أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 5/6















المزيد.....

مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 5/6


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4926 - 2015 / 9 / 15 - 22:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 5/6

وعودا إلى تكملة مناقشتي لمناقشة الكاتب المحترم مالوم أو رغيف.
أبو رغيف: لـ 30 عام كان الأستاذ الشكرجي مؤمنا بأطروحات حزب الدعوة الإسلامية، ولو لم يكن مؤمنا بسياسة وبإيدلوجية الحزب، لما بقي فيه عضوا فاعلا، وأصبح كادرا متقدما لفترة طويلة. لكن التناقض الذي تراكم عند الشكرجي، أكان هذا التناقض فكريا أو مصلحيا، أدى إلى خروجه من الحزب، ثم أعلن عن خروجه من دين الحزب أيضا. لكن على ما يبدو ليس بخروج نهائي، فلا يزال الأستاذ يبحث عن مساحة مشتركة، فلا يود أن يوصف إيمانه الجديد بالتناقض، ذلك وحسب رأيه أن (التناقض يعني عدم وجود أي مساحة مشتركة)، على ما نعتقد إن المساحة المشتركة التي يبحث عنها الأستاذ الشكرجي قد يجدها في صفات الإله الذي صنعه من بنات أفكاره، ففي معظم صفات الإله التي يشير لها سيجد من يشاركه بالاعتقاد بها.
الشكرجي: إذا كانت المناقشة قد بلغت بالنسبة للبعض في الفقرات السابقة إلى ما يقترب من الملل، في تصوري، هنا سيبدأ زوال هذا الملل. طبعا هناك أخطاء في المعلومات لدى الأستاذ أبو رغيف عني، لا ألومه عليها، لأني لست من المشاهير، بحيث يكون من اللازم أن يطلع على أفكاري ومراحل تحولاتي كل شخص. فأصحح بأني لم أكن لثلاثين سنة في حزب الدعوة، بل الثلاثون سنة هي مدة إيماني والتزامي بالإسلام من شباط 1977 حتى صيف أو خريف 2007. بينما كنت في حزب الدعوة لربع قرن ولذا أسميت كتاب الصادر عام 2013 «ربع قرن من عمري مع الإسلام السی-;-اسي»، ذلك من عام 1981 حتى إعلان استقالتي في مطلع أيار 2006. ويا ليت الأخ العزيز أبو رغيف يطلع على كتابيّ «ربع قرن من عمري مع الإسلام السی-;-اسي»، و«الله من أسر الدين إلى فضاءات العقل». وجميل إنه لم يتهمني كما فعل البعض بوجود مصلحة شخصية في خروجي من حزب الدعوة، بل جعل المصلحة أحد احتمالين، فذكر أني وصلت إلى التناقض مع الحزب فكريا أو مصلحيا. وهنا أذكر عندما عاتبني البعض لاستعجالي حسب تقدير هذا البعض في الاستقالة، بينما كان بقائي يمكن أن يسهم في إصلاح الحزب من الداخل، فأجبته، إني لم أختلف مع الحزب تنظيميا، ولم أختلف معه حتى سياسيا وحسب، وإن كنت قد اختلفت معه سياسيا، ولكن ليس حصرا، بل اختلفت معه فكريا، ولذا لا يمكنني البقاء في حزب أجد نفسي على غير انسجام مع قاعدته الفكرية. وسرعان ما اكتملت مسيرتي نحو العلمانية السياسية، وكان ذلك في نهاية 2006 حيث حسمت قناعتي بوجوب الفصل الكلي بين الدين والسياسة، مع إني كنت ما أزال مؤمنا بالإسلام وملتزما بلوازمه، لكن تكونت لدي قراءة للإسلام تسمح بأن يكون الإنسان مؤمنا وملتزما به من جهة، وعلمانيا من الناحية السياسية من جهة أخرى. ويعجبني تعبير محاوري بما أسماه «تراكم التناقض». ففعلا كانت العملية معي تراكمية، سياسيا منذ 1993 حيث بدأت أتبنى الديمقراطية، وأنظر لشرعيتها إسلاميا، دون أن أجعلها مشروطة بشرط الإسلام، كما فعل آخرون، وفكريا منذ 2007، فعندما بدأت أعتمد منذ 1997 في فهم الدين منهجا خاصا بي أسميته «تأصيل مرجعية العقل»، حتى اكتملت صيرورة التحول في صيف 2007. ويعذرني إذ أتجاوز مناقشة رأيه في ما أسماه بصناعتي للإله باحثا عن مشتركات مع الإسلام. فإني أزعم بأني تجردت كليا عن خلفيتي، عندما نزعت عني المسلمات الدينية وبدأت أبحث بعقل حر، فإذا كانت هناك مشتركات بين ما آلت إليه عقيدتي، مع الإسلام عموما، أو مع فهم معين للإسلام، كأن يكون مذهب الاعتزال أو رؤى إخوان الصفا، أو مشتركات مع المسيحية، أو مع سپينوزا أو كانْتْ أو غيرهما، فليس لأني وضعت هدفا لي أن أجد مشتركا مع هذه أو تلك الرؤية. فعندما يبحث الإنسان بحثا فكريا وبشكل محض، حسب وجهة نظري، لا ينبغي أن يضع هدفا له أن يبحث عن مشتركات، ولا أن يكون هدفه أن يبحث عن مفترقات. نعم البحث عن مشتركات مطلوب، ولكن ليس مجاله البحث الفكري المحض، بل مجاله التعايش. ثم أن أجد من يشاركني في معتقدي ليس بالأمر السيئ، فمن الطبيعي أن تجد كل رؤية وكل مدرسة مشتركا ما مع غيرها، حتى مع أضدادها، ولا أقول نقائضها. ثم هل بالله عليك تعتقد حقا إني اتخذت قرارا بالإيمان بالله لأجعله مشتركا بيني وبين حزب الدعوة. الإيمان أو عدمه لا يجري بقرار، بل هي قناعة تكونت بشكل تراكمي. ثم كيف يكون همي أن أبقي على مشترك بيني وبين حزب الدعوة الذي قلت عنه: «بالتأكيد كنت أتمتع بقدر كاف من التخلف يؤهلني لأكون عضوا في حزب إسلامي»؟ هذه العبارة التي وضعتها على غلاف الجزء الأول من كتابي «ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي». وإني إذا كان يهمني أن يكون لي مشترك، فمن قبيل الأولى مع مالوم أبو رغيف، وليس مع حزب الدعوة، وأعني مالوم أبو رغيف (النوع)، أكثر مما أعني مالوم أبو رغيف (الشخص).
أبو رغيف: لنسأل الأستاذ الشكرجي إذا كان الضدان لا يجتمعان فكيف لهما أن يرتفعا؟ وكيف لهما أن يكونا حالة ثالثة هي الأرقى منهما الاثنين؟ فلو افترضنا أن الأستاذ الشكرجي ضد لحزب الدعوة، وأنه ارتفع على الأقل فكريا، فهل ارتفع حزب الدعوة أيضا؟!!
الشكرجي: عندما يرتفع أي ينتفي الضدان، لتكون بدلا عنهما حالة أخرى، لا يجب أن تكون الحالة الثالثة أرقى من الضدين، بل هي مغايرة لهما، قد تكون أرقى، أو أدنى، أو مساوية بالقيمة منهما. أما سؤال السيد أبو رغيف ما إذا يمكن أن يحصل تحول لحزب الدعوة إلى ما هو أرقى، فمن حيث المبدأ التحولات ممكنة بالنسبة للأفراد، للأحزاب، للمجموعات، للشعوب، للتجارب. وقد يكون التحول لما هو أرقى، وقد يكون لما أسوأ. وشخصيا يائس من حزب الدعوة ومن كل حزب إسلامي، إلا بما يشبه المعجزة.
أبو رغيف: الافتخار وعلمانية الدولة: الأستاذ الشكرجي ينظر إلى الافتخار كحالة منعزلة لا ترتبط بعلاقة مع الآخر، حالة نرجسية تشبه حالة رجل يقف أمام المرآة معجبا بنفسه هائما بها. ومع هذا فإن الأستاذ الشكرجي لم يكتف بالوقوف أمام المرآة، بل أعلن عن افتخاره بإله يختلف عن إله الإسلام. لم يخطر في بال الأستاذ الشكرجي بأن الإشارة إلى الله بصفات منقوصة هو بنفس الوقت انتقاص من افتخار الشيعي أو المسلم الذي يعتقد إن الإله كامل بجميع صفاته وإن سلب بعض صفاته واعتباره تدنيسا لقداسته هو إساءة إلى المعتقدين به ذلك أن الشيعي والسني والشكرجي يرتبطون بعلاقة العقيدة حتى لو كانت عقيدته مختلفه عنهما.
الشكرجي: والله لا أفهم ماذا يريد أن يصل إليه الأستاذ المحترم، ولا أستبعد أن يكون العيب في قصوري في الفهم. ما علاقة البحث الفلسفي بالنرجسية والنظر إلى الذات في المرآة؟ لماذا لا يبقى الحوار موضوعيا، أي يتناول الأفكار، ولا يذهب إلى التحليل النفسي لشخصية المحاوَر، مما يمكن أن يقترب من شخصنة الحوار، مما قد يضر بموضوعيته، ولا أعني أنه يقصد الشخصنة حاشا له. لو كان نقد أي فلسفة أو فكرة أو رؤية أو دين أو مذهب، يعتبر إساءة للمقتنعين بها، لجمّدنا الفكر، وأغلقنا أبواب الحوار، وحرمنا النقد، وكفرنا المتشككين بأي شيء، بينما الشك هو المدخل للولوج في عالم البحث عن الحقيقة، اقترابا منها ما أمكن، وليس بالضرورة اكتشافا لها بشكل نهائي ومطلق، والنقد إثراء للفكر البشري. القرآن نفسه ينتقد وبشكل حادٍّ وقاسٍ عقائد اليهود والمسيحيين، ومن يسميهم بالمنافقين، بما فيهم من انتفت قناعته بالإسلام وخاف خوفا له مبرراته من الإفصاح عن نفيه للدين أو حتى شكه به. والقرآن يقول من جهة قولا جميلا ينسبه إلى الله، ألا هو «وَلا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلى أَلّا تَعدِلوا، اعدِلوا، هُوَ أَقرَبُ لِلتَّقوى». وأول شروط العدل هو المساواة في الحقوق، والتكافؤ في الفرص، بمعنى هو يدعو لنفسه، ولغيره أن يدعو لنفسه، هو يدّعي احتكار الحق والحقيقة، ولغيره أن يعتقد أنه على صواب، ويعبّر عن ذلك، هو ينتقد، فلا بد أن يكون مستعدا لاستقبال الانتقاد من غيره. أليس كذلك؟ فأين هي الإساءة؟ أنا أقول إني أحترم قناعات الناس بعقائدهم، حتى لو كان لي موقف ناقد أو مخطِّئ لتلك العقائد، أو إذا اشتملت على ما لا أستطيع احترامه، لكني أحترم قناعة مقتنعيه، وأرفض منهم التعصب إذا وقعوا فيه، وأنأى بنفسي عنه ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
أبو رغيف: الافتخار في مجال الأديان والمذاهب لا يشبه افتخار البلدان بأبطالها الرياضيين أو بعلمائها أو برقي مدارسها وبتفوق طلابها. الافتخار بين الأديان يجد طريقه إلى الصحف والفضائيات والخطب والكتب والمهرجانات، والأخطر عندما يجد له طريقا إلى (الأنا)، فيتحول سريعا إلى غمز ولمز للآخر المختلف. العقائد ليست محل افتخار، إذ أن الإيمان ليس بإنجاز علمي أو نبوغ ثقافي، إنما قناعات شخصية.
الشكرجي: أرى مع احترامي أن الأخ الفاضل أبو رغيف توقف عند مفردة الافتخار أكثر بكثير مما تتحمله القضية، وحملها فوق طاقتها، وكأن الافتخار يمثل القضية المركزية. أتصور أني أجبت بما يكفي عما قصدته بالافتخار، ولنسلم بأني لم أوفق باختياري لمفردة «الافتخار». ومع هذا ليس مهما جدا أن نتفق على هذه النقطة أو لانتفق. نعم الافتخار عندما يرتفع إلى مستوى التعصب سيكون بلا شك مضرا وخطرا، وإني بينت ألّا مشكلة لدي مع من يفتخر، دون مرتبة التعصب والتطرف والانفصال النفسي عن الآخر المغاير، مما قد يؤدي إلى الكراهة، وما للكراهة من خطر على السلم الأهلي، وأتفق مع الأخ أبو رغيف مع هذا في عدم انسجامي مع الافتخار الديني والمذهبي، وإنما تكلمت عن حقٍّ لا حقَّ لي بسلبه عن غيري، رغم عدم تفاعلي معه.
وهكذا اقتربنا من النهاية، ولي مع محاوري الأستاذ العزيز حلقة واحدة أخيرة.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 4/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 3/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 2/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 1/6
- ألمانيا تتحول إلى مثل أعلى للإنسانية
- لماذا «العلمانية» وليس «المدنية»؟
- الدستور العلماني ضرورة لا يكتمل الإصلاح بدونها
- العبادي والحكومة المطالب بتشكيلها
- مثلث (الشعب-العبادي-المرجعية)
- مرة أخرى يوجه خامنئي إهانته للشعب العراقي
- إرادة الشعب تنتصر: هل نشهد بداية البداية؟
- مناقشة متأخرة لمقالة للسيد مالوم أبو رغيف عني 2/2
- مناقشة متأخرة لمقالة للسيد مالوم أبو رغيف عني 1/2
- كتابي „الله من أسر الدين إلى فضاءات العقل“ في الأسواق
- مطلبا تحويل الإقليم إلى برلماني والعراق إلى رئاسي
- نصان من 2009: الغوص وذاك الغريب
- دعوة لثورة النساء
- أريد أن أطير
- أشعر بالغربة
- سيكون ثمة ضوء


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 5/6