رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5014 - 2015 / 12 / 15 - 20:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الامبراطورية التركية
ودولة الإيرانية
وضياع المشرق العربي
لا شك أن تركيا تلعب الآن دور رأس حربة للغرب الامبريالي، من هنا وجدناها تسقط طائرة روسية وهي في الأجواء السورية، ومن ثم قامت بالتحرش بالسفينة الحربية الروسية في بحر إيجة، ودخلت الأراضي العراقية في الشمال، بحجة محاربة الارهاب، لكن وجدنا هذا لتدخل تم دون توافق مع الحكومة العراقية، كل هذا يؤكد بأن الأتراك يلعبون بالنار، فهم يعرفون حجم قوتهم بالنسبة للاتحاد الروسي، لكن وجود حلف الناتو بظهرهم، والتنسيق والتخطيط ودعمه الكامل لكل ما تقوم به تركيا، يؤكد بأن الأتراك ما كانوا ليقدموا ما أقدموا عليه دون هذا التخطيط وهذا التنسيق.
وما يستشف من هذه الأحداث بأن كل الدول تبحث عن مصالحها، الأتراك يعملون على أحياء فكرة وجودهم في جنوب تركيا، (شمال العراق وسورية هي أراضي تركية)، فيعملون على تثبيت نفوذهم فيها، خاصة بعد أن أصاب العراق ما أصابه بعد الاحتلال الامريكي، وسورية في وضع لا تحسد عليه، بعد أن تم إدخال الإرهاب وجماعاته من تركيا بشكل رئيسي.
وأما فيما يتعلق بدولة الإيرانية فكلنا يعلم المصالحها في المنطقة العربية، وقد خدم الاحتلال الاميركي الدولة الايرانية خدمة عظيمة، عندما أزاح من وجهها أقوى جيش عربي في الشرق، الجيش العراقي، فبعده أخذت الأطماع الايرانية تتنامي وتتوسع، افقيا وعاموديا، وقد خدمتها الظروف السياسية في سورية كثيرا، خاصة بعد أن أصبحت تركيا تلعب دور العدو الصريح والمباشر لسورية، مما دفع الدولة السورية نحو تنمية علاقتها ورفع حجم التعاون والتحالف إلى أن اقتربت سورية من أن تكون محمية إيرانية، خاصة بعد أن تم حل الخلاف النووي معها.
من هنا على الدولة العراقية وسورية أن تتجاوزا ما هما فيه، وتعملان على وضع مصلحتهما فوق أي مصلحة، وتعملان بشكل حازم على القضاء على الفساد أولا والإرهاب ثانيا والتدخلات الخارجية ثالثا، بهذا تستطيعا أن تنجز مهمة حماية أراضيهما، وتثبيت أقدم وهيبة الدولة على الأرض، ومن ثم التقدم نحو المستقبل بشكل يمكنهما فيه تجاوز الحالة الراهنة.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟