أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - مرحى لقرارات العبادي الإصلاحية















المزيد.....

مرحى لقرارات العبادي الإصلاحية


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4891 - 2015 / 8 / 9 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد بلغ الفساد المتفشي في أجهزة الدولة العراقية، وتردي الخدمات ومنها أزمة الطاقة الكهربائية، وسوء معاملة الموظفين في دوائر الدولة للمراجعين، وعدم تمشية معاملاتهم إلا بعد دفع الرشوة حداً إلى إنفجار الجماهير في تظاهرات احتجاجية في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب. وفي مقالي الأخير الموسوم (أزمة كهرباء، أم أزمة أخلاق؟)، استنتجت فيه أن هناك أزمة أخلاق التي هي أم الأزمات ومنها تتفرخ وتتشعب الأزمات الأخرى. وقد وصلتني تعليقات من عدد غير قليل من القراء الأفاضل، مؤيدة لهذا الاستنتاج.
وعادة يلقى اللوم في الفساد على رئيس السلطة التنفيذية، باعتباره رئيس مجلس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة. واستجابة لهذه التظاهرات أصدرت المرجعية الدينية المتمثلة بالإمام علي السيستاني، يوم الجمعة (7 آب 2015)، نداءً طالبت فيه الدكتور حيدر العبادي، رئيس الوزراء: (أن يكون أكثر "جرأة وشجاعة" في خطواته الإصلاحية، والضرب بيد من حديد لمن "يعبث" بأموال الشعب، كما طالبته بعدم التردد في إزاحة المسؤول غير المناسب وان كان "مدعوما".)
وفي الظاهر، رحب الجميع بهذا النداء، بمن فيهم أولئك الذين توجه لهم أصابع الاتهام في الفساد. وعلى سبيل المثال، أعلنت كتلة المواطن (حزب السيد عمار الحكيم)، ترحيبها بالنداء، ولكنها اتخذت قراراً غريباً وهو تعليق وزرائها في الحكومة وربط عودتهم بالإصلاح الذي طالبت به المرجعية الدينية! وفي رأينا أن هذا الاجراء هو انتهازي مفضوح، وهروب إلى الأمام، القصد منه إعفاء وزرائهم من هذه الأزمات، وإلقائها على الآخرين، من أجل خدع الجماهير والكسب السياسي.

واستجابة لهذه التظاهرات الشعبية، و نداء المرجعية، أصدر الدكتور حيدر العبادي، رئيس مجلس الوزراء، صباح هذا اليوم، الاحد (9 آب 2015)، (جملة من القرارات، تضمنت تقليص فوري بأعداد الحمايات لكل المسؤولين بضمنهم الرئاسات الثلاث، وإلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء فوراً، وإبعاد جميع المناصب العليا عن المحاصصة الحزبية والطائفية، وترشيق الوزارات والهيئات لرفع الكفاءة وتخفيض النفقات، وإلغاء المخصصات الاستثنائية للرئاسات والهيئات ومؤسسات الدولة والمتقاعدين منهم، وفتح ملفات الفساد السابقة والحالية باشراف لجنة "من اين لك هذا").
في الحقيقة يمكن وصف هذه القرارات بأنها قرارات ثورية جديرة بالدعم والترحيب من قبل كل الوطنيين المخلصين للعراق، لأنها تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح لمحاربة الفساد، وتوفر الأموال لخزينة الدولة تقدر بالمليارات من الدولارات والتي تصرف الآن على نواب الرئاستين وحماياتهما، إضافة إلى الاستفادة من آلاف عناصر الحماية وإعادتهم للقوات المسلحة لحماية أمن المواطنين من الإرهاب والجريمة المنظمة، بدلاً من إشغالهم في حماية عدد قليل من أشخاص تم تعيينهم في مناصب عليا لا لحاجة الدولة لهم، بل لإرضائهم لأنهم يقودون كتلاً سياسية. ونأمل أن تكون هذه القرارات أول الغيث في الإصلاح السياسي ومكافحة الفساد والرشوة وأزمة الخدمات، والإصرار على تنفيذها لتليها قرارات إصلاحية أخرى مكملة لها.
طبعاً لا يمكن تنفيذ هذه القرارات إلا بعد حصولها على موافقة مجلس البرلمان. وبما أن موافقة البرلمان منوطة ليس بالنواب الذين أنتخبهم الشعب، بل برؤساء كتلهم السياسية، أي نواب الرئاسات المقرر إلغاء مناصبهم. ولكن في جميع الأحوال، يكون رئيس الوزراء هو المنتصر، لأنه في هذه الحالة هو أشبه بلاعب شطرنج ماهر واجه خصمه بـ(كش ملك) من الجانبين. فإن وافق البرلمان، فهو انتصار له وللشعب العراقي، وإن رفض، فسيفضح الذين صوتوا ضده، ويكشفهم للشعب على حقيقتهم أنهم هم الذين وراء الفساد والأزمات، وضد الإصلاح. وبذلك يبطل إدعاءات المدعين بشخصنة أزمات العراق وإلقاء اللوم على رئيس الوزراء وحده وتبرئة أنفسهم منها.

لذلك، ونظراً لغليان الشارع العراقي، والتظاهرات الاحتجاجية من قبل الجماهير في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، وتجاوب المرجعية مع مطالب الجماهير، شعرت قيادات الكتل السياسية بالإحراج، وأن لا مفر لها إلا بالاستجابة لهذه القرارات. ولذلك "أعلن ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي تأييده لقرارات رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي الاصلاحية، مؤكدين على تمريرها في مجلس النواب"(1)، الأمر الذي دفع أسامة النجيفي بأن يحذو حذو رفيقه أياد علاوي، إذ أفادت الأنباء أن "أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية وجه الوزراء والنواب التابعين لكتلته الوزارية والبرلمانية بدعم وتأييد قرارات حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء."(2). ليس هذا فحسب، بل و سارع السيد بهاء الأعرجي، أحد نوائب رئيس الوزراء بإعلان استقالته من منصبه بعد أن وجهت له تهمة الفساد.(3)

أما التحالف الكردستاني فالغريب أنه ربط تأييده لقرارات رئيس الوزراء من اجل الاصلاح، بعدم شمولها للنزيهين(4). وهذا لغز يحتاج إلى حل، فأي فاسد يمكن أن يعتبر نفسه نزيهاً لتقوم كتلته بالدفاع عنه، وهذا ما حصل عندما وجهت حكومة السيد نوري المالكي تهمة الإرهاب إلى طارق الهاشمي، ورافع العيساوي، ومحمد الدايني وأحمد العلواني، فانبرت كتلهم السياسية بالدفاع عنهم، علماً بأنهم أدينوا بالإرهاب من قبل القضاء. في الحقيقة لا خوف على النزيهين من الإصلاح، وإنما هذا الشرط في تأييد القرارات هو عذر واه لمنحهم مرونة في المناورة ضد الاصلاح، فهذه القرارات هي بحق الفاسدين والمفسدين من الذين سرقوا قوت الشعب.

على أية حال، هذه قرارات مفرحة وواعدة بالخير، وتستحق كل الدعم والترحيب، نتمنى على الدكتور حيدر العبادي، أن يستفيد من خلفيته العلميه، وخبرته السياسية لسنوات طويلة قضاها في بريطانيا، أن يكون حذراً من أعداء الإصلاح الذين تضررت مصالحهم بهذه القرارات، فتأييدهم لها هو إجراء اضطراري مؤقت، لأنهم خبراء في الخبث والتآمر، يعرفون متى ينحنوا أمام العاصفة، ولهم جيش جرار من حملة الأقلام المأجورة، والمستشارين المرتزقة، ومعهم الدواعش، وتدعمهم حكومات ناصبت العداء للعملية السياسية في العراق، مثل السعودية وقطر وتركيا، فهذه الموافقة قد تكون مؤقتة وإلى أن تهدأ فورة الغضب الشعبي، ومن ثم يحاولون الالتفاف عليها بحملة الإرهاب الداعشي، وبلبلة الأفكار، ولي عنق الحقيقة والقيام بأعمال من شأنها إرباك الحكومة، وإلقاء اللوم على الإصلاحيين بدلاً من الفاسدين. فللفساد جيش يحميه من أصحاب الأقلام المأجورة، يعرفون كيف يتلاعبوا بعقول الناس فيطرحون أقوال حق يراد بها باطل. لذلك فترحيبهم بقرارات الإصلاح هو إجراء مؤقت، ينتظرون اللحظة المناسبة للالتفاف عليها وتفريغها من مضمونها، إذ كما قال الشاعر:
إن الأفــاعي وإن لانت ملامـــســها
عند التـقلب في أنيابـــها الــعـطـبُ
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــ
روابط ذات صلة
1- ائتلاف الوطنية تعلن تأييدها لقرارات العبادي وتؤكد سندعمها في مجلس النواب
http://www.akhbaar.org/home/2015/8/196003.html

2- النجيفي يوجه كتلته الوزارية والبرلمانية بدعم وتأييد قرارات العبادي
http://www.akhbaar.org/home/2015/8/195998.html

3- بهاء الاعرجي: من اتهمني تحت قدمي .. ويختم مؤتمر صحفي له بإعلان استقالته
http://www.akhbaar.org/home/2015/8/196001.html

4- التحالف الكردستاني يربط تأييده لإصلاحات العبادي بعدم شمولها للنزيهين
http://www.akhbaar.org/home/2015/8/196002.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة كهرباء، أم أزمة أخلاق؟
- لعبة حكومة الإقليم مع العراق و تركيا
- هل تركيا على خطى سوريا؟
- تصريحات المالكي وغضب السعودية ومرتزقتها؟
- حول الاتفاق النووي الإيراني
- تحية لذكرى ثورة 14 تموز المجيدة
- المعضلة العراقية والحلول المقترحة
- الوهابية، حركة فاشية دينة يجب تجريمها
- الإسلام والغرب والإرهاب (متابعة)
- وثائق ويكيليكس تفضح مملكة الشر
- الإسلام والغرب والإرهاب
- لماذا يحتاج الغرب إلى عدو دائم؟
- داعش ذريعة لتغيير النظام في العراق
- مؤتمر باريس لدحر الإرهاب أم لدعمه؟
- أزمة الشرق الأوسط وعلاجها!
- جدل حول أسباب الإرهاب
- السعودية دولة إرهابية يجب مقاضاتها
- سقوط الرمادي كسقوط الموصل، تم من الداخل
- تفحيرات الأعظمية مقدمات لشكيل قوات طائفية
- دروس من الانتخابات البريطانية 2015


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - مرحى لقرارات العبادي الإصلاحية