أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - قانون -نيوتن- الرابع














المزيد.....

قانون -نيوتن- الرابع


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5084 - 2016 / 2 / 24 - 08:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مقاله بالمصري اليوم: "الشعائرُ تظلُّ شعائرَ" بتاريخ 1 فبراير، وضع "نيوتن" قانونه الرابع الذي خصّ به أحفادَه الصغار حتى ينشئوا نشأة نفسية وروحية وعقلية سوية. فرح الجدُّ لأن صغارَه قد تعلّموا أخيرًا أن يكونوا "مسؤولين عن" أحد، بعدما ظلّوا طوال أعمارهم النحيلة، "مسؤولا عنهم" من قِبل آخرين؛ مثل الأب والأم والجدّ والجدّة والمعلمة والمربية وسواهم من الكبار. تلك إحدى وصايا علماء التربية والصحة النفسية أن نجعل أطفالنا يُربّون النباتات والحيوانات الأليفة فيطعمونها ويلاعبونها ويحنون عليها وينظّفون روثها، فينشأ الصغارُ رحماءَ واسعةً صدورهم، يتقنون فنَّ أداء "الواجب" مثلما أتقنوا منذ يومهم الأول في الحياة فنَّ المطالبة بـ"الحق". حين تنشأ علاقةُ صداقةٌ بين الطفل وبين حيوان ما، لا يتحمّل أحدُهما أن يرى صديقَه حزينًا. لا تصدقوا أن الحيوانات، كل الحيوانات، لا تتألم من أجلنا مثلما نتألم من أجلها. أعرف كلابًا ماتت فور موت أصحابها، بل أعرف حديقةً ماتت زهورُها وأشجارُها فور موت السيدة الطيبة، جدة أطفالي، التي كانت ترعاها، رغم استمرار رِيّها وتسميدها. النباتُ يحزن لموت أحبائه، والحيوان يتمزّق وجدًا لشقاء رفيقه الإنسان.
وصل الخروفان الجميلان إلى بيت "نيوتن"، تمهيدًا لعيد الأضحى المبارك. عاد الأحفادُ من مدارسهم ففرحوا بالضيفين الجديدين وراحوا يتسابقون في إطعامهما أعوادَ البرسيم الخضراء وتقليد أصواتهما والتربيت على فرائيهما الأجعدين. يقول في مقاله بجمله القصيرة الواثبة: “نَمَتْ علاقةٌ خاصة بين الأطفال وبين الخروفين. تقوم بالأساس على الرحمة. والعطف والعطاء. بعد ذلك عندما جاء اليوم الموعود واللحظة الموعودة. آثرت على أحفادى ألا يروا هذا المشهد الدامى الذى تقشعر له الأبدان حتى لو كان بالشعائر. لم أُرد أن أنزع عنهم الصفةَ التى اكتسبوها وغرست فيهم. أشفقت عليهم من أن يروا ذبح أصدقاء لهم.” ثم يتساءل “نيوتن”: “هل فى هذا ازدراء للدين؟!” ثم يحاول أن يعطينا مفهومًا جديدًا “للنحر” الذي ورد في سورة “الكوثر”. مفهومًا أكثر شمولا وعمقًا من مجرد نحر عنق شاةٍ أو خروف أو جمل. يقول “نيوتن” في مقاله الجميل: “هناك أشياء نتفق عليها. ولا نجهر بها. مثل ما قالت به فاطمة ناعوت. "فصلِّ لربك وانحرْ”. آية كريمة من القرآن العظيم. يمكن أن نفهمها على أكثر من نحو. فلماذا لا أنحر شهوة. أو أنحر الغضب المكتوم فى نفسى. أو كراهية تجاه إنسان؟ فالصلاة والنحر نقوم بهما طوال العام. وليسا مقصورين على عيد الأضحية فقط. الشعائر تظل شعائر. ليست هى صلب الدين. وعظمة القرآن. أنه صالح لكل زمان ومكان. كما أننى لست ضد تقديم أضحية. أى أضحية. ولكن بأى طريقة؟... هل نقدمها بطريقة إنسانية أم بطريقة وحشية؟. الفارق كبير. والرحمة عنوان الإسلام. والنبى عليه السلام عنف السيدة التى حبست هرة فى منزلها. فلم تطعمها ولم تسقها."
لا شكّ عندي أن "نيوتن" أحد أولئك الاثنين بالمائة الذين قال عنهم برنارد شو: "اثنان بالمئة من الناس يفكرون، ثلاثة بالمئة من الناس يعتقدون أنهم يفكرون، وخمس وتسعون بالمئة من الناس يفضلون الموت على التفكير.” أيها المغالون الغُلاة المزايدون على تقوانا وإيماننا، حاولوا أن تلحقوا بأهل الخير، الاثنين بالمائة.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا قال لي برنارد شو
- رسالة إلى الله
- اسجنوا أولئك الثلاثة
- أم الشهيدة والأرنب المغدور | سامحيني يا سمراء!
- افتحوا نوافذَ قلوبكم للحب
- هذا العماءُ خطأٌ في الإجراءات
- الإنسان الطيب
- معرض الكتاب.... ومحاكمتي | كلاكيت ثاني مرة
- إلى الشيخ الحويني .... قنصُ العصافير من وراء الحُجُب
- وأنتم اللاحقون!
- عن النقاب سألوني
- قضية ازدراء جديدة | مَن الذي روى الرواية؟
- ميري كريسماس رغم -غلاستهم
- لا تخرج قبل أن تقول: سلاما
- أنتم تحاكمون الخيال 2/2
- اعتذارٌ رسميّ لأقباط مصر
- شحاذ العمّ نجيب
- مذبحة 2016
- أنتم تحاكمون الخيال!! 2/1
- شجرةٌ صنوبر وشيءٌ من الفرح


المزيد.....




- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى ويدنسون باحاته
- -المسجد الأزرق- تحفة العمارة الإسلامية في أفغانستان
- واشنطن تعيد فتح سفارة سوريا وتعلن انضمامها للتحالف الدولي ضد ...
- اسلامي: القطاع النووي الإيراني على وتر النمو رغم التهديدات و ...
- بشبهة إيماءة مسيئة لامرأتين يهوديتين… الفاتيكان يحقق مع حارس ...
- ما هو التحالف الدولي ضد تنظيم -الدولة الإسلامية-؟
- -المفترس: الأراضي الوعرة- يعيد الروح إلى شباك التذاكر محققا ...
- مستعمرون يحطمون قبورا في مقبرة باب الرحمة قرب المسجد الأقصى ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وينفذون جولات استفزاز ...
- يهود ضد الصهيونية والاستعمار


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - قانون -نيوتن- الرابع