أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - هل حزب البعث فاشي؟













المزيد.....

هل حزب البعث فاشي؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4990 - 2015 / 11 / 19 - 14:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفاشية أو النازية حسب فهمي لها، تعني العنصرية، أي ممارسة التمييز السلبي بين البشر، يعني أن تبغض وتكره وتعادي أناساً لا لذنب ارتكبوه، بل فقط لأنهم ليسوا من قومك، أو من وطنك، أو من دينك، أو من مذهبك. وقد عانت البشرية طوال التاريخ الكثير من كوارث الحروب بسبب هذه الأيديولوجيات الفاشية المعادية للإنسان.

مناسبة هذه المقدمة أني استلم بين حين وآخر رسائل من قراء أتوسم فيهم الطيبة، وحسن النية، لا أشك بوطنيتهم وإنسانيتهم وحبهم للخير والإنسان، وبأدب جم في الحوار، يعترضون فيها على بعض مقالاتي التي أصف فيها حزب البعث بالفاشية والعنصرية والطائفية أسوة بالأحزاب الفاشية والنازية في أوربا، أو الوهابية في المملكة السعودية ودولة قطر، التي صارت أيديولوجية العصابات الإرهابية، إذ لا يمكن للمسلم أن يتحول إلى إرهابي ما لم يتبنى العقيدة الوهابية. وهناك دراسات كثيرة في هذا الخصوص أشير إلى واحدة منها، (راجع موجز دراسة السفير الأمريكي كورتين وينزر: السعودية والوهابية وانتشار الفاشية الدينية )(1).
وحجة هؤلاء الأخوة، سامحهم الله، في تبرئة البعث من الفاشية "أن ممارسات النظام البعثي في العراق شملت البعثيين وغير البعثيين." وأضيف: بل وشملت الاعدامات حتى من أقرب أقرباء صدام حسين نفسه مثل صهريه، حسين كامل، وصدام كامل.

نعم، أن حكومة البعث قتلت بعثيين، ولكن ليس لأسباب عنصرية وطائفية، بل لأنها شككت بولائهم، وأنهم تآمروا على صدام حسين وهددوا نظامه وحياته. وصدام، أو أي كان مكانه في قيادة هكذا حزب متشدد ودولة مافيوية (دولة المنظمة السرية)، لا يمكن أن يتساهل مع هؤلاء حتى ولو كانوا من أبنائه. فهذا السلوك هو تقليد موروث من النازية الهتلرية التي أعدمت المئات من الضباط النازيين الذين تآمروا على هتلر، بمن فيهم فيلد مارشال رومل الذي أجبره هتلر على الانتحار بالسم، بعد أن تأكد هؤلاء الضباط أن هتلر يقود ألمانيا إلى الهاوية والدمار الشامل في الحرب العالمية الثانية.

كما يحاول البعض تبرئة حزب البعث مما ارتكبه من جرائم بحق الانسانية في العراق والمنطقة، وإلقاء اللوم على صدام حسين وحده. وهذا غير صحيح، لأن البعث أرتكب أبشع مجزرة في إنقلابه الأول عام 1963 ولم يكن بقيادة صدام. والغريب أن أطلق بعثيو 8 شباط 1963 على أنفسهم بالبعث اليساري، وهم الذين انتقموا من اليساريين، وخاصة الشيوعيين أبشع انتقام. فلو لم يكن صدام لحل محله عزة الدوري، أو المجرم ناظم كزار الذي أعدمه صدام حسين، أو أي بعثي آخر. لذلك فصدام كان نتاج أيديولوجية البعث. والآن صدام تحت الأرض، ولكن مع ذلك يرتكب فلول البعث أبشع الأعمال الإرهابية بغطاء داعش وجيش النقشبندية وغيرهم بحق الشعب العراقي. لذلك فهذه الجرائم الإرهابية هي من صلب الأيديولوجية البعثية.

فهناك مقاربة بين النازية والبعثية: النازية حاربت الناس على أساس العرق والاختلاف الديني وارتكبت جرائم (الهلوكست). وكذلك البعث قتل مئات الألوف من الكرد، و الشيعة من مختلف انتماءاتهم القومية، وهجَّر قسراً نحو مليوناً، منهم، الكرد الفيلية وعرب، وطعن بأصولهم بذريعة التبعية الإيرانية، و أمعن في الحط من عرب الجنوب (الشراكوة) كما كان يطلق عليهم نظام البعث، وأدعى أن محمد القاسم جلبهم مع الجواميس من الهند!! (راجع سلسلة مقالات صحيفة الثورة، عام 1991 بعنوان: لماذا حصل ما حصل). كما وقتل نظام البعث مئات الألوف من رجالهم وخاصة الشباب، ولحد الآن تم اكتشاف أكثر من 400 مقبرة جماعية في وسط وجنوب العراق.

كذلك أرغم البعث الحاكم، العراقيين المتزوجين من أجنبيات على تطليق زوجاتهم، وإلا يُمنعون من أية وظيفة في الدولة، وذلك للحفاظ على نقاء الدم العربي!!! وإذا كانت هذه الأعمال ليست فاشية ونازية وعنصرية وطائفية، فما هي الفاشية والنازية والعنصرية والطائفية؟
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــ
روابط ذات صلة
1- كورتين وينزر: السعودية والوهابية وانتشار الفاشية الدينية
http://www.aafaq.org/malafat.aspx?id_mlf=11

2- د.عبدالخالق حسين: حول التعامل مع حزب البعث
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=714



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرب يدفع ثمن تغاضيه عن جرائم السعودية
- في وداع الدكتور أحمد الجلبي
- هل حقاً أعتذر بلير عن إسقاط صدام؟
- إزدواجية الغرب مع الإرهاب
- محنة العراق بين أمريكا وإيران في مواجهة الإرهاب
- إلى متى يسكت الغرب عن جرائم السعودية؟
- الشعب التركي يدفع ثمن إرهاب أردوغان
- الضربات الروسية لداعش تثير هستيريا الغرب
- الإرهاب هو الجزء الرئيسي من حروب الجيل الرابع
- في وداع الدكتور محمد المشاط
- السعودية ترفض اللاجئين لكنها تبني لهم 200 مسجد في ألمانيا
- حول القرار البرلماني بحجب المواقع الإباحية
- فوز كوربين زلزال سياسي في بريطانيا
- معضلة الفساد في العراق
- من المسؤول عن مأساة السوريين الفارين إلى الغرب؟
- البديل عن حكومة الطوارئ
- مناقشة هادئة مع دعاة حكومة الطوارئ
- حذار من تحريف التظاهرات عن أغراضها المشروعة
- حوار مع القراء حول سقوط الموصل
- هل حقاً المالكي هو السبب في سقوط الموصل؟


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - هل حزب البعث فاشي؟