أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء الشكرجي - من «عصفورة حريتي» - سجون وسجون














المزيد.....

من «عصفورة حريتي» - سجون وسجون


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4723 - 2015 / 2 / 17 - 14:00
المحور: الادب والفن
    




13/03/2008 (فلسفيا: عقيدة التنزيه | سياسيا: الديمقراطية العلمانية)

سجون .. وسجون .. وسجون
كأنما أُريدَ للحياةِ أن تكونَ موتا
أن تكونَ سجنا
مجموعةَ سجون
وحيثُ لا حياةَ إلا بالحرية
فعندما تُصادِرُ الحياةُ الحرية
تصادرُ نفسَها
عندما تتحولُ الحياةُ إلى سجون
تتحولُ إلى وهمِ حياة
إلى سرابِ حياة
وما الفرقُ بينها والموتِ إلا الأمل
أملٌ بالانعتاقِ من السجون
والخروجِ منها إلى رحابِ الحياة
فتُفكِّر عندها بحرية
وتُفصِحُ عما تفكرُ بحرية
تُصيبُ وتُخطِئُ بحرية
ولا أحدَ يُصادِرُ حريتَك في أن تُصيب
ولا حريتَك في أن تُخطِئ
وهكذا تملكُ حريةَ أن تُؤمن
وحريةَ أن تكفر
وحريةَ أن تتغايرَ في إيمانِك
عمن يُؤمنُ بغيرِ ما تؤمِن
وأن تتغايرَ بكفرِك
عمن يكفرُ بغيرِ ما تكفر
وتنطلقُ بحرية
تُحبُّ بحرية
تَعشَقُ بحرية
تجتمعُ بمن تحبُّ متى ما تشاءُ
وأينما تشاءُ .. بحرية
تختارُ من تعيشُ معه بحرية
أو أن تخلُوَ بنفسِك بحرية
وأن تحيى الحريةَ كلَّها
ولا تُقيِّدَ حريتَك
إلا إذا صادرت حريتُك حريةَ غيرِك
ولكن تبقى الحياةُ سجنا
تبقى مجموعةَ سجون
الوطنُ سجن
السياسةُ سجن
الأسرةُ سجن
العرفُ سجن
المجتمعُ سجن
قلةُ المالِ سجن
ضعفُ الجسدِ سجن
المرضُ سجن
بل حتى إنسانيتُك سجن
لكنه وحدَهُ السجنُ المحبَّب
وحدَهُ السجنُ الذي لن تمنحَ لنفسِك
حريةَ أن تتحررَ منه
لأنه يعني منحَ نفسِك
حريةَ أن تتحررَ من نفسِك
فتكونَ غيرَ نفسِك
وهذا مُحال
إذن حتى الانعتاقُ من السجون
لن يكونَ انعتاقاً بالمطلق
فكما إنك لا تملكُ حريةَ أن تعيشَ
من غيرِ أن تتنفس
أو من غيرِ أن تَنام
أو من غير أن تأكلَ وتشرب
فأنت لا تملكُ حريةَ أن تعيشَ
من غيرِ أن تكونَك أنت
وأن تكونَك
يعني أن تكونَ إنسانيتك
وأن أكونني
يعني أن أكونَ إنسانيتي
وسجنيَ اليومَ عراقي
الذي أريدُ أن أحررَه من سجونه
وسجنيَ اليومَ مشروعيَ السياسي
وسجنيَ اليومَ التزاماتيَ الشخصية
وسجنيَ اليومَ التزاماتيَ الاجتماعية
والمسجونون معي
معارضتي السياسية
ودينيَ الجديد
وذلك السجينُ الأكبر
لكن لن أسمحَ أن يكونَ الشهيدَ الأكبر
ولكلٍ من سُجنائي
أريدُ الانعتاق
وأريدُ الانعتاقَ لنفسي معهم
والعراقُ لا يتحملُ ديني
والسياسةُ لا تتحمل معارضتي
ولا تتحملُ ديني
وأشخاص يهمونني
لا يتحملون أشياءً أخرى
ولا يتحملون ديني
ولا يتحملون الحربَ التي قد تُشَنُّ عليّ
بسببِ ديني
وبسببِ معارضتي
أريدُ أن أُحلِّقَ عارياً
كما خلقني ربي
وكما ولدتني أمي
أريدُ أن أحلِّقَ مع أفكاري
مع فلسفتي
مع عقيدتي
مع إيماني ومع كفري
مع حريتي السياسية
فهل سأُحلِّق
أم سأبقى ماكثاً في سجني
في كلِّ سجوني
حتى أنعتقَ من الحياة
إلى رحابِ الله
وعندها سأشكوهُ سجوني
سأشكوهُ قتلَ حريتي
وأسرَ حبي
وهناك سيُعوِّضُني ربي
برحمتِه .. بحبِه
أوليسَ اللهُ بربِّ الحريةِ والحبِّ والجمال

ملاحظة: كتب النص في بداية تحولي إلى لاهوت التنزيه، حيث كنت ما أزال لا أجرؤ على الإفصاح تمام الإفصاح، وما زال مثلي الكثيرون ممن أعرفهم من الذين لا يجرؤون أن يفصحوا، ولعلهم يحسدونني (بالمعنى الإيجابي للحسد) على الانعتاق.
17/02/2015



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله والدين ضدان لا يجتمعان
- من «عصفورة حريتي» - فيّ لوثة جنون الفنان
- من «عصفورة حريتي» - أريدُ حريتي
- من «عصفورة حريتي» - أيتها الفتاة المسلمة فكي أسر شعركِ
- من «عصفورة حريتي» - ستبقى تحوم حولي الشبهات
- أي تركة كارثية سنرثها من داعش؟
- من «عصفورة حريتي» - مولودتي علامة الاستفهام الطائرة
- من «عصفورة حريتي» - سأكون حزينا يوم لا أحزن
- ملاحظات على العلم العراقي وشعار «الله أكبر»
- من «عصفورة حريتي» - لماذا لا تبدأ
- من «عصفورة حريتي» - لغات أحبها ولغات لا أحبها
- من «عصفورة حريتي» - يا عناصر ضعفي
- من «عصفورة حريتي» - أيتها الكلمة السجينة
- كيف تنسبون إلى الله ما تستنكرونه على خلقه؟
- من «عصفورة حريتي» - وأشرق القمر واستحالت الظلمة ضياء
- مشروع قانون الأحزاب يشرعن الطائفية السياسية
- من «عصفورة حريتي» - المفني عمره في الأحلام
- من «عصفورة حريتي» - لقائي ونفسي
- من «عصفورة حريتي» - تأنسنيات
- من «عصفورة حريتي» - حقيقة الكؤون الإنساني


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء الشكرجي - من «عصفورة حريتي» - سجون وسجون