أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - العراق والتدمير الذاتي















المزيد.....

العراق والتدمير الذاتي


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5011 - 2015 / 12 / 12 - 22:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلنا يعرف أن هناك مخططات وضعتها قوى خارجية متمثلة بالسعودية وقطر وتركيا، وبمباركة أمريكا لتدمير العراق، ولكن يجب أن نعرف أيضاً أن هذه القوى الخارجية لا تستطيع تنفيذ مخططاتها إلا بواسطة أبناء العراق أنفسهم. يدعي العراقيون أنهم "مفتحين باللبن، ويقرؤون الممحي وما بين السطور" بل وحتى يدعون أنهم أذكى الشعوب، ولذلك تجد عندهم عبارات تحقيرية بحق الشعوب الأخرى كقولهم: (قابل آني هندي..قابل آني بلوشي، أو عجمي...الخ). ولكن لو توخينا الحقيقة والصراحة أن العراقيين هم أكثر من يستجيب للمخططات الأجنبية في تدمير بلاهم، وأكثر الشعوب في تصديق الأكاذيب والإشاعات المسمومة، وتعرضاً للخديعة والتضليل، وأكثر من يلحق أشد الأذى بأنفسهم وبلادهم. يقول العلامة علي الوردي: "كلما ازداد الإنسان غباوة اعتقد أنه أذكى من غيره".

ولهذا التخلف والكفر بالوطنية أسبابه، فخلال أربعة عقود من حكم الفاشية العربية (1963-2003) تعرض الشعب إلى التجهيل المتعمد، وتفتيت نسيجه الاجتماعي، والحروب والحصار، فحصل الانهيار الحضاري والذي عادة يرافقه انهيار فكري و ثقافي وأخلاقي، وإعادته إلى الوراء لقرون، وإحياء البداوة والقبلية والطائفية، وتدمير هويته الوطنية وحسه الوطني، وشعوره بالانتماء إلى العراق، وإذلاله حتى صار العراقي مستعداً للتعاون مع الأجنبي لاحتلال بلاده، وما ضلوع مسعود بارزاني والأخوين النجيفي مع الاحتلال التركي لأراضي عراقية إلا دليل على صحة ما نقول. بل ونجد قياديين بارزين مثل أياد علاوي وغيره يتعاطف مع العدو التركي المحتل ضد سيادة الدولة العراقية. هذه الحالة الشاذة لا نجدها إلا بالعراق.
ونتيجة لهذا الإذلال والانهيار الحضاري تفشت أمراض وعقد نفسية مثل الشعور بالدونية، وعقدة النقص والانحطاط خاصة لدى شريحة واسعة من الكتبة والمتطفلين على الثقافة والصحافة، فتراهم يدبجون المقالات، بأسمائهم الصريحة، أو متخفين وراء أسماء مستعارة، في كيل الأكاذيب ونشر الإشاعات السامة، يحطون من قدر بلادهم ودولتهم، وعلى سبيل المثال، تم خلال الأيام الماضية تعميم صورة بعنوان: (معصومة ومعصوم)، نشاهد فيها الرئيس الفرنسي يستقبل بانحناءة واحترام ممثلة إيران التي تدعى (معصومة)، بمناسبة عقد المؤتمر الدولي لحماية البيئة في باريس، وأدعى ناشر الصورة أن الرئيس الفرنسي رفض استقبال الرئيس العراقي الدكتور فؤاد معصوم استهانة بالعراق!! ومع الأسف نالت هذه الصورة والتعليق تعميماً واسعاً من قبل العراقيين للحط من سمعة دولتهم مصدقين وشامتين بها ومهللين لها. بينما الحقيقة أننا شاهدنا في تقرير آخر استقبال الرئيس الفرنسي للرئيس العراقي وكلاهما جالسين على أريكة واحدة يتبادلان الأحاديث.
ولم يكتفِ هؤلاء بنشر هذه المواد التسقيطية، بل راح البعض يطالب بعدم مشاركة العراق في هذا المؤتمر الدولي المهم، بحجة أن المشاركة كلفت العراق نحو ربع مليون دولار!! وهذا كذب يذكرنا بالفرية التي أشيعت قبل عامين عندما قام السيد نوري المالكي مع وفد بزيارة واشنطن، أثيرت ضجة كبرى من قبل الإعلام المضاد أن الزيارة كلفت العراق نحو مليونين دولار، بينما أكد المالكي في مقابلة تلفزيونية أن التكاليف لم تتجاوز الستين ألف. فلو تم تنفيذ طلبات هؤلاء بعدم المشاركة في المؤتمرات والمحافل الدولية، وتبادل الزيارات الرسمية، لصار العراق بلداً معزولاً عن العالم كحالة كوريا الشمالية، وعندئذ سيكتبون أن العراق دولة منبوذة ومعزولة عن العالم "بفضل هؤلاء الحكام الطارئين". فنحن أمام حالة أشبه بقصة جحا وابنه مع حمارهما!! "رضاء الناس غاية لا تدرك".

يبدو أنه حتى المثقفين من الانتلجنسيا والأكاديميا العراقية والعربية لم يسلموا من التصديق بالإعلام المضلل والإشاعات المسمومة ضد العراق وساسته، وهم يستقبلون الافتراءات والأخبار السيئة بترحاب، ويساعدون على تعميمها. وهكذا نحن أمام سيل من الإعلام المضاد، المتفنن على التسقيط والتشهير والقذف واختلاق السلبيات والفضائح، وإذا ما حاولت تنبيههم بزيف هذه الأخبار، وتوخي الدقة، فتهمة الارتزاق جاهزة لترمى في وجهك بأنك من مثقفي السلطة.

لقد لجأ هؤلاء إلى أخس الوسائل دناءة وحقارة في تشويه سمعة العراق، وآخرها كانت تلك المقابلة المفبركة التي ادعى كاتبها المتخفي وراء اسم مستعار (فلاح القريشي)، أنه أجرها مع السياسي الكردي الدكتور محمود عثمان بعنوان (القيادي الكردي المستقل محمود عثمان يفتح النار على شخوص المشهد السياسي العراقي). وفي هذه المقابلة المزعومة نقرأ أحط الأوصاف والافتراءات والبذاءات على لسان الدكتور محمود عثمان بحق جميع السياسيين العراقيين ومكونات الشعب العراقي، عدا شخصاً واحداً كال له المديح وهو الشيخ جلال الدين الصغير. وكما هو المتوقع في هذه الحالات، نال السيد نوري المالكي رئيس الوزراء السابق، والدكتورة حنان الفتلاوي، عضو البرلمان، حصة الأسد من الافتراءات والتسقيط والتشهير.

والمؤسف أن هذه المقابلة المفبركة نالت رضا وإعجاب شريحة واسعة من الناس بدليل أني استلمتها أكثر من عشر مرات وبعناوين مختلفة، حسب موقف الناشر أو الموزع من المستهدَفين بهذه "التصريحات" المزعومة، وعلى سبيل المثال، في صحيفة البينة الجديدة بعنوان: (القيادي الكردي المستقل محمود عثمان يفتح النار على شخوص المشهد السياسي العراقي)، أو في موقع آخر: (محمود عثمان: زرت إسرائيل مرتين برفقة الملا مصطفى بارزاني ومسعود زارها ثلاث مرات ومسرور كثير السفر إليها)، أو مرسل آخر (محمود عثمان يفضح المالكي)... الخ. و سألني أحد الأخوة: (بعد كل هذه الفضائح التي ذكرها محمود عثمان هل مازلت تدافع عن المالكي؟

لقد أكدت مراراً أني لم أدافع عن المالكي أو غيره ولكني أحترم عقلي فأرفض الأكاذيب، فمن واجب المثقف حماية الرأي العام من التضليل. وعلى سبيل المثال، لم أكن يوماً متعاطفاً مع أسامة النجيفي وأمثاله، ولكن عندما يبعث لي شخص تقريراً يقول فيه أن النجيفي يملك 45 مليار دولار، أرى من واجبي أن أقول له أنت تكذب، وهذا لا يعني أني أدافع عن النجيفي، بل احتراماً لعقلي لأني أرفض أن أصدق بالأكاذيب. فتجريم النجيفي لا يحتاج إلى الكذب إذ يمكن محاسبته من خلال أفعاله وارتباطاته المشبوهة بحكومات تدعم الإرهاب في العراق وسوريا، وخاصة تآمره الأخير مع تركيا في احتلال أراض عراقية...الخ

والجدير بالذكر أن كتاب الإشاعات والأكاذيب أصحاب معرفة وتخصص في سايكولوجية المجتمع فيعرفون كيف يسوِّقون أفكارههم وافتراءاتهم بحيث تكون قابلة للتصديق خاصة من قبل المجتمع العراقي المعروف اصلاً باستعداده النفسي وتقبله للإشاعات السامة وكلما كانت الأخبار أكثر سوءً كانت أكثر تقبلاً لديهم. وفي هذا الخصوص يقول المفكر الإيطالي المعاصر، أمبرتو إيكو عن (نظرية المؤامرة) وبث الإشاعات، أنه إذا تريد أن تنشر كذبة فلا بد وأن تبدأ ببعض الحقائق المعروفة، ومن خلالها تسوِّق الكذبة ليصدقها الناس وإلا تفشل. وهذا بالضبط ما اتبعه ملفق المقابلة مع الدكتور محمود عثمان. ولذلك لقيت "التصريحات" هذه انتشاراً واسعاً، كما وتبرعت عدة صحف ومواقع بإعادة نشرها، بحيث لا نعرف حتى اسم الصحيفة التي أجرت معه المقابلة.

وأخيراً، (طلعت الشمس على الحرامية) كما يقول المثل، فقد نشر الدكتور محمود عثمان بياناً نفى فيه معرفته بالمدعو فلاح القريشي، وقال أنه لم يلتق به ولم يجري معه أية مقابلة... الخ. أدرج النفي كملحق في ذيل هذا المقال. ولكن المثير للدهشة أن البعض أبدى انزعاجه من هذا النفي، بل وراح يؤكد على صحة كل ما جاء في المقابلة المزعومة.
يقول الفيلسوف الألماني هيغل: (الشعب الذي يصدق بالأكاذيب يستحق أن يفقد حريته).
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــ
ملحق

الدكتور محمود عثمان ينفي ما نسب اليه من تجاوزات بحق سياسيين عراقيين!
http://www.chakooch.com/news.php?action=view&id=7662

بتاريخ : الثلاثاء 08-12-2015 01:28

نفى السياسي الكردي محمود عثمان ما نسب اليه من تصريحات يتهجم فيها على سياسيين عراقيين قائلا في تصريح ارسله الى موقعنا ننشره كما ورد حرفيا:
أرسل لي صديق منشوراً من صفحة لشخص يدعى فلاح القريشي يزعم فيها انه اجرى مقابلة معي تتضمن الكثير من الاساءات والكلمات النابية ضد زملائي في العمل السياسي في العراق وفي اقليم كوردستان.
أودّ ان ابين لكل من قرأوا المنشور وللرأي العام انني لا اعرف اي شخص باسم فلاح القريشي وان ما نقله على لساني هو تلفيق وافتراء وينم عن نوايا مغرضة للإساءة الى تاريخ الحركة التحررية الكوردية والعلاقة الكردية العربية والى الشعب الكردي الذي يحتضن اليوم برحابة صدر قرابة المليون ونصف نازح عربي في الإقليم هربا من الحرب التي اختلقتها عقليات وأجندات كالتي تقف وراء هذا التلفيق.
أرجو من الأخوة والاخوات المتابعين لصفحتي ان يرفعوا شكوى لادارة فيسبوك لاغلاق صفحة الشخص المذكور لكي لا يقوم بنشر تلفيقات كهذه في المستقبل.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخطط لسرقة النصر من العراقيين
- أردوغان يلعب بالنار
- هل حزب البعث فاشي؟
- الغرب يدفع ثمن تغاضيه عن جرائم السعودية
- في وداع الدكتور أحمد الجلبي
- هل حقاً أعتذر بلير عن إسقاط صدام؟
- إزدواجية الغرب مع الإرهاب
- محنة العراق بين أمريكا وإيران في مواجهة الإرهاب
- إلى متى يسكت الغرب عن جرائم السعودية؟
- الشعب التركي يدفع ثمن إرهاب أردوغان
- الضربات الروسية لداعش تثير هستيريا الغرب
- الإرهاب هو الجزء الرئيسي من حروب الجيل الرابع
- في وداع الدكتور محمد المشاط
- السعودية ترفض اللاجئين لكنها تبني لهم 200 مسجد في ألمانيا
- حول القرار البرلماني بحجب المواقع الإباحية
- فوز كوربين زلزال سياسي في بريطانيا
- معضلة الفساد في العراق
- من المسؤول عن مأساة السوريين الفارين إلى الغرب؟
- البديل عن حكومة الطوارئ
- مناقشة هادئة مع دعاة حكومة الطوارئ


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - العراق والتدمير الذاتي