أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - بضاعة أردوغان تُرد إليه














المزيد.....

بضاعة أردوغان تُرد إليه


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5078 - 2016 / 2 / 18 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة أخرى نقول، اللهم لا شماتة، فهذه بضاعتكم الإرهابية الرديئة رُدَّت إليكم. فالحكومات التي اعتمدت الإرهاب كوسيلة لدحر الخصوم لم تتعظ من خيباتها رغم أنها أدمت أصابعها من العضاض، فأمريكا التي استخدمت السعودية وباكستان لتأسيس وتمويل ودعم المنظمات الإسلامية الإرهابية كـ(القاعدة)، وطالبان وغيرها من التنظيمات الجهادية الإسلامية، لإسقاط النظام الشيوعي في أفغانستان، فقد دفعت الثمن بكارثة 11 سبتمر 2001 ومضاعفاتها، والتي جرتها لإسقاط حكومة طالبان والتنظيمات الإرهابية الأخرى في حرب طويلة الأمد كلفتها خسائر بشرية ومادية لا تقدر. وبشار الأسد الذي راح يدعم الإرهاب في العراق منذ إسقاط حكم البعث الصدامي إلى أن انقلب عليه السحر، فهاهي بلاده سوريا خرائب وأنقاض، ونصف شعبه مشرد في الداخل والخارج، أما السعودية فقد بلغ بها الغرور في عهد مليكها المخرف وابنه الأمير المتهور، إلى حد التدخل العسكري في اليمن، والتهديد بالتدخل المباشر في العراق وسوريا بحجة محاربة داعش.

أما المغرور، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي استخدم الإسلام للتسلق إلى السلطة، فهو الآخر جعل بلاده جسراً لتجنيد وتجهيز وعبور المنظمات الإرهابية إلى سوريا لإسقاط نظام بشار الأسد، وها هو بدأ يدفع الثمن، حيث استخدم داعش لضرب الأكراد في سوريا وفي بلاده أيضاً، وفسخ الهدنة التي عقدها مع حزب العمال الكردستاني (PKK)، قبل أكثر من عامين وعاش الشعب التركي بسلام خلال تلك الفترة، ولكن قام أردوغان بفسخ العقد بعد أن حققت القوى الكردية انتصارات على داعش في مدينة كوباني (عين العرب) السورية، فاستخدم داعش لضرب الكرد، الأمر الذي دفع الكرد إلى التمرد عليه، وراح أخيراً يتلقى الضربات الموجعة من الطرفين، الكرد وداعش على حد سواء. كذلك زعماء المكون السني في العراق، اعتمدوا الإرهاب فجلبوا داعش إلى مناطقهم لإسقاط العملية السياسية بذريعة العزل والتهميش، فأحالوا مدنهم إلى خرائب، وجماهيرهم إلى مشردين في الداخل والخارج كالأيتام على موائد اللئام.
وأخيراً وليس آخراً، نقلت وسائل الاعلام أن هجوماً مسلحاً وقع يوم أمس (الأربعاء 17/2/2016)، استهدف قافلة شاحنات تابعة للجيش قرب الساحة المركزية كيزيلاي في أنقرة العاصمة حيث تقع عدة وزارات ورئاسة اركان الجيوش والبرلمان التركي. وأظهرت شبكات التلفزيون التركية مشاهد لحريق ضخم اتى على الآليات العسكرية بعد وقوع الانفجار القوي الذي سمع دويه على بعد عدة كيلومترا، أسفر عن مقتل 28 وجرح 61 شخصاً.

والجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض تركيا للإرهاب، إذ حصل تفجير في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر 2015 اسفر عن مقتل 103 اشخاص امام محطة انقرة المركزية اثناء تجمع جماهيري استعدادا للمشاركة في تظاهرة من أجل السلام. وفي 16 كانون الثاني/يناير 2015، وقعت عملية انتحارية اخرى نسبتها الحكومة التركية ايضا الى تنظيم الدولة الاسلامية استهدفت سياحا المانا في حي سلطان احمد السياحي في اسطنبول وادى الى مقتل 10 منهم. كذلك قام انتحاري داعشي بتفجير نفسه في تموز 2015 داخل المركز الثقافي في مدينة سروج التركية التي تبعد عِشرة كيلومترات عن مدينة كوباني، وكان يتجمع فيه ما يقرب من ثلاثمائة شخص ممن يعملون على ايصال المساعدات الى مدينة كوباني، وقتل مالا يقل عن 32 شخصا، وأصيب نحو مائة آخرون، كلهم من الأكراد والأتراك اليساريين الذين جاؤوا للمساهمة في إعادة بناء المدينة بعد تحريرها من داعش.

وأخيراً ورط أردوغان نفسه بإسقاط طائرة سوخي الروسية وهي تؤدي عملها في ضرب أوكار داعش ضمن التحالف الدولي ضد هذه التنظيمات الإرهابية التي يدعي أردوغان محاربتها، مما يؤكد دعمه لداعش ولا يريد القضاء على الإرهاب كما يدعي.

ونستنتج من كل ما تقدم، أن حصيلة الحصاد للذين تورطوا باستخدام الإرهاب لأغراضهم السياسية كما يلي:
أمريكا تورطت في المستنقع الأفغاني، السعودية في المستنقع اليمني، إضافة إلى المستنقع العراقي والسوري والليبي، وزعماء السنة في العراق في تخبط ، جلبوا الكارثة للعراق ومناطقهم، والمكون الذي يدعون تمثيله، وها هو أردوغان على خطى بشار الأسد، جعل من بلاده مرتعاً للإرهاب وشعبه يدفع الثمن الباهظ من أبنائه وممتلكاته.
فالدرس الذي يجب أن يتعلمه هؤلاء الزعماء هو جداً بسيط كبساطة الحقيقة، وهو: "من يزرع الشوك لا يحصد إلا الشوك". ومن الخطأ القاتل اعتماد الإرهاب ضد الخصوم السياسيين لتحقيق أغراض سياسية عملا بالمبدأ الماكيافيلي: (الغاية تبرر الوسيلة).
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــ
روابط ذات صلة
1- الحكومة التركية: ارتفاع قتلى انفجار انقرة الى 28 قتيلاً
http://www.akhbaar.org/home/2016/2/207200.html

2- د.عبدالخالق حسين: الشعب التركي يدفع ثمن إرهاب إردوغان
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=800



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رشيد الخيون باع نفسه للسفاح السعودي
- اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس!
- عبثية الترحم على عهد صدام!
- العراق والمؤتمرات الدولية
- تجيير العلم للتضليل والتسقيط السياسي
- رفع العقوبات عن إيران انتصار للحكمة والاعتدال
- هل اقتربت نهاية آل سعود؟
- لماذا ارتكبت السعودية جريمة إعدام الشيخ النمر؟
- تحية للجيش الذي أسقط (أسطورة) داعش
- إما فيدرالية حقيقية، أو ثلاث دول مستقلة
- الصندوق الأسود يسوِّد وجه أردوغان
- في مواجهة العدوان التركي على العراق
- نكتة الموسم: تحالف سعودي لمحاربة الإرهاب
- العراق والتدمير الذاتي
- مخطط لسرقة النصر من العراقيين
- أردوغان يلعب بالنار
- هل حزب البعث فاشي؟
- الغرب يدفع ثمن تغاضيه عن جرائم السعودية
- في وداع الدكتور أحمد الجلبي
- هل حقاً أعتذر بلير عن إسقاط صدام؟


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - بضاعة أردوغان تُرد إليه