أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فهد المضحكي - عن التنمية والعلم والثقافة!














المزيد.....

عن التنمية والعلم والثقافة!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4992 - 2015 / 11 / 21 - 09:51
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يقول بعض الاقتصاديين ان الاقتصاد الذي يحتوي على المزيد من الثقافة، فان التنمية الاقتصادية يمكنها ان ترتقي إلى أعلى المستويات، ويمكنها الحصول على التنمية المستدامة.
وبغض النظر عما يطرح من اسئلة حول هذه الرؤية، فان ثمة رؤى اجتماعية تناولت هذه المسألة من منطلق اجتماعي وسياسي.
ومن تلك الرؤى ووجهات النظر يقول المفكر محمد عابد الجابري: فإذا كانت التنمية هي «العلم حين يصبح ثقافة» فان التخلف سيكون هو «العلم حين ينفصل عن الثقافة» او هو «الثقافة حين لا يؤسسها العلم».
ويفسر الجابري ذلك بقوله إذا دققنا النظر قليلًا في واقع البلدان «النامية» – المتخلفة من منظور «التقدم» كما يتحدد اليوم في البلدان المتقدمة حين يندمج العلم فعلًا في الثقافة بمختلف مظاهرها ومستوياتها المادية والمعنوية «التصنيع والتنظيم والتخطيط والعقلانية.. الخ» فاننا سنجد فعلًا ان الظاهرة العامة التي تتلخص في معطيات التخلف في البلدان «النامية» هي انفصال العلم عن الثقافة: عدم اندماجه في حياة المجتمع المادية والفكرية والروحية.
في حين ان ما يؤكد عليه هو ان هذا الاستنتاج لا يعني ان «العلم» غائب عن هذه المجتمعات، بل هو حاضر بدرجة ما وبصورة ما، غير ان حضوره هو من نوع حضور الجسم الغريب لا يؤسسه ولا يتأسس به، انه ليس من نوع حضور الجسم الساري في محيطه، الفاعل فيه والمتفاعل معه.
وعن هذه الوضعية يقودنا الى رأي يقول فيه لنأخذ البلدان العربية مثلًا، وسواء اخترنا منها تلك التي تعاني من وضعية اقتصادية متأزمة تسودها البطالة وضعف القدرة الشرائية وتؤرقها الديون الخارجية او تلك التي تعيش نوعًا من الرفاه الاقتصادي الاستهلاكي بفضل عائدات النفط، فاننا سنجد في كلتا الحالتين ان «العلم» فيها سواء كمعارف أو كتقنيات وآلات، يشكل عالمًا يختلف تمامًا، بل ويتناقض مع عالم الثقافة السائدة: الثقافة بمعناها الواسع الذي يشكل السلوك والتقاليد والنظام الاجتماعي والسياسي والحياة الفكرية العقلية السائدة، والنتيجة قيام المجتمع على كتلة من المفارقات والتناقضات: التناقض بين السيارة التي من آخر طراز (مثلًا) وبين سلوك راكبها الذي مازال يحتفظ في مظهره ومخبره، بسلوك المتباهي المتسابق.. التناقض بين المكتبة الانيقة التي تغمرها الكتب المجلدة «الثمينة» ويتوسطها مكتب فخم واقلام نفيسة: وبين صاحبها الذي لا يدخلها الا حين يريد اطلاع زواره عليها وعلى مفاخرها.. دع عنك المستوى الفكري وطريقة التفكير جانبًا.
فظاهرة انفصال العلم عن الثقافة في المثال الثاني على سبيل المثال يكمن في المكتبة والكتب المجلدة الثمينة والاقلام النفيسة، اما الثقافة فيمثلها صاحبها الذي يتباهى بها دون ان يدخلها أو دون ان يقرأ!.
إذن نحن امام صورة تمثل انفصالا بين العلم وثقافته (المكتبة والكتب والأقلام) وبين الثقافة (الموجهة للفكر والسلوك).
قد نختلف معه أو نتفق، فانه يكمل هذا الطرح «إذا اتخذنا من هذا المثال ( نموذجًا) نقرأ على ضوئه علاقة العلم بالثقافة في مجتمعاتنا، فاننا نصل إلى ان واقعنا المادي والفكري هو عبارة عن نسخ متراكمة من هذا النموذج». ومن الامثلة ايضًا على انفصال العلم عن الثقافة في ميدان الفكر والايديولوجيا له رأي يتناسب مع تلك القضية المطروحة حول أحد مسببات التطرف الديني يقول فيه: ان الاحصائيات تشير إلى ان التطرف الديني عندنا يجد رجاله الصامدين في شباب كليات العلوم والمعاهد العلمية العليا اكثر مما يصادفهم في كليات الدراسات الدينية وكليات العلوم الانسانية الحديثة!.
لماذا؟
وعن هذا السؤال يجيب، لان الكليات والمعاهد العلمية عندنا تعطي طلابها العلم بدون ثقافة، ويأتي التطرف الديني يملأ الفراغ، ليقدم نفسه كثقافة.
ويعني بذلك ان تلك الكليات والمعاهد تقدم لطلابها العلم (قوانين) فقط، وليس كروح علمية تتميز أول ما تتميز بالمرونة والاخذ بالنسبية، والعلم كـ (قوانين) فقط يرسخ في الذهن الدوغماتية والنظرة الحدية المغلقة والشعور بامتلاك الحقيقة، ومن ثمة القابلية، للتعصب والتطرف ورفض الرأي المخالف!.
ويستمر موضحًا هذا الرأي، وإذا اضفنا إلى ذلك ان الثقافة التي يحملها طلاب العلوم إلى كلياتهم ومعاهدهم هي تلك التي تلقوها في البيت والمدرسة والمبنية على التلقين والتلقي والوثوقية، ادركنا السبب الذي يجعل الكليات العلمية والمعاهد المتخصصة التقنية مرتعًا للتطرف الديني وما يشابهه، هذا المثال في الحقيقة يجسد هو الآخر انفصال العلم عن الثقافة في مجتمعاتنا: فالعلم في وادٍ ومن وادٍ، والثقافة في وادٍ ومن وادٍ آخر.
فالمحصلة من ذلك ما لم نعمل على دمج العلم في ثقافتنا وربط ثقافتنا بالعلم فاننا لن نخطو الخطوة الحقيقية الأولى نحو التنمية. أما الغرب فيمكن القول بصدده – وهذا ما ينادي به مفكروه – انه ما لم يعمل على دمج الثقافة الانسانية في العلم وربط قيمه بها فانه لن يكتشف قط طريقة نحو حياة انسانية، حياة تجعل الانسان القيمة الأولى والأخيرة.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحفاظ على المال العام ومكافحة الفساد!
- عقود العمل المؤقتة.. ألبا أنموذجاً!
- إنها لعبة المصالح!
- جنوب شرق آسيا.. وحماية المصالح الأمريكية عسكرياً!
- جمعية المرأة البحرينية واحتفالية الاتحاد النسائي العالمي
- ماذا بعد التدابير الاقتصادية الجديدة؟
- سلمان
- غياب قانون مستنير للصحافة
- يوسف عبدالله يتيم والنقد الأدبي مخابرات الجماعة!
- مخابرات الجماعة!
- قانون الحماية من العنف الأسري
- محاربة الإرهاب والإصلاحات الداخلية!
- المجتمعات العربية والتعددية السياسية!
- إيران بعد الاتفاق النووي!
- مبادرة الغرير دعماً للتعليم والابتكار
- الدولة والدين في الاجتماع العربي الإسلامي
- نحو وحدة وطنية راسخة!
- خطاب الكراهية وتجديد الخطاب الديني
- أمريكا والتفرقة العنصرية!
- أشباح الماضي في الحاضر الإسلامي


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فهد المضحكي - عن التنمية والعلم والثقافة!