أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 2/10















المزيد.....

مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 2/10


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5029 - 2015 / 12 / 30 - 10:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 2/10
ضی-;-اء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
الجزء الثاني (أو التكملة) من مناقشة د. صادق إطيمش لكتابي:
لقد وصل الأمر بكمال إله التنزيه هذا بحيث أنه تجاوز النسبية، ليقع في محيط المطلق. فإذا علمنا من خلال كل الأبحاث العلمية بأن هذا المطلق لا وجود له البتة على أرض الواقع المعاش، ولا يخضع لواجب الوجود، لأصبح الأمر مطابقاً لما عبر عنه بعض الفلاسفة، بأن الحقيقة المطلقة الوحيدة الواجبة الوجود، هي عدم وجود حقيقة مطلقة. لذلك فإن التعامل مع هذا الإله المطلق لا يساعد على حسم الإيمان بواقعية الوجود المحسوس، بل بالعكس فإنه يقود إلى الاعتراف بالوجود المثالي، الذي سبق وأن رفضته على الصفحة 43 من الكتاب.
الحياة الأخرى التي تفضلت بطرح تفاصيلها على الصفحة 126، تثير شجوناً يمكن الاستغناء عنها في تفكيرنا اليومي، وتوجيه هذا التفكير لأمور أخرى في حياتنا هذه، والتي هي أهم بكثير من الحياة الأخرى التي تتبناها بعض الأديان، بما فيها دين التنزيه. وتتجلى مسألة عدم أهمية التفكير بمثل هذه الحياة، من خلال تحديد الأديان التي تؤمن بها لمقاييس مختلفة لما تسميه الثواب والعقاب في تلك الحياة الأخرى، وإناطة هذا العمل المرهق والمزعج في نفس الوقت بنفس ذلك الإله المسكين، الذي تضيف له الأديان وزراً آخراً لا طاقة له على تحمله. لماذا العقاب والثواب؟ وهل وضع هذا الإله المطلق أسساً ثابتة للثواب والعقاب، وجعلها مقياساً للحساب الذي يجريه مع جميع مخلوقاته؟ أم إنه نتقائي في حسم مثل هذا الأمر بين المخلوقات؟ أعتقد بأن مثل هذه الأمور المثالية الغيبية، التي لا يمكن أن نضعها ضمن الممكنات العقلية، لا تساعد الكثيرين على التعمق في فحوى هذه الدنيا التي يعيشونها الآن، والعمل على تسييرها وفق ما تتطلبه الحياة الإنسانية، ناهيك عن توظيف فكرة الحياة الأخرى بثوابها وعقابها بما يشبه تنويمة الجياع.
نعود إلى مسألة النبوة التي تقول عنها على الصفحة 132، بأنها ليست من الممتنعات العقلية، بل من الممكنات. لا أعتقد بأنك تقصد النبوة التي يدعيها الشخص بذاته، دون أن ينسبها إلى مُرسِل غيبي، كالنبوة التي ادعاها المعري مثلاً. بل إن وصفك لهذه النبوة يحوم حول الرسالة الإلهية التي يحملها هذا النبي. لا أدري كيف يمكن اعتبار هذه النبوة الإلهية بأنها ليست من الممتنعات العقلية، وهي ترتبط دوماً، وعند كل الأديان، بالعلاقة بين الإنسان (النبي) وبين كائن ممتنع الوجود عقلياً، وهو الوحي الملائكي. فالملائكة تقع ضمن الممتنع العقلي لدى العلم الحديث، والذي لم يستطع الفكر الديني من توفير أبسط مستلزمات إمكانية وجودها فعلاً. وحتى لو انطلقنا من كون النبوة والوحي الملائكي يقعان ضمن ممكن الوجود، فإنهما والحالة هذه غير واجبي الوجود. وهذه القناعة بعدم وجوب وجود النبوة، تقود الإنسان الذي يوظف عقله لتحليل الدين، أي دين، إلى التمسك بما هو موجود فعلاً، والاهتمام به، دون أن يبذر وقته، وينهك أعصابه، بالتفكير بشيء ليس واجب الوجود. وهنا ينصب الاهتمام على الخالق المحسوس، وكل ما يترتب عليه من حياة وموت وتطور وبقاء، وليس على ذلك الخالق المثالي الغير واجب الوجود، وكل ما ألصقه به الإنسان من صفات وأعمال. لذلك فإنني لا أرى ما تراه حول رجاحة ثبوت النبوة والوحي (ص136)، بل بالعكس من ذلك. وما يقال عن النبوة، يمكن انعكاسه على الكتب التي جاء بها الأنبياء، والتي لم يثبت لحد الآن إن مصادرها غير الفكر البشري، الذي أنتجها في حقبة معينة من الزمن. وفي هذا المجال لا يسعنا اعتبار "المقولات الدينية الغيبية من الممكنات العقلية" ص 137، وذلك لأن الغيب الديني لا يدخل ضمن الممكن العقلي. فحينما نقول مثلاً إن هناك بيتاً من ذهب، فإننا قد نُدخل وجود هذا البيت ضمن الممكنات العقلية، حتى وإن لم نرَ هذا البيت. ولكننا حينما نقول إن بيت الذهب هذا معلق في الهواء، ولا أساس له على الأرض أو ما على الأرض، فإن ذلك لا يدخل ضمن الممكنات العقلية. وكذلك يمكننا التعامل مع الغيب الديني، الذي لا علاقة له بالممكن الفعلي الذي يدركه عقل الإنسان، حتى وإن لم تدركه حواسه الأخرى. الغيب الديني، من وجهة نظري، هو طريق هروب الفكر الديني من مواجهة استفسارات العقل الإنساني لما جاء به هذا الفكر.
على الصفحة 195 جاء النص التالي: "فإن القرآن بحق، وبدون تحيز، وبدون تكلف في التأويل لا يشمل على آية أو جزء آية، يتعارض مضمونها مع الحقائق العلمية المكتشفة [بشكل واضح وغير ممكن التأويل، ولكن هناك ما يكفي من شبهات التعارض]". ألا تعني شبهات التعارض (وأعتقد بأنك تقصد التعارض مع العلم) اختلافاً؟ ومع ذلك فهناك بعض الأمثلة الواضحة التي يمكن إيرادها حول اختلاف بعض النصوص القرآنية مع حقائق العلم. منها مثلاً ما ورد في سورة "المؤمنون" الآيات 12ـ 14، والمعروف علمياً إن العظام لا تتكون أولاً، ثم يكسوها اللحم، كما جاء في النص القرآني، بل بالعكس، حيث يتكون اللحم، ثم تتكون العظام في داخله. أو ما جاء في سورة المائدة 60 التي تنص على إن الله خلق القردة والخنازير من الإنسان، بعد أن حول مَن غضب عليهم إلى هذه الحيوانات. وهذا بالعكس تماماً من كل معطيات البحوث العلمية، بما فيه الدارونية. ولو اردنا التعمق في هذا الموضوع، لوجدنا الكثير جداً من تناقض بعض النصوص القرآنية، لا مع العلم نفسه، بل ومع بعضها البعض أيضاً.
في الحقيقة يمكن اعتبار المواضيع التي جاءت بعد الصفحة 181، وحتى نهاية هذا المؤلف القيم، بأنها تدور حول موضوعة أساسية واحدة، تتمحور حول مفهوم الله، أو الخالق، من خلال مذهب سميته المذهب الظني، الذي أنتج لاهوتاً جديداً سميته "لاهوت التنزيه"، والمعني به نفس عنوان الكتاب، بتحرير الله من أسر الأديان، والتعامل معه من خلال فضاءات العقل.
إن تعليقي هنا يتمحور حول مدى نجاحك في بلورة مفهوم النص في عنوان الكتاب، من خلال محاولتك تحرير الله من أسر أديان التنزيل، لتضعه في أسر دين آخر سميته، بلاهوت التنزيه، بكل ما ارتبط به من عبادات، حتى وإن اعتبرت هذه العبادات طوعية، خاضعة لقناعة المتدين، وليس لها أي مفهوم قسري. الدين دين، طالما ارتبط بمفهوم الغيب التعجيزي، وبعبادات وصفها مفكر مرموق اسمه أميل دويركهايم بالطوطمية. وأرغب أن أنقل لك، بهذا الخصوص، النص التالي من مقالة للكاتب دانيال بالز، وردت تحت عنوان: المجتمع والمقدس: أيميل دوركايم، في مجلة (العقلاني)، العدد الثالث، يوليو 2015، صادرة عن مركز الدراسات النقدية للأديان، وعلى الصفحات 95 ـ 96 من المجلة:
(كل هذه النظريات تذهب إلى أن الدين ببساطة عبارة عن غريزة طبيعية مركبة في الجنس البشري. إن الافتراض هو أن البشر قد ابتدعوا في كل الثقافات أنظمتهم العقائدية، كاستجابات منطقية للعالم، كما يواجهونه. وأبرز هذه النظريات الطبيعية لفريدرش ماكس مولر وأرواجيه تايلر. ولقد رأى مولر إن الناس بدأوا الإيمان بالآلهة، عندما حاولوا وصف أجسام الطبيعة وأحداثها الكبرى، مثل الشمس والسماء والعواصف. أما تايلر فقد رأى إن الإيمان بالآلهة نشأ من فكرة الروح. ولقد لاحظ دوركايم إن هذين المفكرين كانا في غاية الطموح، عندما قاما بصياغة هذه الأفكار. لقد افترضا أن المجتمع البشري قد مرَّ بعملية تطور طويلة، وحاولا بعدها أن يسافرا للماضي، ليتخيلا أفكار ومشاعر الإنسان الأول. إلا إن هذا المشروع مشروع مستحيل. فإن أردنا حقاً أن ندرس الدين دراسة علمية، فإننا لا نستطيع الاعتماد على التخمينات المتعلقة بأفكار الإنسان الأول في فجر التاريخ. وبدلاً من ذلك يجب أن نبحث عن "الأسباب ذات الوجود الدائم"، التي يستند عليها الدين، الأشياء التي تدفع البشر في كل زمان ومكان للإيمان وللتصرف وفق أساليب دينية. ....... إن الدين المرتبط بأبسط نظام اجتماعي موجود، من الممكن أن يعتبر "أكثر دين أولي من الممكن أن نعرفه"، وإن استطعنا أن نفسر هذا الدين، فإن هذه ستكون نقطة البداية لتفسير كل الأديان. عندها ستتوفر لنا "الصورة الأولية" للدين.)
ارجو أن لا أكون قد أطلت عليك بهذه الملاحظات، التي أرجو أن تجد فيها ما يستحق النقاش، وتقبل مودة أخيك
صادق إطيمش



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 1/10
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 30
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 29
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 28
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 27
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 26
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 25
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 24
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 23
- تركيا - روسيا - فرنسا - سوريا - داعش
- مع مقولة: «الدولة المدنية دولة كافرة»
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 22
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 21
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 20
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 19
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 18
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 17
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 16
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 15
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 14


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 2/10