أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 6















المزيد.....

ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 6


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4967 - 2015 / 10 / 26 - 16:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 6
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
العودة إلى ألمانيا وبدء نشاطي كإسلامي
بعدما شدد النظام الملاحقة للإسلاميين، وبدأت حملة التهجير ضد العراقيين من ذوي (التبعية الإيرانية) وفق السجلات، حتى لو لم تكن لهم جذور إيرانية، إنما فضلوا إبان حكم العثمانيين التجنس بالجنسية الإيرانية، أحيانا هربا من الخدمة العسكرية في الجيش العثماني، أو ممن لهم جذور إيرانية هي من القدم، بحيث لم يكن الجيل الأخير يعلم بتلك الجذور، ولم يحمل أية مشاعر انتماء لإيران، كما هو الحال مع أسرتنا، على ما أظن. بعد كل هذا، وبعد إعدام الصدر، هيمنت عليّ حالة مشاعر مزيجة من اليأس، وخيبة الأمل، والغضب، والحزن، والحيرة. حتى تظافرت الأسباب التي دعتنا، أنا وزوجتي وشقيقي وزوجته وأطفالهما، أن نتخذ قرار مغادرة العراق، لنتابع تطورات الأوضاع في العراق من الخارج. أما شقيقتي الصغرى، فكانت تعيش مع زوجها في تلك الفترة ومنذ عام 1973 في أمريكا، حيث كان زوجها يكمل دراسته العليا، ولشقيقتي الكبرى كانت قصة أخرى، انتهت بإخراجها استثناءً على الحدود العراقية السورية.

غادرنا العراق، فصودرت عقاراتنا، وأملاكنا المنقولة وغير المنقولة (معملان لصناعة الحلويات، مخزنان للمواد الأولية، أربع دور سكن، دار منها لي، وداران لأخي، ودار لأختيَّ، قطعتا أرض في المركز التجاري لبغداد في ساحة الخلاني بشارع الجمهورية (السنك)، إضافة إلى السيارات والأثاث ومحتويات المعملين والمخزنين، وأرصدتنا المصرفية و...). عندما ودعت موظفي مكتب شركتنا بيوم قبل مغادرتنا، والذين كانت تربطني بهم علاقة صداقة، لم أتمالك نفسي، إذ خنقتني العبرة، وهكذا عندما سارت بنا السيارة صوب المطار، فكنت ألقي نظرتي الأخيرة على حبيبتي بغداد، وأنا أجاهد البكاء.

غادرنا نحن السبعة (أنا، زوجتي، شقيقي، زوجته، أطفالهم الثلاثة؛ ابنتاهما، وابنهما)؛ غادرنا العراق تباعا إلى بيروت، ووقع التقسيم على أن أغادر مع ابنتَي أخي دون زوجتي، ثم تبع الآخرون في اليوم التالي. أما أخي فقد جازف مرتين بدخول العراق ومغادرته، حيث نجا في الثانية بحياته بأعجوبة، رغم أنه لم يكن له شأن بالسياسة، لكنه كان يسعى لإنقاذ أملاكنا من المصادرة، لاسيما إنه كان مشاركا أبي في تكوين ثروتنا، إذ كان قد التحق معه بالعمل وهو في السادسة عشر أو السابعة عشر من عمره.

وبقيت في لبنان، بعدما سبقتني زوجتي إلى ألمانيا، أنتظر وصول الموافقة على منحي تأشيرة الدخول إلى ألمانيا. ثم كانت الرحلة إلى هناك. ابتداءً سكنّا في الطابق العلوي في الدار العائدة لوالدَي زوجتي في لُونَبُرڠ-;- Lüneburg. بعد مدة بدأنا نتردد على المركز الإسلامي في هامبُرڠ-;- Hamburg (جامع الإمام علي)، كل مساء خميس، لنحضر اجتماعات الإيرانيين، ونستمع إلى المحاضرات والخطب في تأييد الثورة، ونصلي صلاة الجماعة هناك، ونحضر مراسم دعاء كميل.

بعد مدة قصيرة ارتأينا أن ننتقل إلى هامبُرڠ-;-، لنكون قريبين، ولا نحتاج لقطع ستين كيلومترا كل خميس، فساعدنا ابن خالي المرحوم فاروق، المقيم آنذاك في هامبُرڠ-;- على إيجاد شقة صغيرة من غرفة واحدة، أو ما يسمى بالاستوديو، فسكنا فيها فترة، حتى وجدنا شقة أكثر سعة.

وأول عيد فطر لنا مثّل نقطة انطلاق لنشاطنا الإسلامي العراقي. كان المسجد حاشدا بالمصلين من مختلف الجنسيات. وألقيت خطبة العيد بثلاث لغات، الألمانية، والعربية، والفارسية، وكان حتى العرب السنة من بلدان عربية مختلفة يحضرون الصلاة، ويقيمون نشاطاتهم في ذلك المسجد. فألقى خطبة العيد بالعربية الليبي الهادي اليعقوبي الذي كان من تنظيم الطلائع الإسلامية [شق من الإخوان المسلمين، تحول في التسعينيات إلى زيدي معتزلي] التي كان يرأسها المعارض للنظام السوري الدكتور عصام العطار في آخن، وباللغة الألمانية الپاكستاني مهدي رضوي الزيدي المعتزلي، وبالفارسية كيارشي القنصل الإيراني الذي كان ينوب عن إمام المركز الإسلامي محمد خاتمي [رئيس الجمهورية لاحقا].

بعدما فرغنا من الصلاة، وتعانقنا مع الكثير من المصلين - طبعا الرجال مع الرجال، والنساء مع النساء حسبما تفرضه الضوابط الشرعية -، متبادلين التهاني بالعيد. وبعد ما تهيأنا للخروج من أجل العودة إلى لُونَبُرڠ-;-، إذ كان ذلك قبل انتقالنا إلى هامبُرڠ-;-، إذا بسيدة ألمانية مسلمة تسمعنا أنا وزوجتي نتحدث، فتعرفت على لهجتنا العراقية، فما كان منها إلا أن تسألنا عما إذا كنا من العراق، فلما تأكدت من صحة تخمينها، أخبرتنا أن زوجها عراقي أيضا، وإنه سيفرح بالتعرف علينا، فأخذتنا إليه، وتعارفنا.

كان هذا العراقي هو علاء الهاشمي الذي سيكون لنا نشاط ديني وسياسي مشترك كداعيتين إسلاميين لما يقارب العقدين من الزمن، والذي أصبح من بعد التغيير سفيرا في ألمانيا لأربع سنوات، من خلال المحاصصة، وبترشيح من الجعفري، إذ كان من حصة حزب الدعوة سفارتان، إحداهما في ألمانيا، والثانية في قطر، حيث نُسِّب إليها صادق الركابي.

بداية نشاطنا كان من خلال تأسيس جلسة إسلامية أسبوعية كل مساء سبت باللغة العربية في المسجد الإيراني. فكانت هذه هي الجلسة الإسلامية الأسبوعية الرابعة. مساء الخميس كانت جلسة الإيرانيين، أو عموم الناطقين بالفارسية، تقام بها أي بالفارسية. وعصر السبت للمسلمين الناطقين بالألمانية يديرها المعتزلي الزيدي الپاكستاني مهدي رضوي. وعصر الأحد بالعربية للمسلمين العرب السنة من جنسيات عربية مختلفة بتنظيم من (الطلائع الإسلامية)، التي كان مركزها في آخن، ورئيسها الدكتور عصام العطار، وكنا نحضرها أيضا. إلا أننا أردنا أن تكون هناك جلسة بالعربية يديرها شيعة، وتنفتح على المذاهب الأخرى. المؤسسون كانوا خمسة، ثلاثة منهم عراقيون، أنا، والسفير اللاحق علاء الهاشمي، وعراقي آخر ذهب لاحقا إلى السويد، والإيراني الناطق بالعربية من أصل عراقي علي العماري، واللبناني محمد الحاج.

الاجتماع التأسيسي الأول للتداول حول هذا النشاط كان البداية لاتخاذي (أبو آمنة) كنية لي. كان الأمر هكذا؛ عندما أردنا أن نبدأ بالتعارف فيما بيننا، اقترح علاء الهاشمي أن نستخدم الكُنى بدل الأسماء، بسبب الظروف الأمنية الحرجة بالنسبة لنا نحن العراقيين. فلما قدم نفسه بكنية (أبو زهراء) [زهراء كبرى بناته من زوجته الألمانية أرملة شقيقه]، فكنى علي العماري نفسه بـ (أبو فاطمة) [فاطمة اسم ابنته الوحيدة]، واختار اللبناني محمد كنية (أبو القاسم)، بينما اختار العراقي الثالث كنية (أبو محمد)، واخترتُ كنية (أبو آمنة) [تيمنا باسم آمنة الصدر].

وامتدت هذه الجلسة الأسبوعية لسنوات طويلة، لا أتذكر نهايتها، لعل ذلك كان في الثلث الأول من تسعينيات القرن السابق، ومع الوقت أصبحتُ المحاضر الرئيس لهذه الجلسة، حتى قررت إدارة المركز الإسلامي تعيين شخص موال لها ولولاية الفقيه، ألا هو أبو أحمد (محمد الخفاجي)، الذي بدأ يغالي في إظهار ولائه لخامنئي وللجمهورية الإسلامية، ولأصل ولاية الفقيه المطلقة، ولحزب الله اللبناني، مما عاد عليه بمشاكل لسنوات طويلة مع السلطات الألمانية.
ونواصل في الحلقة السابعة.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 5
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 4
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 3
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 2
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 1
- ما قلته في لقاء السفارة ب «أسبوع النزاهة؟»
- إماطة الوشاح عن أسمائي المستعارة
- الصدق والكذب في حياتنا
- الاتجاهات السياسية الناقضة للديمقراطية والمواطنة
- أن يكون المرء بشخصيتين من غير ازدواجية
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 6/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 5/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 4/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 3/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 2/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 1/6
- ألمانيا تتحول إلى مثل أعلى للإنسانية
- لماذا «العلمانية» وليس «المدنية»؟
- الدستور العلماني ضرورة لا يكتمل الإصلاح بدونها
- العبادي والحكومة المطالب بتشكيلها


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 6