أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الابداع النثري في -من طقوس القهوة المرة-















المزيد.....

الابداع النثري في -من طقوس القهوة المرة-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4933 - 2015 / 9 / 22 - 16:31
المحور: الادب والفن
    


الابداع النثري في "من طقوس القهوة المرة"
فراس حج محمد
في عصر النت وسرعة تناقل المعلومة اتجه بعض كتابنا الى النثر، فهو يواكب متطلب العصر، حيث يعزف الكثيرون عن الاعمال الادبية الكبيرة مثل الروايات والمجموعات القصصية، فكان لا بد من مخاطبة هذا الجمهور بالطريقة التي يريد.
ما يحسب لهذه المجموعة من النصوص أنها بغالبيتها تتحدث عن القهوة، او تجعل القهوة عنصر من الحدث، وهذا ليس بالأمر اليسير، حيث قدم لنا الكاتب ما يتجاوز230 صفحة وبعدد مواضيع تجاوز الخمسين، في مجملها تطرق الى ذكر القهوة، وهذا يشير الى قدرته على السرد واستحضار الافكار.
وما يميز هذه المجموعة عن سابقاتها من النصوص النثرية، انها كانت تتسم بالنضوج النفسي، ولا اقول بالنضوج الادبي او اللغوي، ففي "رسائل الى شهرزاد" كان شخصية المراهق هي المهيمن على النص، رغم ان اللغة كانت جيدة، لكن المشاعر/نفسية الراوي كانت في غالبيتها تشير الى حالة مراهق، أما هنا في مجموعة "من طقوس القهوة المرة" فكان الراوي شخصية ناضجة تعيش حالة الحب، الحب في حالة النضوج والوعي، وليس الحب بطريقة المراهق الذي لا يعرف إلا الابيض او الأسود فهنا كان الراوي حتى في حالة تعثره عاطفيا كان يتكلم بطريقة متزنة وعقلانية.
سنحاول ابراز بعض ما في هذه النصوص من جمالية ادبية وأفكار وتأثيرات، فالكاتب "فراس حج محمد" يتميز بوجود تأثرات/اقتباسات/محاكاة للنص القرآني فيما يكتب، إن كان شعرا أم نثرا، فهناك مجموعة من العبارات وللكلمات تشير الى هذه المسألة، فيقول في صفحة 36: "لماذا تتوقعين أنني قد أنكص على عقبي؟" فهي تحاكي الآية من سورة آل عمران " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ"(144) ويقول: "والقهوة شرابا عذبا سلسبيلا سائغا" ص54، وهي تحاكي الآية التالية من سورة النحل " وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ-;- نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ (66(

ويقول "خذي زينتك عند كل نظرة" والتي تحاكي الآية "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ-;- إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) (الأعراف)
وهناك العديد من الشواهد التي تشير الى الثقافة القرآنية التي تفرض نفسها على الشاعر، والمتتبع لهذه تأثيرات في المجموعة يجدها تأتي مع السياق، وبشكل انسيابي، وتكون مناسبة وتخدم المعنى وتعطيه بعدا جماليا وأدبيا، فكل ما جاء من تأثر يحسب للنص وللشاعر الذي يقدم ما عنده من ثقافة بشكل انسيابي، فلا يشعر المتلقي بأنها قد اقحمت في النص، بل هي تأتي بشكل عادي وطبيعي.
تأثير الكاتب بفيروز كان في اكثر من موضع، فيقول عنها: "فيروز بصوتها قائلة: "يا جبل اللي بعيد خلفك حبايبنا" ص103، ويقول عنها ايضا: "حبيتك والشوق إنقال وليلات الحلوة عالبال" ص117، لا شك أن فيروز لها مكانتها في الثقافة العربية، من هنا الشاعر يدعونا الى التريث عندها والاستمتاع والتمعن بما تقدمه لنا من غناء.
وهناك حضور لمحمود درويش الذي استعان به الكاتب فقال: "لماذا تركت الفنجان فارغا" ص33 كمحاكاة لاسم الديوان "لماذا تركت الحصان وحيدا" ويستحضر ايضا ديوان "أثر الفراشة"، فمحمود درويش لم يترك شاعرا دون أن يـرك أثرا فيه، فهو كالهواء الذي نتنفسه ،لا بد أن يحمل فايروس ما، طبعا هذا يشير الى اتساع الثقافة التي يتمتع بها الشاعر، فهو تأثر بالقرآن الكريم وبدرويش وبفيروز بالأخطل الصغير، وكل هذا يشير الى سعة اطلاعه وتنوع مصادره الثقافية، فهي ليس ثقافة أحادية الاتجاه/القطب، بل متنوعة ومتشعبة، فهو يأخذ من هذا ومن ذاك، فلا يضع قيودا على أيا من مصادر الثقافة.
الماء ودوره في الحياة الانسانية وما يمثله من عنصر اساسي في الديانات الوثنية والسماوية والمعتقدات الإنسانية يفرض وجوده في النص، وكما قلنا في ديوان "أنت وحدك أغنية" بان الشاعر يستخدم الماء لينوب عنه فيما يريده من المرأة، فها هو يؤكد هذا الامر فيقول:
"ـ أين كنتي؟
ـ إنه امر خاص
ـ هل لي أن احزر؟
ـ بالتأكيد، إن كنت تستطيع
ـ كنت في عناق مع الماء" ص191و192، فهنا يريد الراوي أن يصرح بحاجة الأنثى العاطفية، وأهمية وجود نظيرها، الرجل، ولكنه لم يكن ليجرؤ على الوضوح المباشر، فستخدم الماء كإشارة الى هذه المسألة.
وكتأكيد لهذه الإنابة يقول: "ـ سأدخلك فيه ولن ادعك تغرقين إلا بقدر ما يحتاجك البحر إليه لتغسلي ملوحة مائه" ص32، فهنا قلب/حول/بدل الكاتب دور الماء، وجعل الأنثى هي من سيغسل/ينظف/يزيل ملوحة الماء من البحر، وهذا طرح يحمل المجاز/الرمز/إشارة الى حاجة البحر/الراوي الى أن يغتسل بجسد المرأة، بحيث يصبح إنسانا كاملا وطاهرا، فقد تعمد بماء المرأة وتقدس بجسدها وزار معبدها.

هناك بعض النصوص كانت متماثلة في طرحها، واحيانا كانت تقدم الحدث من زاويتين، لكنه حدث واحد كما في "لماذا أرادت فنجانا من القهوة فارغا" و "عندما يحاول القراء الإجابة" فهما طرحا عين الموضوع ولكن من زاويتين، وفي "ألا يكفيك جنونا يا أبي "وبعض الرسائل قاتل يا عزيزي" قدم الحدث الاول من زاوية الابن، والثاني من زاوية الأم/الزوجة، وهنا لا بد من التذكير بان الكاتب أكد التقديم/الطرح/الصورة السلبية للأب، فكما هو الحال عند غالبية الكتاب يقدمون الأب بصورة سلبية والأم بالإيجابية، اكد لنا الكاتب على هذه المسألة، فليس صدفة أن يكون الأب/النظام هو السلبي في المطلق، بينما تكون الأم/أنا الشعب هو الإيجابي.
وفي "في مكتب والدها، سيناريو محتمل" وهذا هو السيناريو الذي كان" قدم لنا الكاتب الحدث الاول من منظور الحبيب الذي جاء يطلب يد الحبيبة من والدها، والثاني من منظور الحبيبة، ومثل هذه الثنائية تشير الى قدرة الكاتب على السرد، والكتابة من زوايا متعددة بمعنى قدرته على الكتابة الروائية.
الوقت في هذه المجموعة كان إما صباحا او مساءا، فالعديد من النصوص حملت معنى "قهوة بنكهة صباحك" ص56، الجغرافيا كانت مخفية، ليس لها حضور بشكل شبه مطلق، وإذا ما استثنينا عنوان "يكاد يقتلنا الشوق يا سوريا الحبيبة" نكون ضمن نصوص قد تجاوزت الجغرافيا تماما، وتحدثت عن هموم ومشاعر شخصية.
في نهاية المجموعة قدم لنا الكاتب خلاصة تجربته في الحياة، على شكل مقولات اقرب الى الحكم وعددها 150 عبارة، وهنا نقتبس البعض منها: "هل من قسوة أشد من أن تسلم حياتك لغيرك؟ ولا تجد من يربت على كتفيك وقت التعب" ص208، "نشتاق للعناق، فيردنا سيف من عيون الآخرين" ص210 "لا شيء يعادل قلب طفل غير ملوث بالانتقام" ص219، بهذا يكون الشاعر قد قدم لنا شكل جديد من الكتابة، يتناسب والعصر، ويلبي طموح جمهور النت، لكن هذا لم يكن حائلا دون تقديم نصوص جيدة وتسهم في رفع الثقافة الادبية لذلك الجمهور.
المجموعة من منشورات دار غراب، القاهرة، طبعى اولى 2013



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية -الهنود- أرثر كوبيت
- تألق الشاعر فراس حج محمد في ديوان -وأنت وحدك أغنية-
- قصيدة -في حضرة الإمام- منصور الريكان
- -لا شيء يشبه المسيح- سعيد حاشوش
- الاعتذار من الأستاذ سامي لبيب
- تقمص شخصية المراهق في -رسائل إلى شهرزاد- فراس حج محمد
- سامي لبيب ملكي أكثر من الملك
- العقل العربي والردة
- الهم الاقتصادي للمواطن العراقي في رواية - خسوف برهان الكتبي- ...
- كتاب كبار صغار
- أخطاء الحكيم البابلي
- -دوائر العطش- فراس حج علي
- سقوط طفل يوازي سقوط بغداد
- صراع المقدس والإنساني في مسرحة -أهل الكهف- توفيق الحكيم
- ديوان -مزاج غزة العاصف- فراس حج علي
- -غاندي والحركة الهندية- سلامة موسى
- العامة والخاصة في مسرحية -الكراكي- نور الدين فارس
- الإخوان والجبهة ما بين كنفاني ومرمره
- منصور الريكان روح العراق
- الفساد يستشري


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الابداع النثري في -من طقوس القهوة المرة-