أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشة متأخرة لمقالة للسيد مالوم أبو رغيف عني 2/2















المزيد.....

مناقشة متأخرة لمقالة للسيد مالوم أبو رغيف عني 2/2


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4874 - 2015 / 7 / 22 - 02:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثم يقول الكاتب المحترم عني:
||الأستاذ ضياء الشكرجي يعتقد بأن من حق الشيعة والسنة الافتخار بتشيعهم أو تسننهم، إن لم يكونوا متعصبين، كما من حقه هو أن يفتخر كونه لا سنيا ولا شيعيا، الافتخار هنا مجرد افتراض مجازي، إذ لا يوجد من يفتخر بمذهبه، فكل المذاهب ليس فيهما ما يدعو إلى الافتخار، على العكس من ذلك، في جميع المذاهب ما يستوجب الخجل والعيب، لذلك كان الدفاع عنها، أي عن المذاهب.||
ومع احترامي لم يلتفت السيد أبو رغيف إلى أمر مهم، وهو إن من يفتخر بما لديه لا يجب أن يكون متفقا معه بأن ما يفتخر به هو حقا موضع افتخار بقناعة من يختلف معه. بل قلت ذلك، لأني لا أملك الحق في سلب حق أحد يريد أن يفتخر بما لديه، خاصة وأني اشترطت قبولي بذلك بشرط عدم التعصب. فقولي ينطلق من القيمة الأخلاقية، والأساس الديمقراطي، في احترام قناعات الآخرين الذين نختلف معهم فيها.
أما قوله:
||الواجب الرئيس للمنتمي أو المتدين، وهذا الواجب أو الالتزام بالدفاع عن المذهب، هو أحد أسباب البغض والتعصب.||
فأقول حتى لو افترضنا إن أكثر المتدينين بدين ما وبمذهب ما كما وصف، فبكل تأكيد إن هناك في أوساطهم العقلاء والمعتدلين بدرجة أو أخرى، فهم ليسوا سواء.
لكنه محق في قوله:
||التعصب المذهبي في الدين لا يجد تعبيرا باحتكار الصواب فقط، لكن بالحقد على المخالف وبتسفيهه وازدراءه والبحث عمّا يعيبه، أكان في رموزه التاريخية، أو في المبادئ المذهبية، لكن ليس ضمن منهج للبحث عن الخطأ لإصلاحه، بل لاحتقار وتصغير من يعمل وفقه، ومناظرات الإسلاميين التلفزيونية خير شاهد على ذلك.||
هذا كله صحيح فيما يتعلق بالمتعصبين، ولكن التعصب نفسه ليس بدرجة واحدة، فهناك درجات متفاوتة، أقصاها الإرهاب، وأدناها التشدد ما دون التعصب، أي الانفصال النفسي، مع الاستعداد للتعايش بسلام مع من ينفصل المشدد عنهم نفسيا وفكريا. فبالرغم من عقيدتي اللادينية، ونقدي للدين، وإيماني ببشريته، أقول إن التعميم والإطلاق خلاف الإنصاف والموضوعية. فعلى الإنسان أن يكون موضوعيا ومنصفا حتى تجاه من يختلف معهم بأقصى درجات الاختلاف.
ثم يوجه أبو رغيف إليَّ السؤال الآتي:
||لكنا دعونا نسأل الأستاذ ضياء الشكرجي، ونطالبه بتوضيح لا يكتمل الانسلاخ من الطائفة إلا به، إذ عدا ذلك سيجد السيد الشكرجي، وكذلك محمد علي، من يتهمهما بالتقية المعمول بها في المذهب الشيعي، والتي تعتبر من أساسيات المذهب، وهي الإظهار باللسان خلاف ما ينطوي عليه القلب.||
ابتداءً أقول لو إن السيد الكاتب قد تابع أفكاري الواضحة لكل من يتابعني، لما كتب ما كتب. طبعا ليس مطلوبا منه أن يتابعني، ويكون مطلعا على طروحاتي، لكنه عندما يكتب عني وعن أفكاري، كان عليه أولا أن يتعب نفسه ولو قليلا ويطلع على بعض ما كتبته. بالنسبة للتقية، فلست معنيا بها، لأني لا أتصور إن من يعلن عن نفسه لادينيته، وإن كان مؤمنا إيمانا عقليا، لكن بالله، لا بالدين، فلم يعد لمثل هذا ما يحتاج إلى ممارسة التقية فيه. والخطأ الآخر الذي وقع فيه، إنه لم يميز بين التقية والباطنية ولعله النفاق. التقية، بمعنى إخفاء الإنسان عقيدته، أو بعض تفاصيل عقيدته، أو إخفاء بعض قناعاته، الدينية أو السياسية أو حتى الاجتماعية، وإخفاء انتمائه، سواء الديني أو المذهبي أو السياسي، عندما يكون مهددا شخصيا للخطر، أو عندما تتطلب منه الحكمة السكوت عن بعض قناعاته، تجنبا لضرر يعتد به، أو حرج لا يتحمل عادة، مما يمارسه أتباع كل الأديان والمذاهب والعقائد والإيديولوجيات والأحزاب المعارضة في ظل الديكتاتوريات، شيعة وسنة، مسلمين وغير مسلمين، دينيين ولادينيين، إسلاميين وعلمانيين. ولا أدافع عن الشيعة كواحد منهم، بل كشخص غير شيعي، لكن كخبير بهم بسبب خلفيتي، ذلك من قبيل إنصاف الآخر المختلف، إن تهمة التقية التي ألصقت بالشيعة غير صحيحة وغير منصفة، فهي ممارسة يمارسها الجميع عند الضرورة. ولكن البعض يبالغ بها ليصل إلى درجة ممارسة الباطنية، كما لمسته عند الإسلاميين الشيعة أثناء عضويتي في الجمعية الوطنية، وفي لجنة كتابة الدستور عام 2005، وقد فصلت ذلك في كتابي «ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي».
أما تساؤله الموجه إليّ:
||فما الذي حمل الأستاذ الشكرجي على الانسلاخ من طائفته التي كان ناشطا في صفوفها، ومنتميا لأحد أحزابها ومثقفا بأطروحاتها، وما هو التناقض أو المآخذ على المذهب الجعفري، التي جعلته يصرح علنا بأنه لم يعد منتميا إليه، وأن يفتخر بذلك؟||
أقول كل ذلك مذكور في العديد من مقالاتي، ولا حاجة لأكرر ذكره، كما إنه مفصل في كتابي «ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي». هو تحول تدريجي، فكريا، ودينيا، وسياسيا. فسياسيا من إسلامي إلى إسلامي ديمقراطي، ومن إسلامي ديمقراطي إلى متدين بالإسلام علماني. أما دينيا، فمن مؤمن بالدين وملتزم بأحكامه عبر مرحلة اعتماد تأصيل مرجعية العقل، إلى معتمد للإيمان الديني الظني، إلى إلهي عقلي لاديني. كل المتابعين لي يعرفون ذلك، ولم يعد شيئا مخفيا عني، لأني «لا أحب المشي في الأنفاق»، كما عبرت في أحد نصوصي، كما مر آنفا. فلا أدري عن أي تقية يتحدث الكاتب المحترم.
وأستغرب عندما يقترح عليّ القناعة والانتماء، بينما هذا من حق الإنسان نفسه حصرا، أن يختار قناعته وانتماءه. فهو عندما يقول:
||نقول ذلك لأن الأستاذ الشكرجي أعطى الحق للشيعي بالافتخار، إن لم يكن متعصبا، وكان يكفيه، أي الأستاذ الشكرجي القول بأنه يفتخر بأنه ليس متعصبا، دون الحاجة إلى إعلان الانسلاخ من الطائفة.||
فأقول أنا لست شيعيا، وفرق كبير بين من هو ليس شيعيا، وبين من هو شيعي غير متعصب.
ثم راح في ختام مقالته يفصل في الفروقات بين مصطلحي «المذهب» و«الطائفة»، ثم افترض الآتي:
||وأعتقد إن كلا الأستاذين لم يكونا موفقين بالتفريق بين المذهب وبين الطائفة. فالتشيع ليس له علاقة بالتطبير، ولا اللطم، وليس له علاقة بالتعصب الديني، بل الانتماء إلى المعسكر المناهض للسلطات، لذلك كانت أغلب الثورات ضد أنظمة الحكم الإسلامية الجائرة في أغلب الحقب التاريخية ثورات شيعية. كان على الأستاذين الإعلان عن الانسلاخ من المذهب الجعفري، أو الاثنى عشري، وليس من التشيع، وأعتقد هذا ما كان يقصدانه، إن لم يجانبني الصواب.||
فأقول لست معنيا لا بالتشيع ولا بالتسنن، لا بالتشيع كطائفة، ولا كمذهب، ولا كتاريخ، ولا كانتماء اجتماعي، كما إني لست بتاريخ الأربعة عشر قرنا. فلكل عقيدته، وعقيدتي اخترتها بعد مخاضات، ونمو فكري، وتدرج بمراحل ذلك النمو، دون تقية، ولا نفاق، ولا تخفٍّ، بل في كل مرحلة كنت أفصح عن حقيقة قناعاتي، باستثناء فترات قصيرة جدا، احتجت خلالها أن أستجمع شجاعتي كلها، لأقول ما ستوضح تفاصيله كتبي الأربعة «الله من أسر الدين إلى فضاءات العقل»، «لاهوت التنزيه العقيدة الثالثة»، «مع القرآن في حوارات متسائلة»، «الدين أمام إشكالات العقل». وكثير من أفكارها نشرت في العديد من مقالاتي.
أخيرا أقدم شكري لاحقا للسيد الكاتب المحترم مالوم أبو رغيف، لأنه بمقالته، التي لم أطلع عليها إلا بعد ثلاثين شهرا، قد دفعني إلى كتابة ما آمل ألا يكون خاليا من ثمة فائدة.
19/07/2015



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة متأخرة لمقالة للسيد مالوم أبو رغيف عني 1/2
- كتابي „الله من أسر الدين إلى فضاءات العقل“ في الأسواق
- مطلبا تحويل الإقليم إلى برلماني والعراق إلى رئاسي
- نصان من 2009: الغوص وذاك الغريب
- دعوة لثورة النساء
- أريد أن أطير
- أشعر بالغربة
- سيكون ثمة ضوء
- في ذكرى 10 حزيران: الأولوية لمحاربة ودحر داعش ولكن
- الدعوة إلى تغيير أسماء المدن والشوارع ما لها وما عليها
- اعتماد دولة المكونات جريمة القرن بحق العراق
- من «عصفورة حريتي» - حضور اسمه
- نصان أخيران سقطا من «عصفورة حريتي»
- نصان أخيران من «عصفورة حريتي»
- ما بعد «عصفورة حريتي» - مناجاة الماقتين للظلم الحائرين في فه ...
- من «عصفورة حريتي» - معنى الحب عند فيلسوف الحب
- من «عصفورة حريتي» - هذيانات نوڤ-;-مبرية
- النزعات الطائفية وانعكاساتها في عراق اليوم
- ما سقط من «عصفورة حريتي» في نهاية السفر كان سراب
- من «عصفورة حريتي» - معنى الحياة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشة متأخرة لمقالة للسيد مالوم أبو رغيف عني 2/2