أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - محنة العراق بين أمريكا وإيران في مواجهة الإرهاب















المزيد.....

محنة العراق بين أمريكا وإيران في مواجهة الإرهاب


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل من أكبر الأخطاء التي ارتكبها الرئيس جورج دبليو بوش، هو تهديده عشية إسقاط حكم البعث الصدامي في العراق لإيران وسوريا بضمهما إلى ما أسماه بـ(محور الشر) إلى جانب كوريا الشمالية، وأن دورهم سيأتي بعد صدام. الأمر الذي استفز سوريا وإيران ودفعهما لإغراق أمريكا في المستنقع العراقي. ولولا هذا التهديد لما نجحت السعودية الوهابية في الشحن الطائفي، و إرسال هذا العدد الكبير من الإرهابيين التكفيريين للعراق من خلال سوريا ودعمها، إضافة إلى الدعم الإيراني لمليشيات مقتدى الصدر الشيعية ضد العملية السياسية.

ومع الأيام، تعقدت الأمور أكثر فأكثر، حيث انقلب الإرهابيون ورعاتهم الخليجيون على بشار الأسد نفسه، فصار العراق وسوريا ساحة للحروب بالوكالة بين أمريكا وروسيا وإيران من خلال الدعم الهائل للتنظيمات الإرهابية، داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام ...وعشرات غيرها، عن طريق إثارة الصراعات الطائفية، لتبرئة ساحة الغرب مما يجري وذلك بإبراز الاقتتال في المنطقة بأنه صراع طائفي تاريخي في الإسلام!!

وأخيراً أدرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده، روسيا، هي المستهدفة فيما يجري في العراق وسوريا من إرهاب، فبعد إسقاط النظام السوري سيتوجه الإرهابيون إلى روسيا، لذلك تدخل وبقوة في توجيه الضربات الجوية للإرهابيين في سوريا، ووعد بالمثل في العراق فيما لو طلبت الحكومة العراقية منه ذلك، مما أثار قلق الغرب ورعب الدول الإقليمية الداعمة للإرهاب، السعودية وقطر وتركيا.

والسؤال هنا: ما هو موقف العراق مما يجري الآن في الساحة؟
بداية، وإنصافاً للتاريخ، نقول أنه منذ مغادرة الجيش الأمريكي العراق نهاية عام 2011، لم يصدر من إيران أي تصرف ضد العراق، بل كان داعماً له في مختلف المجالات، الاقتصادية والطاقة، ومحاربة الإرهاب، وخاصة بعد جريمة تسليم المحافظات الغربية لداعش، إذ لولا الدعم الإيراني للعراق لكانت بغداد بيد داعش الآن، وحرب إبادة الشيعة، وعودة البعث للسلطة بنسخته الإسلامية الوهابية التكفيرية.. إذ كما أكدنا مراراً أن (داعش) هو مجرد الاسم الحركي للقوات العسكرية والأمنية البعثية الصدامية الذين يشكلون نحو 90% من هذا التنظيم الفاشي المتوحش، وبدعم الدول الخليجية وتركيا، للضغط على الحكومة العراقية بالابتعاد عن إيران ومعاداتها، وبالتالي تصفية المنطقة من أية حكومة لم تخضع لبيت الطاعة الأمريكي والإسرائيلي.
وبعد تدخل روسيا على الخط في سوريا، وتصريحات الدكتور حيدر العبادي أنه سيطلب من روسيا دعم العراق في حربه على داعش، وتشكيل المركز الرباعي في بغداد، لجمع المعلومات الاستخباراتية للتصدي لداعش بالتعاون مع روسيا وسوريا وإيران والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية،
تحركت أمريكا بالضغط والتهديد لحكومة العبادي، ومن هذه الضغوط "وصول الجنرال جوزيف دنفورد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة لأربيل، الثلاثاء 20 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وفور وصوله استبعد إمكانية شن روسيا حملة جوية في العراق في المستقبل القريب"(1).
كما وهناك سيل من التقارير والتعليقات تفيد بعزم أمريكا بتغيير حكومة العبادي بشخص آخر موال لأمريكا، يعمل على إبعاد العراق عن إيران. وعلى سبيل المثال لا الحصر، تقرير نشرته صحيفة كويتية مفاده (أنّ مراجع خليجية عليا قد أكدّت أنّه من المتوّقع حدوث تغيير في المعادلة القائمة في العراق عبر دعم الولايات المتحدّة والدول الخليجية لحكومة جديدة في بغداد تبتعد عن إيران في مقابل ضم العراق إلى مجلس التعاون الخليجي... واستعادة وحدة وسيادة العراق، والقضاء على تنظيم داعش، وقيام مصالحة وطنية على أسس سليمة ينتهي معها الفرز الطائفي والانقسام الحالي في المجتمع...الخ). وحشروا اسم المرجع الديني الشيعي الإمام علي السيستاني، وادعوا ترحيبه بالمخطط، و(إنّ رئيس الوزراء الجديد الذي تقترحه واشنطن أسمه عماد الخرسان، وهو مهندس عراقي يحمل الجنسية الأمريكية وكان ضمن طاقم المستشارين الذين عملوا مع بول بريمر، وذكرت المصادر أنّ السيستاني طلب مهلة لإعداد الساحة العراقية لهذا التغيير.) (صحيفة الرأي العام الكويتية، 4/10/2011).

واضح من سياق التقرير أنه ملفق، الغرض منه تشويش الرأي العام العراقي والعربي، ونشر البلبلة الفكرية، وابتزاز الدكتور حيدر العبادي رئيس الحكومة العراقية لإبعاد الحشد الشعبي، والدعم الإيراني عن عمليات محاربة داعش، وعدم تقديم أي طلب لروسيا بالمساعدة ضد الإرهاب. وهذا اعتراف ضمني أن ما يجري في العراق من صراعات طائفية، وعمليات إرهابية، هي من صنع أمريكا والدول الخليجية انتقاما من الحكومة العراقية لتقاربها من إيران، وبمجرد أن يبتعد العراق عن إيران، فإن الدول الخليجية ستكافئ العراق بضمه إلى مجلس التعاون الخليجي، والحفاظ على وحدته الوطنية والقضاء على الإرهاب !!!!!
تفيد الحكمة: (حدث العاقل بما لا يُعقل فإن صدق فلا عقل له). فالسيد عماد الخرسان هو ليس حزبياً، ولم يكن مدعوماً من الأحزاب الشيعية ذات الأغلبية في البرلمان، ولا حتى عضو برلماني، ولا أعتقده ينافس أي شخص على هذا المنصب، لذلك فكل هذه التقارير بتغيير رئيس الحكومة هي مجرد حملة تشويش وتضليل وثورة في فنجان. وهل يحتاج العراق ان ينضم إلى مجلس التعاون الخليجي؟
وقد تبين أخيراً أن كل هذه الضجة المفتعلة هي بسبب تعيين السيد عماد الخرسان أميناً عاماً لمجلس الوزراء، وليس رئيساً للوزراء كما روجوا وطبلوا، وهذا المنصب ليس جديداً عليه، إذ كان قد كُلِّف به في حكومة الدكتور إبراهيم الجعفري عام 2006... فلماذا كل هذه الضجة إذنْ؟ وما الخطأ أن يكون السيد عماد الخرسان أميناً عاماً لمجلس الوزراء؟ فهو عراقي، ولعب دوراً مهماً في تحرير العراق.
لذا، أرى من مصلحة العراق أن يشارك في حكومته مسؤولون ذو علاقة جيدة مع مختلف الحكومات الأجنبية، وخاصة أمريكا، وبريطانيا وروسيا وإيران وغيرها، على أن يعمل كل من جانبه لكسب هذه الدول لصالح العراق. فليس من مصلحة العراق أن يعادي أية دولة في العالم، خاصة وهو يمر في وضعه الحالي حيث التكالب عليه من مختلف الأطراف، وعليه يجب أن يبذل كل مسؤول عراقي قصارى جهده لكسب كل دول العالم لصالح العراق، والجهد الأكبر يقع على رئيس الحكومة لإقناع الإدارة الأمريكية أن معاداة العراق لإيران عملية انتحارية للعراق وبالأخص للشيعة الذين يشكلون نحو 60% من شعبه. كما ويمكن للعراق أن يلعب دوراً إيجابياً في التقارب بين أمريكا وإيران، وأن هناك مبالغة وكذب في تخويف الدول الخليجية والعالم من البرنامج النووي الإيراني، وأمريكا تعرف ذلك جيداً أكثر من غيرها.
والجدير بالذكر أن أثبتت الأحداث خلال العامين الماضيين، وبالأخص منذ تسليم الموصل إلى داعش، أن أمريكا ليست جادة في محاربة الإرهاب، بل اتخذت من داعش وسيلة لإسقاط حكومة بشار الأسد، و ورقة ضغط على العراق، وهناك تقارير وبحوث تؤكد أن التنظيمات الإرهابية هي من صنع أمريكا، وهي طريقة جديدة لابتزاز وشن الحروب على الحكومات الخارجة عن الطاعة وإعادتها إلى الحظيرة الأمريكية. لذلك، فإذا ما تمادت أمريكا في التلكؤ في دعم العراق ضد الإرهاب، فلا بد وأن يتقدم رئيس الوزراء بطلب الدعم الروسي، لأن روسيا أكثر ضماناً وأكثر جدية في ضرب الإرهاب من أمريكا. فالمسألة أشبه بلعبة الشطرنج، مسألة تخطيط إستراتيجي سليم وفق حسابات دقيقة، فإذا رفض العراق الدعم الروسي، وأعلن معاداة إيران إرضاء لأمريكا والدول الخليجية، سيقع أسيراً لهذه الدول و عرضة لابتزازها، و سيفرض هؤلاء الحكام عليه ما يشاءون، وعندها سيكون العراق قد خسر كل شيء، ولا يمكن للشعب أن يسكت إزاء هذا الإذلال، فلا بد وأن يثور ثورة لا تبقي ولا تذر، فالشعب يمهل ولا يهمل.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــ
روابط ذات صلة
1- بين رسالة بوتين للعبادي وزيارة دنفورد لأربيل أقل من 24 ساعة
https://arabic.rt.com/news/797532-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-

2- د.عبدالخالق حسين: الضربات الروسية لداعش تثير هستيريا الغرب
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=799



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى يسكت الغرب عن جرائم السعودية؟
- الشعب التركي يدفع ثمن إرهاب أردوغان
- الضربات الروسية لداعش تثير هستيريا الغرب
- الإرهاب هو الجزء الرئيسي من حروب الجيل الرابع
- في وداع الدكتور محمد المشاط
- السعودية ترفض اللاجئين لكنها تبني لهم 200 مسجد في ألمانيا
- حول القرار البرلماني بحجب المواقع الإباحية
- فوز كوربين زلزال سياسي في بريطانيا
- معضلة الفساد في العراق
- من المسؤول عن مأساة السوريين الفارين إلى الغرب؟
- البديل عن حكومة الطوارئ
- مناقشة هادئة مع دعاة حكومة الطوارئ
- حذار من تحريف التظاهرات عن أغراضها المشروعة
- حوار مع القراء حول سقوط الموصل
- هل حقاً المالكي هو السبب في سقوط الموصل؟
- معوقات الإصلاح السياسي والإداري
- مرحى لقرارات العبادي الإصلاحية
- أزمة كهرباء، أم أزمة أخلاق؟
- لعبة حكومة الإقليم مع العراق و تركيا
- هل تركيا على خطى سوريا؟


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - محنة العراق بين أمريكا وإيران في مواجهة الإرهاب