أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - هل نلغي الدستور؟














المزيد.....

هل نلغي الدستور؟


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5104 - 2016 / 3 / 15 - 12:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماذا لو لم يتمّ تعديل، أو إلغاء، مواد القانون الجنائي المصري التي لا تتوافق مع الدستور الجديد 2014؟ ماذا لو تقاعس البرلمانُ المصري عن تنفيذ هذا الأمر البديهي؟ هل نلغي الدستور؟
اختاروا الآن بين أمرين لا ثالثَ لهما. فالثالثُ مرفوعٌ بأمر المنطق والحق. إما قانونُ ازدراء الأديان، أو الدستورُ المصري. الجمعُ بينهما هو جمعٌ حرامٌ وجِماعُ سفاحٍ غير شرعي. كيمياؤهما معًا Don’t Mix. الأمرُ الآن بات صراعًا واجبًا وعاجلاً وماسًّا بين: حقٍّ وباطل. بين جِدٍّ وهزل. بين ثورة ولا ثورة، بين منطق وعبث. اختاروا ما تشاءون من بين تلك الأضداد، حتى تستقيم حياتنا، ولكن لا توقعونا في براثن الحيرة والشتات والمتناقضات. اختاروا العبثَ إن أردتم؛ وسوف نسير معكم على دربه طائعين، ولكن نحّوا المنطقَ جانبًا حتى لا يُعثِرَنا. اختاروا الهزلَ إن شئتم، ونحن معكم على دربه المعوجّ، ولكن أميطوا الجِدَّ عن طريقنا حتى لا نتعثّر به. اختاروا النكوصَ على الثورة لنعود إلى لحظة ما قبلها، ولكن أغربوا عن وجوهنا صور الشهداء يقطر الدمً من عيونها يُذكّرنا بدموع أمهاتهم التي لا تجفُّ، وأعيدونا لأرض الفساد والبلادة والتجارة الدينية وتكسير عظام مصر، ونحن معكم في خياركم حتى ننسى الثورة بأفراحها وأتراحها ومغانمها وخسائرها، ونعاهدكم ألا نُعيد الكرّة ونثور، مهما تكاثفت فوق رؤوسنا غيوم الويل والقهر والفقر. اختاروا أن نعيش في الباطل، وسوف نُلبّي صاغرين، شريطة ألا تلوّحوا أمام عيوننا برايات الحقّ بعد اليوم، ولو من باب التطهّر وغسيل الروح.
فإن كانت ثورة 30 يونيو 2013 حقًّا، وهي حقٌّ، فإن كلَّ ما استتبعها من نتائجَ واستحقاقاتٍ هي حقٌّ بالتبعية. والدستورُ المصري الجديد 2014، هو الاستحقاق الثاني وأهمُّ ما أنتجته ثورتُنا الشعبية الهادرة التي حشدت االملايين في ميادين مصرَ لإسقاط حكم الإخوان وعزل مرسي العياط، الذي اغتصب مصرَ في غفلة من الزمان ومن مصر ومن المصريين. الدستور الذي أنتجته عقولٌ مصرية نابهة واعية أدركت بحسّها السياسي والفكري الرفيع نبضَ الشارع المصري ولامست أحلامه وقبضت على أطراف طموحه نحو التغيير. إنه الدستور الذي أقسمنا على الولاء له، وهدر المصريون في طوابير طولى للتصويت عليه بالموافقة، فارتضيناه حاكمًا ومُشرّعًا وضابطًا لإيقاع حياتنا ومُنظّمًا لشؤون معيشتنا وعلائقنا كمجموعة من البشر يعيشون في بقعة أرض واحدة يظلّلهم علمٌ واحد هو علم الدولة المصرية.
قد أُسجن بعد أسبوعين في جلسة الاستئناف على الحكم يوم 31 مارس الجاري، رغم أن دستور بلادي يحميني. لكن يومًا قريبًا بإذن الله، سوف تحكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية المادة (98 و) من قانون العقوبات المصري، المعروفة بقانون ازدراء الأديان، وهي المادة التي قُدّمنا بموجبها للمحاكمة رغم "عدم" دستوريتها. ويومًا قريبًا سوف تنجح مساعي البرلمانية المحترمة، د. آمنة نصير، أستاذ الفلسفة والعقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر، في أن يُلغى هذا القانون العبثي المُشوّه لتاريخ مصر والمسيء لسمعة مصر. قد يأتي هذا اليومُ الطيب غدًا أو بعد عام، أو بعد ألف عام. قد أشهده وأنا في ظُلمة السجن، أو بعدما أستردّ حريتي. وربما لا أشهدُه أبدًا لو انتهى أجلي في عتمة السجن قبل ذلك، لكن ذلك اليوم آتٍ لا ريب فيه. وقتها فقط سيهون علينا ما لاقينا من عذاب وتنكيل وخوض في الضمائر. لأن مصر وقتها سوف ترفع رأسها عاليًا من جديد كدولة عريقة صنعت التاريخ وابتكرت الفكر والإبداع وحمت التعددية الفكرية. احترموا مصر واحترموا دستور مصر، بل احترموا الأديان ووقرّوها، بحذف قانون ازدراء الأديان.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكود الإنساني للأطفال
- تيمور السبكي... ونحن والدستور
- اسجنوا بورخيس مع أطفال المنيا
- أيها الشعراء غنّوا وأُسجنوا!
- الحريةُ مناطُ التكليف | أخرسونا لتدخلوا الجنة!
- لماذا لم يعصفِ اللهُ بالملائكة؟
- ازدراءُ الأديان ازدراءٌ للأديان!!
- سياطٌ على ظهر الحكيم
- قصيدة للشاعرة فاطمة ناعوت (سجن)
- سأهربُ إلى قبر جدتي
- قانون -نيوتن- الرابع
- ماذا قال لي برنارد شو
- رسالة إلى الله
- اسجنوا أولئك الثلاثة
- أم الشهيدة والأرنب المغدور | سامحيني يا سمراء!
- افتحوا نوافذَ قلوبكم للحب
- هذا العماءُ خطأٌ في الإجراءات
- الإنسان الطيب
- معرض الكتاب.... ومحاكمتي | كلاكيت ثاني مرة
- إلى الشيخ الحويني .... قنصُ العصافير من وراء الحُجُب


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - هل نلغي الدستور؟