ما بعد «عصفورة حريتي» - لو قتلت شيطاني*

ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4757 - 2015 / 3 / 24 - 17:08
المحور: الادب والفن
    

لا أعرف ما هو أمقت إليّ من القتل
مع هذا تمنيت
لو مرة واحدة في حياتي
لو مرة اقترفت فعلة القتل
والذي أتمنى قتله
هو شيطاني الذي فيّ
المتربص بي
كي ينتصر عليّ
لينقضّ على إنسانيتي
فيمسخها
في لحظة يفقدني غضبي عقلي
ليقودني هو بدلا منه
وأيما لـحظة من لـحظات جنون الغضب
أفقد فيها عقلي
فيركبني شيطاني
فيسلك بي إلى ما أمقت به نفسي
فتكفي لـحظة
من غضب جنوني
كي أكون بها وحشا
عندما أنزع عني إنسانيتي
وحتى لو عاد إلى عقلي وعيه
ولو انتفض ضميري
معنفا رادعا
في لـحظة ما بعد لحظة الغضب الـجنوني
يكون قد فات الأوان
لأني كنت لـحظتها قد استحلت وحشا
فأبقى كارها لنفسي
ماقتا لها أيّما مقت
غاضبا حانقا عليها
محتقرا إياها أيّما احتقار
موبخا معنفا لها
فساعات وساعات
وأيام وأيام
بل وسنوات وسنوات
بل عقود وعقود
من تعنيف الذات
ومرارة الندم
لن تغسل عاري
لـحظة امتطاني الشيطان
وساقني
واغتصبني
وفض عذرية إنسانيتي
فلو كنت العمر كله إنسانا
بل واحتفظت بإنسانيتي
أعمارا لا تحصى من مثل عمري
ثم كنت لجزيئة من اللحظة وحشا
لن أغتسل من قذارة تلك اللـحظة
لو عمّرت الدهر كله
أطَّهر في مغتسل النور الأقدس
أفألام أني وددت ولو مرة واحدة في حياتي
أن أقترف فعلة القتل
الذي لا أعرف ما هو أمقت منها إليّ
إلا لـحظة يمتطيني شيطاني
لأقتل شيطاني هذا الذي فيّ
عدوي ومذلي وماسخ إنسانيتي

*: الشيطان: بكل تأكيد لا أعنيه بمعناه الديني، بل بمعناه المجازي.

#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل