أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 10















المزيد.....

ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 10


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 00:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 10
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
تجربة المعارضة الإسلامية العراقية في إيران
مؤتمر جرائم صدام 1983
عام 1983 شهد بداية إسهاماتي في المؤتمرات، بمحاضرات وبحوث. وكان «مؤتمر جرائم صدام» في تلك السنة، هو أول مؤتمر ينظمه (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق) كإطار جبهوي للقوى الإسلامية العراقية المعارضة. كنت أحد الذين دُعوا من ألمانيا لهذا المؤتمر. وكان اسمي وأسماء بقية (الدعاة) تطرح من قبل ممثلي حزب الدعوة في المجلس، إذ كان كل حزب (الدعوة، منظمة العمل، جماعة سيد باقر، ...) يحاول أن يحشد ما يستطيع من أعضائه أو مؤيديه. وكان حزب الدعوة آنذاك هو الأقدر على ترشيح أشخاص ذوي كفاءات أعلى، حسب معايير الكفاءة عند الإسلاميين، وكذلك على تدين أرسخ، بشكل واضح من مرشحي بقية القوى الإسلامية المنضوية تحت خيمة المجلس. وكانت لي مساهمة متواضعة تحدثت عن الإعلام الغربي، وكان كلامي ليس بعيدا عن عقلية نظرية المؤامرة، بسبب موقف الإعلام الغربي الناقد والمتحسس - وبحق - من التجربة الإيرانية وعموم الظاهرة الخمينية، إلا أن البحث لم يخل من جنبة علمية. وأتذكر أني تحدثت كيف إن الإعلام يستطيع أن يمنح حدثا أهمية أكبر بكثير من حقيقته، أو أقل أهمية بكثير، من حيث تكرار الخبر أو بثه لمرة واحدة، من حيث التفصيل، أو الإجمال، وإلى غير ذلك، دون أن يعطي الإعلام مبررا لاتهامه بعدم الحياد وعدم الموضوعية. وربما لا يكون هذا التشخيص بعيدا عن الواقع، إلا أني انطلقت في مداخلتي من إسلاميتي وخمينيتي، فلم أكن متجردا تماما. ولكن مع الوقت نمت عندي بشكل واضح، ولو بشكل متدرج، كل من قابلية التجرد، والنزعة العقلانية، ومنحى الاعتدال، والتحلي بالموضوعية. نعم بدأت سطحيا ساذجا متشددا، وبدأت أتعمق وأستقل بعقلي وأتحلى بالمرونة والانفتاح شيئا فشيئا، وإن كان ذلك قد استغرق وقتا أطول مما ينبغي.


مؤتمر الكوادر الإسلامية 1984
هذا كان المؤتمر الأهم من السابق بالنسبة لي، وكان انعقاده في أواخر تشرين الثاني. أتذكر فترة انعقاد هذا المؤتمر، لأن يوم إقلاع الطائرة بنا نحن التسعة المدعوين من ألمانيا كان الحادي والعشرين من ذلك الشهر، وهو صدفة يوم ميلادي الأربعين. أتذكر ذلك جيدا، لأن بقية من كانوا معي تعاهدوا على أن يفاجئوني بتقديم التهنئة لي بعيد ميلادي أثناء الرحلة، والطائرة تسبح بنا في الهواء، فجاء الواحد بعد الآخر يقدم تهانيه لي.

وهنا يجب أن أروي ملابسة مهمة تزامنت مع هذا المؤتمر. فنحن كنا قد بدأنا منذ سنتين بالعمل في إطار الاتحاد الإسلامي لطلبة العراق. صحيح إن حزب الدعوة أراد أن يجعل من هذا الاتحاد واجهة من واجهاته يستوعب بها غير الحزبيين. لكننا (الدعاة) في ألمانيا لم نتعامل بنَفَس حزبي، بل كنا جادّين وصادقين في التمييز بين العمل الحزبي، والعمل المفتوح المستوعب للمتدينين العراقيين المعارضين للنظام. من هنا عندما طلبت قيادة الحزب في طهران منا تقديم مرشحينا لهذا المؤتمر، قدمنا أسماء من حزبيين ومستقلين، وذكرنا بعض المستقلين بإيجابية، لما كان لهم من نشاط في إطار الاتحاد الإسلامي لطلبة العراق، وفي الإطار العام. لكننا لم نكن ندري ما يدور في طهران، فهناك كان يقدم كل حزب مرشحيه، ثم يجري التداول حول الأسماء، فيُقبَل من يُقبَل، ويُرفَض من يُرفَض. ولذا كان كل طرف يحاول أن يزيد من عدد مريديه، لاسيما جماعة سيد باقر ومنظمة العمل. لهذا قدم ممثلوا حزب الدعوة في اللجنة المسؤولة عند تحديد أسماء المدعوين، أسماء تسعة فقط من الأسماء التي قدمناها، فاختاروا التسعة (الدعاة) [أي الحزبيين من الدعوة]، وأهملوا بقية الأسماء التي قدمناها. ومن هنا بدأت مشكلة في ألمانيا، كان لها أول وليس لها آخر، لأن البقية اعتقدوا أننا نحن الذين تعمدنا في تقديم أسماء الدعاة دون غيرهم، فخرج بعضهم من (الاتحاد)، وقاطعنا وعادانا، ثم انتقل قسم منهم إلى العمل مع الإيرانيين، معتبرين العمل تحت خيمة الجمهورية الإسلامية أكثر إبراءً للذمة وأقرب للتقوى.

كانت محاور الكلمات والبحوث في المؤتمر الممتد لثلاثة أيام، تدور حول المجلس الأعلى. وكنت قد أعددت بحثا، لم يكن عندي أمل كبير في أن يدرج في البحوث التي يقع عليها الاختيار لتلقى في المؤتمر. لكن في صباح اليوم الثاني كانت المفاجأة بالنسبة لي، عندما نودي اسمي كأول اسم. فاعتليت المنصة التي كانت منصوبة على خشبة مسرح، وبدأت بالبحث (المفاجأة). قدمت مقترحا لإعادة هيكلة المجلس الأعلى. تلخص مقترحي في إعادة تنظيم مؤتمر للكوادر الإسلامية، ولكن ليس على أساس الانتماء لهذا أو ذاك الحزب، أو هذه أو تلك المجموعة، وإنما بوضع مواصفات وضوابط كمعايير لاعتبار من يكون عضوا في الهيئة العامة للكوادر الإسلامية العراقية، التي تتحول إلى هيئة عامة للمجلس الأعلى، ويكون دورها أشبه بالبرلمان. ثم يقوم هذا البرلمان بانتخاب قيادة المجلس الأعلى. ولكون أكثر المشاركين كانوا من حزب الدعوة، لفقر كل من جماعة سيد باقر ومنظمة العمل إلى الكوادر في المهاجر في تلك الفترة. بمجرد أن انتهيت من بيان مقترحي، اهتزت القاعة بالتكبير الذي كان بديلا للتصفيق، وهو الصيغة العراقية لتكبيرات الإيرانيين «الله أكبر، الله أكبر، الله واحد، خميني قائد، النصر للإسلام، الموت لصدام»، وتكررت التكبيرات أكثر من مرة، وبحماس وصوت مرتفع. وعبر بعد ذلك أكثر من في المؤتمر عن إعجابهم بطرحي وشكرهم لي على ذلك. لم تتوقف المسألة عند هذا الحد. إذ كان (الدعاة) قد زجّوا بأنفسهم في وسائل الإعلام الإيرانية الناطقة بالعربية، من إذاعة عربية، وتلفزيون عربي، فما كان منهم إلا أن يبثوا كلمتي، بل كرروا بثها مرات ومرات لعدة أيام، مما أغاض جماعة سيد باقر. وحيث كان المقرر أن يقوم المشاركون في المؤتمر بزيارة خامنئي، الذي كان حينها رئيسا للجمهورية، ومكلفا من الخميني برعاية الملف العراقي، والذي كان بسبب انشغاله بمهام رئاسة الجمهورية، يكلف شخصا آخر، وغالبا ما كان يكلف بذلك من هو ناقم على العراقيين، ومبغض لحزب الدعوة بشكل خاص، ومنهم آقاي محمدي. عندها تولدت فكرة أن نهيئ مذكرة بالمضمون الذي قدمته في مقترحي، ونجمع التواقيع المؤيدة لها، ونقدمها لخامنئي عند زيارتنا له. فصغتُ المذكرة، وجلتُ بها على جميع (الدعاة) والقريبين المشاركين في المؤتمر، فوضعوا جميعا تواقيعهم، وشكلوا الأكثرية الساحقة لأعضاء المؤتمر. وما أن نهضنا في الصباح، وتوجهنا لتناول إفطار الصباح، للتوجه بعدها إلى قاعة المؤتمر، جاءني حسن شبر مسرعا، وقال لي: «لا تقدموا هذه المذكرة للسيد خامنئي»، فاستغربت لهذا الطلب، واعتذرت عن قبوله، كوني جمعت التواقيع، وبالتالي فأنا مؤتمن من الموقعين، ولا أملك الحق أن أقرر عدم تقديمها كما تبانينا عليه. فقال: «إن الجماعة مرتبكون، وقد عقدنا اجتماعا ليلة أمس حتى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل بشأن هذه المذكرة، وقالوا لي أنت وحدك تستطيع ان تؤثر عليهم، فاذهب الآن، وأخبرهم بوجوب غض النظر عن تقديمها، وإني (أي حسن شبر) أقنعتهم بصعوبة بعدم وجود ضرورة لإيقاضكم ليلا، ورجوتهم بإلحاح تأجيل الموضوع حتى الصباح، ثم إن خامنئي لن يكون مرتاحا باستلامه للمذكرة، بل سيتأذى منها». بعد إلحاح، ولكون ذلك كان أقرب إلى الأمر الحزبي، خضعنا للضغط عن مضض، بألم وحسرة واستنكار لهذا الأسلوب التعسفي.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 9
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 8
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 7
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 6
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 5
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 4
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 3
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 2
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 1
- ما قلته في لقاء السفارة ب «أسبوع النزاهة؟»
- إماطة الوشاح عن أسمائي المستعارة
- الصدق والكذب في حياتنا
- الاتجاهات السياسية الناقضة للديمقراطية والمواطنة
- أن يكون المرء بشخصيتين من غير ازدواجية
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 6/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 5/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 4/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 3/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 2/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 1/6


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 10