أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيثم بن محمد شطورو - سؤال بناء الوعي في عالم متحرك














المزيد.....

سؤال بناء الوعي في عالم متحرك


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 21:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما من شك ان جل ما يحدث حولنا هو في نهاية الامر مشهد يأخذ مكانا في ثـنايا وعينا المتموجة بدورها و المتـنـقـلة في حركة سالبة موجبة في نفس الوقت. هذا الوعي لا يمكن تـتبعه إلا في اطار حركته المستمرة، و بالتالي حين نحدد هذه القاعدة في اطار الحركة البشرية يمكننا تـفهم مجمل التغيرات الممكنة و الضرورية و المصطنعة و الزائفة و الحقيقية. هذه الحركة تـتمازج فيها الثـنائيات و اهمها ثـنائية الزائف و الحقيقي فكل منهما يحمل اخره بدرجة معينة.
فمن الخلل الواضح في واقع متحرك ان تـنظر بعين ثابتة في نقـطة معينة و تـقود نفسك الى التمسك بالملاحظة الاولية او التي تليها كما تمنع منظارك في الذهن من الحركة نحو الزوايا الاخرى. في الحقيقة انك تغالط نفـسك بذلك و تهيؤها لإطلاق حكم مغاير للواقع. اي تكون بصدد بناء وهمك و ليس حقيقـتك بما ان بناء مفهوم ما على موضوع هو بناء مفهوم عن الذات بطريقة انعكاسية مباشرة، ذاك ان العالم انا و انا هو العالم، و حين تبني مفهوما زائفا و واهما عن العالم فانك تبني نفسك ككائن زائف وهمي.
فالشجرة في مكانها ثابت و لكن ضلها متحرك، كما ان النقطة التي تركز عليها ناظريك هي بدورها متغيرة لكن دون امكانك تلمس تغيرها. فكل شيء في حركة دائمة، و مثلما قال الفيلسوف اليوناني "هيرقليط" لا يمكنك السباحة في نفس النهر مرتين لان الماء يجري باستمرار.
و انها اشكالية انسانية تـتماس مع المأزق الانساني الكبير او "الوعي الشقي" حسب التوصيف الهيغلي، و هو كيفية ربط العلاقة بين النهائي و الانهائي. فالنهائي في لحظة ما اي المتعين بشكل ما و بوصف ما و بطبيعة ما هو متغير الى وصف و تـشكل و طبيعة مغايرة بالضرورة، و النهائي في كلتا الحالات له وجود و لكنه متحول على اساس لانهائيته في جوهره و عمقه.
و من هنا فانه اذا اردنا فعلا ان نكون دائما في حالة يقظة فكرية فانه يتحتم علينا ضرورة ان نقبل بهذه الحركة الدائبة بين النهائي الى نهائي غيره مع ربطه بالانهائي في عمق التحولات. فالبذرة التي ندفنها في الارض تحمل في جوهرها كلية الشجرة و صورتها النهائية، و لكنها تموت كبذرة في شكلها و توصيفها لتـتحول الى نبتة و التي بدورها تموت كنبتة شيئا فشيئا حتى تكون شجرة و الشجرة هي صورة البذرة و النبتة و حركتهما الدائبة نحو اكتمال صورتها المجسدة. و هذا المثال المذكور هيغلي و من خلاله يمكننا تحديد منهج عام لرؤية التغيرات التي حولنا و بالتالي نمسك بالعالم من حولنا و الذي يغدو حين تعقـله اي قبوله فكريا في الوعي اي بناء قـناعة ممتلئة، فان المايحدث يغدو دمنا و فرحنا و حزننا، و من جهة اخرى نتمكن من بناء وعي منفتح يتجه نحو الكلي فيخرج عن الجزئي و ينقض نفسه من التجزؤ و الضياع و الاندثار بين الاحداث الجزئية. ان الارتباط بالكلي او بالصورة النهائية لتكون الشيء هو وحده يجعلك كائنا فاعلا بحق و متجسدا بحق في حركة العالم. انك بذلك تخرج نفسك من النهائية او الوجود الضئيل الى ان تكون العالم و تصنع العالم.



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائر التونسي المسلوخ
- الفردوس و الديناصور
- الروح في عالم الزبالة
- انقضاء السنة الداعشية
- تموت الحرية حين لا تقرع اجراسها باستمرار.
- ما أنا إلا أبي
- الجمالي السياسي التونسي
- من رعود -شكري بالعيد- الى سيدني
- بين الدائرة الجهنمية و المائية عالميا و عربيا
- القيامة السعودية
- برامجنا تعليمية ام تجهيلية
- لمن تبكي سيدي الرئيس؟
- في مواجهة اوكار الارهاب الممتدة
- اسقاط المقاتلة الروسية في تونس
- ما وراء احداث باريس
- عمال صفاقس يؤكدون الثورة
- اتحد يا يسار العالم
- الاحتمال المفقود في هجمات باريس
- - حمه الهمامي- ، الزعيم النبيل
- اللحظات الحتفية على عتبات المطلق


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيثم بن محمد شطورو - سؤال بناء الوعي في عالم متحرك