أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - انطون سعادة في كتاب -الصراع الفكري في الأدب السوري-















المزيد.....



انطون سعادة في كتاب -الصراع الفكري في الأدب السوري-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4982 - 2015 / 11 / 11 - 08:29
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



حثني أحد الأصدقاء على قراءة هذا الكاتب، لما فيه من أفكار تتجاوز النقد الدارج عند المحللين والنقاد، وبعد أن تم تحميل الكتاب من النت وجدته صادر في عام 1943، وهذا الزمن يعتبر بعيد جدا في عالم النقد، ويعطي مؤشر على قدم الأفكار الواردة فيه، خاصة إذا علمنا بأن مدارس النقد الأدبي في تطور مستمر، وفي كل عقد تخرج لنا مجموعة مدارس ومذاهب أدبية تتجاوز الرؤية القديمة، وتأتي بأفكار ومضامين جديدة.
لكن بكل موضوعية، وجدنا الكاتب يستخدم منطق في التحليل يتجاوز كل الأفكار السائدة، ويمتلك قدرة على الدخول إلى ما وراء الكلمات، ونجده قادر على نقد النقد وتقديم مفهومه الخاصة عن الأدب، علما بأن "انطون سعادة" ليس ناقدا أدبيا، بل مفكر أكثر منه ناقد، لكننا وجدناه يستخدم المنطق والتحليل، بحيث يمكننا أن نصفه بمحلل أدبي يمتلك أدوات استثنائية ومداخل لفتح مضامين النص لا يمتلكها حتى المتخصص.
بداية يحدثنا الكاتب عن دوافعه لكتابة هذا في هذا الموضوع، رغم عدم تفرغه فيه، وأيضا عدم تخصصيه في الأدب، فيقول: "..التزعزع النفسي والأضطراب الفكري والتفسخ الروحي المنتشر في أمتي، كان هذا التألم يحفزني لانتهاز كل فرصة عارضة للفت نظر الأدباء الذين يحدث بيني وبينهم اتصال إلى فقر الأدب السوري" ص8، فنجد الانتماء لأمته هو من أثار فيه الدافع لكي يتقدم برؤيته للأدباء والكتاب السوريين.
ثم يبدأ "سعادة" في نقل اقتباس كامل ينقد/يحلل كلا ما تناوله "أمين الريحاني ويوسف معلوف" لقصيدة كتبها "شفيق معلوف" فيبديان وجه نظرهما في هذا الشاعر الشاب فيقول "أمين الريحاني" ".. اقرأوا أشعيا بدل أن تغمسوا أرواحكم في دموع ارميا...أما الشاعر فهو من الناس، من صميم الناس وليس من ظن نفسه فوق الناس، بابن عم لابن عم أصغر الشعراء، إنما الشاعر الحقيقي مرآة الجماعات، ومصباح في الظلمات، وعون في الملمات، وسيف في النكبات، الشاعر الحقيقي يشيد قصورا من الحب والحكمة والجمال والأمل، كفكفوا دموعكم سلمك الله، وأرفعوا لهذه الأمة التي تتخبط في الظلمات مشعالا فيه نور، فيه أمل ص14، هذا ما كتبه "أمين الريحاني" للشاعر الشاب "شفيق معلوف" الكلام سيعجب الكثير منا، فنحن نؤيد مثل هذا الانتماء للشعراء وللكتاب لأمتهم، لكن "سعادة" يحلل لنا هذا الكلام بشكل آخر، شكل جديد، سنتركه يحدثنا عن هذا الأمر لاحقا، بعد أن نتناول ما كتبه عم الشاعر "يوسف معلوف" الذي خاطب أبن أخيه قائلا: "بل كن ذاك الرجل المفكر في الحياة وما تتطلبه الحياة من عوامل الرقي وأسباب العمران ولا تكن شرقيا في خيالك وعملك" ص15، نجد أيضا توجيهات قيمة وتحمل معنى إيجابي لهذا الشاعر.
يقتبس "سعادة" رد الشاعر "شفيق معلوف" على عمه قائلا: "..الشعر فهو في عرفي ذلك الشعور النابض يصور للناس نفوس الناس، ولا تتعدى فائدته ـ في أحايين كثيرة ـ منفعة يصيبها المرء لدى سماع قطعة موسيقية جميلة.
أن للوطن كتابه وصحفييه وله أفلامهم المرهفة وقرائحه المشحوذة، أما أن يسير الشاعر مع الحالات الطارئة فيبعث من حوله ضجيجا يزول تلك الطوارئ، فهذا ما لا سلم به، إذ ليس للشاعر في عرفي من ضج له الجبل الواحد حتى إذا تبدلت الأوضاع واختلفت الأحوال تناسته من بعده الاجيال.،...أنا من هواة الشعر الخالد الذي لا يربط بالأزمنة" ص16،
كلام جميل مقنع، من حق الشاعر أن يكون له طريقا خاصا في الإبداع، ومن قراءة الاقتباسات السابقة يجد فيها كلام صحيح ومقنع، لكن "سعادة" يكلمنا بغير هذا الكلام، فيقول: "لا أعتقد بأن شعراء سورية يصيرون غير ما هم بقراءة سفر اشعيا وترك قراءة سفر ارميا، والعودة إلى شكسبير وغوته وحدها لا تفيد كثيرا إذا لم تكن هنا ثقافة واعية فاهمة تتبع خطط النفس السورية، وما استفاد أدب اللغة العربية كله من عودة الشاعر المصري شوقي إلى شكسبير غير النسخ والمسخ والتقليد الذي لم يضف إلى ثروة الأدب العالمي مقدار حبة خردل؟" ص18، ف"سعادة" هنا يدعو إلى أن تكون الثقافة نابعة من الذات، من نحن، ولا تكون مستورده فكل المستورد ثقافيا لن يخدمنا ولن يسهم في تطورنا، بل سيكون بمثابة شكل، لا يسمن ولا يغني من جوع.
ويرد على قول الشاعر "شفيق معلوف" قائلا: "فكأن الشهرة الفردية صارت الغاية الأخيرة المتوخاة من الفكر او العمل، وكأن أهم شيء في طبيعة الفكر أو العمل أن يكون المرء غير تابع غيره وأن يكون متبوعا" ص19، هنا نسف لمفهوم الشهرة التي تخلب عقول الشباب وتجعلهم يهيمون بعيدا عن الواقع، فهي أحد الأمراض التي تغذي فردية، الأنا بطريقة سلبية، بحيث يكون صاحبها راغبا وساعيا نحو تحقيق الأنا فقط، وما عداها لا يهم.
كما يفند "سعادة" مسألة التبعية في الأدب، هو لا يعترض على أن يكون هناك تميز عند الشاعر، لكنه ضد أن تكون هذا فكرة التميز المطروحه من الشاعر، بمعنى أنه "سعادة" يقول: لا يمكن أن يكون هناك تميز دون الأطلاع على ما أنتجه الآخرين من أدب وفن، وهذا الأدب لا بد أن يترك شيئا من التأثير في نفوسنا، وأن لم نعي هذا التأثير، فهو حاضر في الروح، (العقل الباطن) بهذا يفند "سعادة" ما جاء في المحاولات الثلاث.
ويضف "سعادة" رؤيته عن فكرة الشرق والغرب بطريقة تحليلية، بحيث نوقن بأن فكرة تقسيم المجتمعات إلى شرق وغرب فيها تجني على المجتمعات الإنسانية، فهذا الفرز ليس أكثر من مجرد وهم من الأوهام التي نعتقدها، هو تقليد ليس أكثر: "إني موقن كل اليقين بفساد التقسيم الذي يعد الشرق كله روحيا والغرب كله ماديا، ويحسب طلب مبتغات الجسد وشهوته من "التأثير بتعاليم الغرب" ولكني اعتقد أن توقف سير الحضارة في الشرق عند حد، هو ما جعل النفس الشرقية تعمد إلى الفناء في الشؤون الخفية من المسائل النفسية فصارت مسائل اللاهيولي أو ما وراء المادة المسائل الوحيدة التي تتجه إليها النفس التي اضطرت لهذا النهج بسبب النظرة في المسائل الوحيدة التي تتجه إليها النفس التي اضطرت لهذا النهج بسبب ترك النظرة في المسائل الوجودية، الهيولية، الحسية، حيثما انعدمت اسباب التقدم العمراني انعداما يكاد يكون كليا صارت مطالب ما وراء المادة نفسها مادية في تعظمها فصارت الجنة حلي وملابس وعطور وما شاكل" ص24، بهذا العمق يصحينا/يوقظنا "سعادة" من الغفوة التي المت بنا، فنحن ندعي الروحانية، ولكننا نسعى من وراءها إلى العالم مادي، أي نستخدم (كذبة) الروحانية التي نتغنى بها لكي نعوض بها النقص/الحاجة المادية التي نفتقدها، من هنا نحن لسنا روحانيين بل دعاه لها، نستخدمها كوسيلة لتحقيق هدف مادي، فالرواح يجب، أو من المفترض أن تتعلق بهدف روحي، لا بهدف مادي، من هنا فكرة الشرق الروحي والغرب المادي هي كذبة وليست حقيقة، وكافة المجتمعات لها مفاهيم مادية وأخرى روحية، والمقصود من وراء تقسيم المجتمعات بهذا الشكل، جعل كل طرف يستمر في الأخذ بهذه الكذبة، فهي بمثابة أفيون لكلا الطرفين، لكنها تكون أكثر ضررا بالشرقيين أكثر من الغربيين، فهم يمتلكون كل مقومات الحياة المادية ومن ثم يستطيعون أن يتنعموا بالروحانيات أكثر من أهل الشرق المحرومون من تلك الماديات.
ويستحضر الكاتب مقولة دارجة عندنا كثيرا جاءت على لسان "حسين هيكل" "من اعتز بغير الهه ذل، من افتقر لغير الله هان" هو تجميد لا قوة له لغلب المادية في الحياة الروحية وشؤونها في الوجود، هو ليس مبدأ روحيا إلا إذا حسبنا الروحيات قاصرة على الغيب" ص25، ف "سعادة" يعمل هنا على إزالة كل الافكار التي تجمد الأرادة وتجعلها ساكنة، ويرد أن يفجر الطاقة الكامنة فينا، بحيث لا نعود نعتمد إلا على قدرتنا الذاتية، فالله وما يحمل من معاني لا يدعو إلى الخمول والتواكل، بل إلى الأخذ بالاسباب لكي ينعم الإنسان بالحياة وهذا ما وأضحه لنا في قوله: "فليس في سنة المسح ولا في سنة الرسول، إذا أخذت كلها، ما يمنع "تحسين الخليقة" وليست اعتقد أن تعاليم بوذا ولاتسو أنشئت بقصد منع التفكير في "تحسين الخليقة" ولكن العقلية الشرقية التي عجزت عن حل قيود الروح المادية بنظرة إلى الحياة والكون فاهمة، هي التي وقفت عند "أحكام" الفلسفات الدينية وتعليلاتها الافتراضية المستندة إلى "قوة أكبر منها" حددتها الفلسفات تحديدات متباينة جعلت الخالق الواحد "ينزل" تعاليم غير واحدة فيما يختص بالحياة الإنسانية ضمن الوجود وقبل "الفناء" في وحدة الوجود" ص 26 و27، تأكيد على أن ما وراء العجز والخمول هو فكرة زائفة، غير مفهومة في حقيقة الأمر، لكن جهل طريقة العمل للحصول على الرفاهية المادية مقترن بالعجز الفكري، بالنوم/السبات الفكري الذي لا يريدنا أن نتحرر من فكرة التواكل، وكأن الشرق "المتواكلون" الذين يتخذون لأنفسهم هذه العبارة: "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" جدارا مانعا للتفكير اولا، والعمل ثانيا. فسعادة ليس برجل دين، لكنه يرد على الطرح الديني، يرد على الأفكار الدينية التي تحول دون تحرر الإنسان، وتحد من انطلاقته نحو الأفضل.
بعد هذا التحليل لواقع الحياة في الشرق، والكيفية التي يفكر بها الخاملون ينتقل سعادة من جديد إلى محور البحث "الأدب والفنون" فبحثه متعلق بهما وليس في الأديان أو المفاهيم الدارجة، لكنه أراد من خلال الحديث عن الأفكار توضيح حقيقة مادية متعلقة بالأدب والفنون، والتي يجملها لنا بهذا القول: "فالأدب ليس الفكر عينه وليس الشعور بالذات، ولذلك أقول أن التجديد في الأدب هو مسبب لا سبب ـ هو نتيجة حصول التجديد أو التغير في الفكر وفي الشعورـ في الحياة وفي النظرة إلى الحياة، هو نتيجة حصول ثورة روحية، مادية، اجتماعية سياسية تغير حياة شعب بأسرة وأوضاع حياته وتفتح آفاقا جديدة للفكر وطرائقه وللشعور ومناحيه" ص 31، هنا مربط الفرس، هنا تم تحديد المشكلة وطرح الحل، وهنا نكتشف حقيقة التجديد الروحي والمادي، وعلاقتهما بالتجديد الأدبي، الذي نحن جميعا في امس الحاجة إليه لكننا نخدر/نموت/ننوم أنفسنا بكذبة "الشرق الروحي والغرب المادي، الشرق شرق والغرب غرب" مثل هذه الأفكار ينسفها "سعادة" من جذورها، فهي ليست لها وجود إلا عند الموتى والنيام، أما من يسعى إلى تطوير ذاته إن كان فرادا أو جماعية فعليهم أن يأخذوا بأسباب التقدم المادي أولا، حتى ينهضوا في المسائل الروحية لاحقا.
وينقلنا "سعادة" إلى فكرة التمايز بين الأديب والمفكر، فيقول عنهما: "الأديب والشاعر والممثل هم أبناء بيئاتهم ويتأثرون بها تأثيرا كبيرا ويتأثرون كثيرا بالحالة بالراهنة الاجتماعية ـ الاقتصادية ـ الروحية والفنان المبدع والفيلسوف هما اللذان لهما القدرة على الانفلات من الزمن والمكان وتخطيط حياة جديدة ورسم مثل عليا بديعة لأمته بأسرها، ولا يقدر على ذلك الأديب الذي وقف عند حد الأدب والصور الجزئية التي تشتمل عليها صناعته" ص 32، هنا تم تحديد فاعلية الأديب والمفكر، فلكلا منهما طريقه، لكن قد يكون هناك من يجمع بين الأدب والفكر، وهنا تكون العبقرية، المفكر هو الأفضل، هو الذي يمنح رؤية جديدة للحياة، هو الذي يجعل الأمل حاضرا ومؤثرا في الأفراد والمجتمع.
ويقدم لنا "سعادة" خلاصة فكره عن الأدب والفن بهذه الكلمات: "فالأدب والفن لا يمكن أن يتغيرا أو يتجددا إلا بنشوة نظرة فلسفية جديدة يتناولان قضاياها الكبرى، أي قضايا الحياة والكون والفن التي تشمل عليها هذه النظرة، فالقيمة الأدبية أو الفنية ليست في هوية الموضوع أو "جنسيته" الموضوع، بل في القضايا التي تنطوي عليها الموضوع وفي كيفية معالجة القضايا وفي النتائج الروحية الحاصلة في المعالجة" ص48، بهذه الخلاصة يمكننا أن نفتح بابا يمكننا من خلاله أن نضع أقدمنا في التطور والرقي الأدبي والفني، فلست زخرفة الكلمات/لغة النص، أو الحبكة وقدرة الكاتب على إمتاع المتلقي للنص واعجابه بالأحداث هي المهمة والأساس في تطوير الأدب، بل قدرة هذا النص على حمل أفكار/قضايا يحملها لكي يحرر ذات المتلقي من أفكر يقينية، راسخة تمثل مسلمات له، فشرط التجديد في الأدب أن يحرك الساكن فينا، ويجعله فاعلا ومؤثرا، تأثيرا فكريا وفعلا إيجابيا، وبهذا نستطيع أن نربط ـ ليس ربطا آليا ـ التجديد/تطوير الأدب في أي مجتمع بالقضايا الإنسانية التي يحملها ويطرحها.

الكتاب يمكن تحمليه من خلال هذا الموقع: http://www.hindawi.org : الموقع الإلكترو

[email protected] : البريد الإلكتروني



















الصراع الفكري في الأدب السوري
انطون سعادة
حثني أحد الأصدقاء على قراءة هذا الكاتب، لما فيه من أفكار تتجاوز النقد الدارج عند المحللين والنقاد، وبعد أن تم تحميل الكتاب من النت وجدته صادر في عام 1943، وهذا الزمن يعتبر بعيد جدا في عالم النقد، ويعطي مؤشر على قدم الأفكار الواردة فيه، خاصة إذا علمنا بأن مدارس النقد الأدبي في تطور مستمر، وفي كل عقد تخرج لنا مجموعة مدارس ومذاهب أدبية تتجاوز الرؤية القديمة، وتأتي بأفكار ومضامين جديدة.
لكن بكل موضوعية، وجدنا الكاتب يستخدم منطق في التحليل يتجاوز كل الأفكار السائدة، ويمتلك قدرة على الدخول إلى ما وراء الكلمات، ونجده قادر على نقد النقد وتقديم مفهومه الخاصة عن الأدب، علما بأن "انطون سعادة" ليس ناقدا أدبيا، بل مفكر أكثر منه ناقد، لكننا وجدناه يستخدم المنطق والتحليل، بحيث يمكننا أن نصفه بمحلل أدبي يمتلك أدوات استثنائية ومداخل لفتح مضامين النص لا يمتلكها حتى المتخصص.
بداية يحدثنا الكاتب عن دوافعه لكتابة هذا في هذا الموضوع، رغم عدم تفرغه فيه، وأيضا عدم تخصصيه في الأدب، فيقول: "..التزعزع النفسي والأضطراب الفكري والتفسخ الروحي المنتشر في أمتي، كان هذا التألم يحفزني لانتهاز كل فرصة عارضة للفت نظر الأدباء الذين يحدث بيني وبينهم اتصال إلى فقر الأدب السوري" ص8، فنجد الانتماء لأمته هو من أثار فيه الدافع لكي يتقدم برؤيته للأدباء والكتاب السوريين.
ثم يبدأ "سعادة" في نقل اقتباس كامل ينقد/يحلل كلا ما تناوله "أمين الريحاني ويوسف معلوف" لقصيدة كتبها "شفيق معلوف" فيبديان وجه نظرهما في هذا الشاعر الشاب فيقول "أمين الريحاني" ".. اقرأوا أشعيا بدل أن تغمسوا أرواحكم في دموع ارميا...أما الشاعر فهو من الناس، من صميم الناس وليس من ظن نفسه فوق الناس، بابن عم لابن عم أصغر الشعراء، إنما الشاعر الحقيقي مرآة الجماعات، ومصباح في الظلمات، وعون في الملمات، وسيف في النكبات، الشاعر الحقيقي يشيد قصورا من الحب والحكمة والجمال والأمل، كفكفوا دموعكم سلمك الله، وأرفعوا لهذه الأمة التي تتخبط في الظلمات مشعالا فيه نور، فيه أمل ص14، هذا ما كتبه "أمين الريحاني" للشاعر الشاب "شفيق معلوف" الكلام سيعجب الكثير منا، فنحن نؤيد مثل هذا الانتماء للشعراء وللكتاب لأمتهم، لكن "سعادة" يحلل لنا هذا الكلام بشكل آخر، شكل جديد، سنتركه يحدثنا عن هذا الأمر لاحقا، بعد أن نتناول ما كتبه عم الشاعر "يوسف معلوف" الذي خاطب أبن أخيه قائلا: "بل كن ذاك الرجل المفكر في الحياة وما تتطلبه الحياة من عوامل الرقي وأسباب العمران ولا تكن شرقيا في خيالك وعملك" ص15، نجد أيضا توجيهات قيمة وتحمل معنى إيجابي لهذا الشاعر.
يقتبس "سعادة" رد الشاعر "شفيق معلوف" على عمه قائلا: "..الشعر فهو في عرفي ذلك الشعور النابض يصور للناس نفوس الناس، ولا تتعدى فائدته ـ في أحايين كثيرة ـ منفعة يصيبها المرء لدى سماع قطعة موسيقية جميلة.
أن للوطن كتابه وصحفييه وله أفلامهم المرهفة وقرائحه المشحوذة، أما أن يسير الشاعر مع الحالات الطارئة فيبعث من حوله ضجيجا يزول تلك الطوارئ، فهذا ما لا سلم به، إذ ليس للشاعر في عرفي من ضج له الجبل الواحد حتى إذا تبدلت الأوضاع واختلفت الأحوال تناسته من بعده الاجيال.،...أنا من هواة الشعر الخالد الذي لا يربط بالأزمنة" ص16،
كلام جميل مقنع، من حق الشاعر أن يكون له طريقا خاصا في الإبداع، ومن قراءة الاقتباسات السابقة يجد فيها كلام صحيح ومقنع، لكن "سعادة" يكلمنا بغير هذا الكلام، فيقول: "لا أعتقد بأن شعراء سورية يصيرون غير ما هم بقراءة سفر اشعيا وترك قراءة سفر ارميا، والعودة إلى شكسبير وغوته وحدها لا تفيد كثيرا إذا لم تكن هنا ثقافة واعية فاهمة تتبع خطط النفس السورية، وما استفاد أدب اللغة العربية كله من عودة الشاعر المصري شوقي إلى شكسبير غير النسخ والمسخ والتقليد الذي لم يضف إلى ثروة الأدب العالمي مقدار حبة خردل؟" ص18، ف"سعادة" هنا يدعو إلى أن تكون الثقافة نابعة من الذات، من نحن، ولا تكون مستورده فكل المستورد ثقافيا لن يخدمنا ولن يسهم في تطورنا، بل سيكون بمثابة شكل، لا يسمن ولا يغني من جوع.
ويرد على قول الشاعر "شفيق معلوف" قائلا: "فكأن الشهرة الفردية صارت الغاية الأخيرة المتوخاة من الفكر او العمل، وكأن أهم شيء في طبيعة الفكر أو العمل أن يكون المرء غير تابع غيره وأن يكون متبوعا" ص19، هنا نسف لمفهوم الشهرة التي تخلب عقول الشباب وتجعلهم يهيمون بعيدا عن الواقع، فهي أحد الأمراض التي تغذي فردية، الأنا بطريقة سلبية، بحيث يكون صاحبها راغبا وساعيا نحو تحقيق الأنا فقط، وما عداها لا يهم.
كما يفند "سعادة" مسألة التبعية في الأدب، هو لا يعترض على أن يكون هناك تميز عند الشاعر، لكنه ضد أن تكون هذا فكرة التميز المطروحه من الشاعر، بمعنى أنه "سعادة" يقول: لا يمكن أن يكون هناك تميز دون الأطلاع على ما أنتجه الآخرين من أدب وفن، وهذا الأدب لا بد أن يترك شيئا من التأثير في نفوسنا، وأن لم نعي هذا التأثير، فهو حاضر في الروح، (العقل الباطن) بهذا يفند "سعادة" ما جاء في المحاولات الثلاث.
ويضف "سعادة" رؤيته عن فكرة الشرق والغرب بطريقة تحليلية، بحيث نوقن بأن فكرة تقسيم المجتمعات إلى شرق وغرب فيها تجني على المجتمعات الإنسانية، فهذا الفرز ليس أكثر من مجرد وهم من الأوهام التي نعتقدها، هو تقليد ليس أكثر: "إني موقن كل اليقين بفساد التقسيم الذي يعد الشرق كله روحيا والغرب كله ماديا، ويحسب طلب مبتغات الجسد وشهوته من "التأثير بتعاليم الغرب" ولكني اعتقد أن توقف سير الحضارة في الشرق عند حد، هو ما جعل النفس الشرقية تعمد إلى الفناء في الشؤون الخفية من المسائل النفسية فصارت مسائل اللاهيولي أو ما وراء المادة المسائل الوحيدة التي تتجه إليها النفس التي اضطرت لهذا النهج بسبب النظرة في المسائل الوحيدة التي تتجه إليها النفس التي اضطرت لهذا النهج بسبب ترك النظرة في المسائل الوجودية، الهيولية، الحسية، حيثما انعدمت اسباب التقدم العمراني انعداما يكاد يكون كليا صارت مطالب ما وراء المادة نفسها مادية في تعظمها فصارت الجنة حلي وملابس وعطور وما شاكل" ص24، بهذا العمق يصحينا/يوقظنا "سعادة" من الغفوة التي المت بنا، فنحن ندعي الروحانية، ولكننا نسعى من وراءها إلى العالم مادي، أي نستخدم (كذبة) الروحانية التي نتغنى بها لكي نعوض بها النقص/الحاجة المادية التي نفتقدها، من هنا نحن لسنا روحانيين بل دعاه لها، نستخدمها كوسيلة لتحقيق هدف مادي، فالرواح يجب، أو من المفترض أن تتعلق بهدف روحي، لا بهدف مادي، من هنا فكرة الشرق الروحي والغرب المادي هي كذبة وليست حقيقة، وكافة المجتمعات لها مفاهيم مادية وأخرى روحية، والمقصود من وراء تقسيم المجتمعات بهذا الشكل، جعل كل طرف يستمر في الأخذ بهذه الكذبة، فهي بمثابة أفيون لكلا الطرفين، لكنها تكون أكثر ضررا بالشرقيين أكثر من الغربيين، فهم يمتلكون كل مقومات الحياة المادية ومن ثم يستطيعون أن يتنعموا بالروحانيات أكثر من أهل الشرق المحرومون من تلك الماديات.
ويستحضر الكاتب مقولة دارجة عندنا كثيرا جاءت على لسان "حسين هيكل" "من اعتز بغير الهه ذل، من افتقر لغير الله هان" هو تجميد لا قوة له لغلب المادية في الحياة الروحية وشؤونها في الوجود، هو ليس مبدأ روحيا إلا إذا حسبنا الروحيات قاصرة على الغيب" ص25، ف "سعادة" يعمل هنا على إزالة كل الافكار التي تجمد الأرادة وتجعلها ساكنة، ويرد أن يفجر الطاقة الكامنة فينا، بحيث لا نعود نعتمد إلا على قدرتنا الذاتية، فالله وما يحمل من معاني لا يدعو إلى الخمول والتواكل، بل إلى الأخذ بالاسباب لكي ينعم الإنسان بالحياة وهذا ما وأضحه لنا في قوله: "فليس في سنة المسح ولا في سنة الرسول، إذا أخذت كلها، ما يمنع "تحسين الخليقة" وليست اعتقد أن تعاليم بوذا ولاتسو أنشئت بقصد منع التفكير في "تحسين الخليقة" ولكن العقلية الشرقية التي عجزت عن حل قيود الروح المادية بنظرة إلى الحياة والكون فاهمة، هي التي وقفت عند "أحكام" الفلسفات الدينية وتعليلاتها الافتراضية المستندة إلى "قوة أكبر منها" حددتها الفلسفات تحديدات متباينة جعلت الخالق الواحد "ينزل" تعاليم غير واحدة فيما يختص بالحياة الإنسانية ضمن الوجود وقبل "الفناء" في وحدة الوجود" ص 26 و27، تأكيد على أن ما وراء العجز والخمول هو فكرة زائفة، غير مفهومة في حقيقة الأمر، لكن جهل طريقة العمل للحصول على الرفاهية المادية مقترن بالعجز الفكري، بالنوم/السبات الفكري الذي لا يريدنا أن نتحرر من فكرة التواكل، وكأن الشرق "المتواكلون" الذين يتخذون لأنفسهم هذه العبارة: "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" جدارا مانعا للتفكير اولا، والعمل ثانيا. فسعادة ليس برجل دين، لكنه يرد على الطرح الديني، يرد على الأفكار الدينية التي تحول دون تحرر الإنسان، وتحد من انطلاقته نحو الأفضل.
بعد هذا التحليل لواقع الحياة في الشرق، والكيفية التي يفكر بها الخاملون ينتقل سعادة من جديد إلى محور البحث "الأدب والفنون" فبحثه متعلق بهما وليس في الأديان أو المفاهيم الدارجة، لكنه أراد من خلال الحديث عن الأفكار توضيح حقيقة مادية متعلقة بالأدب والفنون، والتي يجملها لنا بهذا القول: "فالأدب ليس الفكر عينه وليس الشعور بالذات، ولذلك أقول أن التجديد في الأدب هو مسبب لا سبب ـ هو نتيجة حصول التجديد أو التغير في الفكر وفي الشعورـ في الحياة وفي النظرة إلى الحياة، هو نتيجة حصول ثورة روحية، مادية، اجتماعية سياسية تغير حياة شعب بأسرة وأوضاع حياته وتفتح آفاقا جديدة للفكر وطرائقه وللشعور ومناحيه" ص 31، هنا مربط الفرس، هنا تم تحديد المشكلة وطرح الحل، وهنا نكتشف حقيقة التجديد الروحي والمادي، وعلاقتهما بالتجديد الأدبي، الذي نحن جميعا في امس الحاجة إليه لكننا نخدر/نموت/ننوم أنفسنا بكذبة "الشرق الروحي والغرب المادي، الشرق شرق والغرب غرب" مثل هذه الأفكار ينسفها "سعادة" من جذورها، فهي ليست لها وجود إلا عند الموتى والنيام، أما من يسعى إلى تطوير ذاته إن كان فرادا أو جماعية فعليهم أن يأخذوا بأسباب التقدم المادي أولا، حتى ينهضوا في المسائل الروحية لاحقا.
وينقلنا "سعادة" إلى فكرة التمايز بين الأديب والمفكر، فيقول عنهما: "الأديب والشاعر والممثل هم أبناء بيئاتهم ويتأثرون بها تأثيرا كبيرا ويتأثرون كثيرا بالحالة بالراهنة الاجتماعية ـ الاقتصادية ـ الروحية والفنان المبدع والفيلسوف هما اللذان لهما القدرة على الانفلات من الزمن والمكان وتخطيط حياة جديدة ورسم مثل عليا بديعة لأمته بأسرها، ولا يقدر على ذلك الأديب الذي وقف عند حد الأدب والصور الجزئية التي تشتمل عليها صناعته" ص 32، هنا تم تحديد فاعلية الأديب والمفكر، فلكلا منهما طريقه، لكن قد يكون هناك من يجمع بين الأدب والفكر، وهنا تكون العبقرية، المفكر هو الأفضل، هو الذي يمنح رؤية جديدة للحياة، هو الذي يجعل الأمل حاضرا ومؤثرا في الأفراد والمجتمع.
ويقدم لنا "سعادة" خلاصة فكره عن الأدب والفن بهذه الكلمات: "فالأدب والفن لا يمكن أن يتغيرا أو يتجددا إلا بنشوة نظرة فلسفية جديدة يتناولان قضاياها الكبرى، أي قضايا الحياة والكون والفن التي تشمل عليها هذه النظرة، فالقيمة الأدبية أو الفنية ليست في هوية الموضوع أو "جنسيته" الموضوع، بل في القضايا التي تنطوي عليها الموضوع وفي كيفية معالجة القضايا وفي النتائج الروحية الحاصلة في المعالجة" ص48، بهذه الخلاصة يمكننا أن نفتح بابا يمكننا من خلاله أن نضع أقدمنا في التطور والرقي الأدبي والفني، فلست زخرفة الكلمات/لغة النص، أو الحبكة وقدرة الكاتب على إمتاع المتلقي للنص واعجابه بالأحداث هي المهمة والأساس في تطوير الأدب، بل قدرة هذا النص على حمل أفكار/قضايا يحملها لكي يحرر ذات المتلقي من أفكر يقينية، راسخة تمثل مسلمات له، فشرط التجديد في الأدب أن يحرك الساكن فينا، ويجعله فاعلا ومؤثرا، تأثيرا فكريا وفعلا إيجابيا، وبهذا نستطيع أن نربط ـ ليس ربطا آليا ـ التجديد/تطوير الأدب في أي مجتمع بالقضايا الإنسانية التي يحملها ويطرحها.

الكتاب يمكن تحمليه من خلال هذا الموقع: http://www.hindawi.org : الموقع الإلكترو

[email protected] : البريد الإلكتروني



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في رواية -ثمنا للشمس- عائشة عودة
- الفلسطيني والاحتلال في رواية -أحلام بالحرية- عائشة عودة
- دوافع المقاومة في رواية -أحلام بالحرية- عائشة عودة
- النخب العربية
- الطاعون
- التعريف والتنوع في ديوان -طقوس المرة الأولى- باسم الخندقجي
- مجموعة -امرأة بطعم الموت- أماني الجنيدي
- إلى من يتجنى على مفتي فلسطين
- دفاعا عن مفتي فلسطين
- الصراع في مسرحية -بيجماليون- توفيق الحكيم
- بجامليون في رواية -العطر- باتريك زوسكيند
- حل المشلكة اليهودية
- الشاعر منصور الريكان وألم المخاض في قصيدة -الأماني الضائعة-
- الواقع الفلسطيني بعد أوسلو في رواية -آخر القرن- أحمد رفيق عو ...
- التجربة الأولى في ديوان -سجينيوس- جمعة الرفاعي
- إلغاء الأخر في رواية -أمهات في مدافن الأحياء- وليد الهودلي
- هيمنة الثقافة الشخصية في رواية -الشعاع القادم من الجموب- ولي ...
- عبور الزمن والجغرافيا في رواية -بلاد البحر- احمد رفيق عوض
- الهروب من الماضي في رواية -القادم من القيامة- وليد الشرفا
- الابداع النثري في -من طقوس القهوة المرة-


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - انطون سعادة في كتاب -الصراع الفكري في الأدب السوري-