أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - دور الفنان في المطالبة بالإصلاحات والدولة المدنية














المزيد.....

دور الفنان في المطالبة بالإصلاحات والدولة المدنية


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4996 - 2015 / 11 / 25 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أغلب المجتمعات الحية التي تتصل بالثقافة والفنون اتصالا وثيقا تجد أن للفنون بصورة عامة حصة الأسد من الاهتمام والعناية فالفن في مجتمع مثل المجتمع العراقي يسجل تأريخا عريقا ابتداء من العصور القديمة البابلية والسومرية والآشورية، وليس انتهاءً بالعصر العباسي وإبداعاته في الموسيقى والأدب والغناء والإبداعات المعمارية حيث ازدهرت تلك الفنون وفنون أخرى تمثلت في الزخرفة والخط العربي، وبالمجمل فإن الفنون محط اهتمام المجتمعات المترفة المرفهة ، مع أن القهر والحرمان يعدان من أهم محفزات الإبداع الأدبي والفني بصيغة الاحتجاج والرفض ومحاولة التغيير، ولم تزل المعاناة تخلق المبدعين لأن تحفيز المشاعر الإنسانية سلبا أو إيجابا يدعوا إلى الإنتاج الأدبي الفني المتميز، ولا يخفى على الجميع ما للفن والفنانين من دور مهم وحيوي في نشر الوعي والحب والجمال وكل المشاعر الايجابية التي تبعث في النفس البشرية روح الإبداع والتحرر والوعي والثورة في أحيان كثيرة. وقد عانى الفنان العراقي كحال غيره من أبناء الشعب العراقي كل التداعيات التي نتجت عن التصرفات الارتجالية للحكومات العراقية المتعاقبة على نهب أموال العراق وانتهاك حقوقه المدنية،فهو أكثر من غيره من تأثر أيام الحصار الاقتصادي الجائر على العراق لفقدانه التواصل مع الحركة الفنية العربية والإقليمية والعالمية وانقطاعه عن كل جديد يطرأ على ساحة الفن وما أكثره!
فقد تأثر الفن العراقي الذي كان رائدا في المنطقة والعالم بذلك التغييب المقصود ومنعه من ممارسة دوره في إثراء الثقافة العربية والعالمية، ولم يزل الفنان العراقي منذ أواسط القرن الفائت يعاني كبت إبداعه ومحاربة فكر التحرر والتجديد لديه من اجل تقييده بضوابط تحدد مساره وتمنعه من الإبداع التثقيفي الذي يعود أثره على المواطن وهذا ما لا ترضاه الحكومات الاستبدادية الرجعية لاعتمادها الدكتاتورية والشمولية، اللتين تقتضيان شعوبا منعزلة متخلفة يسهل قيادها، وقد آن الأوان وطفح كيل الصبر وبلغ السيل الزبى في هذا الواقع المرير الذي يكابده العراق، فوجب على الفنانين تحديدا أن يكون في مقدمة صفوف المتظاهرين المطالبين بإصلاح الواقع العراقي من الأداء الحكومي المتعثر في كل المجالات ولا استثني منها مجالا، فآخر ما ابتدعته الجهات المحسوبة على الحكومة مثل مديرية تربية الكرخ الثانية التي قررت ما ليس من صلاحياتها، إذ قامت أخيرا بإصدار قرار يقضي بعزل أساتذة معاهد الفنون الجميلة فلا يدرس مدرس ذكر في معهد للبنات كما لا تدرس مدرسة أنثى في معهد للبنين، هذا التجاوز المدني على قطاع مهم من قطاعات الثقافة في البلد ، علما أن اغلب المدرسين والمدرسات من فناني العراق المعروفين على مستوى البلد والدول العربية وقد تجاوز اغلبهم الأربعين من العمر، وما هذا القرار إلا صورة من صور التخلف الثقافي الذي صار ظاهرة مخزية في كيان الكادر الحكومي الذي استولى على المناصب المهمة في الدولة وفق الانتماء الحزبي والطائفي كنتيجة طبيعية للمحاصصة الطائفية التي دمرت وتدمر مقدرات العراق إذ يتحكم في مقدراته وأمواله وثرواته الفاسدون الذين نهبوا خيرات البلد، ولا يليق بحال من الأحوال ببلد مثل العراق بطاقاته المخيفة من الكفاءات والطاقات العلمية والأدبية أن تتولى المناصب الحساسة في شخصيات لا تملك من امتيازات سوى انتمائها الطائفي أو الحزبي بينما تهمش كفاءاته العلمية والفنية والأدبية متروكون على الهامش أو مهجرون في المنافي والمهاجر، إنها الدولة المدنية سادتي هي المنقذ والمخلص من هذا الواقع المأساوي الأليم الذي لا يليق بشعب كالشعب العراقي العظيم شعب الحضارات والعلوم والفنون والأدب والجمال .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المنظومة الدينية في نشر ثقافة الدولة المدنية
- ممثلو الشعب والدولة المدنية
- القوات الأمنية والتعامل الحضاري
- المرأة العراقية ودورها في الدولة المدنية
- تنمية روح المواطنة
- فصل الدين عن الدولة
- هل أن الدولة المدنية خيار مناسب للعراق ؟
- إشراك المكونات العراقية في عراق المستقبل
- النزاهة والدور المرتجى
- ثقافة قبول الآخر والدولة المدنية
- حماية الحريات الشخصية في الدستور العراقي
- الشفافية مصطلح أم أداة للبناء
- مطالب المتظاهرين وترتيب أولوياتها
- المثقف ودوره المفترض في الدولة المدنية
- الدولة المدنية وضبط السلاح السائب
- احترام حقوق الإنسان والدولة المدنية
- دور الإعلام في بناء الدولة المدنية
- المناهج الدراسية التعليمية ودورها في بناء الدولة المدنية
- المؤسسة العسكرية والانتماء الوطني
- دولة مواطنة لا دولة طوائف


المزيد.....




- احتجزوها خلال تصوير.. شاهد ما فعله ضباط الهجرة بأمريكا بمؤثر ...
- الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ...
- ترامب يعد بتعديل نظام الانتخابات بعد شهادة بوتين أنه تعرض لل ...
- القبض على عصابة حاولت سرقة ماسة وردية نادرة بـ 25 مليون دولا ...
- بدلة زيلينسكي ومدح زعماء أوروبيين لترامب.. أهم وأطرف المواقف ...
- بدءا من الخامسة صباحا.. نائبة مصرية تقترح تعديل مواعيد العمل ...
- جون بولتون: لماذا يُعد ترامب أسوأ مفاوض في العالم؟
- هل تنجح تركيا في فرض -نيكست سوشيال- كمنصة وطنية للسيادة الرق ...
- طموح مها الأكاديمي ينهار أمام الجوع والحصار في غزة
- ارتفاع عدد الشهداء في القطاع والاحتلال يقتل 28 طفلا يوميا


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - دور الفنان في المطالبة بالإصلاحات والدولة المدنية