أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رائد الحواري - خطوتان إلى الوراء














المزيد.....

خطوتان إلى الوراء


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5018 - 2015 / 12 / 19 - 02:31
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


خطوتان إلى الوراء
هذا عنوان مقال غير مكتمل كتبه لينين توضيحا لما تمر به الثورة البلشفية، كتأكيد على أن أي حركة/ثورة لا تستطيع أن تسير بخطى مستقيمة نحو هدفها، وعليها ـ احيانا ـ أن تتراجع خطوة لكي تندفع من جديد نحو الهدف، لكننا نحن في المنطقة العربية أصبحنا نتغنى بالنظرة إلى الوراء، ونتطلع إلى الخلف، وكأننا خلقنا بوجوه مقلوبه إلى الظهور.
أستحضر هنا نظرة جلجامش للأفكار الدينية القديمة، عندما تطلبت منه الربة "عشتار" الاقتران به والموافقة على الزواج منها، فرد عليها ردا قاسيا موجعا،
"أنت كباب البيت الخارجي لا يصد ريحا
لا يمنع عاصفة
كقصر عظيم أنت، كقصر يتحطم فيه الأبطال
كفيل عظيم يرمي عنه حليه
كالقطران أنت يلوث يد حامله
كقربة ماء أنت تبلل من يحملها
كحذاء تزل به قدم منتعله"

وكان يريد بذلك تكسير المفاهيم القديمة/البالية التي تمجد امرأة تسعى نحو اللذة والمتعة والمضاجعة، وسرد لها قصص كل عشاقها الذين تم سحقهم وتعذيبهم بعد أن حصلت على حاجتها منهم.
وعندما جاء أول مصلح في العالم "أوكرجينا" السومري كان يدعو إلى التقدم للأمام، وجاء بعد "لوجال زاكري" أول من عمل على توحيد المنطقة سياسيا أيضا ليؤكد أهمية مسألة الوحدة، وكان سرجون الأكادي قد عمل بهذا النهج حتى استقر له الهلال الخصيب واحتكم بأمره، وعندما جاء حمورابي ووضع أكمل شريعة ناضجة في العالم كان يقصد من وراء ذلك تجميع/توحيد المجتمع على فكرة واحدة لا لبس فها، وعندما قدمت لنا ملحمة "في العلا عندما" الصراع بين الآلهة الأبناء "مردوخ" والآلهة الآباء "تيامة وأبسو" كان يراد منها رفض النظرة الورائية والتقدم نحو المستقبل بأفكار جديدة قادرة على مواكبة العصر، وعندما جاء الملك الأشوري "أشور بانيبال" وأسس أكبر وأحدث وأعظم مكتبة في التاريخ القديم، كان يريد منها تجميع الأفكار حول فكرة واحدة، تتمثل بضرورة التعلم والحفاظ على التراث القديم، وتقديمة بشكل جديد ويتناسب مع العصر، من هنا وجدنا تطويرا للعديد من النصوص السومرية القديمة، مثل ملحمة جلجامش، وقصة الطوفان، وقصة الخليقة.
وبعد أن ظهر السيد المسيح ودعا إلى التمرد على نهج رجال الدين حماة الشريعة، وقدم العديد من الأفكار التي تبين عقم تفكيرهم الجامد، من خلال منع رجم المرأة الزانية، "من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر" والتبشير بين المومسات وجامعي الضرائب، "الأصحاء ليسوا بحاجة إلى الطبيب، المرضى هم بحاجة إلى الطبيب" وعدم قدسية يوم السبت، خلق السبت لخدمة الإنسان، وليس الإنسان لخدمة السبت" بهذا اسس السيد المسيح لنهج جديد يرفض القديم ويعمل ضمن متطلبات العصر.
وبعد أن تحولت المسيحية إلى دين جامد على يد الرهبان الذي استغلوا وضعهم الديني لفرض مصالحهم وأهواهم على المجتمع، جاء الإسلام لينفض كل تلك التراكمات ودعا الرسول محمد (ص) إلى التقدم من جديد نحو الوحدة والوحدانية التي تجمع كل الناس تحت سقف واحد، بعيدا عن فكرة الرهبنة والسيطرة وفكرة ملكية الدين لجهة أو لشخص محدد، فنجد العديد من الآيات القرآنية تعدو إلى التفكير والتأمل في كل ما في الكون وما على الأرض وما هو داخل النفس الإنسانية، ونجد كذلك آيات أخرى تثير التساؤل وتدعو إلى عدم التسليم بالطبيعية والكون كما هو، بل علينا التأمل به لمعرفة أن هناك خالق له، هو من أوجد هذه الطبيعة البهية التي سخرت لنا.
إذن هناك أفكار تمتد إلى آلاف السنين تدعونا إلى التقدم إلى الأمام وترك الأفكار (الورائية) التي تعيق تقدمنا، لكننا وجدنا كتابنا اليوم وفي بداية الألفية الثالثة يدعون إلى التطلع للخف، من خلال فكرة تعدد الآلهة وترك فكرة الإله الواحد، فهم بهذا يقنعون أنفسهم بأنهم يردون على الهجمة التي تتعرض لها المنطقة على يد داعش وإخوتها، وهم بهذا يريدون أن يقولوا لا نريد أي فكرة تجمعنا، توحدنا، بل نريد أن نكون أشتاتا، ولكن منا إله خاص به، نرفض كل ما انبثق عنه داعش، نرفض الإسلام جملة وتفصيلا، لا شيء فيه معتدل، كل ما فيه داعش.
بردة الفعل هذه نكون كمن يضع رأسه في الرمل حتى يهرب من عدوة، كلنا يعرف من أوجد داعش ومن يمولها فكريا وماديا ويمدها بالسلاح، لكن في المقابل هناك الكثير من المفكرين الذي حذرونا من داعش قبل وجودها، مثل محمد سعيد رمضان البوطي، الذي وضع كراس "باطن الإثم" ونبهنا إلى خطورة وجود جماعات دينية سياسية، تعمل لكي تجعل المجتمع يسير خلف أشخاص لهم مصالحهم الخاصة، وليس خلف فكرة نبيلة جامعة موحدة تسمح للكل بأن يعبر عن معتقداته، دون التعرض له بأي مضايقات، وهذا الأمر سبقه إليه عبد الرحمن الكواكبي" الذي خذر في كتابه "طبائع الاستبداد" من خطورة دخل رجال الدين في السياسية، وعلى ضرورة أن يلتزم بحث هؤلاء الرجال في مسائل الدين فقط.
هكذا نرى الواقع، وهكذا يجب أن يكون، لا أن نرد على النار بصب الزيت عليها، فنزداد تمزق وتشتيت وتطرفا.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع الهلال الخصيب
- زمن الكتابة على ألنت في مجموعة -فلسفة بيضاء- ناريمان إسماعيل
- الواقع الاجتماعي في رواية -عش الزنابير- فيصل سليم التلاوي
- الامبراطورية التركية والدولة الإيرانية وضياع المشرق العربي
- الفكر والسياسة
- الفكرة المجنونة في رواية -إعدام ظل- أيمن عبوشي
- الفانتازيا في رواية -الهؤلاء- مجيد طوبيا
- الهم السياسي والفساد الاجتماعي في مجموعة -نهار النرجس- جاسم ...
- هموم المرأء العربية في مجموعة -رفرفة- بشرى خلفان
- عودة غودو- في رواية -حازم العائد هذا المساء- نبيل عودة
- الرواية الفلسطينية
- استحضار الملاحم الهلالية في -أسطورة ليلو وحتن- محمود عيسى مو ...
- الشذوذ الجنسي قرين الشذوذ الفكري في رواية -فندق بارون- عبدو ...
- الطرح الطبقي في رواية -ثم وحدك تموت- مؤيد عتيلي
- المرأة والسياسي في رواية -الوشم- عبد الرحمن مجيد الربيعي
- الأم في رواية -سجن السجان- عصمت منصور
- انطون سعادة في كتاب -الصراع الفكري في الأدب السوري-
- المرأة في رواية -ثمنا للشمس- عائشة عودة
- الفلسطيني والاحتلال في رواية -أحلام بالحرية- عائشة عودة
- دوافع المقاومة في رواية -أحلام بالحرية- عائشة عودة


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رائد الحواري - خطوتان إلى الوراء