أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 23















المزيد.....

ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 23


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5002 - 2015 / 12 / 1 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعود لأكمل الحديث عن الجهات المخابراتية في ألمانيا وتعاملها معنا كإسلاميين شيعة، ومعي شخصيا.

ولا بد من ذكر أمرَين ذوَي علاقة بهذا الموضوع. في إحدى لقاءاتي بالصحفي المخبر، ربما أراد أن يدغدغ عندي مشاعر الغرور، إذ عبّر عن قناعته، إنه يتوقع، لو سقط النظام في العراق، وكان لحزب الدعوة دور في قيادة العملية السياسية، فسيكون لي موقع مهم، كأن أكون وزيرا للخارجية. فأجبته، أني لا أتوقع ذلك، لأن في حزب الدعوة من الكفاءات، من هم أكثر أهلية مني بكثير، حيث كنت ما زلت مصدقا بأكذوبة أن حزب الدعوة هو حزب المثقفين والكفاءات. الأمر الآخر وفي نفس ذلك اللقاء، سألني لِمَ لَم أقدم طلبا للحصول على الجنسية الألمانية، فأجبته، بأني لا أعتقد بأني مستوف للشروط، فأجابني بأني إذا قررت التجنس، عليّ إخباره، بما يعني أنه كان عرضا غير مباشر، بترتيب الأمر لي. في ذلك الوقت كنت أحمل جوازا موقتا يسمى بـ(جواز الغرباء Fremdenpass)، تُمدَّد الإقامة عليه سنويا، وتقديمي لطلب اللجوء السياسي كان عام 1986، وتقديمي لطلب التجنس كان على ما أتذكر عام 1990، وحصلت على الجنسية الألمانية عام 1993.

ولي قصة أخرى مع شرطة الجنايات السياسية، بالألمانية (پوليتِشَه كْرِمِنالْپوليتْساي
Politische Kriminalpolizei) في هامبُرڠ-;-. بهذا الصدد سبق وذكرت قضية عملية اختطاف الطائرة التي قامت بها مجموعة اللبناني محمد حمادي من حزب الله عام 1985. بعد هذه الحادثة، والتي استطاعت القوات الخاصة فيها إلقاء القبض على محمد حمادي ورفاقه، جاءني نداء تلفوني، والمتحدث قدّم نفسه كموظف في شرطة الجنايات السياسية لمدينة هامبُرڠ-;-، وكان في غاية اللطف والأدب. أبدى رغبته بلقاء معي، وذلك كما أحب، إما يزورونني هم، أو أزورهم أنا، ففضلت أن أذهب أنا إليهم، وجرى تحديد موعد لذلك. ذهبت إلى العنوان، وهو بناية الدائرة الرئيسة لشرطة هامبُرڠ-;-، وبعد إجراءات روفقت إلى طابق في أعلى البناية، فاستقبلني الشخص الذي كان قد اتصل بي استقبالا لطيفا، وطلب مني التفضل بالجلوس، وكان يكرر الاعتذار مني، ورجائي ألا أعتبر ذلك موجها لي بشكل شخصي. قال لي إنك لا بد سمعت بقضية حمادي، فأجبته بالإيجاب، ثم قال إنه وردت إليهم معلومات، مفادها وجود نية بقدوم مجموعة من لبنانيين على رأسهم شقيق محمد حمادي، ليقوموا بعملية يجعلون السلطات الألمانية من خلالها تحت ضغط مطالبتهم بإطلاق سراح محمد حمادي. ثم سألني عما إذا سمعت بقدوم مثل هؤلاء الأشخاص. فنفيت علمي بذلك، وبالفعل لم يكن لي علم به، لكني سألته مستغربا، ما الذي دعاهم أن يسألوني أنا بالذات عن هؤلاء، وهم لبنانيون، بينما أنا عراقي. جوابه كان لكوننا شيعة فكروا أنه من الممكن أن يأتوا ليبيتوا عند أحد منا، ثم لكوني، حسبما مسجل لدى سجل الجمعيات في الدائرة العدلية (Gerichtsamt)، رئيسا للاتحاد الإسلامي لطلبة العراق، ولكون الاتحاد مرتبطا بحزب الدعوة، ولوجود علاقة بين حزب الدعوة وحزب الله، الذي يعرفون أن محمد حسين فضل الله، الذي هو من حزب الدعوة، هو المرشد الروحي له، ولكون حزب الدعوة يتبنى أيضا القيام بمثل هكذا عمليات، فكروا أن يستدعوني لهذا الغرض. فقلت له: اسمح لي أن أصحح مجموعة من المعلومات غير الدقيقة عندكم. أولا وحسب علمي أن محمد حسين فضل الله ليس منتميا لأي حزب، فلا هو في حزب الدعوة، ولا هو المرشد الروحي لحزب الله. ثم إن اللبنانيين إذا جاؤوا يذهبون إلى جماعتهم اللبنانيين مثلهم، ولا يأتون إلينا، والشيء الآخر إن حزب الدعوة لا يقوم عادة بعمليات تفجير واختطاف وما سواها. فأجاب بل حسب علمهم إن حزب الدعوة قد قام بمثل هذه العمليات، وذكر ثلاثة أمثلة على ذلك، العمليات التي كان مخططا لها في الكويت، وعملية تفجير السفارة العراقية في بيروت، وعملية أخرى في تركيا. أجبته مدافعا، ومصححا له المعلومة عن عمليات الكويت، بأنها لم تكن من تخطيط حزب الدعوة، بل من تخطيط الإيراني المدعو مهدي هاشمي الذي كان رئيس مكتب حركات التحرر، ويعمل بحماية حسين منتظري، والذي يكون شقيقه هادي هاشمي صهر منتظري، والذي حوكم لاحقا - أي مهدي هاشمي - بأمر الخميني وأعدم. وإنما استخدم أشخاصا كانوا سابقا في حزب الدعوة [على رأسهم أبو مهدي المهندس]، لكنهم كانوا منقطعين تنظيميا عن الحزب، ولذا لُصِقَت التهمة بحزب الدعوة، وربما أراد مهدي هاشمي هذا ضرب عصفورين بحجر، الأول لإيذاء الحكومة الكويتية لموقفها المؤيد لصدام في حربه ضدهم، والثاني توريطا لحزب الدعوة الذي كان يحمل الهاشمي كراهية خاصة تجاهه، ويقول في المجالس الخاصة، كما نقل لنا من مصادر الحزب، إنه إذا لم يستطع القضاء على حزب الدعوة، فسيعمل على حدوث انقسامات وشروخ فيه حتى يتشظى. طبعا كانت هذه هي معلوماتي المستقاة من حزب الدعوة، والله أعلم بخفايا الأمور. أما ما يتعلق بتركيا، فلم تكن لدي معلومات تفصيلية، ثم دافعت - بسذاجتي آنئذ - عن عملية تفجير السفارة في بيروت، التي نفذها كما مر ذكره الداعية الشاب أبو مريم، وراح ضحيتها أكثر من ستين قتيل من موظفي السفارة ومراجعين لبنانيين وعراقيين، منهم بلقيس الراوي زوجة الشاعر نزار قباني. دافعت - كما قلت بسذاجتي آنئذ - مبررا العملية بكون السفارة لم تكن تقوم بمهمة ديبلوماسية كسفارة، بقدر ما كان نشاطها مخابراتيا ضد المعارضة العراقية في الخارج، من عمليات تجسس واختطاف واغتيال، وهذا ما كان فعلا. أجابني وماذا لو قامت السفارة العراقية في بون بنشاط مماثل. قلت أولا إن هذا افتراض مستحيل تحققه، لأن الحكومة الألمانية أعقل من أن تسمح بأن يجري هكذا نشاط على أراضيها، وثانيا حتى مع فرض تحقق ذلك، فإن حزب الدعوة، بل بقية الأحزاب الإسلامية العراقية المعارضة حسب علمي، لن تنقل صراعها مع النظام إلى الساحة الأورپية بأي حال من الأحوال. المهم انتهى اللقاء، وتعامل الرجل معي في غاية الأدب والاحترام. وهذا كان عكس ما جرى مع عراقيين آخرين في مناطق أخرى من ألمانيا، إذ علمت بحالتين، إحداهما استدعاء أبي يوسف (أمجد طبلة) في آشافنبُرڠ-;- Aschaffenburg، والمرحوم أبي حوراء (وعد الحكيم) شقيق حق الحكيم في برلين. ومع كلاهما كانت اللهجة شديدة، ولا تخلو من تهديد. وربما كان لهم مبررهم فيما يتعلق الأمر بالأول، لكونه كان من المغالين في الولاء لإيران، حتى كان يعتبرنا قد انحرفنا عن الإسلام الأصيل، لعدم تلمسه الولاء المطلق وغير المشروط لإيران وخامنئي.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا - روسيا - فرنسا - سوريا - داعش
- مع مقولة: «الدولة المدنية دولة كافرة»
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 22
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 21
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 20
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 19
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 18
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 17
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 16
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 15
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 14
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 13
- داعش وما قبله وما بعده: الإسلام هو المشكلة
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 12
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 11
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 10
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 9
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 8
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 7
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 6


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 23