أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - بين -غاندي- و -شكري بالعيد-














المزيد.....

بين -غاندي- و -شكري بالعيد-


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5056 - 2016 / 1 / 26 - 01:30
المحور: الادب والفن
    


ـ كيف لي ان اصدق ان المهاتما "غاندي" قد اخرج الانكليز من الهند بالنضال السلمي؟ أليس في الامر اكذوبة او اختراع سمفونية مغايرة لإيقاع التاريخ ذات لون هندي خرافي؟
ـ كان نضالا سلميا. نضال داست فيه احذية الجنود الانكليز المتحضرين على رقاب آلاف الهنود الحقيرين، حتى استيـقـظت الانسانية في ضمير المحتـل فترك البلاد و هرب من فضائعه و ذكريات خزيه. رأى في الموت قمة الانسانية و في انـفـسهم قمة الوحشية و البربرية. الانسان وحده هو الكائن الوحيد الذي بإمكانه ان يختار موته. الكائن الوحيد الذي بإمكانه ان يقـرر ابتلاع الموت في جوفه كإلاه من اجل اثبات كونه انسانا.
ـ ألم تـقـل انه نضال سلمي من اجل الحرية؟
ـ ما هي الحرية غير النضال المستميت لأجل افـتـكاك اعتراف الآخـر المتـفوق بك؟ الآخـر السيد الذي يحتـقرك تحوله الى الاعتراف بك كانسان و ليس كبربري او حيوان يأكل و يروث..
ـ تريد ان تـقول ان "شكري بالعيد" استمد فكرة النضال السلمي من المهاتما "غاندي"؟
ـ ربما. المؤكد لدي انه يقصد النضال من اجل ان نكون انسانا يعني من اجل الحرية لأنه لا انسان إلا ككائن حر. الحرية الخالدة، الحرية العظيمة و ان لم يكن تحـقـقها إلا بموتـنا البـيولوجي.
ـ و لكن كيف يكون النضال من اجل الحرية بدفع الاموال لبعض المحتجين لدفعهم الى الحرق و الضرب؟
ـ طبعا لا يمكن.
ثم ضحك كليهما.
ـ انت تعني ما ورد من شهادة زور في برنامج "لمن يجرؤ فقط" حول دفع الجبهة الشعبية للأموال لأجل الحرق..
ـ انا اعني ان أعـداء الحرية بما فيها حريتهم قد فضحوا انـفـسهم. انهم عاجزون عن التصديق ان في هذا الوطن يوجد انسان. يؤلمهم هذا الاكـتـشاف كثيرا. اتعرف لماذا؟ لأنهم هم سيرون انفـسهم حقيرين بوضوح. يقلق مضجعهم ان في نفس الوطن اناس آخرون أحرار بالفعل و بالتالي جديرون بالإنسانية اي جديرون بالحياة الحقيقية كحق و خير و جمال. مقارنة بالأحرار يرون وجوههم القبيحة و زورهم و عبثية وجودهم بأكمله و تيهانهم الكبير. ما أقـصى هذا الاكـتـشاف. لكن جرعات اخرى قـليلة من رقصات الحرية ستجعلهم يقبلون بواقع دونيتهم انسانيا و بالتالي سيقرون بهزيمتهم امام الاحرار. التاريخ الانساني يسير قدما نحو الحرية حبـيـبي..
ـ اذن فهي شهادة معكوسة. شهادة على من دفع اجر الحرق فعلا. من دفع و من خطط لتـشويه النضالات السلمية من اجل الحرية.. انهم جميع من ترعبهم رؤية عبوديتهم و حقارتهم لان اسلوب دفع الاموال هو من شأن عبيد الاموال اما الاحرار فيعبدون الله وحده لا شريك له. المعركة هي بين عبدة الدولار و عبدة الله...
ـ ألم يكن الاجدى ان يعتبروا الاحداث الاخيرة فرصة لليقظة قبل الطوفان الذي سيجرف الجميع.. اليس الاجدى ان يتجه الجميع الى بناء سفن نوح لإنقاذ الوطن و البلاد و العباد من الطوفان؟
ـ اوه يا وذني.. هؤلاء سكان الكهوف.. اشد ما يرعبهم هو اشراقة الشمس و اطلالة القمر البهي..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحبة من مهب الثورة
- الأفق التونسي المراوغ
- سؤال بناء الوعي في عالم متحرك
- الطائر التونسي المسلوخ
- الفردوس و الديناصور
- الروح في عالم الزبالة
- انقضاء السنة الداعشية
- تموت الحرية حين لا تقرع اجراسها باستمرار.
- ما أنا إلا أبي
- الجمالي السياسي التونسي
- من رعود -شكري بالعيد- الى سيدني
- بين الدائرة الجهنمية و المائية عالميا و عربيا
- القيامة السعودية
- برامجنا تعليمية ام تجهيلية
- لمن تبكي سيدي الرئيس؟
- في مواجهة اوكار الارهاب الممتدة
- اسقاط المقاتلة الروسية في تونس
- ما وراء احداث باريس
- عمال صفاقس يؤكدون الثورة
- اتحد يا يسار العالم


المزيد.....




- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...
- جود لو يجسّد شخصية بوتين.. عرض فيلم -ساحر الكرملين- في فينيس ...
- الآلاف يتظاهرون تضامنا مع غزة على هامش مهرجان البندقية السين ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - بين -غاندي- و -شكري بالعيد-