أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 13















المزيد.....

ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 13


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4982 - 2015 / 11 / 11 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 13
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
مقالتي «بين نقاء النظرية وشوائب التجربة»
كتبت في الفترة ما بين 1982 و1985 تحت هذا العنوان مقالة طويلة، وأرسلتها إلى جريدة (الجهاد). (الجهاد) كانت آنذاك الجريدة الوحيدة الناطقة باسم حزب الدعوة الإسلامية، والتي كانت تصدر في طهران. كان هذا قبل أن تصدر زميلتاها (الموقف) بإشراف نوري المالكي في دمشق، و(صوت العراق) بإشراف إبراهيم الجعفري في لندن. لكن الأخير كان هو المشرف على (الجهاد) وقت إرسال مقالتي تلك. بعد انتقال الجعفري إلى لندن، تولى الإشراف عليها بعده علي الأديب. المقالة كانت طويلة، بحيث نشرت الحلقة الأولى منها، فاستوعبت صفحة داخلية كاملة، على أن تنشر الحلقة الثانية في العدد التالي. ولكن يبدو أنهم لاحظوا – أو الجعفري لا حظ - أن الحلقة الثانية كانت من الوضوح، ما يجعلها أقرب للتصريح في نقد تجربة جمهورية إيران الإسلامية منها إلى التلميح، وكان هذا ما سيدفعون ثمنه غاليا في جمهورية القمع الفكري، والحصار على العراقيين، والتحسس من حزب الدعوة، لحد العداء أحيانا، أو ربما لشعور الجعفري بالحرج الشرعي في نشرها، لأن إضعاف (الدولة الإسلامية المباركة) رغم أخطائها وتقصيرها تجاه العراقيين وعرقلتها لعمل حزب الدعوة، لا يجوز شرعا. تكلمت في تلك المقالة عن أن هناك ظاهرة عامة، في وجود ثمة مسافة بين أي نظرية، وبين تطبيقاتها في الواقع. وبينت أن وجود ثمة مسافة بين النظرية والتطبيق يبقى أمرا طبيعيا، ما لم تبلغ مستوى، يمكن به وصف تلك الظاهرة بالازدواجية، أو ربما النفاق. ثم بينت ما أعني بالتجربة فيما يتعلق الأمر بالنظرية الإسلامية وتطبيقاتها، فقلت قد تكون التجربة عبارة عن حزب إسلامي، أو مؤسسة ما، أو تجربة حكم إسلامي. ولكوني كنت أؤمن أن النظرية الإسلامية نظرية إلهية، ولذا لا بد أن تكون نقية تمام النقاء، وعندما تكون هناك مسافة بين النظرية والتطبيق، يعني هذا أن التجربة ليست بنفس الدرجة من النقاء، بل يشوبها قدر أو آخر من الشوائب. ولكن تبلغ شوائب التجربة أحيانا درجة، سيجعل التجربة معرضة للسقوط، أو لنفور الجمهور منها. وحيث إن عامة الناس لا يميزون بين النظرية والتجربة، بل هم يقيّمون النظرية في ضوء التجربة، فالدين عندهم هو رجل الدين، أو المرجعية الدينية، أو المؤسسة الدينية، أو الحزب الإسلامي، أو تجربة الحكم الإسلامي. عندها ستحسب شوائب التجربة على أصل النظرية، وبالتالي سيكون نفور وانفصال الجمهور ليس مقصورا على التجربة، بل سيشمل النظرية. وفي كل ذلك كنت أعني تجربة الجمهورية الإسلامية. ثم قلت، في هذه الحال على الوسط الحريص على نقاء النظرية، والمشخص لهذه الشوائب في التجربة، وكنت أعني بذلك حزب الدعوة، متوهما نقاءه؛ عليه ألا ينتظر حتى تسقط التجربة، أو حتى ينفصل الناس عنها ويرفضوها، بل عليه أن ينفصل عن التجربة في وقت مبكر، كي يبقي على ارتباط الجمهور بأصل النظرية، أو على أمل الجمهور بوجود من هو أقرب إلى نقاء النظرية في تطبيقه إياها. هذه المقالة كانت تمثل رغبتي المبكرة في وجوب انفصال حزب الدعوة - عندما كنت أحسن الظن به - عن تجربة الجمهورية الإسلامية وتطبيقاتها. كنت يومها حريصا على نجاح مهمة الدعوة للإسلام، وعلى النظرية الإسلامية (الأصيلة) للحكم الإسلامي، أكثر من حرصي على نجاح مشروع الدولة الإسلامية، غير المستوفي لشروطه، مشخصا عدم تجسيد التجربة الإيرانية، ولو بالحد الأدنى لنقاء وأصالة النظرية الإسلامية للحكم. كنت أطبق رؤية محمد باقر الصدر في التمييز بين نوعين من عملية التغيير، التغيير الإصلاحي، عندما تكون القاعدة العامة إسلامية، مع وجود شوائب وثغرات تحتاج إلى إصلاح، وبين أن تكون القاعدة أساسا غير إسلامية، فيُحتاج إلى عملية تغيير (انقلابية)، حسب تسميته، ويعنى بها عملية التغيير الجذرية الشاملة. كنت أريد بهذه المقالة أن يصار إلى اعتماد عملية التغيير الإصلاحية، أي التصحيحية من جهة، ولكن من جهة أخرى أتمنى انفصال الحزب الإسلامي (الأصيل) عن التجربة، عندما يكون يائسا من إمكانية إصلاحها، أو من إصلاحها في وقت قريب، مما يؤدي إلى نفور الجمهور وانفصالهم عن التجربة ثم عن أصل النظرية، أي عن المشروع الإسلامي، قبل إمكان المباشرة بالإصلاح. أما اليوم فأرى أن من مصلحة نجاح المشروع الديمقراطي، هو تبوؤ المتطرفين والفاشلين والفاسدين لتطبيق نظرية الحكم الإسلامي، لأنه إذا ما تبوأ لقيادتها وتطبيقها المعتدلون والحكماء والنزيهون، فسيطيلون من عمرها، رغم أنها ستبقى عائقا أمام التطبيق الصحيح للديمقراطية.

أسباب فرحي بانفصال الحائري والآصفي من الدعوة
أخيرا أراح الآصفي حزب الدعوة، بخروجه من الحزب في 09/12/1999. شخصيا على أقل تقديري، وباعتباري كنت ما أزال مؤمنا بحزب الدعوة، ومحسنا الظن به، ومؤمنا بنظريته الإسلامية في الدعوة والتغيير، ومعوّلا على إمكان تحوّله إلى حزب ديمقراطي إسلامي، شكرت الله، إذ خلّص الحزب من محنة الآصفي، ومن غلوه في ولاية الفقيه، وفي شخص الخامنئي بالذات، الذي كان يَعتبر الاعتراض عليه اعتراضا على الإمام المهدي، وبالتالي مروقا عن الدين. كنت أرى حزب الدعوة الحزب الإسلامي الوحيد المعتدل، والقابل للتَّدَمْقْرُط. لنفس السبب كان ارتياحي في وقت سابق لخروج الحائري، وكذلك ارتياحي لانشقاق حزب الدعوة تنظيم العراق، أي جماعة خضير الخزاعي وعبد الكريم العنزي، وتمنِّيَ عدم السعي من قبل الحزب الأم من أجل إعادة توحيد الشقين، لتشخيصي تطرف هذا الشق من الدعوة. فهذا الشق المنشق كان الأكثر انسجاما مع التجربة الإيرانية البائسة، وهناك اعتقاد أن الانشقاق لم يخلُ من دفع من قبل الإيرانيين. وحزب الدعوة تنظيم العراق دخل العراق بعد سقوط النظام، وفي جعبته كراس يشتمل على مسودة دستور للعراق، حسب رؤية الحزب، عنوانه «دستور دولة العراق الإسلامية»، فكانوا سابقين لتنظيم القاعدة باعتماد تسمية «دولة العراق الإسلامية». هذا الدستور كان نسخة تكاد تكون طبق الأصل من دستور «جمهورية إيران الإسلامية»، مع استبدال أسماء الهيئات المعتمدة في إيران، كـ(مجلس الخبراء)، و(مجلس حماية الدستور)، وغيرهما، بأسماء مغايرة. ومما يبين مدى تطرفهم، أنهم كانوا ينظرون إلى مقالاتي عام 2002 و2003، عندما كنت إسلاميا ديمقراطيا، ورغم ديمقراطيتي لم أكن بعد قد تخلصت من كل موروث التخلف، بحكم إسلاميتي؛ مع هذا كانوا ينظرون إلى مقالاتي أنها تمثل فكرا منحرفا والتقاطيا، كما قالها لي مرة عبد الكريم العنزي (أبو رياض المهندس)، والذي انشق عن الحزب وصادر فضائيته لحزبه الجديد (حزب الدعوة تنظيم الداخل)، والذي اعترف لي المالكي عام 2008 أثناء زيارته لبرلين، حيث كنت في تلك الفترة في ألمانيا، من منتصف 2006 حتى نهاية 2008، اعترف لي بأنه «أكبر حرامي»، كما اعترف لي بأن جلال الدين الصغير «أكبر قاتل» أو «قاتل»، بإحدى العبارتين، فعبارة «أكبر» قالها عن أحدهما، أي إما «أكبر قاتل» عن الصغير، وإما «أكبر حرامي» عن العنزي.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش وما قبله وما بعده: الإسلام هو المشكلة
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 12
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 11
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 10
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 9
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 8
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 7
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 6
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 5
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 4
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 3
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 2
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 1
- ما قلته في لقاء السفارة ب «أسبوع النزاهة؟»
- إماطة الوشاح عن أسمائي المستعارة
- الصدق والكذب في حياتنا
- الاتجاهات السياسية الناقضة للديمقراطية والمواطنة
- أن يكون المرء بشخصيتين من غير ازدواجية
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 6/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 5/6


المزيد.....




- وزير الداخلية الفرنسي يزور المغرب لـ-تعميق التعاون- الأمني ب ...
- قطعها بالمنشار قبل دفنها.. تفاصيل جديدة تُكشف عن رجل قتل زوج ...
- فك شفرة بُن إثيوبي يمني يمهد الطريق لمذاق قهوة جديد
- الشرطة الهولندية: عصابات تفجير ماكينات الصرف انتقلت لألمانيا ...
- بعد موجة الانقلابات.. بقاء -إيكواس- مرهون بإصلاحات هيكلية
- هل يحمل فيتامين (د) سر إبطاء شيخوخة الإنسان حقا؟
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في مدينتي أوديسا وتشيرنومورسك ...
- الاحتلال يتحدث عن معارك وجه لوجه وسط غزة ويوسع ممر -نتساريم- ...
- كاتب أميركي: القصة الخفية لعدم شن إسرائيل هجوما كبيرا على إي ...
- روسيا تصد أكبر هجوم بالمسيّرات الأوكرانية منذ اندلاع الحرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 13