أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - مخطط لسرقة النصر من العراقيين















المزيد.....

مخطط لسرقة النصر من العراقيين


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5005 - 2015 / 12 / 5 - 18:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنا، وما زلنا نتمنى وندعو إلى علاقات حميمة متكافئة بين العراق وأمريكا، خاصة بعد أن قدمت الأخيرة تضحيات بشرية ومادية هائلة في عملية تحرير العراق من الفاشية، ومهما كان غرضها من ذلك. ولكن مع الأسف الشديد كشفت إدارة أوباما عن وجهها الكالح، أنها تريد معاملة العراق كإحدى جمهوريات الموز في أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي، أو الدول الخليجية الخاضعة لها خضوعاً تاماً. بينما العراق، المعروف بتاريخه المجيد، ليس فقط لكونه مهد الحضارة البشرية، والحافل بالثورات على الحكام طوال التاريخ، والمعتز بكرامته واستقلاله، فهكذا شعب لا يمكن أن يذعن لمثل هذه المحاولات المذلة، فهو مستعد أن يضحي بكل غال ونفيس في سبيل حريته وكرامته وسيادته الوطنية.

أمريكا تريد من العراق أن يتخلى عن استقلاله السياسي، ويذعن لكل ما تمليه عليه من سياسات من بينها إعلان العداء لإيران كما كان الوضع في عهد البعث الصدامي. والشعب العراقي لا يمكن أن يعيد نفس السياسة العبثية والحروب المأساوية الصدامية مع إيران وغيرها مرة أخرى. فعلاقة حسن الجوار بين البلدين ضرورية جداً لأمن واستقرار وازدهار العراق، ولا تشكل أية خطورة على أمريكا أو الدول الخليجية، المسكونة بالهوس الطائفي الخبيث ضد إيران وضد الشيعة من شعوبها(1). ولكن يبدو أن أمريكا وبريطانيا خاضعتان خضوعاً تاماً لرغبات السعودية وشقيقاتها الخليجية الأخرى بسبب المصالح الاقتصادية، لذا يرددون نفس الافتراءات التي يرددها الاعلام السعودي الطائفي المضلل ضد العراق.

فالملاحظ أن الاعلام السعودي الخليجي- البعثي الطائفي ما انفك يختلق الاشاعات المسمومة لدق الاسفين بين العراق وإيران، وآخر هذه الافتراءات على سبيل المثال، ما تردد من تصريح منسوب إلى الجنرال الايراني عطاالله صالحي بالقول: "ليس من حق العراقين منع الايرانيين من الدخول الى العراق لأن هذه الارض هي ارض اجدادنا وعلى العراقيين ان يفهموا هذا الشيء وعدم مجاراة الامة الإيرانية".
لا شك أن هذه الإشاعة هي صناعة سعودية- بعثية – طائفية قذرة، ولم تنشرها أية وكالة تحترم نفسها، بل نشرت عبر البريد الإلكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي. ولكن المشكلة أن عقلية العراقيين خصبة جداً لتقبل الإشاعات ومهما كانت سخيفة وباطلة، وينطبق عليهم المثل: "على حس الطبل خفَّن يرجلية".
ولما رفض السيد نوري المالكي الاستجابة لطلب أمريكا في معاداة إيران، والمشاركة في إسقاط حكومة بشار الأسد، وفشلت كل المحاولات لإزاحته ديمقراطياً عن طريق صناديق الاقتراع، خرجوا علينا بلعبة داعش، ومؤامرة احتلال الموصل ومن ثم الرمادي، وفذلكة حكومة المقبولية!. ولما كتبنا مراراً أن داعش هي صناعة أمريكية لتحقيق سياساتها في المنطقة، اتهمونا بالطائفية والتأثر بنظرية التآمر...!

في الحقيقة هذه ليست المرة الأولى تخلق أمريكا لنفسها و للعالم فرانكشتاين، الغول الذي افترس صانعه، فكما خلقت أمريكا القاعدة وطالبان في أفغانستان من قبل، وكان من عواقبها غير المقصودة، كارثة 11 سبتمبر، كذلك خلقت أمريكا داعش في العراق وسوريا ومن نتائجها الإرهاب في الدول الغربية بما فيها أمريكا مؤخراً. فتآمروا على العراق بداعش، وتركوه لوحده يحارب هذا الغول، بل و شنوا حملة تشويه ضد الحشد الشعبي، وراحت وسائل إعلامهم تردد كل ما يقدمه الاعلام السعودي الخليجي من افتراءات، بأن المالكي هو السبب الرئيسي لخلق داعش لأنه همش السنة والكرد في الحكومة، و أن الحشد الشعبي هو أسوأ من داعش، دون أن يسألوا أنفسهم: وماذا عن العصابات الإرهابية التي أعلنت ولاءها لداعش في الدول الأفريقية، مثل مصر وكينيا و نايجريا وتونس والجزائر، بل وحتى في فرنسا، فهل هناك تهميش للسنة في هذه الدول؟

لذلك، و بعد أن انقلب السحر على الساحر بمجزرة باريس الأخيرة، وما رافق ذلك من إحراج لأمريكا وحلفائها (دول الناتو)، وعلاقاتها الحميمة مع السعودية وقطر وتركيا، الدول الراعية لداعش، وبات النصر العرقي قاب قوسين أو أدني، تحاول أمريكا الآن الدخول في الحرب ضد داعش بإرسال ما يسمى بالقوة الجديدة(2). والمقصود بالقوة الجديدة هو إرسال قوات أرضية مؤلفة من قوات أمريكية وخليجية إلى العراق، قد يصل تعدادها إلى مائة ألف. وما اللقاء الأخير بين الملك السعودي سلمان ابن عبدالعزيز، ورئيس الإقليم الكردستاني (المنتهية ولايته) مسعود بارزاني إلا للتنسيق والتحضير لهذه المهمة.
والسؤال هو: لماذا الآن كل هذا التحرك، بينما كانت أمريكا تمتنع عن مساعدة العراق حتى بمده بالأسلحة والطائرات المقاتلة ف16 التي اشترتها منها الحكومة العراقية ودفعت أثمانها الباهظة بمليارات الدولارات مقدماً منذ أكثر عامين؟
الأسباب معروفة وعديدة، أولاً، بعد أن حققت القوات العراقية والحشد الشعبي، الانتصارات الرائعة على فلول داعش، تحركت أمريكا للمشاركة في هذه الحرب لسرقة النصر من العراقيين الذين دفعوا التضحيات الباهضة، وإعطاء انطباع أنه لولا التدخل الأمريكي لما تحقق النصر على داعش. وثانياً، لتبديل داعش بقوات أخرى (مؤلفة من القوات الأمريكية والخليجية) تأتمر بأوامر أمريكا في المحافظات السنية، وتخلق إقليماً سنيا مستقلاً عن الحكومة المركزية في بغداد على غرار حكومة الاقليم الكردستاني، وبذلك تتمكن أمريكا من التعامل مع الاقليمين، السني والكردي، كدولتين مستقلتين في العراق، خاضعتين لها خضوعاً تاماً، وبالتالي تفرض سياسة الأمر الواقع على بغداد. وتبقى علاقة هلامية شكلية بين هذين الإقليمين (الدولتين)، و الحكومة المركزية في بغداد، لضمان حصول الاقليمين على ثروات العراق، أو بالأحرى ثروات الجنوب، إضافة إلى حصتهما في الحكومة الفيدرالية التي لا حول لها ولا قوة، ولا أي دور لها في حكم الإقليمين، بل للإقليمين الدور الكبير في حكم الوسط والجنوب.

خلاصة القول: ليس من مصلحة العراق معاداة أمريكا، ولا معاداة إيران. وليس من مصلحة أمريكا وإيران استمرار العداء بينهما ليكون العراق ضحية هذا العداء. أما السعودية والدول الخليجية الأخرى وتركيا أردوغان، فهي مصابة بالهوس الطائفي، والغرور، واللعب بالورقة الطائفية لأغراض سياسية قذرة لا بد وأن ينقلب عليهم السحر، ولا علاج لها من هذا الداء إلا إذا أرادت أمريكا ذلك، فمصير هؤلاء بيد أمريكا وحدها.
وما تخططه أمريكا لإرسال قوات جديدة إلى العراق لمحاربة داعش تشارك فيها قوات خليجية، فهي مؤامرة خطيرة وكارثية، لأنها في نظر العراقيين، وهم على حق، لا تختلف عن داعش في تركيبتها وأيديولوجيتها وأغراضها. لذلك فهو مشروع باطل، وما بني على باطل فهو باطل، وعواقبه وخيمة على مدبريها. لذلك نهيب بكل السياسيين الوطنيين الشرفاء الوقوف بوجه هذا التآمر الأمريكي- الخليجي لإفشاله. فالنصر على داعش بات قريباً على أيدي قواتنا المسلحة الباسلة والحشد الشعبي الباسل، ويجب أن لا نسمح بسرقة النصر منهم.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــ
روابط ذات صلة
1- د.عبدالخالق حسين: محنة العراق بين أمريكا و إيران في مواجهة الإرهاب
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=802

2- مسؤولون: أمريكا لم تتفق مع بغداد بعد على تفاصيل دور القوة الجديدة http://www.akhbaar.org/home/2015/12/202628.html

3- The New York Times: Saudi Arabia, an ISIS That Has Made It
http://www.nytimes.com/2015/11/21/opinion/saudi-arabia-an-isis-that-has-made-it.html?_r=0

4- MIKE WHITNEY: Ankara: the New Capital of Jihad
http://www.counterpunch.org/2015/08/20/ankara-the-new-capital-of-jihad/



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان يلعب بالنار
- هل حزب البعث فاشي؟
- الغرب يدفع ثمن تغاضيه عن جرائم السعودية
- في وداع الدكتور أحمد الجلبي
- هل حقاً أعتذر بلير عن إسقاط صدام؟
- إزدواجية الغرب مع الإرهاب
- محنة العراق بين أمريكا وإيران في مواجهة الإرهاب
- إلى متى يسكت الغرب عن جرائم السعودية؟
- الشعب التركي يدفع ثمن إرهاب أردوغان
- الضربات الروسية لداعش تثير هستيريا الغرب
- الإرهاب هو الجزء الرئيسي من حروب الجيل الرابع
- في وداع الدكتور محمد المشاط
- السعودية ترفض اللاجئين لكنها تبني لهم 200 مسجد في ألمانيا
- حول القرار البرلماني بحجب المواقع الإباحية
- فوز كوربين زلزال سياسي في بريطانيا
- معضلة الفساد في العراق
- من المسؤول عن مأساة السوريين الفارين إلى الغرب؟
- البديل عن حكومة الطوارئ
- مناقشة هادئة مع دعاة حكومة الطوارئ
- حذار من تحريف التظاهرات عن أغراضها المشروعة


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - مخطط لسرقة النصر من العراقيين