أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - الدعوة إلى تغيير أسماء المدن والشوارع ما لها وما عليها















المزيد.....

الدعوة إلى تغيير أسماء المدن والشوارع ما لها وما عليها


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4829 - 2015 / 6 / 6 - 10:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدعوة إلى تغيير أسماء المدن والشوارع ما لها وما عليها
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
وصلني إيميل بالموضوع المتناول في هذه المقالة على إيميلي الشخصي، ضمن التعميمات التي يقوم بها البعض مشكورين على أصدقائهم، أو من يختارون من أشخاص، يرون إيصال ما يعممونه إليهم.
فعلقت على الموضوع وعممت ما وصلني مع تعليقي إلى المجموعة التي أخصها بتعميماتي. لكن قبل إدراج تعليقي، لأوضح أولا أي موضوع أقصده، لمن لا يعلم به، ثم أوضح موقفا أوليا لي، ثم أفصل قليلا.
إنها دعوة من جمع من الشيعة، يطالبون فيها تغيير أسماء لـ «محافظات، ومدن، ومناطق، وأحياء، وشوارع، وميادين، وجسور، ومباني، وتماثيل، ونصب، وجداريات ...»، وصفوا تلك الأسماء المسمى بها ما ذكر بأنها «ترمز إلى شخصيات طائفية طاغوتية مجرمة بغيضة».
بقطع النظر عن التوصيف الذي مر، ولعله لا يبتعد عن الواقع، أحب أن أثبت موقفي من هكذا أمور، بقولي إن من حق الشعوب، أو جزء من شعب ما، حتى لو مثل أقلية في ذلك شعب، أن يطالب بتغيير أسماء ومدن وشوارع ومناطق ومرافق عامة، إذا كان أصحاب الأسماء قد مارسوا مجازر، أو أي لون من الظلم تجاه ذلك الشعب، أو تلك الشريحة من شعب ما. فمثلا من حق الأرمن في تركيا أن يطالبوا برفع أسماء لشخصيات كانت مساهمة في المجزرة التي ارتكبت ضدهم قبل مئة عام جريمة الإبدة الجماعية المروعة، ولو إن قبول هذا المطلب هو ضرب من الخيال في زمن سطان العثمانية الجديدة أردوغان، لكني أثبت هنا مبدأ وحقا بقطع النظر عن إمكانية تحققه.
وبالتالي يكون من باب أولى وجوب الاستجابة لمكون مذهبي أو لطائفة تمثل الأكثرية في شعب ما، كما هو الحال في موضوعنا. أقول هذا رغم أني لا أنتمي لهذه الطائفة، ولا لغيرها.
دعوني أسرد ما كتبته إلى مجموعة العناوين التي أعمم عليها تعميماتي، فللأسف إني أكاد لا أحضر على مواقع التواصل الاجتماعي، الفيسبوك وغيرها، وأكتفي بالتواصل المحدود. المهم، كتبت الآتي:
«رب دعوة حق، تؤدي إلى واقع باطل، ولا أقول يراد بها باطل.
بقطع النظر عن حقانية هذه المطالبة، أقول دعونا نعبر جهنم داعش أولا، وبعدها نتفاهم على مثل هذه الأمور في أجواء السلام والإخاء والمحبة والتسامح والعقلانية.
مثلما أنا أدعم رفع هذه الأسماء (الرشيد، المنصور، المأمون، صلاح الدين)، أدعو إلى رفع اسم (الصدر)، و(الحكيم)، كما وأدعو إلى رفع توصيفات القداسة عن المدن، كـ (المقدسة) توصيفا للكاظمية وكربلاء، و(الأشرف) توصيفا للنجف. وكذلك أدعو إلى رفع (الله أكبر) من العلم، رغم إيماني العميق بالله، وإن كان الله الذي أؤمن به منزه عندي عن التصوير الديني له، لكن الوطن عندي للمؤمن وغير المؤمن، للمواطن كمواطن، كإنسان، بقطع النظر عن عقيدته، التي تبقى في الدولة العلمانية التي أحلم بها شأنا شخصيا.
(عوفونا من هالطروحات التعبانة) [مع الاعتذار]، وكونوا بمستوى المسؤولية التي تتطلبها المرحلة الخطرة التي نحن فيها. ويا ليت من يوصل كلامي هذا إلى صاحب الدعوة الأخ علي المؤمن، ولمن يشاء ليضعها على الفيسبوك مذيلة باسمي.
تحياتي.
ضياء الشكرجي».
ثم وجدت أن أكمل ما بدأته، لتكون هذه المقالة حول الموضوع.
كما قلت في مقالة سابقة لي إن الكلام عن الخلاف بين فاطمة بنت محمد والشيخين أبي بكر وعمر، الذي صدر من عالم دين، أو مرجع حسب متبعيه، قلت إن هذا الكلام ليس وقته الآن، فدخل تسعون من السبابين ليضعوا سبابهم وشتائمهم بهيستيريا مضحكة ومذهلة ومخجلة ضدي، بينما هناك على نفس الموقع الذي نشرت مقالتي عليه عشرات المقالات التي تنال من الإسلام، ومن نبي الإسلام، فلم يثرهم ذلك كله، بقدر ما أثارهم انتقادي لمرجعهم الأعلى، ولا أريد أن أقول لربهم الأعلى. أقول كما قلت إن الكلام عن هذا الموضوع ليس وقته، بحكم الظرف الحرج والخطر الذي يمر به العراق، أقول أيضا هنا، هذا ليس وقته. ولذا قلت «دعونا نعبر جهنم داعش أولا، وبعدها نتفاهم على مثل هذه الأمور في أجواء السلام والإخاء والمحبة والتسامح والعقلانية». وعندما قلت «مثلما أنا أدعم رفع هذه الأسماء (الرشيد، المنصور، المأمون، صلاح الدين)، أدعو إلى رفع اسم (الصدر)، و(الحكيم)»، فليس من قبيل الإساءة إلى أصحاب تلك الأسماء، ولكن أخذ الناس حياءً كأخذهم غصبا، لأن الكثيرين من سكنة تلك المناطق غير مؤدلجين صدريا أو حكيميا، كي تسمى مدينتهم أو حيهم باسم هذا أو ذاك. وأما مطالبتي بـ «رفع (الله أكبر) من العلم»، فبينت مبرراتها في مقالتي (ملاحظات على العلم العراقي وشعار «الله أكبر»)، التي يجدها من يحب الاطلاع تحت الرابط أدناه:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=452834
إني أتفهم لإخواننا شيعة العراق، ولتحسسهم من أسماء لشخصيات متورط البعض منها بقتل الواحد أو الآخر من أئمتهم، أو لشخصية تاريخية مارست المجازر ضد الشيعة، حتى لو اعتبر صاحبها بطلا تاريخيا. فلنتصور كيف يكون شعور اليهود، حتى لو لم تكن هناك دولة تدعي تمثيلهم، لو سمي شارع من شوارع ألمانيا بشارع آدولف هتلر؟ ولو إن هذا محال، لا بسبب ضغط اللوبي اليهودي، أو الإسرائيلي، ولا بسبب خوف ألمانيا من اتهامها بمعاداة السامية، بل لبلوغ ألمانيا مستوى راق من الثقافة الملتزمة بمبادئ حقوق الإنسان تمنعهم من ذلك.
لكن أي اسم يشير إلى الإسلام قد تكون فيه ثمة إساءة لمشاعر أبناء تلك المكونات الدينية التي حولها الإسلام بفتوحاته إلى مواطنين من الدرجة الثانية، أو الذين أجبروا من الفاتحين على تغيير دينهم، إذا لم يكن دينهم معترفا به من الإسلام دينا كتابيا، ليتمتع أتباعه بالمواطنة من الدرجة الثانية تحت مسمى «أهل الذمة» في مقابل الإبقاء عليهم احياء، مع حق البقاء على دينهم.
إذا نريد مراعاة مشاعر كل المواطنين، وكل المكونات الدينية والقومية والثقافية، وهذا مطلوب، ولو إنه يمثل مطلبا مثاليا في الوقت الراهن، فيجب أن يحذف كل ما له صلة بتاريخ الألف وأربعمئة سنة الماضية.
ثم إذا غير اسم محافظة أو مدينة، فيجب من حيث المبدأ، وعلى ضوء اشتراطات الدولة الديمقراطية، أن تصوت أكثرية سكان المحافظة أو المدينة على تغيير الاسم.
مع هذا يمكن أن تكون هناك استثناءات تتجاوز هذا الشرط، إذا كانت مبادئ حقوق الإنسان تحتم رفع اسم ما، وإذا كان في الدستور ما يدعم ذلك الرفع أو التغيير. أو يمكن أن يكون ذلك من خلال قانون، يحدد ما هو مسموح به، وما هو غير مسموح به، من أسماء تطلق على محافظات، أو مدن، أو غيرها.
مع هذا أرجع وأقول «دعونا نعبر جهنم داعش أولا، وبعدها نتفاهم على مثل هذه الأمور في أجواء السلام والإخاء والمحبة والتسامح والعقلانية».
وهنا أحب أن أذكر أمرا له علاقة بموضوعنا، وهو إنه لو كان الذي قال ما قاله مقتدى الصدر حول تسمية حملة تحرير الأنبار بـ «لبيك يا حسين»، شخص آخر من أمثال كاتب هذه السطور، لقيل «مرتد عن الدين والمذهب»، أو «خائن للطائفة»، ولكن الحمد لله جاء ذلك على لسان زعيم (إسلامي-شيعي) و(ديني-سياسي)، وبادر رئيس الوزراء بإطلاق اسم «لبيك يا عراق». حتى تسمية «لبيك يا رسول الله» لم تكن ضرورية؛ صحيح إنها محاولة للتعبير عن تجاوز الشعارات المذهبية، إلى ما هو أوسع ضمن دائرة الإسلام الذي يضم كلا الطائفتين، لكن فيها إقحام للدين في شأن للوطن، الذي يفترض أنه يضم المسلمين وغير المسلمين، الدينيين وغير الدينيين، الإلهيين وغير الإلهيين، ثم إن من ضحايا الإرهاب من كانوا ضحايا أتباع قراءة من قراءات الدين، حتى لو قال أكثرية تابعيه إن دينهم براء من أفعال هؤلاء الوحوش. وليس من مهام هذه المقالة تبرئة الدين أو إدانته.
لم لا نتبنى شعار «الدين لله، والوطن للجميع»، ونترك للبعض من أمثالي الذين يرون الإيمان خارج الدين، وينزهون الله عن جل ما نسبت إليه الأديان، ما يرون، ونقول لهم «إيمانكم أنتم أيضا لله، والوطن للجميع»، ونقول لغير المؤمن «اللاإيمان لك، والوطن للجميع». لتكن حرية الدين والدين المغاير واللادين، وحرية التدين والتدين المغاير واللاتدين، وحرية الإيمان والإيمان المغاير واللاإيمان؛ لتكن حرية كل مما ذكر مكفولة، وندع الوطن يستوعب الجميع، ودعونا نلتقي على حب العراق، والالتزام بقواعد العقلانية ومثل الإنسانية ومبادئ الديمقراطية.
هل سنستطيع ذلك، أم هو حلم نحن عاجزون عن تحقيقه.
دعونا نشعل شمعة في الظلام، ونسعى إلى مستقبل، أكثر سلاما، أكثر أمنا، أكثر إنسانية، أكثر محبة، وأكثر وطنية، ومن شروط كل ذلك في هذه المرحلة تحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة الإرهاب حتى دحره وتطهير العراق من رجسه ودنسه، ليكون لنا عراق لا يسأل مواطنا من مواطنيه، شيعي أنت أم سني، عربي أم كردي، مسلم أم مسيحي أو إيزيدي أو صابئي أو بهائي أو لاديني؟ وطن يمثل فيه الإنسان القيمة العليا، والمواطنة هوية للجميع، وما دونها يبقى شأنا شخصيا مصونا، ولكن غير مقحم في الشأن العام.
05/06/2015



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتماد دولة المكونات جريمة القرن بحق العراق
- من «عصفورة حريتي» - حضور اسمه
- نصان أخيران سقطا من «عصفورة حريتي»
- نصان أخيران من «عصفورة حريتي»
- ما بعد «عصفورة حريتي» - مناجاة الماقتين للظلم الحائرين في فه ...
- من «عصفورة حريتي» - معنى الحب عند فيلسوف الحب
- من «عصفورة حريتي» - هذيانات نوڤ-;-مبرية
- النزعات الطائفية وانعكاساتها في عراق اليوم
- ما سقط من «عصفورة حريتي» في نهاية السفر كان سراب
- من «عصفورة حريتي» - معنى الحياة
- ما سقط من «عصفورة حريتي» - أريد أن أطير
- ما بعد «عصفورة حريتي» - المتكلمون باسم الله
- ما بعد «عصفورة حريتي» - سكرة الكفر
- ما بعد «عصفورة حريتي» - سأعود يا عراق
- نصان ما بعد «عصفورة حريتي»
- الشيخ اليعقوبي يصب الزيت على نار الفتنة الطائفية
- ما بعد «عصفورة حريتي» - لو قتلت شيطاني*
- أربعة نصوص من «عصفورة حريتي»
- من «عصفورة حريتي» - نشيد تهشيم الأوثان
- من «عصفورة حريتي» - لا .. غيرُ مسموحٍ لك


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - الدعوة إلى تغيير أسماء المدن والشوارع ما لها وما عليها