أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - قصيدة -في حضرة الإمام- منصور الريكان














المزيد.....

قصيدة -في حضرة الإمام- منصور الريكان


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 13 - 16:36
المحور: الادب والفن
    


قصيدة "في حضرة الإمام"
منصور الريكان
ما يحسب لهذا الشاعر أولا: إصراره على التمرد، الثورة، الوقوف مع العراق والعراقيين مهما كانت الأوضاع سيئة، وثانيا: امتلاكه للإيمان، الذي نفتقده نحن عند الأزمات، فنمسى اقرب الى الكفر والقنوط منا الى الايمان، وثالثا: قدرته على استخدم لغة أدبية تتناسب ومفهوم الجماهير، بحيث يرفع من وعيها بحقيقة ما يجري على الأرض، وفي ذات الوقت دفاعها نحو التغير والتمرد ورفض الواقع، ورابعا: استحضار المفاهيم الشعبية والدينية التي تخدم الفكرة/النص وتجعل من القصيدة ما يشبه البيان السياسي التحريضي.
يبدأ الشاعر قصيدته بواقعه تجلب انتباه المستمع/القارئ من خلال رهبة المكان فيقول:
"وبلا اعتراض تفز ذاكرتي ويغويني الموله بالنذورْ
لمقام سيدنا الإمامْ"
فهنا يتقرب الشاعر كحال المواطن العادي من المقدس/الإمام، فهو مؤمن به، ويشارك الجماهير هذا الايمان، بمعنى أنه منها وينتمي إليها، فنجده يشاركها طقوسها ومعتقداتها.
وبعد هذا التقرب من الإمام والجماهير معا، نجده يستخدم صوت الإمام كمحرض للشاعر قبل أن يكون للجماهير، فلكي تتقدم الجماهير إلى الأمام لا بد من أن يخاطبها شخص تحترمه وتقدره، من هنا يقول على لسان الإمام:
" وأراه يصدح ياولدْ
قم من هنا واستر خطاك بالبلدْ
أنت الذي جارت عليك نوائب وافضح جميع من فسدْ
وأغلق ببوحك سفرهم متمرسون وقاتلون"
اهمية أن تكون الدعوة للثورة والتفاعل مع الأحدث على لسان الإمام لتأخذ بعدا أعمق وأرسخ في الجماهير، كان لا بد أن يخاطبها من تجده كاملا/مقدسا، فلم يجد الشاعر غير مثالها المقدس الإمام.
بعد أن يقنع الجماهير بكلام الإمام يبدأ هو في الحديث كتأكيد وتوضيح لما يجب القيام به فيقول:
"يا ربنا الأوغاد قد حكموا بإسم الدين قد سرقوا العبادْ"
فكأن الشاعر هنا يدعونا لنفرق بين الإيمان/الدين ورجال الدين، فهو يستعين بالله في محاربة المقنعين بلباس الدين، وهذا يحسب له حيث أنه لم ينزلق نحو الجمع بينهما، فالدين يبقى صافي نفي، أما لباس رجال الدين فهو الخداع والسرقة للوطن والمواطن، ورغم هول المصيبة التي اوقعها المتلبسون بثياب الدين في الواطن والمواطن اصر الشاعر على ضرورة تبيان حقيقة المنافقين وتجار الدين للجماهير. وهنا حقق هدفين مهمين معا، الأول تعرية المخادعين، والثاني بقاء مفهوم الدين نقيا صافيا عند الجماهير.
الشطرة الثالثة من القصيدة خرج الشاعر عن الواقع وقدم فكرة رمزية، من خلال استحضار الحمام فقال:
"فوجئنا بيد تمتد تقبل شهيد الحرب إذ ينهض ويصير حمامة طارت حطت فوق المئذنة"
جاء استخدم الرمز، الموروث الديني والشعبي لرمزية الحمام ليضفي لمسة ناعمة على والواقع، وايضا ليكون قريبا من المفهوم الشعبي للجماهير فخاطبهم بالغتهم التي يفهمونها، فتم استخدام الفكرة الدينية/الشعبية عن الشهيد، وكعادة الشاعر الذي لا يتخلى عن فكرة الامل والتقدم نحو الخلاص مهما كان الحال بائسا، يختم قصيدته قائلا على لسان الحمام: "ويقول سلاماً للشعب الطيب والوطن المقتولْ
من شرذمة باعتك بسم المسؤولْ
سلامُ ..... سلامْ"
بهذا الختام يؤكد لنا الشاعر اهمية استخدام اللغة القريبة من الجماهير، والتي تجعلها تندفع اكثر نحو التمرد، ولكن بمفهوم وفكر ووعي لما يجري، فلا تكون مجرد آلة تنفذ بلا فكر ولا هدف.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -لا شيء يشبه المسيح- سعيد حاشوش
- الاعتذار من الأستاذ سامي لبيب
- تقمص شخصية المراهق في -رسائل إلى شهرزاد- فراس حج محمد
- سامي لبيب ملكي أكثر من الملك
- العقل العربي والردة
- الهم الاقتصادي للمواطن العراقي في رواية - خسوف برهان الكتبي- ...
- كتاب كبار صغار
- أخطاء الحكيم البابلي
- -دوائر العطش- فراس حج علي
- سقوط طفل يوازي سقوط بغداد
- صراع المقدس والإنساني في مسرحة -أهل الكهف- توفيق الحكيم
- ديوان -مزاج غزة العاصف- فراس حج علي
- -غاندي والحركة الهندية- سلامة موسى
- العامة والخاصة في مسرحية -الكراكي- نور الدين فارس
- الإخوان والجبهة ما بين كنفاني ومرمره
- منصور الريكان روح العراق
- الفساد يستشري
- رواية -التمثال- سعيد حاشوش
- رواية -سوسروقة خلف الضباب- زهرة عمر
- التكفير مرة ثانية -إلى الأستاذ فؤاد النمري-


المزيد.....




- تايلور سويفت تُعلن عن ألبومها الجديد -The Life of a Showgirl ...
- هل هناك إشارات صهيونية في أدب كافكا؟
- تحولات الهوية الثقافية الكردية في سوريا.. من القمع إلى التأص ...
- سوزان بريسو تروي عن طه حسين الذي غيّر حياتها وألهم العالم
- -كانت تدغدغني-.. شاهد حشرة تزحف على جينيفر لوبيز خلال عرضها ...
- سوزان طه حسين: الحب الذي أضاء ظلام عميد الأدب العربي رغم اخت ...
- فنان سوداني لاجئ يصرخ في وجه العالم.. -لماذا يهملوننا-؟
- رواية كردية شهيرة
- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - قصيدة -في حضرة الإمام- منصور الريكان