أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موسى راكان موسى - شعوذة إقتصادية (2)














المزيد.....

شعوذة إقتصادية (2)


موسى راكان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 01:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




(( حين الحديث عن الإقتصاد ، فنحن لا نتحدث عن الشيطان أو الله )) ــ هم كثير من لن يجد مانعا من الإقرار بذلك ، إلا أن معظمهم إن لم يكن كلهم ، يتعاطون بالإقتصاد كما لو أنهم يتحدثون عن مطلق شرير و مطلق خيّر ؛ و بما أن الإقتصاد من الأمور الدنيوية في نظر المثاليات [ بشكل عام ] ، فنزعة شيطنة الإقتصاد هي التي تسود ، في المقابل هناك طرف مُستضعف ، لكنه رغم ضعفه إلا أنه مطلق الخير .

نأتي في هذا الجزء لتناول { بارانوئية الإقتصاد } ؛ فما الذي تعنيه { بارانوئية الإقتصاد } ؟! .
البارانوئية هنا نعني بها فهما مبنيا على وجود ثلاث ركائز مترابطة :
1. الطرف الشرير ؛ و هو مطلق القدرة .
2. الطرف المُستضعف ؛ و هو مطلق الخير .
3. الإقتصاد ؛ و هو يمثل دور الأداة و العجينة ، للطرف الشرير ــ بالكاد ينازعه عليها سيزيف الخير [ المهدي الذي ينتظره الفقراء و الضعفاء ] ! .

هذا الطرف الشرير قد يكون ( اليهود ) ، أو ( عائلة روتشيلد ) ، أو ( الماسونية ) ، أو ( أصحاب القرار و السلطة في أمريكا ) ، أو خليط منهم جميعا ، أو شيء آخر [ هناك من يعتقد أن هذا الطرف هي السعودية ! ] ــ أما الطرف المُستضعف ؛ فهو البارانوئي صاحب هذا الفهم ، بغض النظر عن الإنتماء الذي يعتقد الإنتساب إليه [ يساري ، إسلامي ، ... إلخ ] .

أما حديث البارانوئي عن الإقتصاد ، فيختزله في معنى واحد : كن فيكون ! ــ كما لو أن الإقتصاد ليس إلا أداة سحرية تُستخدم بشكل مطلق دون أي قيود ، أو عجينة تُعجن لتكون في أي هيئة يقررها الخالق المطلق ! .

* لا نحتاج لكثير من يقظة الوعي لإدراك مدى بؤس هذا الفهم ، لكننا نحتاجه لتحديد ملامح هذا الفهم في التحاليل و التفاسير التي يتم تقديمها ــ طرف شرير و طرف مُستضعف و إقتصاد كن فيكون ؛ فإلى جانب عقائدية كامنة في هذا الفهم ، فهو فهم مشوه للإقتصاد .

الإقتصاد و قوانينه ليست شيء يتم التحكم به من قبل أحدهم ، كما لو كان إلها مطلقا ــ فالإقتصاد في النهاية ليس منفصلا عن الكل الإجتماعي ، فالكل الإجتماعي منخرط فيه بطريقة أو بأخرى ؛ إنتاجيا أو طفيليا .

ليس بمُستبعد الإتهام بالتسويق لما يُسمى علم الإقتصاد البرجوازي ، بسبب تسليط الضوء على هذه البارانوئية ؛ إذ أن الطرح يبدو كما لو أنه يُحيّد الإقتصاد في الكل الإجتماعي ــ هذا صحيح نوعا ما ، الإقتصاد نفسه محايد ، كما أن تلك الشجرة التي يستظل بها البعض محايدة بذاتها ؛ لكن هذا الإقتصاد البناء القائم إرتباطا بالكل الإجتماعي تعتمل فيه أطراف ، صحيح أنها تنزع للصراع بحكم نزعتها للقوة ، لكنها تنزع إليه ضمن { الإقتصاد البناء القائم إرتباطا بالكل الإجتماعي } ، و ليس من خارجه : على عكس البارانوئية التي يكون فيها كِلا الطرفين [ الشرير و المُستضعف ] خارج { الإقتصاد البناء القائم إرتباطا بالكل الإجتماعي } .



#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعوذة إقتصادية (1)
- القوة - السلعة و الخدمة
- القوة - النقود
- القوة - الجهد المبذول [ قوة العمل ]
- القوة - الجمهور و الجماعة
- تصفية الشهداء
- القوة - كونك ماركسي
- كونك ماركسي 2
- كونك ماركسي
- مغالطات مُتداولة .. العامل المُنتج هو بروليتاري
- القوة - الجنس
- شيء عن الإيديولوجيا
- القوة - الضعف و العبودية
- القوة - الثقافة
- القوة - الإيمان و الإلحاد
- من ثروة الأمم الزيرجاوية إلى أسانيد المانفيستو النمرية
- مغالطات مُتداولة .. الإنتاج السلعي هو رأسمالي
- وهم تحرر الإنتلجنسيا .. المنهج الشحروري : أيصمد أم يصمت ؟!
- دراسات (Derasat) .. و دراستها لإيران
- دراسات (Derasat) .. أربع مقالات للدكتور خالد الرويحي


المزيد.....




- حادث غريب يفضح سائقًا ويورطه مع الشرطة.. والصدمة مما وجدوه ف ...
- برج جديد في دبي بكلفة 1.6 مليار دولار يجسد الطموح العقاري نح ...
- هل تتحدث أثناء نومك ولا تعرف ما الأسباب؟
- بعد وقف برنامج جيمي كيميل.. ترامب يقول إن شبكات البث تخاطر ب ...
- هيندل يؤسس حزب -الاحتياط- في إسرائيل: خدمة إلزامية ولجنة تحق ...
- المتظاهرون يتجمعون في القدس مطالبين بإنهاء الهجوم على غزة
- المتظاهرون يتجمعون خارج استوديو جيمي كيميل بعد تعليق العرض
- توقيف مشتبه به في هجوم باريس 1982.. وماكرون يشيد بتعاون السل ...
- برلين تجدد عزمها -إصلاح- دولة الرفاه وسط صعود المعارضة الشعب ...
- ماكرون: الاعتراف بدولة فلسطينية هو -أفضل طريقة لعزل حماس-


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موسى راكان موسى - شعوذة إقتصادية (2)