أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 18















المزيد.....

ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 18


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4991 - 2015 / 11 / 20 - 08:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن والإيرانيون في ألمانيا
بدأ التأييد للتجربة الإيرانية يكاد يكون تأييدا وانبهارا بالمطلق. كانت التجربة بالنسبة لنا تمثل الانبعاث الجديد لتجربة (رسول الله)، وتجربة (أمير المؤمنين) علي بن أبي طالب؛ هاتين التجربتين اللتين كنا نعتقد كإسلاميين وكشيعة، حسب عقيدتي آنذاك، بأنهما التجربتان الإسلاميتان النقيتان للحكم حصرا، لأن كلا منهما تمثل تجربة بقيادة معصوم. ولكن سرعان ما بدأت تتبين لنا - لكل بدرجة تتفاوت - شوائب تجربة الثورة، فيما هو التطبيق، وفيما هي المسافة والتباعد أكثر فأكثر بين ما أسميته (نقاء النظرية) للإسلام بوصفها (رسالة الله)، و(شوائب التجربة) فيما هو التطبيق من قبل مسؤولي الجمهورية الإسلامية. لكننا كنا مؤمنين بالإمام الخميني، مع إنني - ولم أكن وحدي - كنت أرفض الغلو الذي كان يمارسه الموالون للثورة من الإيرانيين واللبنانيين، وبعض العراقيين. شخصيا كنت مؤمنا كذلك بشخصية محمد حسين بهشتي، والذي لمست عنده من العقلانية، ما يجعله أكثر اعتدالا من الخميني، حيث لمست منه موقفا مغايرا تلميحا تجاه قضية احتلال السفارة الأمريكية. لهذا السبب ولغيره حزنت أيّما حزن على مقتل بهشتي، في عملية تفجير مقر حزب الجمهورية الإسلامية من قبل سازمان مجاهدين خلق (منظمة مجاهدي الشعب) في 28/06/1980 (07/04 حسب التقويم الإيراني). وفعلا كان بهشتي هو الذي يتمتع وحده بلا منازع بفرصة خلافة الخميني، فلو بقي على قيد الحياة، لما نُصِّب منتظري خليفة للإمام، ثم عُزِل وفُرِضَت عليه الإقامة الجبرية، بعدما تفاقم الخلاف بينه وبين الخميني، وكذلك لما كان خامنئي هو الذي يُعيَّن خليفة للخميني بعد وفاته من قبل مجلس الخبراء. لكني اليوم أقول كان في عدم تولي بهشتي لهذا المنصب فائدة كبيرة، لأن النهج العقلاني من شأنه أن يطيل عمر تجربة الحكم على أساس نظرية ولاية الفقيه، أو على أي نظرية حكم إسلامية.

منذ أن بدأت بالاتصال مع حزب الدعوة، كانت الأيادي الإيرانية تمارس دورها، وقد ذكرت دور مهندس شهاب (أبو حيدر)، في محاولة منه للإيحاء لي بأنه هو المكلف كرابط بيني وبين الحزب، وتبين لي لاحقا إنما كان يحاول ربطي، وبالتالي ربط نشاطنا في ألمانيا بمؤسسات الدولة الإيرانية، وعلى وجه التحديد بالاطلاعات (جهاز المخابرات الإيرانية). فقد أوصلني إلى أحد موظفي الخارجية الإيرانية. هذا الشخص أصبح في وقت لاحق في الثمانينيات سفير إيران في ألمانيا. وفي سياق نشاطنا في حزب الدعوة - تنظيم ألمانيا، على صعيد العلاقات، قررت اللجنة الرأسية للحزب، القيام بزيارة السفير الجديد للجمهورية الإسلامية في بون. وفعلا اتصلنا واتفقنا على موعد مع السفير. بدأ هذا السفير بطرح مجموعة تصورات، يوجهنا من خلالها نحوَ نحوٍ من نشاطات، وجدناها ساذجة، بل ومضحكة، أستغني عن ذكرها. لكن بعد هذه الزيارة، والتي حدد لنا شخصا من السفارة، يكون رابطا بيننا وبين السفارة، اتصل هذا الشخص بعضو اللجنة الرأسية في كولن Kö-;-ln (كولون) القريبة من العاصمة آنذاك بون Bonn، وبما أننا الثلاثة كان لنا في نفس الوقت التزام آخر حال دون الحضور في الموعد الذي ذكره رابط السفارة، كلفنا خمسة من الدعاة [تسمية حزب الدعوة لمنتسبيه] ليذهبوا، فيسمعوا ما يريد جناب (الر ابط). فليتصور القارئ مدى سذاجة العاملين في (الاطلاعات) الإيرانية، إذ أن هذا الرجل، قد عرض على هؤلاء الخمسة، ومرة واحدة، بالعمل في (الاطلاعات). بكل تأكيد جرى الاعتذار عن قبول العرض. فإنهم كانوا يزجّون في الاطلاعات بكل المؤيدين للثورة الإسلامية من غير الإيرانيين، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. وسأتحدث عن ذلك السينڠ-;-الي المسكين عبد العزيز، الذي دفع ثمن العمل لهم تدهور صحته، وترك أسرته له، وتدمير حياته على جميع المستويات، الجسدية والنفسية، والمالية، والاجتماعية، والأسرية.

بالرغم من تنامي الموقف الناقد عندي تجاه التجربة الإيرانية، إلا أني - وأعترف - بسبب بطء تنامي الوعي عندي، بقيت أنسق مع الإيرانيين في ألمانيا، إلى ما يقترب من نهايات الثمانينيات، بل وبمستوى أقل - وأعترف ثانية - لغاية نهايات القرن الماضي، وهذا ما أدين به نفسي، ليست إدانة أخلاقية، إنما إدانة وعيوية.

تعاوني مع الإيرانيين، الذي أذكره رغم الحرج من ذلك، كان مع ثلاث جهات، متنافسة ومتدافعة فيما بينها، هي المركز الإسلامي في هامبُرڠ-;-، لاسيما مع إمامه محمد مقدم، الذي تكونت بيني وبينه صداقة متينة، تكدرت في السنين الأخيرة، إذ خرّبتها ولاية الفقيه، قبل استبداله بإمام آخر، ثم تجدّدت العلاقة بيني وبينه بعد تحوله إلى الإصلاحيين. كان التعاون قائما - صحيح - على أساس الولاء للجمهورية الإسلامية، لكن أكثر بسبب النزعة العقلانية والمعتدلة لديه، والتي كان يراوح بينها، وبين التشدد الذي يفرضه عليه موقعه الرسمي، بما يوجب عليه تبني موقف الولي الفقيه متجسدا بالخميني، ولاحقا بخامنئي. فمثلا كان يتحسس، بل ويعاتب بشدة، عندما يعلم أن عراقيين اتصلوا بي يستفسرون عن يوم عيد الفطر مثلا، فأعلمهم بما يثبت عندي، خلافا لليوم المعلن من (الإمام) الخميني، أو من المركز الإسلامي في هامبُرڠ-;-. ولكنه في نفس الوقت أوكل إليّ الإشراف على المجلة التي يصدرها المركز الإسلامي باللغة الألمانية، والتي كانت تحمل اسم (الفجر)، والتي قمت بتصميم اسمها على الغلاف، حتى جرى تجديد التصميم بعد عقد من الزمن. وكان المحرر الأساسي لها مسلم شيعي ألماني اسمه علي باور، ترك الإسلام في وقت لاحق، وكنا نحن الاثنين نتعاون، وبدعم من إمام المركز محمد مقدم، على إخراج المجلة متينة وعقلانية ومعتدلة. بل كان يطلب مني أن أكون مشرفا أساسيا معتمدا، بشكل دون أن يشعر به المسلم الألماني باور Bauer، والذي كانت تربطني به صداقة متينة هو الآخر، لأن ثقة مقدم بنقاء وأصالة فكري الإسلامي كانت أكبر من ثقته بعلي باور، بمعنى أني كنت أقل منه تحررا من التخلف. حتى تخلى هذا الرجل عن المجلة، ولاحقا عن الإسلام، بسبب الضغط الذي كان يمارس عليه في الفترة الأخيرة من عمله، ليس مني، لأننا كنا منسجمَين إلى حد كبير، بل من إمام المركز الإسلامي، وربما بتأثره بزوجته التي اعتنقت البوذية. وكانت هناك في الثمانينيات أربعة نشاطات أسبوعية أساسية، جلسة الخميس المسائية بالفارسية، التي كان إمام المركز الشيخ محمد مقدم يقدم محاضراته فيها، والجلسة الأسبوعية بالألمانية للمسلمين الناطقين بالألمانية بإدارة الداعية الپاكستاني الزيدي المعتزلي مهدي رضوي كل سبت عصرا، والجلسة الأسبوعية بالعربية للمسلمين السنة الناطقين بالعربية، والتي كانت تقام بإشراف تنظيم (الطلائع الإسلامية)، الذي كان مركزه الرئيس في مدينة آخن، وكان يرأسه الإخواني السوري الدكتور عصام العطار، وأخيرا جلستنا مساء كل سبت بالعربية، التي كان يطرح فيها الفكر الإسلامي وفق مدرسة أهل البيت، لكن بعيدا عن النفس الطائفي، وعن الغلو. مع هذا كنت من الذين يواضبون على حضور الجلسة السنية ليوم السبت، وكنت أقدم مداخلاتي. في البداية كنت أرى أنهم لا يرغبون في إعطائي فرصة للكلام، خشية أن أطرح طرحا شيعيا، لكنهم بعدما رأوا مني أني أطرح فكرا إسلاميا عاما، غير مختص بالشيعة، أصبحوا أكثر انفتاحا عليّ. وتخوفهم كان مبررا بسبب ما كانوا يعانون من علي العماري الإيراني الأهوازي ذي الجذور العراقية، والذي كان يقحم وجهات النظر الشيعية إقحاما، بمناسبة وبغير مناسبة، وبطريقة لا تخلو من سطحية ولاعقلانية، بل وتقترب كثيرا من الغلو. وبقيت علاقتي بهذه المجموعة طيبة، حتى عندما اتخذوا قرار ترك المركز الإسلامي (الإيراني)، ليستأجروا مكانا خاصا، أسموه بـ(مسجد المهاجرين)، لأنهم بدأوا يتحسسون كثيرا من اختلاط جمهورهم بالشيعة. فقد لاحظنا أنه كلما ينجذب أحد العرب السنة إلى جلساتنا، ويحضرها بشكل منتظم، ينقطع فجأة، وعندها كنت ألاحظ أن انقطاعه كان دائما عندما ينتظم في أحد التنظيمات الإسلامية السنية (الطلائع الإسلامية، تنظيم الإخوان المسلمين، حزب التحرير). ومثال على تواصلي معهم بعد تأسيس مسجدهم الخاص، ففي إحدى السنوات، في يوم عيد الفطر، عندما ثبت عندنا العيد أيضا، إلا أن الإيرانيين في المركز الإسلامي كانوا قد أعلنوا عيدهم - كعادة الشيعة غالبا - في اليوم التالي، فذهبت إلى مسجد المهاجرين للسنة العرب، فصليت صلاة العيد بصلاتهم، وأفطرت معهم.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 17
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 16
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 15
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 14
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 13
- داعش وما قبله وما بعده: الإسلام هو المشكلة
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 12
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 11
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 10
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 9
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 8
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 7
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 6
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 5
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 4
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 3
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 2
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 1
- ما قلته في لقاء السفارة ب «أسبوع النزاهة؟»
- إماطة الوشاح عن أسمائي المستعارة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 18