أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - تموت الحرية حين لا تقرع اجراسها باستمرار.














المزيد.....

تموت الحرية حين لا تقرع اجراسها باستمرار.


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5027 - 2015 / 12 / 28 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرية كلية شاملة و بالمحسوس هي جسد واحد ان اشتكى منه عضو تداعت له بقية الاعضاء. من يدعون فصل الحرية السياسية في اشكالها السلطوية عن الحرية الاجتماعية في اشكالها العدالتية عن الحرية الفردية في اشكالها التعبـيرية انما يعادون الحرية كلها. الوطن الحر هو مجموع هذه الحريات في تآلفها و انسجامها و تعبـيراتها المختـلفة.
انك تجد اي سلطة في الكون لا تـفكر إلا في خلق ثغرات أو حفر في مساحات الحرية لتـتـسع شيئا فشيئا و لتـنـقض عليها. عقـلية ذكورية عدوانية استحواذية غرائزية حيوانية فاعلة في الديمقراطيات المعنونة بالديمقراطيات فما بالك ببلد كتونس يخط خطواته الاولى في الحرية.
بين الحين و الآخر تـقوم السلطة السياسية بأعمال هزلية مقيتة فاضحة و غير اخلاقية. الاخلاق هي احترام الانسان للإنسان. من يتجاوز الاحترام فهو ليس بإنسان و انما غرائزي اي سافل بمعنى الاتجاه الى الاسفل و ما يتداعى من خلاله من عوالم مظلمة.
في الفترة الاخيرة قامت دورية من الشرطة في منطقة بن عروس في تونس العاصمة بإيقاف بعض سيارات النقل العمومي، لتطلب من الركاب النـفخ ليتـثـبتوا من الاستعمال او عدمه لمادة الزطلة المخدرة. لو كان الامر حق يراد به باطل لكان أهون و لكن القانون المرقم بـ 52 الذي يعاقب مستهلك مادة الزطلة و هي نوع خفيف جدا من المخدرات بسنة سجن، قام النظام النوفمبري بسنه ليداري فضيحة اخ الرئيس الذي قـتـلته المافيا كتاجر مخدرات متورط له مشاكل مالية معهم، و من جهة اخرى ليمرر تسلطه على الشباب. هذا القانون راح ضحيته عديد الشباب. هذا القانون اعطى للسلطة مشروعية حرمان عديد الطلبة من الوظيفة العمومية. هذا القانون استعمله النظام النوفمبري ليورط بعض خصومه السياسيـين. هذا القانون يزج بآلاف الشباب اليوم بين الجدران الرصاصية اللون للسجون. هذا القانون يساهم في ادخال الابرياء اخلاقيا ليشوهوهم و يتمدرسوا في السجون على الجرائم. هذا القانون استهداف للشباب و لحريته.
ما معنى ان تـتـدخل السلطة في علاقة الانسان بنـفـسه؟ لا تملك السلطة اي مسوغ لذلك. هل هي اب ام مازالت تحلم او تحكم بمنطق الوصاية على القصر. ليكن موقـفي الشخصي رافضا لاستهلاك المخدرات و لكن ماذا يهمني في مستهلكها. انه حر. يقول ان اساريره تـنـفرج و انه يشعر بنفـسه يتصاعد الى السماء. الارض كريهة لديه و هو محق في وضعه المحاصر بين الفقر و الضجر في بلاد باهتة ميكانيكية لا تشتعل بحياة ثـقافية ممتعة. حتى الثـقافة معلبة في اشكال لا روح فيها. الكتاب الذي يسافر بك في الزمان و المكان لم يعلموه ان يعشقه، و الحي الذي يسكن فيه منعدمة فيه سبل التضامن و العمل الجماعي الذي يشغل الوقت و يخلق قضية تصل الانا بالآخر في روحية شبه مقـدسة.
مازالت السلطة في بعض زلاتها السخيفة تسقط في كـشف وجهها المعادي للكرامة الانسانية و الحرية. السلطة برغم الدستور الجديد إلا انها تـفكر بمنطق التسلط على الحريات باسم النظام. النظام في ذاته يطرح عدة اسئلة جوهرية و عميقة. اي نظام و على اي اساس؟ ثم في الممارسة اليومية للسلطة الى متى هذا الاستهتار بالحريات الشخصية؟ ما معنى ان تـنـتهك الشرطة حرمة مسكن بدعوى ان به ممارسة للشذوذ الجنسي؟ ما دخل الدولة في ذلك ان لم يكن في الفضاء العام؟ ما دخل الدولة ان كان المزطول لم يتسبب في تعكير صفو الامن و النظام؟
من الاكيد ان الاجابة واضحة في الدستور التونسي الذي ينص على حرية الاشخاص في السلوك و الضمير. اما السلطة التي تـنـتهك الدستور بين الحين و الاخر فهي كذلك مازالت صدى للاستبداد. لم تخلق بعد فلسفة و فكر جديد للسلطة. الدستور و القوانين وحدها لا تكفي. الفكر الذي يقـلب الاشياء في مكامنها هو الحل الجذري. لكن الى حين شيوع و انشداد الجمهور الى رقصات الفكر النارية، فالاحرى ان تـقرع اجراس الحرية بين يوم و يوم...



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أنا إلا أبي
- الجمالي السياسي التونسي
- من رعود -شكري بالعيد- الى سيدني
- بين الدائرة الجهنمية و المائية عالميا و عربيا
- القيامة السعودية
- برامجنا تعليمية ام تجهيلية
- لمن تبكي سيدي الرئيس؟
- في مواجهة اوكار الارهاب الممتدة
- اسقاط المقاتلة الروسية في تونس
- ما وراء احداث باريس
- عمال صفاقس يؤكدون الثورة
- اتحد يا يسار العالم
- الاحتمال المفقود في هجمات باريس
- - حمه الهمامي- ، الزعيم النبيل
- اللحظات الحتفية على عتبات المطلق
- العنف و العاطفية
- بؤس الغد على وجوه الأطفال
- ورطة اسرائيل
- حكمة الزعيم بورقيبة
- العداء التركي للعرب


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - تموت الحرية حين لا تقرع اجراسها باستمرار.