أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 17















المزيد.....

ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 17


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 01:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 17
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
تطوري كمحاضر
كما سبق وذكرت، عندما بدأنا في مطلع الثمانينيات بتأسيس جلستنا الإسلامية الشيعية الأسبوعية في المركز الإسلامي في هامبُرڠ-;- (مسجد الإمام علي)، مع علاء الهاشمي وعلي العماري، الذي أتعبنا كثيرا، وربما يأتي الحديث عن ذلك، كُلِّفت ابتداءً بأن أقدم سلسلة في السيرة النبوية، وتكفل العماري بفقرة تفسير القرآن، وكان تفسيرا كارثيا، ولا أتذكر ما الذي أخذه على عاتقهم الآخرون، علاء الهاشمي، واللبناني محمد الحاج (أبو القاسم). بقيت لفترة ناقلا من الكتب، قبل أن تتبلور طريقتي الخاصة، وأبدأ بإنتاج أفكار بمنهجي الاستيحائي. مع الوقت تحولت إلى المحاضر الأساسي في تلك الجلسة، وفي عموم المناسبات التي كنا نقيمها في مختلف مدن ألمانيا، برلين Berlin، فرانكفورت Frankfurt، كُولن (كولون) Kö-;-ln. وبعد حين انفتحت أمامي ساحات عديدة داخل وخارج ألمانيا، كنت أدعى لها بصفتي الشخصية كمحاضر، مثل آشافِنبُرڠ-;- Aschaffenburg، دُوْيْزبُرڠ-;- Duisburg، أَسَن Essen، مُنشِن (ميونيخ) München، نُورْنْبَرڠ-;- Nürnber، آرْنْسْبُرڠ-;- Arnsburg ....، بْريمَن Bremen، علاوة على المناطق التي ذكرتها. مع الوقت بدأت أكوّن طريقتي الخاصة، وأنتج فكرا بنفسي، ولا أعوّل على الكتب، بل حتى ولا على تفاسير القرآن، رغم أن القرآن كان يمثل المرجع الرئيس في محاضراتي. لم أكن أميل - كما هو الحال مع أكثر المحاضرين الإسلاميين، وخطباء المنبر الشيعة - إلى الاستغراق في قصص السيرة للأئمة، ولا للقضايا الفقهية، بقدر ما كنت أحاول ان أكوّن مفاهيم توعوية للحياة من خلال فهمي للإسلام، وأركّز على الجوانب الإنسانية والأخلاقية، ولكن أيضا الروحية فيما هي العلاقة مع الله، كمحور أساسي عندي في قضية الإيمان، بعكس الآخرين الذين غالبا ما يكوّن أئمة أهل البيت المحور عندهم، وكل ما سواه يتفرع عنهم، بما في ذلك الله نفسه والعلاقة به.

بل شاركت في أكثر المؤتمرات ببحوث ومحاضرات ورؤى، كمؤتمرات (رابطة الشباب المسلم)، إحدى واجهات حزب الدعوة، في لندن. ومنذ البداية وأنا في أول تكوني وصيرورتي كمحاضر، عندما كنت أذهب إلى إيران، وقبل مرحلة تطوري إلى منتج أفكار، بل في بدايات ذلك التكون، كنت أدعى من قبل الاتحادات التي تبنى حزب الدعوة إنشاءها، وكانت واجهات له، كالاتحاد الإسلامي لطلبة العراق، والاتحاد الإسلامي لمعلمي العراق، والاتحاد الإسلامي لمهندسي العراق، الذي كان غالبا ما يدعوني لإلقاء المحاضرات فيه سامي العسكري، الذي كان يعرف باسم (أبو ياسر المهندس).

في التسعينيات تعددت البلدان والمدن التي كنت أدعى لها، فمدن هولندا (دودرخت Dordrecht التي كان يدعوني إليها محمد ناصر، الذي كانت - وما زالت – لي معه علاقة حميمية متميزة، وصلاح عبد الرزاق [محافظ بغداد وقت كتابة هذه الأسطر] وأُوترخت Utrecht حيث كان خلف عبد الصمد [محافظ البصرة وقت كتابة هذه الأسطر]، وآسن). ثم قضيت كمحاضر لفترات طويلة نسبيا في مدن أمريكا وكندا، ففي 1997 وأول ما وضعت العمامة على رأسي، دعيت لأقضي شهر رمضان في ثلاثة مدن، فُونِكس Phö-;-nix، سان فْرانْسيسكو San Francisco، سالت لَيك سِتي Salt Lake City. ثم ذهبت بعد شهر رمضان إلى دترويت Detroit (أمريكا) ومونتريال Montreal وتورونتو Toronto (كندا) وشيكاڠ-;-و Chicago (أمريكا) بدعوة من عدنان الزرفي [محافظ النجف وقت كتابة هذه الأسطر]. وفي تلك الزيارة عُرض عليّ أن أنتقل إلى أمريكا، وأختار أي مدينة من المدن كمركز استقرار لي، ثم أنطلق منها للتحرك على كل القارة. فكرت بعد عودتي كثيرا، ثم اعتذرت.

بعدما لبست العمامة، وما يسمى بزي العلماء، الذي أكثر من لبسه هم من الجهلاء والمخرّفين والمشعوذين، وهذا ما أكده محمد حسين فضل الله عندما قال في محاضرة له في مؤتمر التبليغ والمبلغين: «إن أكثر المبلَّغين هم أكثر علما من المبلِّغين، وإن أحدهم يقضي سنتين في الحوزة، ويضع العمامة على رأسه، ويقول إنه عالم، وهو لم يستطع خلال هاتين السنتين أن يتعرف على مستوى جهله»، أو بنص مقارب جدا. وقبل أن أرتدي هذا الزي كنت أعاني من اعتلاء الجهلة والمخرفين من المعممين المنبر، أو منصة المحاضرة، ليلقوا على الناس جهلا وخرافة. فكان من دواعي اتخاذ قرار لبس العمامة، هو كثرة المعممين الجهلة، وبالرغم من أن محاضراتي أصبح لها مستمعوها والمتفاعلون معها والمعجبون بها، بقيت شريحة واسعة تتلقى من المعمم الجاهل، أكثر بكثير مما تتلقى من الواعي والمثقف غير المعمم (الأفندي). ولو إني أرى اليوم المحاضرات الدينية نادرا ما تخلو من قدر من التخلف، كل ما في الموضوع كان تخلفي تخلفا عقلانيا نسبيا.
بعدما ذهبت إلى حوزة المرتضى في نهايات التسعينيات، وتقرر أن ألبس العمامة بتشجيع وحثّ من رجلَي الدين وأستاذَي الحوزة القريبَين من محمد حسين فضل الله، العراقي حسن النوري، والبحريني المجتهد عبد الله الغريفي، وليس آخرا من محمد حسين فضل الله نفسه، الذي وضع العمامة على رأسي.

قصتي مع المالكي ليلة لبس العمامة
هنا لا بد من أن أروي حوارا بيني ونوري المالكي في المساء السابق لليوم الذي تقرر أن تجرى فيه طقوس لبس العمامة. عندها قال لي المالكي، الذي كانت تربطني به علاقة حميمة من ود واحترام متبادلين. قال لي ما بين المزاح والجد، أو بمزاح لا يخلو من قصد جدي: «انتهى، أنت كنت حتى الآن صاحبنا، ومن الآن لم تعد صاحبنا». قلت له: «إن العمامة لن تُغيّرني، وسأبقى صاحبكم»، قال: «قالوها قبلك، ما من أحد وضعها على رأسه، إلا وغيّرته، فإن فيها ثمة سرا، يجعل كل من لبسها يتغير»، ولعله قال: «يِتْسَودَن» أي يصيبه الجنون. مهما حاولت أن أقنعه إن هذا لا ينطبق عليّ، لم يرد أن يصدق، أو هكذا مزح (جادّا) معي. فعلا رأيت أنهم عالم آخر غريب، متعال، مصدّق بتميزه الطبقي، وبـ(الشأنية) التي يتمتع بها، إلا أني حقا، وكما وعدت المالكي، بقيت معمم الهيأة، (أفندي) المضمون والسلوك. فهناك أعراف وشأنيات كثيرة لم ألتزم بها، ولم أحبها أبدا، فهم مثلا لا يناسبهم أن يضعوا ربطة العنق، حتى عندما يلبسون اللبس المدني في ظروف تتطلب ذلك، ولهم طريقة متميزة بالكلام وحركة اليدين، والتظاهر بالعلم، حتى فيما لا علم لهم فيه، يهمهم كثيرا أن يتصدروا المجالس، ولا يحضرون المناسبات مبكرا، إذ لا يناسبهم أن ينتظروا، بل أن يحضروا، عندما يمتلئ المجلس بالحضور، ليستقبلوا بالقيام والتبجيل والصلوات على محمد وآل محمد. بينما بقيت لا أحب هذه السلوكيات الاستعلائية، التي تنم عن عقدة الشعور بالنقص، ناهيك عن أن أمارس أيا منها.

عندها كنت أكثر من مرة محاضرا أساسيا في مناسبات دينية مركزية، تقيمها حسينية الشهيد الصدر [أو الحسينية الحيدرية في منطقة السيدة زينب في الشام] برعاية حزب الدعوة، كمناسبة ميلاد الإمام علي، حيث كان مدعوا في الاحتفال كل من محمد حسين فضل الله، وأحمد الوائلي، كضيفي شرف، ولكن كمستمعَين، وليسا كمحاضرَين في تلك المرة. وفي مناسبة ثانية لا أتذكرها ألقيت أيضا كمحاضر رئيس محاضرة مهمة، أُعقِبت بمجلس عزاء من قبل جاسم الطويرجاوي، فخرَّبها بتخريفاته.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 16
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 15
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 14
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 13
- داعش وما قبله وما بعده: الإسلام هو المشكلة
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 12
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 11
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 10
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 9
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 8
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 7
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 6
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 5
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 4
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 3
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 2
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 1
- ما قلته في لقاء السفارة ب «أسبوع النزاهة؟»
- إماطة الوشاح عن أسمائي المستعارة
- الصدق والكذب في حياتنا


المزيد.....




- رسالة لإسرائيل بأن الرد يمكن ألا يكون عسكريا.. عقوبات أمريكي ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: أمريكا وبريطانيا ...
- لبنان: جريمة قتل الصراف محمد سرور.. وزير الداخلية يشير إلى و ...
- صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام ...
- - استهدفنا 98 سفينة منذ نوفمبر-.. الحوثيون يدعون أوروبا لسحب ...
- نيبينزيا: روسيا ستعود لطرح فرض عقوبات ضد إسرائيل لعدم التزام ...
- انهيارات وأضرار بالمنازل.. زلزال بقوة 5.6 يضرب شمالي تركيا ( ...
- الجزائر تتصدى.. فيتو واشنطن ضد فلسطين وتحدي إسرائيل لإيران
- وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل أبناء وأحفاد إسماعيل هنية أثر عل ...
- الرئيس الكيني يعقد اجتماعا طارئا إثر تحطم مروحية على متنها و ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 17