب أموالهم و خيراتهم ؟ و لنأخذ محمد نبي الإسلام كمثال مستعينين بنصوص إلهه للنري إن كان إلهه روحانياً يهتم حقاً لتوحيده و عبادته أم كان مادياً ميكافيلياً يغض البصر عن ألوهيته في سبيل مصالح محمد و أتباعه و شهواتهم الدنيوية . إن من أعجب ما قد يصادفنا عند الإله المحمدي و ينسف فكرة إهتمامه بالقلوب و مقدار ما بها من إيمان هو إبتداعه لفكرة المؤلفة قلوبهم ، و الحقيقة أن إله محمد أو محمد لم يبتكر جديداً و إنما الجديد هو إعتماد الرشوة أو الإتاوات كتشريع إلهي من صلب الدين . و المؤلفة قلوبهم في الإسلام هم السادة ذوي البأس في قومهم ممن يخشي علي الإسلام منهم فيعمد إلي كسر شوكتهم بالمال طالما إستعصي علي محمد و عصابته كسرهم بالعنف و القوة . وهؤلاء يمثلون أحد المصارف الثمانية المستحقة للزكاة و الوارد ذكرهم في قول محمد " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم".(التوبة :60 ) قال شيوخ الإسلام : أنهم المسلمين الجدد لترغيبهم في الإسلام أو من يُرجى إسلامهم من الكفار أو اتقاء شرهم وتجنيب الدعوة خطرهم ولو كانوا من الأغنياء. . إنها المصالح إذن تتحدث ! فأي إيمان و أي علاقة روحانية تربط هؤلاء بإله الإسلام ؟ هذا الإله الذي إرتضي لنفسه أن يُعبد لقاء المال أو النوق ؟ و ما الفرق بينه و بين ملك حديث العهد بالمُلك لم يستتب له الأمر بعد فيلجأ لرشوة سادة المجتمع ليحصل علي تأييدهم أو علي الأقل ليتجنب مناوئتهم لحكمه و تقليبهم عليه ! و في الوقت الذي يكتب فيه الزكاة علي مسلم لا شوكة له و لا خطر منه أو الجزية علي ذمي يدفعها صاغراً و إلا قُتِل نجده يدفع لجبار كافر به ليتجنب شره أو ليتوسل منه إسلامه باللسان لا بالقلب ، مع ملاحظة أن هذا الإله هو نفسه القادر علي أن يخسف بالجبارين الذين يعيسون في الأرض فساداً كما قال عن نفسه أنه سبق و فعل مع الأمم الغابرة . الله الذي أطاح بقارون و نسف فرعون هو نفسه الذي تذلل للمؤلفة قلوبهم الكافرين به رغم أن واحداً منهم لم يكن في بأس فرعون و لا ثراء و نفاذ كلمة قارون . . إن حقارة الإله هنا تنبع من أنه يتكتك و يخطط تماماً كما يفعل الميكافيليون من البشر السائرون علي مبدأ ( الغاية تبرر الوسيلة ) ! الله ليس لديه مبدأ إذن بل يتلون بحسب قوة الخصم و قدرته علي الإضرار بدينه و بإلوهيته التي يريد إرسائها أياً كانت الوسيلة رغم أنه هو من يقول أنه غني عن العالمين و قد مارس إله محمد الرشوة ليس كراشي فقط و إنما كمرتشي أيضاً و ذلك حين أرسل محمد رُسله للمقوقس حاكم الإسكندرية يدعوه للإسلام فأرسل له الأخير الهدايا مُطبقاً المثل الشهير ( إطعم الفم تستحي العين ) ، و الغريب ليس فعل المقوقس الرجل المحنك بل رد فعل النبي الذي قَبِل الجاريتين و العبد و الحمار و الألف مثقال ذهب و العشرين ثوباً لقاء دين ربه فلم يردهما للمقوقس مُطبِقاً مقولته الشهيرة : لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في يساري حين جاء وقت تطبيقها علي أرض الواقع . و محمد لم يكن في رد فعله هذا أحمقاً فقد كان يعلم أنه في ذلك الوقت لم يكن أهلاً للحرب مع المصريين بل لعله قال في نفسه لعلها تُصيب و يرحب المقوقس بي نبياً فإن خابت فلا ضرر و سيأتي اليوم الذي يكون فيه جيشه قادراً علي غزو مصر و بالتالي فقد قَبِل الهدايا علي مبدأ اللي يجي منه أحسن منه و خاصة أن المقوقس كان قد أحسن إختيار الجاريتين الأختين التي سلبت إحداهما عقل محمد بمجرد أن وقعت عينيه عليها .
#منال_شوقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تجدان صعوبة في بلع حذائي ؟
-
الأزمات النفسية للملحدين 2/2
-
عقلى الصغير و الإله الأصغر
-
تمثيلية نصف المجتمع
-
إدخلوا الإسلام يا مسلمين
-
يوميات إمرأة مسلمة (2)
-
إرهاصات نبوة محمد (1)
-
يوميات إمرأة مسلمة
-
الفريضة السادسة
-
عصابة الرسول (1)
-
إنا أرسلناك نَكّاحاً للعالمين
-
عبيد العَصَا تاقت إليها جلودهم !
-
قال إنه واحد فعلمتُ أن له ثانٍ !
-
و اضربوهن و اضربوهن .. تعقيباً علي مقال الأستاذ نبيل هلال
-
حوار مع صديقي المؤمن (2)
-
لماذا الإسلام شرا مستطيرا !
-
لا أخلاقية القرأن ( قراء في سو رة يوسف )
-
حوار مع صديقي المؤمن (1)
-
الأزمات النفسية للملحدين 1/2
-
التكنولوجيا علي وشك الإنتهاء من نعش الله
المزيد.....
-
“خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم
...
-
فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
-
“ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة
...
-
بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا
...
-
ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
-
بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي
...
-
مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي
...
-
مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة
...
-
بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري
...
-
أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|