العراق بين اصلاح العبادي و تغير الصدر

عقيل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5100 - 2016 / 3 / 11 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

العراق بين اصلاح العبادي و تغير الصدر
يبدو ان الحملات التنظيمية التي قام بها سيد مقتدى في الايام السابقة جعلت منه يكون ربان الشعب العراقي في خضم تظاهراته . ان تصريحات السيد بالتغير وامهال الحكومة العراقية 45 يوما وتكوين فريق من المختصين لتشكيل كابينه وزارية جعلت الشارع يتلاقفه وان كان هناك تظاهرات سابقة بدايتها من البصرة ثم بقية المحافظات . ان اللامباليات التي تعرضت لها المتظاهرون و حملة الاصلاح التي اطلقها العبادي و التي بالأساس كانت هي نتاج الازمة الاقتصادية الامر الذي ادى به الى دمج بض الوزارات مع بعظها و الغاء مناصب رئيسي الجمهورية و الوزراء الامر الذي ادى الى تقبل الشارع المتظاهر وهدوئه وان كان جزآ منه الا انه خفف الكثير.
ان دخوله سيد مقتدى على خط التظاهر جعل الشارع العراقي يثائر مرة اخرى وان كان اصحاب التيار الصدري في مقدمته الا انه عكس واقع ميؤوس منه من خلال الإجراءات التقشفية التي تقوم بها الحكومة على المواطن البسيط . ان هذه الاجراءات جعلت مطبات امام المواطن ، فالمستشفى التي كان يدخلها بيسر اليوم اصبحت بتكاليف . غير الحملات الاعلامية الاخرى التي اخذت تجس نبض الشارع العراقي منها مايخص البطاقة التموينية وقطعها عن المواطن في عمر ما و الضرائب التي اخذت تصب على السلع و الخدمات اضافة الى الماء و الكهرباء وغيرها من المرافق الضرورية . وبما ان الدولة العراقية ريعية في اقتصادها انعكس الواقع بالميؤوس على المواطن البسيط بصورة مباشرة .

ومن المعلوم ان اوضاع عراقية تعيش حالة من الحرب مع داعش التي تنفق الدولة على عماليتاها يوميا ما يقارب من 11-17 مليون دولار يوميا، عكست هاجس لدى رئيس الوزراء الذي دعا كتله السياسية بإصلاح شامل لكافة الوزارات خاصتا وان العراق في ضل هذه الظروف وتراجع اسعار النفط وسبقها تصريح وزير المالية هوشيار زيباري بان العراق الى غاية الشهر الرابع فقط يستطيع استيفاء رواتب الموظفين . هذه المعوقات جعلت ميزانيته تقف على الهاوية ربما وقت بسيط ويخرج احدهم ويقول ان الميزانية خالية.
هذه الامور جعلت السيد الصدر ينادي بالتغير فاللقاء الذي جمعه مع العبادي في العتبة الكاظمية و حضوره لساحة التحرير وخطابه الموجه الى جماهيره بالخروج الى التظاهر في ابواب الخضراء فظلا عن اجتماع كربلاء وخطابه السفارتين الامريكية والبريطانية في المنطقة الخضراء ان بقائهن هادئات لا يسبب شيء عكس ما تحركهن يسبب اضرار. هذا الامور وضعت البلاد بين اصلاحات هامشية كانت موجودة في خطابات العبادي بصورة كبيرة وقد تتحول الى تغير في بعض اجتماعاته وتغيرات فعلي يرافقه تحركات ملموسة للسيد مقتدى.
ان الاجتماع الذي حظره السيد مقتدى والعبادي وزعماء التحالف الوطني لربما هو المعنى الواضح لطبيعة الاصلاح او التغير خاصتا وان السيد مقتدى عبر ببيان رسمي بانه لم يتوصلوا الى اتفاق خاص من الاجتماع وانه خرج غاضبا على عكس تصريح العلاق الذي قال كل التفائل في قادم الايام من هذا الاجتماع. الا ان الظروف تعكس غير ذلك وربما ولادة كتلة من رحم البرلمان عابرة للطائفية التي ربانها يكون التيار الصدري خاصتا وان زعيمه السيد مقتدى اوعز للجنة السياسية الى عدم الحضور في اجتماعات التحالف الوطني.
ان هذه الاحداث جعلت من العراق يعيش على مفترق طريق اما اصلاحات تشوبها المصالح الحزبية لرئيس الوزراء او تغير جذري ينادي به السيد مقتدى .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل