أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 29















المزيد.....

ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 29


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5023 - 2015 / 12 / 24 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المؤتمرات الفكرية والسياسية في المهجر
أثناء عقدَي ما قبل السقوط في المهجر، ولاسيما من بداية التسعينيات، دعيت إلى العديد من المؤتمرات السياسية والفكرية، كمحاضر، أو محاضر أساسي، أو أحد المحاضرين الأساسيين. غالبا ما كانت تدعوني المؤسسات القريبة من حزب الدعوة من جهة، وكجهة علمانية غالبا من المؤسسات القريبة من الحزب الشيوعي العراقي، إذ تكونت بيني وبين الشيوعيين، وعموم العلمانيين رابطة صداقة متينة، وبشكل خاص، منذ بدأت أنظّر للديمقراطية. من هذه المؤتمرات كان مؤتمر نظمه الأصدقاء الشيوعيون لثلاثة أيام في هولندا، شاركت فيه إلى جانب أعضاء من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي. كما دعيت أكثر من مرة من جمعية الطلبة العراقيين، كما كانت رابطة الشباب المسلم في لندن غالبا ما تستضيفني.

حوار الأديان في ألمانيا
شاركت كذلك في العديد من المؤتمرات الفكرية، في إطار حوار الأديان، ومن أهم الجهات التي استضافتني كانت الأكاديمية الكاثوليكية في هوف ڠ-;-ايسمور، والأكاديمية الإيفانڠ-;-لية في توتسنڠ-;-. كنت مدافعا عن الإسلام، حسب قناعاتي آنذاك، مسلطا الضوء على البعدين العقلاني والإنساني فيه، مع هذا كنت لا أمارس ما يمارسه أكثر المشاركين من المسلمين في برامج الحوار بين الأديان، بتسليط الضوء حصرا على النصوص ذات المعنى الإيجابي، مهملين النصوص ذات المعنى المضاد. بل كانت طريقتي أن أبدأ بالنصوص السلبية، أو التي هكذا تبدو. مثلا عندما أتناول مسألة السلام والقتال في الإسلام، كنت أتناول تلك النصوص القرآنية، التي يفهم منها أن الإسلام دين سيف وقتال وعنف وكراهة تجاه الآخر المغاير، ثم أجد تفسيرا إيجابيا لكل ذلك، عبر عرضها على النصوص التي كنت أعتبرها هي الحاكمة على غيرها، فيما أسميته بنصوص جوهر الدين وثوابته، مقابل تلك النصوص المحكومة بظرف معين، والتي لا تمثل القاعدة [حسب عقيدتي آنذاك]. بينما العلمانية التي اعتمدتها منذ 2006، تقول بألّا حاجة ولا جدوى من استخدام النصوص الدينية من أجل تحديد الموقف السياسي، والمفهوم السياسي، وإنما المرجعية في هذا المجال يجب أن تكون العقل، والمثل الإنسانية، والتجربة البشرية حصرا، لأن الفكر الإنساني لاسيما على صعيد القضايا الاجتماعية والسياسية نسبي ومتحول ومتنام ومتطور، ويقوم بعملية تصحيح وإصلاح متتالية، وليس فيه ما هو مقدس، كما هو التعاطي مع المفاهيم الدينية، لأن الدين حمّال أوجه، وكل وجه من تلك الأوجه يراه أهله مقدسا، ومطلقا، ويمثل النهائي اللامسموح مناقشته، ناهيك عن معارضته. عندها يصبح التطرف مقدسا، والعنف مقدسا، والإرهاب والإرعاب مقدسا، والقتل مقدسا، إذا ما استنبط فقيه وجها من أوجه الفهم للدين حمّال الأوجه العديدة والمتناقضة، فتكون فتواه حكم الله الذي لا يُعارَض ولا يُناقَش ولا يُرَدّ. هذا ما تبنيته حتى قبل تحولي الفلسفي فيما ألت إليه من فهم خاص لقضايا ما وراء الطبيعة، كوجود الله وكماله وجماله وحكمته وعدله، وما إذا قد بعث بأنبياء ورسل، وأوحى بأديان وكتب، وأنزل بأحكام، أو لم يفعل. وحتى بعد تكون هذه الرؤية الفلسفية الجديدة عندي من 2007/2008، اعتبرت هذا شأني الشخصي الذي لا يقحم في الشأن السياسي، فيما أعتمد فيه العلمانية السياسية.

مؤتمرات المعارضة في المهجر ومشاركاتي فيها كداعية
مؤتمر بيروت 11 – 13/03/1991
شاركت في مؤتمر بيروت لقوى المعارضة العراقية آنذاك، والذي كانت قد نظمته (لجنة العمل المشترك لقوى المعارضة العراقية)، وبرعاية سورية. إلا أني وبمقدار ملاحظاتي، لم أر التدخل السوري واضحا، كما كان الأمر في مؤتمر (نصرة الشعب العراقي) في طهران عام 1985، فقد كان ذلك المؤتمر واضحا بشكل لا يقبل الشك أنه إيراني التنظيم والإشراف والتوجيه بامتياز. وهنا، في مؤتمر بيروت، أذكر لقائي مع الراحلة نزيهة الدليمي، حيث جلسنا على طاولة واحدة، مع إسلامي آخر هو المتشدد عبد الحميد النجدي. وحيث أن الأجواء كانت تشير إلى أن زمن الإسلاميين قادم في العراق بعد سقوط صدام، أرادت نزيهة أن تبعد شبهة الإلحاد عن الشيوعيين، فذكرت لنا كيف أن الأحزاب الشيوعية قد تخلت عن التثقيف على فلسفة الإلحاد، لأنها تتبنى الآن أن موقف الشيوعي من هذه الأمور يبقى موقفا شخصيا، ولا يجب أن يكون من ثوابت الشيوعية أن يكون الشيوعي ملحدا، وحدثتنا عن إيمان ابنتها.

مؤتمر صلاح الدين - أربيل 1992
في مؤتمر ڤ-;-ينا كان حزب الدعوة من المقاطعين، ولذا لم نشارك، ولكن بعد إقناع الحزب من قبل المجلس الأعلى والإيرانيين على ضرورة المشاركة في مؤتمر ثان، وهنا أذكر كما نقل لي أن مبعوث خامنئي إلى لندن، الذي التقى بقيادات إسلامية - ولعله بقيادات أو ممثلين لعموم المعارضة العراقية - هناك، وكان منهم القياديون من حزب الدعوة في لندن، بمن فيهم الجعفري، فقال لهم مبعوث خامنئي فيما يتعلق الأمر بالمؤتمر، إن القطار سيتحرك، فمن شاء فليركب، ومن لم يركب، فسيسير القطار بدونه. مع هذا أريدَ أن يشارك الذين قاطعوا مؤتمر ڤ-;-ينا، بحيث لا يكون على نحو يُفهَم منه الالتحاق. فمؤتمر ڤ-;-ينا كان قد اتخذ للإطار الجامع لقوى المعارضة اسم «المؤتمر الوطني العراقي»، ومن أجل إرضاء الأطراف التي قاطعت مؤتمر ڤ-;-ينا من جهة، ومن أجل ألا يكون المؤتمر الثاني لاغيا من جهة أخرى للمؤتمر الأول، اعتمدت إضافة مفردة «الموحد»، ليكون الاسم «المؤتمر الوطني العراقي الموحد»، وكأنه اسم جديد، والذي اختير أحمد الجلبي رئيسا له، نزولا عند رغبة الأمريكان، وانتخب كأعضاء لقيادة المؤتمر إلى جانب الرئيس، وتطبيقا للمحاصصة التي اعتمدت مذّاك، كل من محمد بحر العلوم عن الشيعة، استبعادا لشخصية من أحزاب الإسلام السياسي الشيعية، ومسعود البرزاني عن الكرد، وحسن النقيب عن السنة العرب.

هنا أكتفي بذكر أربع ملاحظات عن مؤتمر صلاح الدين في أربيل؛ الإسلاميون والتصفيق، موقف الجعفري من الناصري عند ذكره مفردة الديمقراطية، دور الجلبي، المجاملات بين الطالباني والبرزاني.

تضمن المؤتمر كلمات ومداخلات، كان يقابلها التصفيق أحيانا من قبل الحاضرين، باستثناء الإسلاميين. فكانوا ما زالوا خاضعين لثقافة وأعراف الثورة الخمينية، إذ اعتبر الخميني والخمينيون في إيران التصفيق بدعة غربية وعلمانية، على الإسلاميين أن يستعيضوا عنها بالتكبير أو الصلوات، فكل من التصفيق، ولبس ربطة العنق، وحلق اللحية، هي من محرمات فقه الثورة الإسلامية الخمينية. فعندما كان بقية الحاضرين يصفقون، كنت ألاحظ أن الإسلاميين وحدهم لا يشاركون في التصفيق، إلا حالات نادرة مفردة، كنت واحدا منها، لأني لم أعد آنئذ ألتزم بـ(فقه الثورة)، ثم من طبيعتي منذ طفولتي، ألا أخضع للأكثرية عندما تكون لي قناعة مغايرة، كما مر عن رفضي الوقوف كتلميذ أثناء عزف السلام الملكي بحضور وزير المعارف، أو رفع يدي لوحدي من الإسلاميين في الجمعية الوطنية عام 2005، مؤيدا لمقترح مفيد الجزائري بعدم استخدام الرموز الدينية في الحملات الانتخابية.

عندما ألقى الشيخ محمد باقر الناصري كلمته، ضمنها دعوته للديمقراطية، في الوقت الذي كانت حرمة تناول مفردة الديمقراطية عند الإسلاميين تساوي حرمة شرب الخمر، وأكل لحم الخنزير. فكان أشد من غضب، وعبر عن غضبه على كلام الشيخ واستيائه منه، هو إبراهيم الجعفري، فقال في حديث خاص بغياب الناصري، كيف يتكلم (هذا) بهذا الكلام دون أن ينسق معنا ويستشيرنا.

عندما وصلنا إلى تحديد الاشخاص الذين يمثلون المعارضة في القيادة، فانتهينا من القبول بمحمد بحر العلوم عن الشيعة، وحسن النقيب عن السنة، بقي أن نختار مرشح الكرد، فما كان من الطالباني إلا أن يقف ويرشح البرزاني. فقام البرزاني بعده، وشكر على الترشيح، ولكنه اعتذر، قائلا إني منذ صغري (پيشمرگه)، وقد تعبت، وأريد أن أتفرغ لأسرتي. فألح عليه الطالباني وآخرون حتى قبل بذلك. (تمثيلية؟).

الاجتماع الأخير طال ما يقارب الأربع والعشرين ساعة، منذ الصباح إلى الصباح اللاحق، وقد بدا علينا الإنهاك بشكل واضح، إلا أنه كان لا بد من إتمام المناقشات، والخروج باتفاق، لأن واشنطن تنتظر وتضغط. كل هذا وشخصيا لم أرَ أحمد الجلبي في أي من الاجتماعات التي جرت فيها المناقشات، بل كان يطلّ كالطاووس على قاعة الاجتماع بين الحين والآخر، بابتسامة خفيفة على وجهه، متنقلا بعينيه إلى وجوه الحاضرين، ثم يخرج. وعندما كان يُسأل عنه، يقال إنه مشغول بالاتصال بواشنطن، ليضعهم أولا بأول في الصورة.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 28
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 27
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 26
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 25
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 24
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 23
- تركيا - روسيا - فرنسا - سوريا - داعش
- مع مقولة: «الدولة المدنية دولة كافرة»
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 22
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 21
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 20
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 19
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 18
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 17
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 16
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 15
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 14
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 13
- داعش وما قبله وما بعده: الإسلام هو المشكلة
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 12


المزيد.....




- تبدو مثل القطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أد ...
- -مقيد بالسرية-: هذا الحبر لا يُمحى بأكبر انتخابات في العالم ...
- ظل عالقًا لـ4 أيام.. شاهد لحظة إنقاذ حصان حاصرته مياه الفيضا ...
- رئيس الإمارات وعبدالله بن زايد يبحثان مع وزير خارجية تركيا ت ...
- في خطوة متوقعة.. بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيسًا للوزراء في ...
- طلاب روس يطورون سمادا عضويا يقلل من انبعاث الغازات الدفيئة
- مستشار سابق في البنتاغون: -الناتو- أضعف من أي وقت مضى
- أمريكية تقتل زوجها وأختها قبل أن يصفّيها شقيقها في تبادل لإط ...
- ما مصير شراكة السنغال مع فرنسا؟
- لوموند: هل الهجوم على معبر رفح لعبة دبلوماسية ثلاثية؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 29