أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - خُذِي وردةً وأَبْحِري بِها














المزيد.....

خُذِي وردةً وأَبْحِري بِها


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 5094 - 2016 / 3 / 5 - 11:27
المحور: الادب والفن
    


**
خُذِي وردةً وأَبْحِري بِها
**
خُذِي وردةَ الذاكرةِ واتْبَعِيني
واستقبِلِي البحرَ ثانيةً
حينَ أُنَادِيكِ ،
وانتِ تَجُوسِينَ مجاهيلَ السّماء
وتَخِيطينَ مِن أحزانِ الغيمِ ثياباً لأفراخِ الطّيرِ ،
يا امرأةً أَقْبِلِي
لقد هَدَأَ الموجُ وحانَ موعدُ السّفرِ
وحينَ تأخذُكِ الرّياحُ إلى أحضانِها في رقصةٍ همجيةٍ
ومِنْكِ لم أرَ سوى ذلكَ الجسدِ الهُلاميِّ
المُنسكبِ أمامَ دهشةِ العُيون
حينَ أُنَاديكِ:
لقد أينعَتْ صحرائي بِكمأتِها وتَورّدتِ الحَصَى
يا ابنةَ الغوايةِ فإلى متى تُمانعينَ ؟
وإنْ أَتَيتِ ثانيةً
مَسَحْتِ على بَقايا خَيبتي وأَزَلتِ شيئاً مِن قحطِ الرّوحِ
أُنَادي :
عابثيني ولو مِن وراءِ أعماقٍ سحيقةٍ
الليلةَ قررتُ الرّحيلَ
فرَتِّبي بعضَ أوراقِكِ التي أزهرتْ على وجهِها
لوعتُكِ الأولى
وحسرتُكِ الأولى
ثم جرتِ عليها خَجَلاً دمعتُكِ الأولى
اِحْزِميها إنْ شئتِ رُبّما احتجْنا لها عندَ الوصولِ
فنحن على الرّحيلِ مُقبلون
وتَخَفَفِي مِما يثقلُ كاهلَكِ
فكلّنا ـ كما تعلمينَ ـ مُغادرون الليلةَ إلى حيثُ تُقيمُ الأقمارُ أفراحَها
أو أحزانَها
ورُبَّ سُرادِقاتٍ لنا
مِن أجلِنا تُنصبُ في أعماقِ البحارِ
وأخرى عندَ طفافِ الشّمسِ
فمَن يستقبلُنا حين تَمضي طائفةٌ مِنِ الليلِ
ومَنْ يُرشدُنا إلى أبوابِ النهايةِ ؟
ظلّتِ الطّريقُ التي لم تتعرّفْ على روائحِنا
تخونُ أقدامَنا كلّما توغّلنا في المسافةِ
فتتعثّرُ تلكَ الأقدامُ بِحَصَى الذاكرةِ
وفي إثرِها ينطلقُ المُخبرونَ
ونحن نَرتدي جسدَ الطيرِ ونحثُّ فيه صوتَ النسورِ
**
" ... فتعلَّقي إذن بما تَبقّى مِن هامشِ الوقتِ
وأنجزي دهراً مِن كلماتٍ ثم أسدِلي مِن بعدِكِ الستارَ ..."
" وها نحن نستقبلُ الطريقَ وندخلُ في خاصرةِ المَغيبِ..."
**
جَوّالون نحن
نحملُ أشواقَنا بريقاً في العيونِ
وبِها نطوفُ الأرجاءَ
فمَن يَرصِدُ تأريخَنا المُبتلَّ بماءِ الحنين ؟
**
آهٍ
مِنْكِ يا امرأةً
عصفتْ بِكِيانِي هذا المساء
أدعوكِ ألاّ تكتبي عنّي آخرَ السطورِ
وخُذي مِن نَبيذي ما يَكْفِي لاحتراقِكِ
واترُكي لليليَ شيئاً مِن أَنْفاسَكِ الأخيرة
**
" ... يا هذا الرأسُ المُثقلُ بالأحداثِ
أمازلتَ تبحثُ عن وسادةٍ لكي تستريحَ للمرّةِ الأخيرة ؟..."
" ... ما أغربكَ مِن رأسٍ !
هل أبحرْتَ في الجنونِ ؟..."
**
رتّبي بعضَ اشيائكِ
ولا تَعصفي بكياني أنا الذاهبُ نحوَ الرّيحِ
نحوَ الأصواتِ التي لم يأتِ مِنها صَدى
لا تَعْصِفِي بِحزني
فعلى مًن تَبكي العيونُ مِن بعدِيَ أنا الغاربُ
أعلى وطنٍ
وفيه تُزهقُ الأرواحُ
وتُحصدُ الأحلامُ
أم على بلادٍ أضحتْ خراباً في الجوارِ
أم على التي لم يبقَ مِنها سوى ذاكرةٍ ؟
على مَن تَبْكِي القلوبُ أيُّها القدرُ ؟
**
قُلتُ لكِ رَتِّبي بعضَ أوراقِكِ التي أزهرتْ على وجهِها
لوعتُكِ الأولى
وحسرتُكِ الأولى
ثم جرتِ عليها خَجَلاً دمعتُكِ الأولى
اِحْزِميها إنْ شئتِ رُبّما احتجْنا لها عندَ الوصولِ
فنحن على الرّحيلِ مُقبلون

2 ـ 3 ـ 2016 برلين
***



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر المُشاكَسَات
- إلى هُنالكَ يا زرقاءُ نرتحِلُ
- سأحتفي بكَ أيُّها القمر
- مِن أجلِها لا تنم أيُّها الليلك
- الرّبابنة
- مشهدٌ للرحيلِ الأخير
- الطارئون
- حين استبدَّ بكَ الوهنُ
- أنتِ مَن يقود البحرَ
- كرستينا جميلة منذ الأزل
- نصوص مُتنافرة
- التشكيل الشعري
- نصوص الشارتيه
- غوايةُ المُضارع
- البكاء على وطنٍ خذلناه
- نصوص لم تقل شيئاً
- الأُمنيّةُ الأخيرةُ للنورسِ وقصائد أخرى
- الرحيل الأبدي / لستُ في ضلال
- غادرتْني البراري
- عدن ما بعد الضياع


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - خُذِي وردةً وأَبْحِري بِها