أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - أمريكا والتفرقة العنصرية!














المزيد.....

أمريكا والتفرقة العنصرية!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4850 - 2015 / 6 / 27 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد انقضت عقود على مكافحة العنصرية في امريكا وبالرغم من القوانين والتشريعات والنضال ضد كل انواع العنصرية والتمييز العنصري. فان امريكا اصبحت اليوم ساحة لمصادمات وحوادث عنصرية، وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك!
ويمكن القول بشكل عام ان للعنصرية جذور عميقة دفينة في النفوس والوعي بصورة يفتقد السيطرة عليها رغم التقدم الديمقراطي والاجتماعي والعلمي والثقافي والتكنولوجي!
نعم، رغم كل ذلك لم تستطع امريكا تجنب نار العنصرية المشتعلة أو مواجهة التفرقة العنصرية واجتثاث جذورها المتوغلة في اعماق وباطن المجتمع الذي شهد نضالات ابرزها نضالات محرر العبيد «ابراهام لينكولن» و»مارتن لوثر كنج» ضد العزل العرقي والتفرقة العنصرية، المرض العضال الذي تعانيه «امريكا» وهو صورة من صور الاعمال الارهابية ضد السود او الامريكان من اصول افريقية!
بالأمس شهدت مدينة فيرغسون بولاية ميزوري الامريكية اضطرابات واعمال عنف منذ مقتل شاب اسود برصاص شرطي ابيض في التاسع من اغسطس 2014 ومنذ ذلك الحين اصبحت تلك المدينة – كما وصفها تقرير سياسي الماني – بؤرة لتجدد الجدل حول قضية العنصرية والاختلاف الطبقي والاقتصادي في المجتمع الامريكي! ومن هنا يتساءل التقرير فاذا كان لا يقتصر عنف الشرطة الامريكية في اوساط السود في مدينة فيرغسون، فالاعتقالات في اوساط السود أكثر في بعض المناطق، رغم ان البيض يرتكبون مخالفات أكثر، فان أكثر ما يدفع للتساؤل: هل مازال التمييز العنصري حاضراً في امريكا؟
يقول الخبير الاجتماعي الامريكي هانت: ان ظاهرة عنف الشرطة الممارس على السود لها جذورها وخلفياتها، لدينا رئيس اسود لكن معظم الامريكيين السود يعانون حالياً من سوء الاحوال الاقتصادية أكثر مما كانوا عليه قبل 20 عاما، انهم مهمشون في جميع مجالات الحياة، فنسبة البطالة بينهم زادت خلال عقود الى ضعف نسبتها بين البيض، كما ان مدخولهم المالي اقل بنسبة الثلث من متوسط دخل الفرد في الولايات المتحدة، ونسبة السود الفقراء أكثر بثلاث مرات من البيض، كما ان الاعتقالات والعقوبات في اوساطهم أكثر لدى البيض!
وفي هذا الشهر شهدت امريكا مجزرة بحق السود في تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية، راح ضحيتها تسعة مواطنين امريكيين من اصول افريقية في كنيسة «ساوث كارولينا» وعن هذه الحادثة الاليمة قال الرئيس الامريكي اوباما: ان دوافع المعتدي تذكرنا بان العنصرية لا تزال متفشية، وعلينا ان نكافحها معاً.
وقال ايضا: ان هذه الجريمة التي وقعت في كنيسة للسود تثير بالطبع تساؤلات ازاء جزء اسود من تاريخنا، وهذه ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها كنائس للسود لهجمات، ونعرف ان الكراهية بين الاجناس والعقائد تمثل تهديداً خاصاً على ديمقراطيتنا ومثلنا.
ان العنصرية والكراهية والارهاب المسلح ضد السود يعد ارتداداً عن الديمقراطية وتهديداً للقيم الحضارية للمجتمع الامريكي، هكذا قال الرئيس اوباما عن حادثة الكنيسة العنصرية، ومثل هذه المخاوف التي اثارها الرئيس عن التفرقة العنصرية والتي عادت الى السطح من جديد، أو بالأحرى عادت في عهده مرة اخرى بعد اختفائها منذ 1964 «احتجاجات فيرغسون، بولتيمور بولاية ميريلاند، مجزرة تشارلستون» تعبر في الحقيقة عن ازمة ومأساة لخصها المحلل السياسي الامريكي «جيمس زغبي» قائلاً «في غضون العام الاول من رئاسة اوباما زاد عدد جماعات الكراهية التي تعمل داخل الولايات المتحدة بنسبة تزيد على 40 في المائة، وحدثت قفزة مأساوية في جرائم الكراهية ضد الامريكيين السود.
ولهذا يمكن القول انه رغم ما وصلت اليه الولايات المتحدة من تقدم وتطور على أكثر من صعيد، وهذه حقيقة لا يمكن طمسها او تغييبها – كما يفعل الفكر الاسلامي المتشدد المعادي لكل انجاز امريكي وللحضارة الغربية – فهى حاضرة في سجلات التفوق، فان ما يحدث من امراض واختلالات اجتماعية، وتناقضات وصراع طبقي، محتواها لا ينفصل عن الرأسمالية المتوحشة ولا عن السياسة البرجماتية «النفعية» التي تنتهجها الفلسفة الامريكية.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشباح الماضي في الحاضر الإسلامي
- عن واقع القراءة في المجتمعات العربية!
- الإرهاب وإزدواجية المعايير
- وجهة نظر واضحة وصريحة
- الدين العام
- متى يصدر للصحافة قانونها المستنير؟
- قضايا عمالية
- كوبا قلعة الصمود
- تجربة جديدة
- انتهاء ولاية الرئيس الأفقر في العالم!
- أمريكا تعيد تقسيم دول الشرق الأوسط في -البلاي استيشن-!
- الثقافة والتنمية
- ثقافة السلطة وسلطة الثقافة
- العمالة السائبة!
- تحية للمرأة في يومها العالمي
- اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية
- -التحرير- تبقى عالياً ومضيئة
- الأصولية الدينية بين كتب التراث والمشاريع الأميركية!
- وجوه في مصابيح الذاكرة
- تقرير ديوان الرقابة والمساءلة النيابية!


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - أمريكا والتفرقة العنصرية!